الحرب في الشرق الأوسط تتحدى استراتيجية بايدن الدفاعية
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
تجبر الحرب بين حماس وإسرائيل إدارة بايدن على إرسال المزيد من القوات والقدرات العسكرية إلى المنطقة، مما يعيد مرة أخرى تركيز السياسة الأمريكية نحو الشرق الأوسط في وقت كانت تأمل فيه التركيز على التهديدات المحتملة من الصين وروسيا.
كان الانتشار البحري الأمريكي والطائرات التي تم الاحتفاظ بها في المنطقة متواضعاً للغاية بشكل عام
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" انه وخوفاً من احتمال اتساع نطاق الصراع الذي أشعله هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول) واستقطاب حزب الله في لبنان، أعادت إدارة بايدن في الأسبوع الماضي تثبيت بعض من تواجدها العسكري في المنطقة.
A US Marine rapid response force is headed to the waters off the coast of Israel and the Pentagon is posturing troops for a potential deployment to the country, escalating the US’ show of force in the region https://t.co/edVlFDG3zO
— Natasha Bertrand (@NatashaBertrand) October 16, 2023وعلى الرغم من أن عمليات النشر الأمريكية الأخيرة للأصول البحرية وأسراب المقاتلات (وربما قوات الدعم) تهدف إلى أن تكون "مؤقتة"، إلا أن الأزمة التي أثارتها لا يبدو أنها قصيرة المدى.
وقد يجبر هذا الصراع الولايات المتحدة على إعادة التفكير في كيفية استخدام قواتها العسكرية في الشرق الأوسط، ويشكل اختباراً لكيفية استمرار البنتاغون في دعم أوكرانيا والحفاظ على تركيزه على الصين، التي وصفتها وزارة الدفاع بأنها أولويتها القصوى على المدى الطويل. عندما تندلع نقطة الوميض الجديدة.
The war between Hamas and Israel is forcing the Biden administration to once again refocus U.S. policy on the Middle East at a time when it has been hoping to concentrate on China and Russia https://t.co/6wHcBqDDu7 https://t.co/6wHcBqDDu7
— The Wall Street Journal (@WSJ) October 17, 2023 عقدين من الزمنويأتي هذا التحول المفاجئ في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة، التي أمضت عقدين من الزمن في محاربة حركات التمرد في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، في التعامل مع حقبة جديدة من المنافسة بين القوى العظمى مع الصين وروسيا. إن تصاعد العنف في الشرق الأوسط، والذي بدأ عندما شنت حماس هجوماً مفاجئاً من غزة على إسرائيل، والجهود الأمريكية المكثفة لمنع انتشار الصراع، يمكن أن تحجب الجهود الأمريكية طويلة المدى للتركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ ودعم الجهود الأمريكية. قدرة حلف شمال الأطلسي على ردع روسيا.
وأصر الرئيس بايدن على أن الولايات المتحدة لديها القدرة العالمية والموارد العسكرية للتعامل مع أزمة غزة ودعم أوكرانيا. وقال بايدن لبرنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي.بي.إس" خلال مقابلة بُثت يوم الأحد: "يمكننا الاهتمام بكلا الأمرين والاستمرار في الحفاظ على دفاعنا الدولي الشامل".
President Biden will ask Congress for billions more in funding for the Ukraine war and now the war in Israel. https://t.co/G3BAkz5JPI
— 60 Minutes (@60Minutes) October 16, 2023ويقول بعض القادة العسكريين السابقين إن الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط تعني أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الحفاظ على وجود يومي أكبر، خاصة مع التركيز على طهران.
وقد أرسلت الولايات المتحدة حتى الآن مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات (واحدة هناك، والأخرى في الطريق) والتي تتألف من حوالي 12 سفينة و 12 ألف عسكري، لإعادة نشر الأصول في أوروبا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وكان من المفترض أن تشارك إحدى مجموعات حاملات الطائرات الضاربة، وهي "يو.إس.إس دوايت دي أيزنهاور"، في مناورة لحلف شمال الأطلسي خلال انتشارها المقرر لمدة 6 أشهر، ولكنها ستتجه الآن مباشرة نحو الشرق الأوسط، حيث ستصل في غضون أسبوعين تقريباً.
قال مسؤول دفاعي أمريكي إن السفينة "يو.إس.إس باتان"، وهي سفينة هجومية برمائية تعمل حالياً بالقرب من البحر الأحمر، بدأت التحرك يوم الإثنين باتجاه الشواطئ الإسرائيلية ويمكن أن تساعد في إجلاء الأمريكيين.
Secretary of Defense Lloyd J. Austin III has directed the USS Eisenhower Carrier Strike Group join the USS Ford Carrier Strike Group which arrived earlier this week https://t.co/9be1sWBKA7 pic.twitter.com/TdrfrHMXly
— U.S. Central Command (@CENTCOM) October 15, 2023 الأصول البحريةوكان البنتاغون قد خفض أصوله البحرية في المنطقة في السنوات الأخيرة، ونقل المزيد من موارده نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمكافحة التهديدات القادمة من الصين. كان لدى الولايات المتحدة آخر مجموعتين من حاملات الطائرات في الشرق الأوسط في عام 2020.
وقام البنتاغون أيضاً بنقل طائرات هجومية من طراز "A.10"، ومقاتلات من طراز "F-15" و "F-16" إلى الخليج العربي، لتعزيز الأصول الجوية التي تناوبت عبر المنطقة في السنوات الأخيرة. وتستعد وزارة الدفاع أيضاً لنشر ما يقرب من 2000 جندي في المنطقة، بما في ذلك بعض الذين يمكن أن يذهبوا إلى إسرائيل كرادع.
وهناك موارد أخرى يتم استغلالها للصراع، بما في ذلك الأسلحة. وقال مسؤولون دفاعيون إن إسرائيل تلقت حتى الآن عدة آلاف من قذائف المدفعية عيار 155 ملم منذ أن شنت حماس هجومها.
ويأتي هذا بعد وقت قصير من إفراغ الولايات المتحدة فعلياً لمخزونها المسبق من طلقات عيار 155 ملم الموجودة في إسرائيل، كجزء من جهودها الأكبر لتلبية طلب أوكرانيا من المدفعية المطلوبة بشدة.
وجاءت عمليات النشر الأخيرة لحاملات الطائرات في أعقاب عمليتين أخريين في وقت سابق من هذا العام. وفي إبريل(نيسان) وأرسلت الولايات المتحدة غواصة صاروخية موجهة إلى البحر الأحمر، وفي يوليو(تموز) أُرسلت سفن حربية برمائية وآلاف من مشاة البحرية إلى الخليج العربي لمنع القوات الإيرانية من الاستيلاء على ناقلات النفط في المنطقة.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض يقول إنه ليس لديه معلومات عن قيام طهران بتدبير الهجوم على إسرائيل، فقد أوضحت الولايات المتحدة أنها تسرع بحاملات الطائرات والطائرات الحربية إلى المنطقة لثني طهران وحزب الله، والميليشيا اللبنانية التي تدعمها إيران، عن توسيع نطاق الحرب.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه كان هناك اجتماع بين حماس ومسؤولين أمنيين إيرانيين للمساعدة في التخطيط للهجوم.
وسعت الإدارات المتعاقبة الجمهورية والديمقراطية على حد سواء، إلى التركيز على الجهود الرامية إلى مواجهة نفوذ الصين المتزايد وجيشها، لكن تلك الخطط تعقدت، أولاً بسبب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، التي أعقبتها حروب الولايات المتحدة. في العراق وأفغانستان، ومن ثم ظهور تنظيم داعش الإرهابي.
بصمة عسكريةوجدد فريق بايدن مساعيه لتقليص "البصمة العسكرية الأمريكية" في الشرق الأوسط، وقرر أن ذلك يمكن أن ينهي الصراع في أفغانستان ويخصص موارد ذات معنى واهتماماً سياسياً لمنطقة المحيط الهادئ الهندية. كان القلق بشأن بكين مدفوعاُ بالتقييمات الأمريكية بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أصدر تعليماته لجيشه بأن يكون جاهزاً بحلول عام 2027 للقيام بعمل عسكري ضد تايوان، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن العمل العسكري من جانب الصين ليس حتمياً.
وسحبت الولايات المتحدة أكثر من 8 بطاريات صواريخ باتريوت من المنطقة العام الماضي، بما في ذلك من العراق والكويت والأردن والمملكة العربية السعودية، والقوات المرافقة لها، بالإضافة إلى نظام الدفاع عن المنطقة على ارتفاعات عالية، أو نظام ثاد، من المملكة العربية السعودية.
وكان الانتشار البحري الأمريكي والطائرات التي تم الاحتفاظ بها في المنطقة متواضعاً للغاية بشكل عام، بينما أكد البنتاغون أنه يمكن أن يعيد القوات إلى الشرق الأوسط في حالة حدوث أزمة وويواجه البنتاغون الآن واقع المنطقة، الذي يتطلب، على الأقل في الوقت الحالي، وجوداً عسكرياً أمريكياً قوياً هناك.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط فی المنطقة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
مطالب وشروط نتنياهو أبعد من مجرّد صفقة لوقف الحرب
كتب غاصب المختار في" اللواء": يتضح من كل المشهد السياسي الفولكلوري والعسكري الدموي، ان لا مجال لإقناع إسرائيل بوقف الحرب، خاصة في ظل «الدلع» الأميركي الزائد وغض النظر عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال وعن التقدم البرّي الذي أدّى الى تدمير قرى بكاملها عند الحد الأمامي الجنوبي، ما أوحى لبعض الجهات السياسية المتابعة بأن الكيان الإسرائيلي ذاهب الى أبعد من مجرد مطالب وشروط أمنية وسياسية لضمان حدوده الشمالية وإعادة المهجرين من المستوطنات الحدودية. فظهر من كلام نتنياهو في الأسابيع الأخيرة ان هدف الحرب هو تغيير خريطة الشرق الأوسط وواقعه السياسي، وصولا الى ما يخطط له من استكمال التطبيع مع بعض الدول العربية وإقامة سلام في الشرق الأوسط وفق رؤيته لهذا «السلام» بالخلاص من كل يتسبب بإفشال مشروعه، من لبنان الى سوريا والعراق وإيران وحتى اليمن.
وفي صورة أوسع من المشهد الحالي القائم، لا بد من العودة الى وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيعمل فور تسلّمه منصبه رسمياً على «تحقيق السلام في الشرق الأوسط بما يعيد الازدهار والاستقرار والامان الى شعوبه»، ويتضح ان السلام الذي يريده ترامب لا يختلف عن الذي يريده نتنياهو بل يتماهي معه الى حد التوافق التام. فأي سلام بالمفهوم الأميركي - الإسرائيلي يعني تغليب مصالح الدولتين على مصالح كل دول المنطقة الحليفة والصديقة منها كما الخصوم، بحيث تبقى إسرائيل هي المتفوّقة وهي المتحكّمة وهي التي تفرض الشروط التي ترتأيها على كل الراغبين بوقف الحرب وبتحقيق السلام الفعلي والشامل الذي يُفترض أن يعيد الحقوق الى أصحابها في فلسطين ولبنان وسوريا.
لذلك أي قراءة جيو - سياسية وعسكرية لوضع المنطقة الآن لا بد أن تأخذ بالاعتبار مرحلة حكم ترامب ومصير نتنياهو بعد الضغوط الدولية الكبيرة عليه، والتي تجلّت مؤخراً بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر بإعتقال نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة. فهل تبقى توجهات أميركا وإسرائيل هي ذاتها أم تكبح الضغوط الدولية السياسية والقانونية بعض الجموح والتطرف؟!
يتضح من موقف ترامب من قرار المحكمة الجنائية انه سيقف ضد أي إجراء بحق إسرائيل ونتنياهو شخصياً، وان مرحلة حكمه المقبلة ستكون مليئة بالتوترات في الشرق الأوسط لا سيما إذا استمر في السياسة العمياء بدعم إسرائيل المفتوح سياسيا وعسكريا والضغط على خصومها وأعدائها، والتوافق الى حد التماهي مع ما تريده إسرائيل ومحاولة فرض أي حل سياسي بالحديد والنار والمجازر.