شدد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على ضرورة وقف الأعمال القتالية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وضمان أمن إسرائيل وشعبها فيما أسماه "مفهوما جديدا" للتعامل مع القضية.

جاء ذلك في حديث بيسكوف لوسائل الإعلام لدى وصوله إلى بكين للمشاركة في المنتدى الثالث للتعاون الدولي "حزام واحد-طريق واحد" بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "ضيفا للشرف" كما سمّته الصين.

وتابع بيسكوف أن التهديد لا يزال قائما بتفاقم الأزمة، "وهو ما ينذر بتداعيات خطيرة للمنطقة بأسرها، بما في ذلك تدهور أكبر للوضع الإنساني".

إقرأ المزيد مستوطنون إسرائيليون يطردون وزيرتهم من أحد فنادق البحر الميت: أنتم حكومة عار!

وأكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين على أن أهم شيء الآن هو إيقاف الحرب الدائرة، والتعامل مع القضية بمفهوم جديد وجهد متجدد للتسوية، من خلال "إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وضمان أمن إسرائيل، ومنح الشعب الإسرائيلي الحق في أن يعيش في سلام، وأن يشعر بالأمن".

وردا على سؤال ما إذا كانت قضية الشرق الأوسط ستكون على جدول أعمال اللقاء المرتقب بين الرئيسين فلاديمير بوتين وشي جين بينغ، قال بيسكوف: "بالطبع سوف يتم طرح هذه القضية على جدول الأعمال، بوصفها إحدى القضايا التي تتصدر أولويات زعماء العالم. وقد قام الرئيس بوتين بعدد من المحادثات التليفونية مع زعماء بعض الدول فيما يخص شؤون الشرق الأوسط، لذلك أعتقد أن القضية قطعاً ستطرح على طاولة المباحثات بين الرئيسين، لا سيما أن الوضع يتطور بسرعة، ويستمر التوتر".

وحول ما إذا كانت روسيا تعتزم التقدم بمبادرة للسلام، أشار بيسكوف إلى أن "طرح مبادرة للسلام يجب أن يسبقه تكوين لمثل هذه المبادرة، وفهم مواقف الأطراف والتوجهات". مؤكدا على أن الوضع الآن هو أن لدى الرئيس الروسي، استنادا لمحادثاته التليفونية، تصورا عن الوضع، سوف ينقله لنظيره الصيني.

وأكد بيسكوف على أنه لا توجد نية لطرح مبادرة "لمجرد المبادرة" على حد تعبيره، إلا أنه، في الوقت نفسه، قال إن الهدف الآن يتلخص في المساعدة من أجل التسوية، وقبل تلك المساعدة في التسوية يتعين المساعدة للخروج من حالة الحرب الساخنة، لهذا فإن "جهود أي دولة سوف يكون مرحبا بها في هذه المرحلة، وروسيا شأنها في ذلك شأن الجميع مستعدة للمساهمة في هذه العملية، لكن النزاع تدهور، كما نرى، إلى الحد الذي نرى معه هذه المآسي تتكشف أمام أعيننا، لا سيما الأزمة الإنسانية، والتي تأتي نتيجة لعقود من تجاهل بعض الدول لقضية الشرق الأوسط".

وحول زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى موسكو قال بيسكوف إن الزيارة كان قد تم الاتفاق عليها في السابق، ولم يتم تحديد الموعد بعد، في ظل التطورات المتلاحقة في الوضع بالشرق الأوسط.

المصدر: RT

 

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: بيسكوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الصين الكرملين الحرب على غزة الكرملين دميتري بيسكوف طوفان الأقصى فلاديمير بوتين قطاع غزة محمود عباس هجمات إسرائيلية

إقرأ أيضاً:

الدولة العميقة الامريكية وحروب الشرق الأوسط

تحدث بروفسور جيفري ساكس وهو مدير مركز التنمية المستدامة في جامعة كولمبيا واحد المتحدثين خارج منظومة الإعلام الرسمي عبر اليوتيوب وغيرها وضيف أسبوعي دائم مع القاضي نابوليتانو في اليوتيوب في منصة judging freedom.

عرض في اللقاء حديث لقائد عسكري أمريكي بالمعاش ويسلي كلارك (تم اللقاء في مارس ٢٠٢٣) وحكى عن خطة وضعها البنتاجون للتدخل في سبعة دول شرق اوسطية. كانت هذه الأفكار منذ نهاية التسعينات وبدأ تشجيعها منذ مجيء نتنياهو للسلطة عام 1996وحديثه المكثف عن أهمية إسقاط سبع دول بالتدخل في العراق ليبيا الصومال لبنان السودان سوريا و ايران (تم إشعال حروب في ٦ دول منها)باعتبارها دول تؤيد الفلسطينين خاصة المقاومة المسلحة ولابد من تصفيتها.

عرض القاضي نابوليتانو في يوتيوب آخر في مناقشات حول سوريا مع دوجلاس ماكغريغور وهو كولونيل متقاعد من الجيش الامريكي كيف قام الأمريكان بواسطة المخابرات المركزية والبريطان عبر أم آي ٦ والموساد باحتضان دولة القاعدة والدواعش وتدريبهم لكي يقوموا بما قاموا به. واعاد ما قاله عدة مرات ان الإمبراطورية تريد دمى في مشاريعها وليس شركاء. اى أنهم يقومون بتنفيذ مشاريعهم بلا أي اعتبارات اخلاقية او قانونية (كان الجولاني مطلوبا امريكياً مقابل عشرة مليون دولار ).

لقد وضح من متابعات المراقبين والمحللين السياسيين الغربيين ان رؤساء الجمهورية في الغرب لديهم مجال محدود لتغيير السياسات خاصة فيما يتعلق بالسياسات الخارجية المتعلقة بالسيطرة والهيمنة. وقد لوحظ هذا بشكل كبير في فترتي بايدن وترامب الفائتتين. فكل الأفكار التي طرحها ترامب لتغيير سياسات امريكا تم التوفيق فيها بين الدولة العميقة والرئاسة. ففكرة ترامب بسحب القوات من سوريا، لم تنفذ لأنها ارتبطت بحماية اسرائيل ولاحقاً في تنفيذ مخططات امريكا في خلق الدولة الكردية وابتزاز الدولة الجديدة في موارد البترول والأرض الصالحة للزراعة وغيرها.

لربط هذا بما يحدث في الوطن فكثير من السودانيون يعتبرون ما يحدث في السودان منفصلاً عن هذه السردية الإقليمية الدولية، ويرجعونه لأسباب متعلقة بالشخصية والسلوكيات المتداولة السودانية، والتاريخ والأحزاب ودولة الإنقاذ وهكذا. كلها يمكن ان تكون صحيحة بشكل جزئي وبني عليها التحرك الأخير لكن لابد من ان نقتنع ان مايقال من الأصوات الأجنبية الإنسانية التي خارج إطار السلطة الحاكمة والغير المستفيدة مثل البروف ساكس والذي في كل حياته هو متعاطف مع الشعوب والفقراء ومناصر للقضية الفلسطينية وضد سياسات الهيمنة الإمبريالية الغربية. وقال سكوت ريتر وهو عمل في البحرية الأمريكية وكان مشرف الأمم المتحدة في موضوع الأسلحة النووية العراقية "ان امريكا لاتهتم باي شعب او أي شخص لكنها تثير المشكلات في أي مكان لاتوجد عليه.

إذن فهذه الحرب التي في بلادنا هي ذات جذر اسرائيلي أمريكي ونتاج خطة الدولة العميقة في بنتاجون امريكا ودعم لوبيهات الصهيونية في امريكا والغرب. وعندما أسقطت الدولة السورية ( الديكتاتورية التي وقفنا ضدها طويلاً) فقد اتجهت اسرائيل مباشرة إلى تحطيم كل الإمكانيات العسكرية للجيش السوري، لأنها تعلم ان الجيش الوطني هو سياج سيادة الدولة وحاميها.

هذا هو الوضع في الوطن ان مجموعات من القوى المدنية ولظروف مختلفة من النزوع السلطوي، الخضوع للابتزاز، سطحية التحليل، التمويل الحزبي والفردي نصبت نفسها مدافعا سياسياً بمختلف المستويات عن الجنجويد وتدافع عن ممارساته بشكل واضح او تبريري. وتدعو للتدخلات الدولية وحكومة منفى الجنجويد ووو. وتشن الحملات والأكاذيب ضد من يدافع عن الدولة ويقف خلف جيش البلاد للانتصار على الغزاة. وسبيله لذلك هو الاتهامات، ورغم أنهم اغلبهم شخصيات لها تاريخ طويل من النضال ضد كافة أشكال القمع والحكومات المتسلطة، وعبر كتاب وكاتبات يستعملون لغة بذيئة ومنحطة بانهم كيزان ووو. القيادة التي يعبرون عنها تضم أيضا رجالا ونساء بذيئيون وبذيئات لا يتورعون عن استعمال أي طريقة للإساءة للآخرين.

تم استعمال أسلحة كثيرة في هذا الصراع الدامي: اولها هو سلاح العنف المفرط الذي استعمله الجنجويد بكفاءة على خطى القوى الإسلامية المتطرفة في منطقة الشام والعراق وليبيا وكانت صناعة أمريكية بالكامل وتم استعمالهم في حرب إسقاط نظام الأسد اخيرا. في السودان اظهر الجنجويد أقسى التصرفات ضد السكان المحليين وعبروا عن وحشية نادرة في صراعات السودان؛ السلاح الثاني هو حشد التعاطف الإنساني مع الجرائم التي ترتكب وتؤدي للمجاعات والأضرار الصحية والتشريد والسلب والنهب بدون تحديد المجرم الحقيقي؛ السلاح الثالث تحركات القوى الدولية من الأمم المتحدة إلى الوحدة الأفريقية والجامعة العربية والمنظمات المختلفة والجمعيات المدنية المهتمة ويتم استعمالها حسب الاحتياج وحسب دورها المرسوم؛ السلاح الرابع هو العقوبات الأمريكية والاتحاد الأوربي وتشريعات مجلس الشيوخ التي تظهر وتختفي حسب طلب الابتزاز والتهديد والإغراء؛ السلاح الخامس هو الإعلام والدراسات والأبحاث التي تعمل لصالح العملاء والمؤيدين وضد المعارضين وتقدم مبررات منطقية ومدعومة بالإحصاءات الحقيقية والمزورة، كما تسيطر على مراكز التواصل الاجتماعي وتمنع وتسمح بما يناسبها.

السلاح السادس والأخير والأكثر استعمالا والأكثر خطورة هو تمويل أنشطة المجتمعات المدنية في مناطق نفوذها وفي المناطق المعادية لها. هذا السلاح الأخير هو الذي يؤثر بشكل فعال في تغبيش الاراء وغسل الأدمغة وتغيير الاراء. واسأل هنا بصراحة ووضوح عن مصدر الأموال ومن أين يتم الحصول عليها وكيف ووفق أي شروط وأصحاب القرار في التصرف فيها. لقد كتب الكثير في السنوات الأخيرة عن مال منظمات المجتمع المدني وأثره الضار على المجتمعات وتحول مجموعات كبيرة من الشباب من الأنشطة الموجهة حول التغيرات الاجتماعية إلى دائرة السياسات العامة ووضع اجندة الدول والتجمعات الدولية في نشاط المنظمات المحلية، مما يثير قضايا الاستقلالية. وتعتبر المنظمة المدنية القائمة حاليا في مجال السياسات العامة (تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم) والممولة جيدا لتغرى ولتجذب المنظمات الاجتماعية السودانية لتلتف حولها، هي الأخطر لأنها تعمل على تنفيذ نفس مخطط ليبيا وسوريا من تدمير الدولة ومؤسساتها واهمها الموسسات الأمنية، وتغيير اتجاهاتها الاستراتيجية خاصة الاقتصادية لتكون الدولة مفتوحة على مصراعيها.

حدث تحول كبير وعميق في التمويل في ظرف العامين السابقين، من تمويل القضايا الاجتماعية (الفقر والعوز والصحة خاصة النساء والأطفال والمناخ ودعم الصناعات المحلية ووو) إلى تحول اغلب الممولين للمنظمات السودانية العاملة في مجال السياسات العامة في مناطق تواجد السودانيين. وهي منظمات أمريكية ذات طابع سياسي من الدولة العميقة الأمريكية وممولة من الدولة مثل فريدوم هاوس، المعهد الديمقراطي الأمريكي، والمعهد الجمهوري الأمريكي وهي منظمات أمريكية سياسية تتدخل بشكل مباشر في تحديد السياسات السودانية وقد كان لها ممارسات في مصر في الربيع العربي غير سليمة ويمكن الرجوع اليها. ان تغول هذه المنظمات ووجودها في مناطق لجوء السودانيين من مصر، أديس ، يوغندا وربما تشاد يثير تحفظات كثيرة. هذا ليس اتهاماً لأي من المنظمات السودانية التي تتلقى تمويلا ولكن جزء من أعمال الحذر والتدبر والشفافية.

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

مقالات مشابهة

  • وسائل إعلام إسرائيلية تعلن موعد الحرب بين إسرائيل وتركيا
  • مجلس الأمن يناقش اليوم القضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يناقش القضية الفلسطينية والوضع في الشرق الأوسط
  • مجلس الأمن الدولي يناقش اليوم القضية الفلسطينية 
  • خالد عامر يكتب: مصر والتحديات الإقليمية
  • الوضع السوري بين إدارة بايدن وترامب.. خلافات حول مستقبل القوات الأمريكية
  • ترامب: الوضع في روسيا وأوكرانيا سيكون أصعب من الوضع في الشرق الأوسط
  • نائبة: حوار الرئيس المستمر هو السبيل لتحقيق التقدم والتنمية المستدامة لمصر
  • الرئيس السيسي وملك البحرين يحذران من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط
  • الدولة العميقة الامريكية وحروب الشرق الأوسط