الجميل الفاضل يكتب:
صورة طبق الأصل
“لا أعرف جنرالا حشر نفسه، في جحر أضيق من خرم إبرة، كما فعل هذا الجنرال المغامر “عبدالفتاح البرهان”.
هو جحر مليء في الحقيقة علي ضيقه، بشتي أنواع الهوام، والأفاعي، والعقارب.
إذ كلما إستدار الرجل يمنة فح بوجهه ثعبان عربيد، او تطلع يسارا رأي شوكة عقرب نافرة، أو نظر الي أعلاه وجد مخلب نسر جارح يكاد يتخطفه، أو الي أدناه حيث “الحية الرقطاء” التي يعرفها وتعرفه، كجوع بطنها التي صارت بزوال ملكها خاوية.
في ذلك اليوم بقاعدة حطاب العسكرية بدا وكأن الجنرال قد أفاق، علي حقيقة بات يعلمها القاصي والداني، الا وهي حقيقة أن هذه الحية الماكرة، التي لعبت برأس الجيش، وأثقلت لسانه بلحن قولها الفج، قد اطبقت هي كذلك علي رقبته بسحرها، قبل ان تستدير حوله وعليه، تحاصره لثلاثين أو يزيد.
فقد أعترف في ذلك اليوم فقط، هذا الجنرال بعبء هذه اليد التي أثقلت كاهله بأوزارها قائلا: ” أقول كلام خاص إلى المؤتمر الوطني، والحركة الاسلامية: ارفعوا يدكم من الجيش، وابعدوا عنه وماتتضاروا وراهو، وياناس المؤتمر الوطني كفاكم 30 سنة، امشوا أدوا الناس فرصة معاكم، وماتعشموا الجيش يرجعكم تاني، وما تعشموا الناس تقيف معاكم تاني”.
ثم مضي برهان الي أن قال: “لن نسمح لأحد أن يختبئ خلف القوات المسلحة، الناس العايزين يضاروا خلف الجيش دا ماعندنا”.
المهم فقد صورت مأزق هذا الجنرال، لإحدي الفضائيات المحلية، في أول إسبوع للإنقلاب، بقولي: أن هذا الرجل قد تورط بسوء تقدير وتدبير، في حقل ألغام لا أول له ولا آخر.
بل قلت حينها قبل أكثر من عام تقريبا: أن قدم الرجل تدوس بفعل هذا الإنقلاب، لغما لن يسمح لها بالذهاب الي أمام، أو بالرجوع الي الوراء، أو حتي برفع هذه القدم العمياء عن لغم وطأته بليل، دون ثمن كبر أو صغر، لا محالة هي ستدفعه في النهاية طال الزمن أو قصر.
فمنذ الخامس والعشرين من إكتوبر (٢٠٢١) والي يومنا هذا، إرتقت أكثر من مائة روح طاهرة الي بارئها “الديان الذي لا يموت”، فضلا عن بضع آلاف لم تبرأ لهم جراح، أقعدت علتها بعضا منهم في ريعان شبابه عن التحرك والمسير، ذهبت بأطراف بعض، وأعين آخرين.
فالأقدار من شأنها أن تبقي العادين علي الناس، في غيهم سادرين، الي “حين السداد”، الذي يفرون من يومه وساعته ومكانه، ليلاقيهم بالضبط في عين ما يفرون اليه من مكان.
اذ كلما ظن جبار عنيد ان خلاصه في الإكثار من إزهاق الأرواح، وفي المزيد من سفك الدماء، بات هلاكه الذي يهرب منه، أقرب اليه من نجاته، التي يتوهم ان إفراطه في العنف والقتل يقربها اليه، بمظنة القدرة علي ردع واخافة الناس من مغبة الخروج والتظاهر والاحتجاج.
ربما لا يتذكر الفارون من القصاص، ان من بيده الأعمار قد قال: “قُلْ إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”.
٦ نوفمبر ٢٠٢٢
الوسومالاحتجاج التظاهر الثورة الجميل الفاضلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الاحتجاج التظاهر الثورة
إقرأ أيضاً:
قيادات عسكرية يمنية تبحث مع قائد “المركزية” الأمريكية جهود ردع هجمات الحوثيين
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
بحث الجنرال مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية مع رئيس أركان الجيش اليمني، الفريق أول صغير بن عزيز، تكثيف الجهود لمكافحة الهجمات البحرية للحوثيين المدعومين من إيران.
وقالت القيادة المركزية -في بيان مقتضب- إن الجنرال كوريلا، نفذ زيارة خلال الفترة من 16 ـ 22 نوفمبر الجاري، التقى خلالها الفريق بن صغير ومسؤولين سياسيين وعسكريين في قطر والبحرين والإمارات السعودية والأردن، على التوالي.
وحسب البيان فإن كوريلا ناقش الوضع في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، على وقع استمرار مليشيا الحوثي هجماتها على سفن الشحن وتهديد الملاحة الدولية.
وبحثت اللقاءات رؤى حول الحوثيين المدعومين من إيران وزيادة الجهود لمكافحة هجمات الحوثيين على السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر وباب المندب”.
وطبقا للبيان فإنه في الفترة من 16 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني، استضاف الجنرال كوريلا مؤتمر قادة القيادة المركزية الأمريكية في قاعدة العديد الجوية في قطر.
وناقش قادة من مكونات القيادة المركزية الأمريكية والقيادات التابعة لها، والوكالات المشتركة، وهيئة الأركان المشتركة، الحالة الأمنية الحالية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية، والفرص المتاحة لتعزيز التعاون الأمني، والجهود المبذولة لمواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة، مثل داعش والحوثيين المدعومين من إيران.
وذكر البيان أنه في الفترة من 20 إلى 21 نوفمبر، سافر الجنرال كوريلا إلى السعودية، حيث التقى بالجنرال فياض بن حامد الرويلي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية وكبار أركانه.
وناقش القادة التحديات الأمنية الإقليمية والفرص لتقليل التوترات وإعادة ضبطها في المنطقة.
وأثناء وجوده في السعودية، التقى الجنرال كوريلا أيضًا بالفريق أول صغير حمود أحمد عزيز، رئيس أركان القوات المسلحة اليمنية، الذي سافر من اليمن للزيارة.
كما ناقش القادة رؤى حول الحوثيين المدعومين من إيران وزيادة الجهود لمكافحة هجمات الحوثيين على السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر وباب المندب.