تأجيل تسريح قائد الجيش مادة نقاش وسيناريوهات يصعب اعتمادها
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
مع استمرار الأنشغال المحلي والدولي بتطورات غزة وإحداث الجنوب، فإن أي ملف داخلي لن يحتل أولوية النقاش أو البحث والمقصود بذلك الأستحقاق الرئاسي
الذي دخل في فترة الجمود ومعه عدة استحقاقات داهمة تتطلب حسما قبل انقضاء المهلة الزمنية لها .
أما إذا طال امد الشغور فإن سيناريوهات مختلفة يصار إلى درس إمكانية السير بها ام لا،ومن المتعارف عليه أنه متى حضرت كلمة السر المنشودة أو التوافق الكبير فإن كل الأمور تصبح قابلة للحل بما في ذلك ملف الرئاسة.
ومؤخرا برزت إلى الواجهة مسألة قيادة الجيش والهواجس من الشغور فيها مع العلم أن ولاية القائد الحالي العماد جوزف عون تنتهي في العاشر من كانون الثاني المقبل. وبعيدا عن طرح اسمه كمرشح رئاسي جدي ، ورفض "التيار الوطني الحر" لتأييده فإن ما انجزه العماد عون هو محور تقدير من مختلف القوى السياسية في البلاد ، وبالتالي فإن المطالبة بتأجيل تسريحه مشروعة لاسيما أنه أظهر تفانيا على رأس القيادة ومهما اشتدت المعركة عليه لأسباب مختلفة فإنه يعمد إلى النأي بالمؤسسة العسكرية عن أي خلاف . وهذه نقطة تسجل له.
حتى الآن ليس هناك سوى تحليلات يتم تداولها عن إمكانية سلوك البحث في تأجيل التسريح مساره، في حين أن لا معلومات رسمية واضحة ، حتى أن ثمة من يعتبر أن الموضوع سابق لأوانه وإن ما من طبخة يجري تحضيرها .
وتفيد مصادر عسكرية ل" لبنان ٢٤ " أن الحديث يطرح في الإعلام وموضوع الشغور في المراكز الأمنية سبق أن جرى التحذير منه، لأن المؤسسة العسكرية تأبى الفراغ ، مذكرة بما صدر قبل فترة بشأن موضوع رئيس الأركان وحلوله مكان قائد الجيش في حال غيابه ،معلنة وأن هناك وضعا سياسيا غير سليم وإنه لم يسبق أن طرحت مسألة خلافة القائد بهذا الشكل منذ تأسيس الجيش .اما موضوع تأجيل التسريح فسابق لأوانه وفق المصادر نفسها .
ويقول المحامي والخبير الدستوري سعيد مالك ل " لبنان ٢٤ " أنه في عودة إلى قانون الدفاع ١.٢/ ٨٣ وتحديدا المادة ٥٦ منه فإن كافة الضباط يحالون إلى التقاعد مع بلوغهم السن القانونية أي ال ٦٠ عاما لقائد الجيش لكن المادة ٥٥ منه نصت على إمكانية تأجيل التسريح للعناصر والضباط في حالتين ، ثانيها بقرار من وزير الدفاع بناء على اقتراح قائد الجيش في حالات الحرب وإعلان حالة الطوارىء وحالات تكليف الجيش مهام حفظ الأمن،و بالتالي من أجل تأجيل تسريح قائد الجيش والتنديد له ، هناك ثلاث سيناريوهات .
السيناريو الأول،كما بشرح مالك، يتعلق بصدور قرار عن وزير الدفاع بناء على اقتراح قائد الجيش وهذا ما حصل لمرتين مع العماد جان قهوجي في العام ٢٠٠٣ وكذلك في العام ٢٠٠٥ حين صار التمديد له بقرار عن وزير الدفاع وقتها ، ولكن السؤال الذي يطرح هل يعقل لقائد الجيش أن يقترح لنفسه التمديد؟ ومن جهة ثانية هل يعقل أن وزير الدفاع ونظرا للكباش الحاصل بينه وبين قائد الجيش أن يصدر قرارا بهذا الخصوص؟ ولذلك فإن هذا السيناريو مستبعد.
ويلفت إلى أن السيناريو الثاني يقوم على صدور مرسوم عن مجلس الوزراء كون قائد الجيش عين بمرسوم سندا للمادة ١٩ من قانون الدفاع ١٠٢/ ٨٣ ، وهذا المرسوم يصدر بناء على اقتراح وزير الدفاع ولكن السؤال المطروح أيضا هل يقترح وزير الدفاع التمديد أو تأجيل تسريح قائد الجيش في ظل الكباش الحاصل بينهما، مما يفيد أن هذا السيناريو مستبعد بشكل كامل ومطلق أيضا .
ويضيف: ويبقى السيناريو الثالث الذي يمكن الكلام عنه، وهو الأكثر ترجيحا وهو صدور قانون بالتمديد كما حصل في العام ١٩٩٥ حين صدر القانون الرقم ٤٦٣ / ٩٥ تاريخ ٨ / ١٢ / ١٩٩٥ حين صار التمديد لقائد الجيش العماد إميل لحود لثلاث سنوات، لكن هل يمكن التشريع لمصلحة الفردية ام يقتضي أن يأتي التشريع لمصلحة جماعة وذلك ما يمكن أن يعرض هذا القانون في حال صدر للطعن أمام المجلس الدستوري .وهناك سؤال يتصل بهذا السيناريو هل أن مجلس النواب سيلتئم وهو هيئة ناخبة للتشريع وإصدار القانون بالتمديد من ناحية أولى، ومن ناحية ثانية هل يمكن أن يصدر قانون ضمن إطار صفة شخصية لاسيما أن القانون يجب أن يصدر بصيغة شمولية لكافة الأفراد والرتباء والضباط، مما يفيد أن الأمر بحاجة إلى الكثير من الدراية لأجل إصدار هذا القانون بهدف تجنيبه الطعن أمام المجلس الدستوري.
لم يتحول موضوع تأجيل تسريح قائد الجيش إلى مادة للنقاش المستفيض، لكنه يبقى قيد الطرح عندما تدنو المهلة الزمنية لهذا التسريح من موعدها . المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وزیر الدفاع
إقرأ أيضاً:
قائد القوات الأوغندية يهدد السودان بعد اعتذار بلاده
جدد قائد قوات الدفاع الشعبية الأوغندية موهوزي موسيفيني نجل الرئيس الأوغندي تهديداته باجتياح العاصمة السودانية الخرطوم بعد ساعات من تقديم بلاده اعتذارا رسميا عن تصريحات مشابهة.
ماكرون يدعو طرفي النزاع في السودان إلى إلقاء السلاح برنامج الغذاء العالمي: مقرا للأمم المتحدة بجنوب شرق السودان تعرض لقصف جويوبحسب روسيا اليوم، نشر موهوزي نجل الرئيس الأوغندي موسفيني عبر حسابة الرسمي على منصة "إكس" مهددا السودان قائلا: "والدي لو أمرنا بالسيطرة على الخرطوم لفعلنا ذلك غدا".
وجاءت تصريحات قائد قوات الدفاع الشعبي الأوغندية بعد ساعات من بيان للخارجية السودانية رحبت فيه باعتذار الحكومة الأوغندية رسميًا عن التصريحات التي أطلقها قائد قوات الدفاع الأوغندية والتي تحدث فيها عن غزو الخرطوم بدعم من الإدارة الأميركية.
وكان قائد قوات الدفاع الشعبي الأوغندية نجل الرئيس الأوغندي كتب في تغريدة له على منصة "إكس" قبل أيام "نحن فقط ننتظر زميلنا، دونالد ترامب، ليصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وبدعمه سنتمكن من الاستيلاء على العاصمة السودانية الخرطوم".
وأضاف نجل الزعيم الأوغندي في تدوينته: "سوف تنتهي هذه الفوضى في السودان قريبًا!.. إذا كان هؤلاء الشباب في الخرطوم لا يعرفون ما هي الحرب فسوف يتعلمون".
ودانت السودان تلك التصريحات لقائد قوات الدفاع الشعبي الأوغندية، في بيان للخارجية السودانية في 18 ديسمبر استنكر التصريحات التي نشرها المسؤول العسكري الأوغندي مطالبا باعتذار رسمي من الحكومة الأوغندية.
وقالت الخارجية الأوغندية في مذكرة وجهتها إلى سفارة السودان في كمبالا "إن تلك التعليقات لا تمثل الموقف الرسمي للحكومة الأوغندية" وأن المواقف الرسمية تُعلن عبر القنوات الدبلوماسية المعروفة، وليس عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها نجل الرئيس الأوغندي الذي ينظر إليه على أنه خليفة والده في الحكم جدلا بسبب تصريحاته، حيث سبق توجيهه تغريدات حملت تهديدات لدولة كينيا في إحدى المرات، مما أدى إلى إقالته من منصب قائد القوات البرية في عام 2022.