إسرائيل وأمريكا ينويان التصعيد في غزة.. خطوة واحدة تعطل عملية الاجتياح البري
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
تؤكد كل المؤشرات والتحركات العسكرية والحشد الذي تقوم به إسرائيل بالقرب من غلاف غزة أن عملية الاجتياح البري للقطاع أصبحت وشيكة ويتم الاستعداد لها بشكل كبير بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية التي أرسلت كبار قادتها العسكريين إلى المنطقة للتشاور بشأن العملية والإعداد لها جيدا.
زيارة قادة أمريكا إلى إسرائيلوتخشى إسرائيل وحلفاؤها خاصة الولايات المتحدة التي أرسلت وزير دفاعها لويد أوستن الأسبوع الماضي إلى تل أبيب لتقديم الدعم والمساندة عقب عملية طوفان الأقصى التي نفذتها الفصائل الفلسطينية المختلفة داخل بلدات إسرائيلية يوم 7 أكتوبر الجاري، ونتج عنها خسائر فادحة في صفوف الإسرائيليين، من أن دخول غزة ستكون عواقبه سيئة بالنسبة لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
ولمزيد من التنسيق العسكري توجه مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية، والمشرف على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط إلى إسرائيل في زيارة غير معلنة، اليوم الثلاثاء، قائلا إنه "يأمل في ضمان حصول الجيش الإسرائيلي على ما يحتاجه في الوقت الذي يخوض فيه حربا متصاعدة ضد حماس".
وزيارة كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، هي الأحدث التي يقوم بها مسؤول أمريكي كبير إلى إسرائيل قبل الهجوم البري المتوقع للجيش الإسرائيلي على غزة، ويأتي ذلك قبل يوم من زيارة مقررة للرئيس الأمريكي جو بايدن للبلاد.
ويزور الرئيس جو بايدن المنطقة غدا الأربعاء، ضمن جولة إقليمية تهدف البحث عن تهدئة عقب عملية طوفان الأقصى.
وقال بلينكن للصحفيين في ختام محادثات ماراثونية أجراها في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن "الرئيس سيؤكد تضامن الولايات المتّحدة مع إسرائيل والتزامنا الصارم أمنها".
كما أعلن بلينكن عن اتفاق أمريكي-إسرائيلي على وضع خطة لإرسال مساعدات لقطاع غزة.
كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيتوجه من إسرائيل إلى عمّان الأربعاء لإجراء محادثات مع كلّ من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي.
إسرائيل واجتياح غزة برياوقال رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، السفير محمد العرابي،إن زيارة كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، تأتي في إطار دعم إسرائيل والوقوف جانبها، ويوجد أيضا زيارة لوزير الخارجية ووزير الدفاع الأمريكي، إضافة إلى زيارة الرئيس بايدن أمريكا غدا الأربعاء.
وأضاف العرابي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تلك الزيارات من الجانب الأمريكي لإسرائيل، بهدف إظهار مساندة الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل، إضافة إلى توجه جو بايدن إلى عمان، لعقد لقاء ثلاثي مع قادة مصر والأردن ورام الله.
وأشار العرابي، إلى أن كل تلك الجهود تأتي في إطار واحد وهو التأييد بشكل قوي ومستمر، حيث أن أمريكا تؤيد إسرائيل في المعركة التي تقوم بها على الأراضي الفلسيطينية.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد شنت هجوما هو الأقوى على مر التاريخ على الأراضي المحتلة، حيث تسبب ذلك في مقتل المئات، وأسر أكثر من 120 شخصا من الأراضي المحتلة إلى قطاع غزة.
ومنذ ذلك الحين، شنت قوات الاحتلال قصفا عنيفا إجراميا على قطاع غزة، ما أسفر عن تشريد واستشهاد وإصابة الآلاف من المواطنين الفلسطينيين، وظهور دعوات من أجل نزوح الفلسطينيين إلى خارج القطاع.
خطأ كبير ترتكبه إسرائيلوحذرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، من مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في القطاع، بمغادرة منازلهم خلال ٢٤ ساعة والتوجه جنوباً.
وأكدت مصر، على أن هذا الإجراء يعد مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وسوف يعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلاً عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها.
وطالبت مصر، الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية لما سيكون لها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وعلى ضوء ما هو مقرر من إحاطة الأمم المتحدة لمجلس الأمن يوم الجمعة بشأن هذا التطور الخطير، طالبت مصر مجلس الأمن بالاضطلاع بمسئوليته لوقف هذا الإجراء.
وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحفيين قائلا: "بايدن سيؤكد مجددا أن حماس لا تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الكرامة وتقرير المصير، وسيبحث مجددا في الاحتياجات الإنسانية لجميع المدنيين في غزة".
زيارة بالغة الخطورة بهذا التوقيتوفي وقت سابق، قال جو بايدن في تصريحات إعلامية، إنه يعتقد أن قيام إسرائيل بإعادة احتلال قطاع غزة "سيكون خطأ كبيرا"، لكنه أكد أن القضاء على حركة "حماس" يعتبر "مطلبا ضروريا".
وأضاف بايدن أن القوات الأمريكية "لن تشارك" في الحرب الجارية حاليا بين "حماس" وإسرائيل، حيث علق قائلا: "لا أعتقد أن هذا ضروري، تمتلك إسرائيل واحدة من أفضل القوات المقاتلة... أضمن لك أننا سنوفر لهم كل ما يحتاجونه".
حماس: غزة في أزمة إنسانية لا مثيل لها والاحتلال يقوم بتطهير عرقي الهلال الأحمر : الوضع في غزة كارثي ولابد من توقف التهجير القسريوقال كوريلا لرويترز التي رافقته في الرحلة في تصريحات مقتضبة قبل الهبوط: "أنا هنا للتأكد من أن إسرائيل لديها ما تحتاجه للدفاع عن نفسها مع التركيز بشكل خاص على تجنب قيام أطراف أخرى بتوسيع الصراع".
وأوضح مسؤول أمريكي، أن من المقرر أن يعقد كوريلا اجتماعات مهمة مع القيادة العسكرية الإسرائيلية، لضمان بلورة فهم واضح للمتطلبات الدفاعية للحليف الوثيق للولايات المتحدة.
ومن المتوقع أيضاً أن يضع كوريلا الخطوط العريضة للدعم العسكري الأمريكي الذي يهدف إلى تجنب اتساع نطاق الصراع بين إسرائيل وحماس.
والجدير بالذكر، أن يتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل غدًا الأربعاء في زيارة بالغة الخطورة في الوقت الذي تستعد فيه لتصعيد هجومها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والرد الإسرائيلي العنيف، كما شنت إسرائيل حصار كامل على غزة، ما تسبب في أزمة إنسانية في وأثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع مع إيران.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل جو بايدن الرئيس الأمريكي البيت الأبيض غزة قائد القيادة المركزية الأمريكية إلى إسرائیل الأمریکی جو جو بایدن قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
سفير روسيا في مصر: التسامح الأمريكي مع إسرائيل أشعل الشرق الأوسط
القاهرة (زمان التركية)ــ قال السفير الروسي في مصر جيورجى بوريسينكو إن الولايات المتحدة تنتهج سياسة عدائية تجاه العرب، عبر التغافل عن الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا كذلك إلى تراجع النفوذ الغربي لدول الناتو على المنطقة في ظل التقدم الذي حققه الجيش الروسي في أوكرانيا، كما أبدى السفير ترحيبه بانضمام مصر إلى مجموعة البريكس.
وقال السفير جيورجى بوريسينكو في رسالة موجهة إلى المواطنين الروس المقيمون في مصر وإلى الشعب المصري: “لقد انتهى العام الميلادي 2024. وكان هذا العام مليئا بالأحداث، بما في ذلك الأحداث الدرامية. وهكذا اشتعلت في الشرق الأوسط شرارة الحرب من جديد ووقعت ويلات جديدة على عاتق العرب نتيجة للسياسة العدائية التي تتبعه الولايات المتحدة تجاه العرب منذ فترة طويلة لتنشر عدم الاستقرار عمدا في ضوء التسامح مع إسرائيل في كل شيء. وفي ظل المعاناة التي لحقت بالشعب الفلسطيني، واجه لبنان تجارب صعبة ووجدت سوريا نفسها عند مفترق طرق خطير. وفي الوقت نفسه واصل الغرب بقيادة واشنطن، الذي يتصور نفسه متحكما في مصير العالم بأسره، ويسعى إلى معاقبة قاسية كل من عارضه، الحرب ضد روسيا بمساعدة النظام الموالي للنازيين في كييف”.
أضاف “لكن حاليا لم يعد نفوذ الدول الأوروبية الأطلسية التي هيمنت على العالم خلال 500 عام مطلقا. وإن السيطرة الأميركية عبر القوة والقهر، التي استمرت لعقود من الزمن، تتبدد على خلفية احتراق دباباتها التي تم تسليمها إلى أوكرانيا والتي لا تصمد مواجهة مع كل من الجيش الروسي وصواريخنا التي ليس لها مثيل والقادرة على الوصول إلى الأعداء في كل مكان. وان أوروبا، في جنونها، تدمر اقتصادها بالعقوبات التي تستهدف الينا بل تسبب لها ضررا أكبر بكثير. وإن الانحطاط الأخلاقي للمجتمع الغربي يثير الاشمئزاز أينما يلتزم الناس بالقيم الروحية التقليدية”.
وقال: إن اضطرابات الأنجلوساكسونيين واتباعهم، الذين لا يريدون الاعتراف بخسارة تفوقهم ويحلمون في الان الواحد باستعادته، ستستمر لفترة طويلة وستجلب الكثير من الويلات. ومع ذلك تظهر الخطوط العريضة للعالم القادم التي تنص على ان كل المناطق تتطور وتعيش في رخاء وليست الدول المستعمرة فحسب.
وان النموذج الأولي للنظام العالمي متعدد الأقطاب هو مجموعة البريكس. وان روسيا التي ترأست هذه المجموعة في عام 2024 سعيدة للغاية بانضمام مصر إليها وقدمت دعما قويا لذلك سواء مرتاحة بزيادة تعاونها الشامل مع الشركاء المصريين، بما في ذلك عبر كل من توريد الجزء الأكبر من قمح مصر المستورد وبناء محطة الطاقة النووية في مدينة الضبعة.
وختم بالقول: سنتغلب بجهود مشتركة على التحديات ونقترب من مستقبل أفضل. ربما لن يحدث هذا بسرعة، ولكن تاريخيا – الحق معنا. أتمنى لكم جميعا الصبر والتفاؤل، وبالطبع بدوام الصحة والسعادة. سنة جديدة سعيدة! كل عام وأنتم بخير!
Tags: جيورجى بوريسينكوسفير روسيا في مصر