أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة محمد الصقر وقفة القطاع الخاص الكويتي مع أشقائه في فلسطين إزاء ما يتعرضون له من ظلم وقهر، لافتاً إلى أن جهاد الشعب الفلسطيني بعد «طوفان الأقصى» لن يعود أبداً إلى ما قبله.

وقال الصقر في بيان اليوم: "في الكويت، دولة ومجتمعاً، تمثل قضية فلسطين ونصرة شعبها، وحماية مقدساتها، التزاماً وجدانياً تاريخياً راسخاً، يستند الى العقيدة الإسلامية والانتماء العربي، ويستمد قوته وثباته من مفهوم أخلاقي عميق للكرامة الوطنية، وللعدالة الإنسانية.


وغرفة تجارة وصناعة الكويت، كممثلة للقطاع الخاص الوطني، مثلها مثل كل منظمات المجتمع المدني الكويتي وأطيافه – متمسكة بهذا الالتزام، وناشطة في تفعيله دعماً وفكراً وجهداً على الصعيدين الإقليمي والدولي، طوال أكثر من ستين عاماً، دون أن تنال الأزمات من صدقه، ودون أن تؤثر الأحداث في حماسته".
وأضاف «هذه الحقيقة، التي نملك عليها ألف شاهد وشاهد، تجعل من قبيل لزوم ما لا يلزم أن نؤكد وقفة القطاع الخاص الكويتي مع أشقائه في فلسطين الذين فاض بهم القهر والغضب من ظلم وجبروت المحتل الصهيوني من جهة، ومن نفاق وتعامي وازدواجية معايير المجتمع الدولي من جهة أخرى، فانفجرت ثورتهم لتذهل العالم كله، محطمة أسطورة إسرائيل التي لا تهزم، ومنهية الى الأبد التكرار المأساوي للنكبة المستمرة على مدى 75 عاماً من المجازر والاذلال والتهجير».

وتابع: "كما أن هذه الحقيقة، التي نملك عليها ألف شاهد وشاهد، تحرر بياننا هذا من طقوس الإدانة والشجب على صحتها، ومن عبارات الاستنكار والتنديد على صدقها، على اعتبار أن جهاد الشعب الفلسطيني بعد «طوفان الأقصى» لن يعود أبداً الى ظروف وشروط ما قبل الطوفان. خاصة بعد أن أعادت نيران الغضب الساطع إلى الذاكرة العربية والدولية حقائق عديده في طليعتها:
أولاً- منذ السطر الأول في سفر النكبة والتهجير عام 1948 وحتى اليوم، كانت القضية الفلسطينية بالذات هي المحرك الأول والسبب الرئيس في كل ما شهدته المنطقة العربية من كوارث ونكبات، وما عاشته الأمة من خلافات واختلافات وتخلف، وما عانته شعوبها من ظلم واضطهاد ذاتي أو دولي. وبالتالي، يجب ألا يحسب أي بلد عربي أنه في منأى عن تداعيات «فيضان الأقصى»، ويجب ألا يشك أي بلد عربي، في أن الحد الأدنى من وحدة الصف والتنسيق هو الشرط الأساسي لأن لا يجرفنا «الفيضان» فيما يجرف وفي من يجرف.
ثانياً- إن الظلم الاسرائيلي المهين والمدعوم بتأييد غربي ممعن في تجاهل الحقيقة، ومستمر في التناقض مع مبادئه المعلنة في الحرية والديموقراطية، هو سبب «الفيضان». وإن أي تأجيل جديد لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، سيعنى مزيداً من المخاطر والانعكاسات على تنمية المنطقة كلها، وعلى السلم والأمن الدوليين. وقد أثبتت السنوات الأخيرة بشكل قاطع أن استقرار أوروبا عرضة لخطر حقيقي إذا تحول العالم العربي بمجمله الى منطقة غليان واضطراب. وأن استقرار العالم العربي – بالمقابل – مهدد بقوة إذا استمرت أوروبا في التخلي عن استقلالية قرارها.
ثالثاً- أصبح العالم كله يعيش ديكتاتورية الإعلام الذي يصادر الحقيقة ويزوّر الوقائع، ويضلل المجتمعات؛ فإذا بالجهاد في سبيل الحرية والعدل إرهاباً واعتداء، وإذا بقتل وتهجير أصحاب الأرض والتاريخ والحق دفاعاً عن النفس، وإذا بالمحتل الغاشم يصبح
لأول مرة في التاريخ ضحية، وإذا بالضحية يعتبر ارهابياً. وهذه الحقيقة يجب أن يتعامل معها العرب والمسلمون بسرعة، وبأسلوب طويل النفس، يضعف هذا الاحتكار الإعلامي العالمي المريب ويتصدى له".

وقال الصقر: "إن الكويت، دولة ومجتمعاً، مع الشعب الفلسطيني لأنه شقيق وعلى حق، وهي ضد النظام الاسرائيلي لأنه نظام محتل عنصري مستبد، وهي ضد التهجير لأن التهجير ضد كل مبادىء الإنسان وشروط كرامته، وهي مع فلسطين لأن فيها «الأقصى» و«القيامة». والكويت مع الصمود ومع «الفيضان» لأنها تعرف معنى الحرية، كما تعرف معنى الاحتلال ومعنى المقاومة.
وإننا على ثقة أن كل كويتي لن يدخر جهداً لكي يشعر شقيقه الفلسطيني في أرضه المحتلة أننا نقف الى جانبه رغم الأميال الطويله، والجدران العازلة. فهكذا علمتنا الكويت".

المصدر: الراي

إقرأ أيضاً:

بين موقفين.. طلاب لبنان يواجهون المجهول

لم يكن جو يتوقّع ألا يعود إلى المدرسة ذلك اليوم، لكنّ التصعيد بالحرب المستمرّة بين إسرائيل وحزب الله وتوسيع رقعتها لتطال الضاحية الجنوبية لبيروت منعه من ذلك.

حال جو مثل حال زملائه الذين ينتظرون العودة إلى المدرسة لمتابعة دروسهم في مناطق تعتبر بعيدة عن مناطق الاستهداف، لكنّ قرارًا لوزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي بالتوقّف عن التعليم في المدارس الرسميّة والخاصّة حال دون ذلك لغاية اليوم.

الحلبي أعلن "تعليق الدروس" حتى الاثنين المقبل 7 أكتوبر، لكن هناك مخاوف لدى ذوي الطلاب من تمديد هذا الإجراء حتى عودة الهدوء إلى مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة لمدينة بيروت، والتوصّل إلى وقف لإطلاق النار.

مطالب التعليم الخاصّ

مكوّنات العائلة التربويّة في المدارس الخاصّة عقدت أكثر من اجتماع مع الوزير الحلبي لبحث قضية العودة إلى التعليم، إما حضوريًا كما يصرّ معظم المسؤولين في إدارات المدارس الخاصة ونقابة المعلمين ولجان الأهل في المناطق الآمنة، أو عن بعد في حال تعذّرت العودة الحضوريّة إلى المدارس، بسبب الأحداث الأمنيّة والعسكريّة.

المحامية جسيكا فغالي الخوري، نائبة رئيس اتحاد لجان الأهل في مدارس جبيل وكسروان، وهما من الأقضية الآمنة في عمق جبل لبنان، شدّدت في حديث لموقع "الحرة" على أن "مصلحة أولادنا وبخاصّة في مناطق جبيل وكسروان تقتضي انطلاق العام الدراسي حضوريًا في المدارس مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الأمنية طبعًا، باعتبار أنّ تجربة التعليم من بعد لم تعطِ النتائج المطلوبة في السنوات الماضية، ومن غير المفيد بتاتًا تكرار هذه التجربة، لأنها ستكون كارثيّة على الطلاب".

واعتبرت أنّه "يمكن الأخذ بعين الاعتبار الوضع الأمني لكلّ مدرسة على حدة، مع ترك القرار لمدير المدرسة الخاصّة بتقدير الظرف واتّخاذ القرار المناسب".

من جهته، طالب رئيس نقابة المعلّمين في المدارس الخاصّة نعمه محفوض، عبر موقع "الحرة" بالعودة إلى التعليم الحضوري في المدارس التي لم تطلها الحرب الاثنين 7 أكتوبر، في حال لم يقع أي طارئ أمني يمنع ذلك، في المتن وبشري والبترون وعكار وغيرها من المناطق البعيدة من الحرب.

ودعا محفوض وزارة التربية إلى تخصيص المدارس الرسميّة، التي لم تستخدم بعد مراكز لإيواء النازحين، من أجل تعليم أبناء النازحين بدوام مسائي، وأيضًا إلى التنسيق مع القطاع الخاص لاعتماد بعض المدارس الخاصة أيضًا من أجل الهدف نفسه، وبهذا الشكل يكون القطاع الخاص متضامنًا مع القطاع الرسمي من أجل تعليم أبناء النازحين والانطلاق بالعام الدراسي.

وأضاف محفوض أنّه يمكن أيضًا اعتماد التعليم المدمج بين التعليم الحضوري والتعليم من بعد، حيث يمكن للمعلّم في الصفّ أن يتواصل مع الطلاب الذين لم يستطيعوا الحضور إلى المدرسة، عبر تقنية الإنترنت.

الموقف نفسه عبّر عنه لموقع "الحرة" أيضًا المنسّق العام لاتّحاد المؤسّسات التربويّة الخاصة، الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة، الأب يوسف نصر الذي شدّد على أولويّة انطلاق العام الدراسي ولو بأشكال مختلفة وفق الظروف المتوافرة في كلّ منطقة، إما عبر التعليم الحضوري أو عبر التعليم المدمج أو عبر التعليم من بعد.

وتابع أنّ "التعليم من بعد ليس من أولوياتنا في هذه الفترة وتشوبه عيوب كثيرة، لكنّه يبقى أحد الحلول المطروحة في المناطق التي لا تسمح فيها الظروف بحضور الطلاب إلى المدرسة، وهو كان الوسيلة المعتمدة العام الماضي في مدارس المناطق الحدوديّة حيث تعذّر حضور الطلاب إلى المدارس."

وشدد الأب نصر على الحاجة إلى الاستقرار الأمني و"أنّ المدرسة لا تهتم فقط بالناحية التعليميّة للطلاب، إنما تعنى بتأمين الأجواء النفسيّة الملائمة لهم وبخاصّة في هذه الظروف الصعبة، وذلك من خلال برامج خاصّة توفّر لهم البيئة التربويّة المناسبة."

وأكّد أنّ "هناك مسؤولية على المدارس الخاصة تجاه 55 ألف أستاذ يعملون في القطاع الخاص لا يمكن تركهم من دون ما يكفيهم لتأمين أدنى حدود مقومات العيش الكريم، خصوصًا أنّ المدارس الخاصة ليس لديها فائض مالي لدفع الرواتب والأجور في حال لم تفتح أبوابها في الفترة المقبلة."

وأكّد أنّ "القطاع التربوي من القطاعات الأساسيّة الحيويّة، واستمرارها أمر ضروري وحيوي كالقطاعات الأخرى التي تستمرّ بالعمل في المناطق البعيدة من الحرب".

وختم أننا "ننتظر خطة متكاملة وشاملة من وزارة التربية لاستيعاب أبناء النازحين، ونحن سنضع إمكانات المدارس الخاصة بتصرّف المدرسة الرسمية لكي لا يكون هناك أي تفاوت أو تمييز أو تفرقة، ولكن في الوقت نفسه يجب دعم القطاع التربوي وتخصيص جزء من المساعدات التي تصل إلى الهيئات والجمعيات لدعم هذا القطاع لأن التعليم حاجة أساسية كسائر القطاعات الأخرى".

موقف معاكس للقطاع الرسمي

من جهتها، تعارض روابط الأساتذة في القطاع الرسمي قرار العودة إلى التعليم بجميع أساليبه سواء كان عبر التعليم الحضوري أو التعليم من بعد، مطالبة باحترام مشاعر الأساتذة والطلاب في المناطق التي تعيش ظروف الحرب، خاصّة في الجنوب، مؤكّدة رفضها رفضًا قاطعًا لجوء القطاع الخاص إلى التعليم في مناطق محدّدة فيما باقي الطلاب من الرسمي والخاص في مناطق الحرب قد "أصبحوا في الشارع".

وفي حديث لموقع "الحرة" أكّد رئيس رابطة التعليم الأساسي حسين جواد أنّ "جميع المدارس الرسمية تحوّلت إلى مراكز لإيواء النازحين الذين يفوق عددهم، وفق تعبيره، المليون ونصف المليون مواطن، وجميعهم يعانون من ظروف اجتماعيّة صعبة في ظل عدم توافر مستلزمات العيش الكريم، وغياب الإنترنت."

واعتبر جواد أنّ "خيار تأجيل انطلاق العام الدراسي لمدة شهر أمر طبيعي في ظل هذه الظروف حتى تتّضح الصورة أكثر فأكثر مع تأكيد الحرص على العام الدراسي، ولكن أيضًا هناك حرص على سلامة المعلّمين وسلامة الطلاب الذين تشتّتوا ولا توجد معلومات أو بيانات واضحة عن الوجهة التي اعتمدوها لحماية أنفسهم، وبالتالي فلا يمكن، الدخول إلى المدارس يوم 7 أكتوبر".

وشدّد على رفض فتح المدارس الخاصة في بعض المناطق، متسائلا: أين التضامن الإنساني بين الطلاب؟ أن التضامن الإنساني بين إنسان وآخر؟ وتابع أنّ هذا الأمر يأخذنا إلى ما سمّاه فدراليّة التربية، أي أن تفتح المدارس الخاصة وهي لا تتعدّى الـ 20% فيما تقفل معظم المدارس الأخرى.

لموقف نفسه عبّر عنه لموقع "الحرة" مدير التعليم الثانوي في وزارة التربية اللبنانية خالد فايد معتبرًا أنّه "من غير المنطقي الحديث عن التعليم في هذه الفترة التي تستمر فيها الحرب ويستمر فيها القتال وقبل بلوغ وقف إطلاق النار، وبعدها نضع الخطط اللازمة للعام الدراسي الحالي."

أرقام وزارة التربية

وكان وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي عقد اجتماعًا للهيئة العليا لإدارة التعليم في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث، بهدف وضع خطة استجابة لحاجات التعليم في ظل الأزمة القائمة. وبعدما عرضت كلّ مديريّة خطتها لإيصال التعليم الورقي والرقمي، تبيّن أن هناك نحو 620 مركز إيواء للنازحين من بينها 505 مدارس رسمية و54 مدرسة مهنية رسمية يضاف إليها عدد من مباني الجامعة اللبنانية، وأكثر من 50 مدرسة خاصة.

وأكد الوزير في بيان أنّه حتى الآن نزح 18792 معلمًا من أساتذة المدارس الرسمية، و16798 معلمًا من أساتذة المدارس الخاصة بالإضافة إلى عدد من أساتذة التعليم العالي والجامعة اللبنانية، مشيرًا إلى أن الموقف الرسمي من اعتماد أيّ نوع من أنواع التعليم سوف يتم إعلانه في نهاية المشاورات مع القطاع التربوي بكلّ مكوّناته، ومع المعنيّين.

مقالات مشابهة

  • الحسين إربد يهزم الكويت الكويتي بأبطال آسيا
  • بين موقفين.. طلاب لبنان يواجهون المجهول
  • وزير الاقتصاد والتخطيط يلتقي عددًا من ممثلي القطاع الخاص
  • جامعة إب تنظم وقفة حاشدة تنديدا بجرائم العدو الصهيوأمريكي بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • وقفة بمدينة الحديدة تضامنا مع الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • لجنة نصرة الأقصى تبارك عملية الوعد الصادق “2” وتقر البرنامج الخاص بالمسيرة الأسبوعية
  • موظفو هيئة الأوقاف ينظمون وقفة تضامنية مع الشعبين الفلسطيني واللبناني
  • 100 دعاء لنصر فلسطين.. «اللهم اجعل لهم العزة والغلبة والقوة والهيبة»
  • فلسطين: 21 اقتحاما للأقصى ومنع رفع الأذان 69 مرة بالحرم الإبراهيمى خلال سبتمبر
  • بنسعيد لوزير الإعلام الفلسطيني: المغرب يوصل صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم