صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-07@04:40:10 GMT

صورة طبق الأصل

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

صورة طبق الأصل

 

الجميل الفاضل يكتب:

صورة طبق الأصل

 

“لا أعرف جنرالا حشر نفسه، في جحر أضيق من خرم إبرة، كما فعل هذا الجنرال المغامر “عبدالفتاح البرهان”.

هو جحر مليء في الحقيقة علي ضيقه، بشتي أنواع الهوام، والأفاعي، والعقارب.

إذ كلما إستدار الرجل يمنة فح بوجهه ثعبان عربيد، او تطلع يسارا رأي شوكة عقرب نافرة، أو نظر الي أعلاه وجد مخلب نسر جارح يكاد يتخطفه، أو الي أدناه حيث “الحية الرقطاء” التي يعرفها وتعرفه، كجوع بطنها التي صارت بزوال ملكها خاوية.

في ذلك اليوم بقاعدة حطاب العسكرية بدا وكأن الجنرال قد أفاق، علي حقيقة بات يعلمها القاصي والداني، الا وهي حقيقة أن هذه الحية الماكرة، التي لعبت برأس الجيش، وأثقلت لسانه بلحن قولها الفج، قد اطبقت هي كذلك علي رقبته بسحرها، قبل ان تستدير حوله وعليه، تحاصره لثلاثين أو يزيد.

فقد أعترف في ذلك اليوم فقط، هذا الجنرال بعبء هذه اليد التي أثقلت كاهله بأوزارها قائلا: ” أقول كلام خاص إلى المؤتمر الوطني، والحركة الاسلامية: ارفعوا يدكم من الجيش، وابعدوا عنه وماتتضاروا وراهو، وياناس المؤتمر الوطني كفاكم 30 سنة، امشوا أدوا الناس فرصة معاكم، وماتعشموا الجيش يرجعكم تاني، وما تعشموا الناس تقيف معاكم تاني”.

ثم مضي برهان الي أن قال: “لن نسمح لأحد أن يختبئ خلف القوات المسلحة، الناس العايزين يضاروا خلف الجيش دا ماعندنا”.

المهم فقد صورت مأزق هذا الجنرال، لإحدي الفضائيات المحلية، في أول إسبوع للإنقلاب، بقولي: أن هذا الرجل قد تورط بسوء تقدير وتدبير، في حقل ألغام لا أول له ولا آخر.

بل قلت حينها قبل أكثر من عام تقريبا: أن قدم الرجل تدوس بفعل هذا الإنقلاب، لغما لن يسمح لها بالذهاب الي أمام، أو بالرجوع الي الوراء، أو حتي برفع هذه القدم العمياء عن لغم وطأته بليل، دون ثمن كبر أو صغر، لا محالة هي ستدفعه في النهاية طال الزمن أو قصر.

فمنذ الخامس والعشرين من إكتوبر (٢٠٢١) والي يومنا هذا، إرتقت أكثر من مائة روح طاهرة الي بارئها “الديان الذي لا يموت”، فضلا عن بضع آلاف لم تبرأ لهم جراح، أقعدت علتها بعضا منهم في ريعان شبابه عن التحرك والمسير، ذهبت بأطراف بعض، وأعين آخرين.

فالأقدار من شأنها أن تبقي العادين علي الناس، في غيهم سادرين، الي “حين السداد”، الذي يفرون من يومه وساعته ومكانه، ليلاقيهم بالضبط في عين ما يفرون اليه من مكان.

اذ كلما ظن جبار عنيد ان خلاصه في الإكثار من إزهاق الأرواح، وفي المزيد من سفك الدماء، بات هلاكه الذي يهرب منه، أقرب اليه من نجاته، التي يتوهم ان إفراطه في العنف والقتل يقربها اليه، بمظنة القدرة علي ردع واخافة الناس من مغبة الخروج والتظاهر والاحتجاج.

ربما لا يتذكر الفارون من القصاص، ان من بيده الأعمار قد قال: “قُلْ إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِى تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”.

 

٦ نوفمبر ٢٠٢٢

الوسومالاحتجاج التظاهر الثورة الجميل الفاضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاحتجاج التظاهر الثورة

إقرأ أيضاً:

صورة جديدة للجيش السوداني وللدولة في أذهان الشعوب وربما في العالم

يجري الآن تكوين صورة جديدة للجيش السوداني وللدولة السودانية في أذهان الشعوب والدول المجاورة وربما في العالم.

ولكن أيضا نظرة السوداني تجاه نفسه ستزداد ثقة وعزة وقوة بعد هذه الحرب.
كل من تابع الحرب من الدول المجاورة وكيف تغيرت الموازين وكيف استطاع، كما قالها الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، مع وضع خط تحت كلمة “استطاع”، السوداني إخماد هذا التمرد، سيضع ألف حساب لهذا الجيش وبالتبعية للسودان كدولة وكشعب.

السوداني في دول الاغتراب والنزوح سيستعيد ثقته بنفسه واحترامه لها، وشعوب وحكومات هذه الدول ستتعامل من الآن وصاعدا مع الشعب السوداني كشعب منتصر لا كشعب منكوب، كشعب تفتخر به لا كشعب تتعاطف معه، شعب جدير بالصداقة لا بالصدقة، شعب كريم قوي شديد البأس لا شعب ذليل منكسر مثير للشفقة. سينسى الناس النزوح والتشرد وسيتذكون الانتصار وتحرير الخرطوم والمدن السودانية وعودة الناس مرفوعي الرؤوس إلى بيوتهم وإلى حياتهم.

وهذا كله وإن كان ينسب للشعب السوداني عن حق، إلا أنه جاء بتضحيات بعض أبناءه الذين قدموا أرواحهم بكل سخاء من أجل كل هذا، تقبلهم الله. وهذا هو عزاء أهلهم وذويهم وعزاء كل الشعب، تضحياتهم لم تذهب سدى وأثمرت هذا انتصارا وعزة للشعب وستظل هذه التضحيات مصدر إلهام ودافع جديد للشعب السوداني ولأجيال ممتدة في المستقبل بإذن الله.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • صورة جديدة للجيش السوداني وللدولة في أذهان الشعوب وربما في العالم
  • شقيق ياسمين عبد العزيز يكشف عن وصيته ويضع شرطا لدفنه «صورة»
  • مسلسلات رمضان 2025.. تفاصيل شخصية رنا رئيس في «سيد الناس» |صورة
  • حملة الجيش لاصطياد الرؤوس الكبيرة بالدعم السريع.. مَن بعد الجنرال حسين؟
  • مسلسلات رمضان 2025.. منة فضالي تكشف عن شخصيتها في «سيد الناس» | صورة
  • جوبا: مواطنون من دولة الجنوب يقاتلون مع الجيش السوداني لم يذكرهم ياسر العطا
  • مسلسلات رمضان 2025.. عمرو سعد يعلن عن قنوات عرض «سيد الناس» |صورة
  • في رحيل الجنرال الذي أغتالته “إسرائيل” 100 مرة!!
  • مسلسلات رمضان 2025.. طرح البوستر الرسمي لـ «سيد الناس» |صورة
  • الأفعال الأنثوية البتصدر من الدعامة لما الواحد يتقبض، خلت ناس الجيش يخجلو !