صحيفة التغيير السودانية:
2024-07-08@03:44:56 GMT

صورة طبق الأصل

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

صورة طبق الأصل

 

الجميل الفاضل يكتب:

صورة طبق الأصل

 

“لا أعرف جنرالا حشر نفسه، في جحر أضيق من خرم إبرة، كما فعل هذا الجنرال المغامر “عبدالفتاح البرهان”.

هو جحر مليء في الحقيقة علي ضيقه، بشتي أنواع الهوام، والأفاعي، والعقارب.

إذ كلما إستدار الرجل يمنة فح بوجهه ثعبان عربيد، او تطلع يسارا رأي شوكة عقرب نافرة، أو نظر الي أعلاه وجد مخلب نسر جارح يكاد يتخطفه، أو الي أدناه حيث “الحية الرقطاء” التي يعرفها وتعرفه، كجوع بطنها التي صارت بزوال ملكها خاوية.

في ذلك اليوم بقاعدة حطاب العسكرية بدا وكأن الجنرال قد أفاق، علي حقيقة بات يعلمها القاصي والداني، الا وهي حقيقة أن هذه الحية الماكرة، التي لعبت برأس الجيش، وأثقلت لسانه بلحن قولها الفج، قد اطبقت هي كذلك علي رقبته بسحرها، قبل ان تستدير حوله وعليه، تحاصره لثلاثين أو يزيد.

فقد أعترف في ذلك اليوم فقط، هذا الجنرال بعبء هذه اليد التي أثقلت كاهله بأوزارها قائلا: ” أقول كلام خاص إلى المؤتمر الوطني، والحركة الاسلامية: ارفعوا يدكم من الجيش، وابعدوا عنه وماتتضاروا وراهو، وياناس المؤتمر الوطني كفاكم 30 سنة، امشوا أدوا الناس فرصة معاكم، وماتعشموا الجيش يرجعكم تاني، وما تعشموا الناس تقيف معاكم تاني”.

ثم مضي برهان الي أن قال: “لن نسمح لأحد أن يختبئ خلف القوات المسلحة، الناس العايزين يضاروا خلف الجيش دا ماعندنا”.

المهم فقد صورت مأزق هذا الجنرال، لإحدي الفضائيات المحلية، في أول إسبوع للإنقلاب، بقولي: أن هذا الرجل قد تورط بسوء تقدير وتدبير، في حقل ألغام لا أول له ولا آخر.

بل قلت حينها قبل أكثر من عام تقريبا: أن قدم الرجل تدوس بفعل هذا الإنقلاب، لغما لن يسمح لها بالذهاب الي أمام، أو بالرجوع الي الوراء، أو حتي برفع هذه القدم العمياء عن لغم وطأته بليل، دون ثمن كبر أو صغر، لا محالة هي ستدفعه في النهاية طال الزمن أو قصر.

فمنذ الخامس والعشرين من إكتوبر (٢٠٢١) والي يومنا هذا، إرتقت أكثر من مائة روح طاهرة الي بارئها “الديان الذي لا يموت”، فضلا عن بضع آلاف لم تبرأ لهم جراح، أقعدت علتها بعضا منهم في ريعان شبابه عن التحرك والمسير، ذهبت بأطراف بعض، وأعين آخرين.

فالأقدار من شأنها أن تبقي العادين علي الناس، في غيهم سادرين، الي “حين السداد”، الذي يفرون من يومه وساعته ومكانه، ليلاقيهم بالضبط في عين ما يفرون اليه من مكان.

اذ كلما ظن جبار عنيد ان خلاصه في الإكثار من إزهاق الأرواح، وفي المزيد من سفك الدماء، بات هلاكه الذي يهرب منه، أقرب اليه من نجاته، التي يتوهم ان إفراطه في العنف والقتل يقربها اليه، بمظنة القدرة علي ردع واخافة الناس من مغبة الخروج والتظاهر والاحتجاج.

ربما لا يتذكر الفارون من القصاص، ان من بيده الأعمار قد قال: “قُلْ إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”.

 

٦ نوفمبر ٢٠٢٢

الوسومالاحتجاج التظاهر الثورة الجميل الفاضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاحتجاج التظاهر الثورة

إقرأ أيضاً:

غدًا.. حلقة خاصة بمناسبة رأس السنة الهجرية ببرنامج "واحد من الناس"

في حلقة خاصة بمناسبة رأس السنة الهجرية والتي تتخللها نسائم تلك الأيام الطيبة المباركة، يقدم الإعلامي د. عمرو الليثي فقرة خاصة عن  الأطفال الموهوبين في قراءة القرآن والخطابة. 

تفاصيل الحلقة

 

ويظهر خلال اللقاء ثلاث نماذج رائعة لأطفال، الطفلة جنى إيهاب والطفل منصور وحيد، والطفل عبد السلام محمد الملقب بالخطيب الصغير، والذين استطاعوا أن يحفظوا القران الكريم كاملًا، ومنهم الذي يقوم بتقليد أصوات كبار المقرئين والمشايخ باصواتهم العذبة 
ومنهم الذي يقدم الإنشاد بصورة مبهرة تفوق سنة، ومنهم القادر على الخطبة الدينية وطريقة إلقائها. 

وأيضًا يستضيف الليثي الشيخ أيمن أبو عمر والقارئ صلاح الجمل، وفقرة خاصة عن الحكم العطائية الجزء الثالث

مواعيد البرنامج 

 

ويذاع برنامج “واحد من الناس”، غدًا الاحد في تمام الساعة العاشرة مساءً على شاشة قناة الحياة. 

مقالات مشابهة

  • خبير: الإرهابيون في الأصل كانوا يعانون من التهميش الاقتصادي
  • أبو عبيدة.. البلاغة من فوهة البندقية
  • ايمان نمر: لا كرامة لشخص لا يملك رقعة جغرافية يكتبها كهوية
  • صحيفة إسرائيلية: صدر أمر بتفعيل بروتوكول هانيبال في 7 أكتوبر
  • تمرد "الحريدم".. هل هي آخر حروب إسرائيل؟!
  • غدًا.. حلقة خاصة بمناسبة رأس السنة الهجرية ببرنامج "واحد من الناس"
  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • حلقة خاصة بمناسبة رأس السنة الهجرية ببرنامج "واحد من الناس".. غدًا
  • هل فات علي البرهان أن يضع محتوى هذا البيت موضع التنفيذ : جزي الله الشدائد كل خير .. عرفت بها عدوي من صديقي !!..
  • نداء عاجل لقادة الجيش