لم يعد بنيامين نتنياهو صالحا لحكم إسرائيل، بل لا يمكنه البقاء في منصبه ولو ليوم واحد آخر، وعليه أن يرحل فورا.

هذا ما بدأت به "هآرتس" مقالا طالبت فيه رئيس الوزراء بالتنحي دون انتظار، مؤكدة أنه لم يعد قادرا على القيادة، حيث فضحه وجهه "الشاحب رغم كمية المكياج الكبيرة" عندما كان يلقي خطابا "غريبًا وفارغًا" يوم السبت لم يتمكن فيه من إخفاء الصدمة التي كان يعاني منها.

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية -على لسان كاتبها نحميا شتراسلر- أن استمرار نتنياهو في قيادة إسرائيل وجيشها خلال الحرب الحالية لن يكون من أجل إسرائيل وإنما من أجل "خلاصه الشخصي" وستكون "كل التحركات في الحرب وكل الاتصالات الدبلوماسية تستهدف أمرا واحدا فقط هو: البقاء في السلطة" وهذا ما لن يتيح تحقيق النصر في الحرب، مما يعني أن على نتنياهو أن يرحل.

وعن أسباب هذه المطالبة، يقول شتراسلر إن نتنياهو لم يكتف بتفكيك المجتمع الإسرائيلي ويضعف جيشه خلال الأشهر التسعة الماضية، ولم يساهم فقط بتقوية حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) بتمكينها من الحصول على أموال عززت مكانتها، بل إنه حقا المسؤول الأول عن المذبحة التي تعرضت لها إسرائيل وأودت بقتل وجرح واختطاف المئات وهو ما "يشكل الآن تهديدًا وجوديًا واضحًا لدولة إسرائيل ومواطنيها".

وانتقد المقال بشكل لاذع أولئك الذين مكنوا نتنياهو من الاستمرار في الحكم، واصفا ما فعلوه بأنه "أمر مخز" مشددا على أن وزير الحرب (بيني غانتس) وزملاءه هم الذين قدموا لنتنياهو طوق نجاة "منقوعا في الدم" عندما انضموا لحكومته متسببين بذلك في انقسام المعارضة.

إنقاذ نفسه

لكن نتنياهو، بدلا من التركيز على الحرب، باشر فورا في القيام بما وصفه الكاتب بأنه "عمل حيوي لإنقاذ نفسه" ملقيا باللوم هو وأبواقه فيما حدث يوم السبت 7 أكتوبر على الجيش الإسرائيلي والمخابرات العسكرية وجهاز الأمن العام و"الشاباك" وغانتس ومن كانوا يحتجون على التعديلات القضائية، محاولا بذلك سل نفسه من هذه القضية سل الشعرة من العجين، فلا يكون عليه لوم في أي شيء يتعلق بذلك الهجوم، حسب شتراسلر.

واستطرد الكاتب تعامل نتنياهو مع الكيبوتسات (مستوطنات زراعية عسكرية) قائلا إنها عاشت طيلة سنوات حكمه تحت وابل من الصواريخ والبالونات الحارقة، وأن الحل الوحيد الذي كان أمامها هو تبني عائلات من القوميين المتدينين المتطرفين التي يمكنها بصراخها أن تجعل وزير المالية بتسلئيل سموتريش -بدلا من تقليص كتيبة ونصف كتيبة من قوات الحدود- يضيف كتيبتين لحماية الكيبوتسات.

وأبرز أن هذه هي الطريقة التي يتصرف بها القوميون المتدينون المتطرفون في مستوطناتهم، حيث يصرخون بمرارة لممثليهم ثم يحصلون على المزيد من القوى التي تحميهم لدرجة أن طفلا منهم إذا ذهب للمدرسة ترافقه فرقة حماية من الجنود.

وما زاد الطينة بلة -حسب الكاتب- هو قرار الحكومة عام 2014 مضايقة المنسقين الأمنيين في البلدات الحدودية لغزة، إذ قلصت رواتبهم، وخفضت قسائم البنزين الخاصة بهم، وصادرت سياراتهم المضادة للرصاص، وخفضت عدد بنادقهم، وقلصت فرق الرد السريع، مما وجه ضربة قاتلة لقدرتهم على الدفاع عن أنفسهم.

وهذا يعني أن الأمر الأكثر فظاعة أنه تم التخلي عن الكيبوتسات لأسباب سياسية، إذ لم ير فيهم نتنياهو أنهم من معسكره الصحيح، معسكر المتدينين، ولم يقم بزيارة هذه المجتمعات الحدودية مطلقًا طوال السنوات التي قضاها بالسلطة، مما يعني أنه في الحقيقة "أنذل شخص في تاريخ الشعب اليهودي" ويجب أن يرحل اليوم وليس غدا، وفقا لشتراسلر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أن یرحل

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يطرح شرطين أساسيين لإنهاء الحرب في غزة

مجندة إسرائيلية مع نتنياهو (منصات تواصل)

في تصريح مفاجئ ومثير للجدل، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعداد حكومة بلاده للانخراط في محادثات لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، مشروطًا باستسلام حركة حماس بشكل كامل.

نتنياهو أشار إلى أن إسرائيل مستعدة للتفاوض حول "المرحلة النهائية" من النزاع، لكن هذا العرض يقترن بشرطين رئيسيين: الأول، أن تسلم حماس جميع أسلحتها، والثاني، أن يغادر قادتها قطاع غزة بشكل دائم.

اقرأ أيضاً موجة ثانية من الغارات الأمريكية على صنعاء الآن.. الأماكن المستهدفة 28 مارس، 2025 هل يمكن رؤية هلال شوال غدًا؟: الفلكي عبد الله الخضيري يحسم الجدل 28 مارس، 2025

وأضاف نتنياهو أن الضغط العسكري الذي مارسته إسرائيل على حركة حماس كان فعالًا، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية تستمر بشكل مكثف.

وأوضح أن المفاوضات المتعلقة بالرهائن تجري تحت ضغوط كبيرة، لكنها تظل فعالة.

في الوقت نفسه، أشار إلى أن الخطة الإسرائيلية هي أن تتولى إسرائيل مسؤولية الأمن في القطاع، مع تفعيل "خطة ترامب" للهجرة الطوعية، والتي تقترح انتقال السكان إلى مناطق أخرى.

هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، حيث تزداد الضغوط الدولية والمحلية لإنهاء النزاع، بينما تواصل إسرائيل توجيه ضرباتها العسكرية المستمرة على غزة.

وبالرغم من ذلك، فإن هذا العرض الإسرائيلي يضع حركة حماس أمام اختبار كبير، حيث يتطلب منها اتخاذ قرار مصيري بشأن سلاحها ومستقبل قادتها.

الخطة الإسرائيلية لا تقتصر على إلقاء حماس سلاحها فقط، بل تتضمن أيضًا إقامة ترتيب سياسي جديد في غزة بعد الانسحاب المحتمل لقادة الحركة.

في هذا السياق، يبقى السؤال الأهم: هل ستقبل حماس بهذا العرض، أم ستواصل تمسكها بمواقفها الثابتة؟

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: الرسوم المضادة ستدخل حيز التنفيذ الخميس القادم
  • هآرتس: إسرائيل تقدم مقترحا جديدا لوقف إطلاق نار مؤقت بغزة
  • آيزنكوت: نتنياهو فقد القدرة على العمل لصالح إسرائيل
  • أبوبكر الديب يكتب: إقتصاد إسرائيل يدفع ثمن طموحات نتنياهو السياسية
  • وصول قاذفات نووية شبحية بعيدة المدى الى قواعد أمريكية بالقرب من إيران ووكلائها في المنطقة ... مشهد الحرب القادم
  • الحرب علي غزة.. والدة أسير إسرائيلي : نتنياهو يكذب!
  • نتنياهو يطرح شرطين أساسيين لإنهاء الحرب في غزة
  • عاجل| نتنياهو: مستعدون للحوار بشأن المرحلة النهائية للحرب التي يتم بموجبها نزع سلاح حماس وإخراج قادتها من غزة
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه في أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس