لاكروا: البقاء في المنزل طريقة أهالي غزة في المقاومة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا للكاتبتين فانسيان جولي وميليني لو بريول، قالتا فيه، إن إسرائيل أمرت الجمعة الماضية بإخلاء "جميع المدنيين" من مدينة غزة نحو الجنوب، أي أكثر من مليون شخص؛ بسبب القصف الذي استهدف القطاع ردا على هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرِين الأول، الإجراء الذي أدانته الأمم المتحدة، بينما تحدث 3 من السكان لـ"لاكروا" عن سبب رفضهم الرحيل.
واستعرضت الكاتبتان رسالة موجزة، مكتوبة بالعربية على النشرات، اكتُشفت في فجر الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول، من سكان غزة؛ جاء فيها هذه العبارة "أخلوا منازلكم فورا وانتقلوا إلى جنوب وادي غزة (نهر يمر جنوب مدينة غزة،)". وذكرتا أن الجيش الإسرائيلي هو الذي ألقاها بواسطة مسيّرة.
ووفقا للتقرير فإن الرسالة كانت واضحة، حيث يروي مصمم الغرافيك الفلسطيني أحمد ديا، الذي تحدث إلى الصحيفة عبر الهاتف قائلا، "لا يوجد مكان آمن، الناس يموتون في كل مكان، حتى لو أردت الرحيل، لا أستطيع، ليس هناك وسائل نقل للذهاب إلى الجنوب. الذين لديهم سيارات يغادرون، والباقون عالقون، تتخلل مكالمتنا الهاتفية أصوات الانفجارات المستمرة، وانقطاعات خط الهاتف المتكررة".
هل هي "نكبة جديدة"؟
وبيّن أنه في اليوم السابع للقصف الكثيف الذي شنته إسرائيل على القطاع ردا على هجوم حماس، يتردد سكان مدينة غزة في الاستجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي؛ حيث يتجه الآلاف منهم نحو الجنوب منذ صباح الجمعة، بعضهم سيرا على الأقدام، حاملين الأطفال وبعض الحقائب، وآخرون بالسيارات، أو على الدراجات النارية، أو مكدسين على مقطورات الشاحنات.
وأفادت الكاتبتان أن حماس، من جهتها، تؤكد أن "الشعب الفلسطيني يرفض تهديدات قادة الاحتلال ودعواتهم لمغادرة منازلهم والفرار إلى الجنوب أو مصر".
ونقلتا عن زياد مدوخ، مدير قسم اللغة الفرنسية في جامعة الأقصى بغزة، أنه يؤيد هذا الموقف، حيث قال، "لن أستسلم للتهديدات والضغوط من إسرائيل: مع زوجتي و5 من أطفالنا، قررنا البقاء في منزلنا". ويشرح زياد، الذي يحتفظ بالقليل من طاقة بطارية هاتفه للشهادة لوسائل الإعلام الناطقة بالفرنسية، "المراجع بالنسبة لي هي الصليب الأحمر والأمم المتحدة: ما دمت لن ترسل شاحنات لنا، فلن أتحرك".
البقاء والصلاة
ومثل مصمم الغرافيك أحمد ديا، يرى زياد في الإخلاء المطلوب إسرائيليا مؤشرا إلى "نكبة جديدة"، وهو مصطلح عربي يعني "كارثة" ويشير إلى النفي القسري لـ700،000 فلسطيني بعد إنشاء إسرائيل في 1948. بمعنى آخر، الرحيل بلا عودة. ويقول زياد، "البقاء في منزلي هو طريقتي في المقاومة. حتى لو كان ذلك يعني الانتظار حتى الموت".
وأشارت الكاتبتان إلى أنه في وقت تتكرر فيه الدعوات للسماح لمصر بفتح ممر آمن للمدنيين في القطاع، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يوم الخميس الماضي أهالي غزة إلى "البقاء على أرضهم"، وحذّر ملك الأردن عبد الله الثاني يوم الجمعة الماضية من "أي محاولة لنقل الفلسطينيين"، مشددا على أن الصراع "يجب ألا يمتد إلى الدول المجاورة".
وختمتا تقريرهما بقول أحمد ديا، وهو لا يستطيع إخفاء حزنه، "سنشكوا هذا العالم إلى الله عندما نلقاه".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
السويسي الذي خدع إسرائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى مثل هذا اليوم ١ نوفمبر منذ ١٣ عامًا وسط جنازة شعبية مهيبة وافتخار، شيّع أبناء السويس رجل المخابرات البطل أحمد الهوان السويسي الذي خدع إسرائيل في إطار خطة المخابرات المصرية ودورها الوطني في انتصارات أكتوبر العظيمة، حيث كان أحد أبطال عمليات المخابرات المصرية ضد العدو الإسرائيلي فى الفترة ما بين "1967 – 1973" أي بعد هزيمة 5 يونيو 1967 مرورًا بحروب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر 1973.
واستطاع أحمد الهوان "جمعة الشوان" رجل المخابرات المصرية أن يخدع العدو الإسرائيلي بالكثير من المعلومات المضللة بعد أن استطاع التغلب على تجارب جهاز كشف الكذب بعد أن جندته المخابرات الإسرائيلية، وقدم لهم معلومات مضللة عن تحركات الجيش المصري فى إطار خطط التمويه والخداع المصرية خلال فترات معارك الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر 73.
وبدأت الحكاية بعد أن هاجر "الهوان" وأسرته من السويس إلى القاهرة بسبب العدوان على المدينة التى تعرضت للقصف والتدمير للمصانع والبيوت من قبل العدو الإسرائيلي، وصدر قرار من الرئيس جمال عبد الناصر بتهجير أبناء السويس؛ حفاظًا على حياتهم إلى داخل محافظات مصر، وهي الفترة التى عانى فيها أبناء السويس بسبب البعد عن مدينتهم.
واضطر "الهوان" أن يسافر إلى اليونان لارتباطه بالأعمال البحرية، حيث كان يعمل بميناء بورتوفيق بالسويس.. وهناك تم التقاطه من قبل المخابرات الإسرائيلية وتجنيده لمد إسرائيل بالمعلومات عن منطقة القناة والسويس.
وعاد للوطن وتعامل مع المخابرات المصرية فترة اللواء عبد السلام محجوب الملقب بـ"الريس زكريا" فقد تم تدريبه وإعداده فنيًا ونفسيًا للتعامل وخداع العدو، حيث حصل على ثقة جهاز المخابرات الإسرائيلية، وحصل منها على أحدث جهاز للتخابر لا تملكه إلا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وقام بإهداء الجهاز إلى المخابرات المصرية.. بعدها أعلن عن إنهاء العملية بعبارة "شكرًا لحسن تعاونكم معنا" والتي أرسلت للمخابرات الإسرائيلية .
لقد كان لي الشرف بإقامة حفل شعبي لتكريم أحمد الهوان بمقر نقابة المحامين بالسويس وبدعم معنوي من نقيب المحامين الأسبق المرحوم فوزي قناوي وذلك بحضور مجموعة من شباب وأبناء السويس.
وقد قمت بنشر حوار صحفي طويل معه بجريدة "الأهالي"، وذلك بعد لقاء صحفي طويل بمسكنه الخاص الذي كان يرسل منه الرسائل المضللة بشارع الفلكي بجوار مجلس الشعب بالقاهرة.
لقد اتسم البطل أحمد الهوان ابن السويس بشجاعة أولاد البلد وشهامتهم وإقدامهم على مواجهة الصعاب وحب الوطن.. كما كان إنسانًا بسيطًا طيب القلب كارهًا للنجومية او اصطناع البطولة.
وقد ظل وفيًا للسويس ومصر وتوفي فى الأول من نوفمبر 2011 بعد أن وقع على بيان الجبهة الوطنية للتغيير ضد الظلم والفساد.
وتم تكريمه بإطلاق اسمه على أحد شوارع السويس بمنطقة الغريب أثناء فترة اللواء العربي السروي محافظ السويس الأسبق واستجابة لمطالبنا الشعبية.
ويعتبر أحمد الهوان الذي اشتهر باسم "جمعة الشوان" وهو الاسم الدرامي الذي أطلقه عليه المؤلف صالح مرسي خلال المسلسل التليفزيوني "دموع فى عيون وقحة" الذي جسد بطولته الفنان القدير عادل إمام عن قصة الهوان البطل ابن السويس ووثائق المخابرات المصرية.
وسوف يتذكر أبناء السويس بالفخر ابنها أحمد محمد عبد الرحمن الهوان الذي ولد فى 6 أغسطس 1937 وتوفي فى نوفمبر 2011 منذ ١٣ عامًا بمستشفى وادي النيل عن عمر يناهز 73 عامًا.
وسيبقى اسم الهوان خالدًا فى ذاكرة السويس الوطنية الخصبة رغم عدم وجود متحف وطني لها ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي لعيدها القومي.
المجد للشهداء والنصر للمقاومة.