مصر والقضية الفلسطيينة، عقود من السعي الدؤوب من قبل الدولة في إحلال السلام في فلسطين، بشكل يدعم الحصول على كافة الحقوق المسلوبة من قبل الاحتلال، ولم تتاون الدولة لحظة في بذل كافة الجهود المضنية التي من شأنها إحداث نوع من الاستقرار مستندةً على قدرتها الشاملة مع جميع الأطراف الفاعلة دوائر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رافضةً بشكلٍ قاطعٍ محاولات الاحتلال في القيام بهجمات دموية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يدافع في الأساس عن الأرض والعرض.

الديهي: مساعدات غزة تنتظر إذن مصر والقاهرة تطلب الضمانات لمنع حماقات إسرائيل أسبوع للتبرع بالدم بجامعة جنوب الوادي لصالح قطاع غزة جهود مصر لحقن الدماء في فلسطين

ومنذ تجدد الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، السبت 7 أكتوبر2023 وتنتهج الدولة بتوجيهات من القيادة السياسية، طريق يدعم توقف شلالات الدماء التي تُراق من الشعب الفلسطيني، وهو ما يؤكد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وأنها تضطلع بمسئوليتها ولن تترك شعب فلسطين وحده، في ظل الظروف الحالكة التي يمر بها، لاسيما في ظل وجود مباركة ودعم منقطع النظير من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، والتي أرسلت قطع بحرية ومسيرات ومقاتلات، بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على بلدات إسرائيلية، لتشكل أدوات ردع لأي تدخلات من أطراف أخرى في الصراع.. وهي رسالة شديدة الخطورة وتكشف التحيز الواضح للاحتلال الإسرائيلي.

الحرب في غزة موقف مصر من القضية الفلسطينية 

الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كل مرة تدخل فلسطين في مواجهة مع الاحتلال، يؤكد موقف مصر الثابت في القضية الفلسطينية، ويوجه الكثير من الرسائل لم يعي، والتي تتجلى في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وهو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة، كما حذر الرئيس مؤخرًا من تهجير الفلسطينيين من أرضهم والبحث عن وطن بديل لهم من أجل إنهاء القضية الفلسطينية والتخلص من حل الدولتين وترك أرض فلسطين كاملة لإسرائيل.

الرئيس السيسي ورئيس دولة فلسطين محمود عباس الرئيس السيسي  يطالب بإقامة دولة فلسطينية 

وفي خطاب شديد اللهجة، كشف الرئيس السيسي للعالم أجمع وبشكل قاطع أن الحل في حل الدولتين، وهو ما يعني أن مخططات الاحتلال ذهبت في مهب الريح، حيث أكد الرئيس بأن هذه الأفكار التي تسعى إليها إسرائيل ستؤدي إلى انفجار الأوضاع بالمنطقة وحالة من عدم الاستقرار ليس فقط بالشرق الأوسط بل ستمتد إلى الغرب الذي يتبع سياسية ازدواجية المعايير في التعامل مع الملف الفلسطيني.

الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالات مصرية مكثفة لإنهاء الصراع الفسطيني الإسرائيلي

ومع إعلان الدولة المصرية، رؤيتها وموقفها للقضية الفلسطينية، على جانب آخر هناك اتصالات مكثفة مع طرفي الصراع، وجهودا دبلوماسية مكثفة للحيلولة دون الذهاب إلى مواجهة مفتوحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إثر المواجهات العنيفة بين الفصائل الفلسطينية فى غزة مع جيش الاحتلال الإسرائيلى بمستوطنات غلاف غزة، وهو ما يرمي إلى الحرص من قبل الدولة على احتواء الوضع بفلسطين.

الرئيس السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية

وبدأت مصر اتصالاتها مع كافة الأطراف الفاعلة، من جانب تهدئة الصراع الدموي ومن جانب آخر، تقديم المساعدات سواء طبية أو إنسانية إلى قطاع غزة، وإيجاد حل للأزمة إخراج المدنيين والأطفال من دوائر الصراع والجلوس على مائدة المفاوضات، وبغية غلق كافة الطرق التي قد تؤدي إلى تصفية القضية الفسطينية، وحسم الرئيس السيسي الشائعات التي ترددت حول وجود نية لاستقبال الفلسطينين القادمين والفارين من قطاع غزة جراء الاعتداءات المتواصلة على القطاع، مؤكدًا أن مصر لا ولن تتأخر عن مساعدة الفلسطينيين لكن خروجهم من بلادهم يعني تصفية القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب جميعا.

الرئيس السيسيجهود مصر في تقديم المساعدات للاشقاء في فلسطين

وفي إطار الحرص على تقديم المساعدات للاشقاء في فلسطين، يستقبل مطار العريش بشمال سيناء الشحنات التي تتبرع بها الدول لصالح أهالى غزة فى مستهل جسر دولي لنقل المساعدات تباعا، باعتبار أن مصر الجهة الوحيدة التي توفر ممرًا لإيصال تلك المساعدات، عن طريق معبر رفح كما دعت الدولة المصرية جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة في تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تخفيفًا عنه واستجابةً لمعاناته نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف والمتواص. 

جهود مصر في تقديم المساعدات للاشقاء في فلسطينحجم المساعدات الدولية المقدمة للفلسطنيين

ووفقًا للهلال الأحمر المصري، وفي استجابة واضحة لدعوة مصر للدول التي تساهم في مساعدة الفلسطينين في تلك الظروف، بلغ حجم المساعدات الدولية المقدمة للفلسطنيين،حوالي 2.138.5 طن، كما بلغت حجم المساعدات الصادرة عن مصر 2000 طن، بينما الأردن أرسلت 12 طنا، وتركيا 68 طنا، والإمارات 12 طنا، وتونس 11.5 طن، فيما دعمت منظمة الصحة العالمية الأشقاء الفلسطينين بـ 24 طنا، وكذلك أرسل برنامج الأغذية العالمي واليونسيف 11 طنا، وهو الواقع الذي يؤكد دوري مصر المحوري في إيصال المساعدات، وكذا دعم الدول سالفة الذكر.

المساعدات الدولية المقدمة للفلسطنيين السيسي يترأس اجتماع مجلس الأمن القومي

وفي خضم الصراع الدائر بين الفلسطينين وجيش الاحتلال، وحرصًا من مصر على وقف الصراع بما يدعم السلام بين الأطراف طرفي النزاع، ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتماع مجلس الأمن القومي، لاستعراض تطورات الأوضاع الإقليمية، وبتطورات التصعيد العسكري في قطاع غزة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وجهت مصر الدعوة لاستضافة قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية.

السيسي وبايدن يؤكدان أهمية احتواء الصراع الفلسطيني الإسرائليليالسيسي وبايدن يؤكدان أهمية احتواء الصراع الفلسطيني الإسرائليلي

وفي إطار الاتصالات التي يجريها العالم أجمع مع مصر، لبحث حلول عاجلة تدعم وقف الحراب الدائرة في الداخل الفلسطيني، بحث الرئيس السيسي خلال تلقيه اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي جو بايدن، في إطار متابعة نتائج الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي إلى القاهرة، وارتباطا بالتشاور المستمر بين البلدين بشأن مستجدات الوضع الإقليمي المتوتر والتصعيد العسكري في قطاع غزة، وقد اتفقا الرئيسين على خطورة الموقف الحالي وأهمية احتوائه بما لا يسمح باتساع دائرة الصراع وتهديد الأمن والاستقرار الإقليميين، فضلاً عن التوافق بشأن أولوية حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر والقضية الفلسطينية جهود مصر في القضية الفلسطينية القضية الفلسطينية غزة فلسطين المقاومة الفلسطينية الرئيس عبد الفتاح السيسي إقامة الدولة الفلسطينية الهلال الأحمر المصرى اليونسيف الملف الفلسطيني القضیة الفلسطینیة تقدیم المساعدات الرئیس السیسی فی فلسطین قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إسكات التاريخ.. القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية المصرية

صدر عن جسور للترجمة والنشر في فبراير/شباط الجاري كتاب "إسكات التاريخ: القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية المصرية" تأليف الدكتور عبد الفتاح ماضي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإسكندرية.

ويتناول الكتاب حضور القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية بالتعليم العام الرسمي في مصر على مدار ما يقرب من قرن من الزمان تقريبا، من أربعينيات القرن العشرين حتى مقررات العام الدراسي 2023/2024.

ويبحث المؤلف فيما طرأ على هذا الحضور من تغيرات عبر حقب زمنية مختلفة، وعلاقة هذه التحولات وارتباطها بالأحداث والتحولات التاريخية الكبرى في مصر، مثل إسقاط الملكية وقيام الجمهورية عام 1952، واتفاقية السلام التي أبرمها الرئيس الراحل أنور السادات مع الكيان الصهيوني عام 1979، وإنشاء مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية عام 1988.

‎وتضم المادة البحثية التي جرت دراستها أكثر من 70 كتابا مدرسياً، وعددا آخر من الكتب والوثائق المنشورة والمراجع ذات الصلة، فضلا عن عدة مقابلات مع عدد من مؤلفي الكتب المدرسية والخبراء والمسؤولين وأساتذة الجامعات التربويين.

ومما ينبغي ملاحظته أن الدراسات التاريخية عموما وتلك التي تتصل بالأطر الثقافية على وجه الخصوص تكتسب قيمة خاصة، كونها تعيد التاريخ الذي يتعرض لعمليات منظمة من النهب والتغيير والإزاحة والمحو والإخفاء والإسكات، وأكثر تاريخ تعرض لذلك في الواقع المعاصر هو التاريخ الفلسطيني، مقابل إثبات التاريخ الإسرائيلي.

الدكتور ماضي استعرض في كتابه 3 حالات مرت بها المصطلحات المتعلقة بماهية القضية الفلسطينية وطبيعتها بكتب التاريخ (الجزيرة)

وقد قسم المؤلف كتابه الواقع في 217 صفحة إلى 4 فصول جاءت بعد المقدمة، على النحو الآتي:

إعلان الفصل الأول: السياقات التاريخية والسياسية لكتب التاريخ

وفيه بحث الكاتب عن وجود القضية الفلسطينيّة في 3 حقب: حقبة ما قبل عام 1952، والحقبة الممتدة ما بين عام 1952 وحتى منتصف سبعينيات القرن الماضي، وأخيرًا الحقبة الممتدة ما بين نهايات سبعينيات القرن الماضي إلى نهاية عام 2024.

في حين جاء الفصل الثاني حاملا عنوان: الحضور الفلسطيني في كتب التاريخ

واستعرض فيه المؤلف مرحلتين مر بهما الحضور الفلسطيني في كتب التاريخ المصرية، وقد أطلق عليها مرحلة البداية والتوسع، ثمّ انتقل إلى استعراض المرحلة الثانية التي أسماها مرحلة الانحسار كمًا ونوعًا.

أما الفصل الثالث من الكتاب فجاء تحت عنوان: طبيعة القضية والمصطلحات المستخدمة في كتب التاريخ

وقد استعرض المؤلف في هذا الفصل 3 حالات مرت بها المصطلحات المتعلقة بماهية القضيّة الفلسطينيّة وطبيعتها في كتب التاريخ، حيث بدأت بكونها قضيّة تحرر وطني، ثم انكفأت المصطلحات والمفاهيم نحو القطرية أو الوطنيّة المصريّة، ليصل الأمر بعد ذلك إلى الحديث عن حل القضيّة حربًا أو سلمًا ثم انتهاج السلام العادل سبيلًا للحل.

ومما ذكره المؤلف بهذا الفصل أنّه بعد معاهدة السلام في اتفاقية كامب ديفيد في 17 سبتمبر/أيلول 1978، لم يستخدم كتاب "تاريخ مصر والعرب الحديث" مصطلحات مثل "الاستعمار الصهيوني" أو "الإرهاب الصهيوني" أو الإرهاب اليهودي" لكن وردت كلمة "إرهابيين وعبارة "الإرهابيين الصهيونيين" عند الحديث عن نسف فندق الملك داود بالقدس عام 1946 على يد يهود لإرهاب الانتداب البريطاني على فلسطين، وبدلاً من استخدام كلمة "العصابات اليهودية المسلحة" ظهرت عبارة "العناصر العسكرية اليهودية" عند الحديث عن حرب 1948.

ثمّ يؤكد المؤلف أنّه ابتداء من كتاب "التاريخ" للثانوية العام عام 2002، وحتى آخر كتاب صادر عام 2017- 2018، فإن حجم تناول حضور فلسطين والقضية الفلسطينية تقلّص وتبدّلت المفاهيم والمناهج في المقرّرات الدراسية في التعليم العام، مع التوسع في ذكر الحروب العربية الإسرائيلية، والتركيز على الدور المصري تحديداً.

إعلان ثمّ يأتي الفصل الرابع حاملًا عنوان: نتائج وملاحظات نهائية

وفيه يجيب المؤلف عن مجموعة من الأسئلة أهمها: من يضع كتب التاريخ المدرسية؟ ما الحاضر والمفقود من القضية من القضية الفلسطينية في كتب التاريخ؟ كيف تفسد السياسة كتب التاريخ؟ وما تداعيات التغافل عن سياقات تاريخية ودينية؟ وكيف تطورت كتب التاريخ عموما؟

المؤلف يخبرنا أن الأراضي التي اشتراها اليهود قبل انتفاضة 1936 لم تتخط 5% من الأراضي الفلسطينية (الجزيرة)

ويعتمد المؤلف في هذا الفصل مرجعية النقد المنهجي حيث يقدم عرضا تحليليا نقديا خلال الإجابات عن هذه الأسئلة الجوهرية.

وفي واقعنا خرافات كبيرة منتشرة حول قضية فلسطين من أكثرها اشتهارا أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم لليهود، وأنهم تركوا منازلهم، والعجيب أن تجد مؤرخا مثل إيلان بابيه يفند هذه الخرافة بوضوح فيخبرنا أن الأراضي التي اشتراها اليهود قبل انتفاضة 1936، التي قام بها الفلسطينيون ضد الوجود الصهيوني وسلطة الانتداب البريطاني، لم تتخط 5% من الأراضي الفلسطينية، وتمت كلها في إطار تعايش كوزموبوليتاني اشتهرت به الدول العربية في تلك الفترة، قبل أن يتضح الهدف من الشراء الممنهج للأراضي، فصدر قرار بعد الانتفاضة بمنع بيع الأراضي إلى اليهود. أما باقي الأراضي، فلم يتخل عنها أهلها إلا بالترويع وارتكاب المجازر، وليس كما تروج خرافات إسرائيل أن الفلسطينيين تركوا الأرض ليفسحوا المجال لجيش الإنقاذ.

ومثل هذه الخرافات الكثير التي يسهل انتشارها مع تقليص القضية الفلسطينية في مناهج التعليم، ولذا فإن الكتاب يمثل مرجعا مهما للباحثين في صورة القضية الفلسطينية بالمناهج الدراسية، وللباحثين عن التحولات التي تطرأ على صورة القضية الفلسطينية في وعي الأجيال المتعاقبة، ودحض روايات الاحتلال من عقول الأجيال التي ينتظر أن تكون حاملة الأمانة والقضية.

مقالات مشابهة

  • متى شهدت جوائز الأوسكار دعم القضية الفلسطينية وانتقاد الاحتلال الإسرائيلي؟
  • أبوالفتوح: جهود الرئيس لدحض مخطط التهجير ودعم القضية الفلسطينية سيسطرها التاريخ
  • سلطة المياه: جهود حثيثة لتوفير المياه الصالحة للشرب في خانيونس
  • جهود حثيثة للمحافظة على الوعل العربي في الظاهرة
  • رجال المرور بجدة.. جهودٌ حثيثة في تنظيم حركة السير خلال شهر رمضان
  • باحث: القضية الفلسطينية تتجه إلى منطقة ضبابية
  • الرئيس السيسي: إقامة الدولة الفلسطينية الضمانة الوحيدة للتوصل إلى السلام الدائم بالشرق الأوسط
  • إسكات التاريخ.. القضية الفلسطينية في كتب التاريخ المدرسية المصرية
  • أستاذ علوم سياسية: مصر لعبت دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية
  • التنسيقية تشارك في فعاليات البرلمان الأفريقي.. والقضية الفلسطينية تتصدر الكلمات