افتتحت جامعة البلمند بلبنان، مساء أمس الاثنين، المؤتمر العلميّ الدوليّ بعنوان: "الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكية من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر: نحو فهمٍ دقيق للتاريخ"، برعاية وحضور البطريرك يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس،  وذلك في أوديتوريوم الزاخم - جامعة البلمند في الكورة.

المؤتمر من تنظيم معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في جامعة البلمند.

 حضر الافتتاح الرئيسان السابقان للجمهورية اللبنانيّة الرئيس ميشال عون والرئيس ميشال سليمان، دولة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ممثلاً دولة الرئيس نبيه برّي، نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور سعادة الشامي ممثلاً رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق، إضافة إلى السادة المطارنة أعضاء المجمع الأنطاكيّ المقدّس و الأساقفة، وعمداء الكلّيات في الجامعة، وشخصيات سياسيّة، قضائيّة، دينيّة، اجتماعيّة، ثقافيّة، تربويّة، أمنيّة، عسكريّة، وإعلاميّة.

قدّمت جوقة القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ اللاهوتيّ في جامعة البلمند باقة من التراتيل. وبعد النشيد الوطنيّ اللبنانيّ ونشيد جامعة البلمند، رحّب مقدّم الحفل الإعلاميّ ايلي أحوش، بالحضور، قائلًا:

"شهادتنا في هذا الشرق ختمته بالرجاء، ولونته بالقداسة، صار أيقونة الحبّ الجبار... الحبّ الذي يغلب كلّ موت". وعن كنائسنا تابع قائلًا: "وفي الازمنة الصعبة، لم تتعب، وما توقفت أن تكون المنارة. الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية، كنيسة الثبات والقداسة، كنيسة الرجاء والقيامة طبعت هذا الشرق بشهادتها الملهمة، نورها من نوره وعمادها إنجيله، مسحنت بكلماته الأزمنة والمطارح".

وختم مقدّمته قائلًا: "الحاجة إلى دراسة معمّقة للأزمات التاريخيّة التي عصفت بشرقنا الحبيب وتأثيرها على تاريخ كنيستنا، أوجبت على معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في جامعة البلمند، وبالتعاون مع المؤسّسات الأكاديميّة المشاركة من الخارج، حتمت تنظيمَ هذا المؤتمر العلميّ العالميّ".

ألقى قدس الأرشمندريت يعقوب خليل كلمة ترحيبيّة، تطرّق فيها إلى أهميّة هذا المؤتمر على الصعيدين الكنسيّ والعلميّ منوّهًا بمشاركة نخبة من ذوي الاختصاص في تاريخ كنيسة أنطاكية الأرثوذكسيّة. ولفت إلى أنّ الدراساتُ التي ستُقرأ، حضوريًا أو عن بُعد، هي أصيلةٌ من حيث أنّها جَمَعت وحَلَّلت معلوماتٍ نقّبَها الباحثونَ من وثائقَ ومحفوظاتٍ، لا فقط في أرشيف بطريركيّتنا والأبرشيّات والأديار، بل وفي إسطنبول وبوخارست وياش وكييف وموسكو وروما وسواها من المدن.

وشدّد على أنّ الدراسات المقدّمة تساعد على التحقّقُ من هُوِيّةِ كنيسةِ أنطاكيّة التي لم تتغيّرْ إلى الآنَ، والتي تتجلّى عِبْرَ روحِ الوَحدةِ التي جَمعت بين كلِّ كنائسِ الشرقِ الأُرثوذكسيّةِ منذ الانشقاقِ الكبير، مرورًا برفْضِها مقرّراتِ مَجمعِ فرّارا – فلورنسا، وانتهاءً بتضامُنِها زمنَ غزوةِ الاقتناص الغربيّ، كما تُبيّن كيف كان التعاونُ في البطريركيّاتِ الشرقيّة كافَّةً يتخطّى كلَّ حدودٍ مناطقيّةٍ أو إثنيّةٍ أو لغويّة.

وفي كلمته، قال رئيس الجامعة، البروفسور الياس ورّاق: "إنَّ هذا المؤتمر إنَمَّا هو خيرُ دليلٍ على دورِ لبنان الريادي ليسَ فقط في التربيةِ والتعليمِ العالي، وإنَّما في نشرِ المعرفةِ والتوعية بما اختَصَّ بتاريخِ الأديانِ السّماوية والحضاراتِ الإنسانية التي بدَأَتْ مفاهيمُها تضمحِّلُ وعسى ألّا تختفي".

وتابع: "إنَّ جامعة البلمند اليوم، وفي أكثرِ من أيِّ وقتٍ مضى، تلعبُ دوراً أساسيًا في الحفاظ على المستوى الأكاديميّ الجامعيّ الذي لطالما تميَّزَ بهِ لبنان في الشّرقِ الأوسط والعالم. فبالرغمِ منَ المصاعِبِ الجَمَّةِ، والأزماتِ المتكرِّرة، والمآسي اللامتناهية التي كُنّا ولم نَزَل نُعاني منها في هذا الوطن العزيز، أصرَّت جامعاتُ لبنان عامةً وجامعةُ البلمند خاصةً أن تلعبَ دوراً جوهرياً ليس فقط على الصعيد الأكاديمي وإنّما على الصعيد المجتمعي".

وشدّد على أهمية قيام الجامعات بدورها قائلًا: "نَعَم حينَ تقومُ الجامعات بهذهِ الرسالةِ، ينتفي وجودُ الظالمين، ويختفي حضورُ أباطرةِ الحرب، حيث نَشْهدُ أنّ العالمَ اليوم محكومٌ بجنونِ العَظَمَةِ لحكامٍ موتورين يعشقون الحروبَ ويعبدونَ إراقةَ دماءِ الأبرياءِ ويحيونَ لاغتصابِ ثرواتِ الطبيعةِ والبشر لإشباعِ شَبَقِهِم بالسّلطةِ والنفوذِ والمال".

وختم: "أودُّ أنْ أُرحِّبَ بِكُم مجدداً في رحابِ هذا الصرحِ العلميّ المقدس داعياً ربَّ العالمينَ أنْ يجعَلَنا قادرينَ على إبقاءِ كلمةَ الحقِّ في أقوالِنا، وترسيخِ نورِ الإيمانِ في عقولِنا، وتجسيدِ الرحمةِ في قلوبِنا".

أما في كلمته الافتتاحية، توجّه البطريرك يوحنّا العاشر إلى الحاضرين وعبر شاشات الإعلام لكلّ المتابعين والمهتميّن قائلًا: "إنّ الفهم الدقيق للتاريخ يرتكز على القاعدة العلمية التي تعتبر أنّ التاريخ ليس وُجهةَ نظر، بل مجموعةً من الوقائع والأحداث التي ندرسها لنستبين ما حصل بالفعل، فنستخلِصَ العِبر.

تظلّ كنيسةُ أنطاكية، البطريركيةُ الرسولية، والكرسيُّ البطرسي الأول، كنيسةَ المشاركة والشورى والانفتاح والسلام. وهي تبقى كنيسةً لها موقعُها ومَرجِعِيّتُها بين الكنائس".

‏وتابع قائلاً: "فبطاركة أنطاكية منذ القرن السابع عشر أمثال ملاتيوس كرمة، ومكاريوس الثالث ابن الزعيم، وأثناسيوس الثالث دبّاس، لم يألوا جُهدًا جَهودًا من أجل تثقيف الرعيّة وتأمين احتياجاتها والحفاظ على الإيمان الأرثوذكسيّ، فأسفرت جهودهم عن قيام نهضة رعائيّة وتجديد ثقافيّ وروحيّ في بطريركيّة أنطاكية.

من الباب الأخوي أترك للذين تركونا وانضمّوا إلى الغرب، وِفق اتفاق سمح لهم بالمحافظة على طقوسهم والإبقاء على النظام البطريركي، تقييمَ نتائج خيارهم".

‏ وتوقّف البطريرك يوحنّا العاشر عند اختطاف المطرانين قائلًا: "وكيف لي ألأ أعبّر عن الألم الذي يعتصر قلوبنا بشأن قضية مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ نيسان 2013. إن هذا الجرح النازف في جسد الكنيسة الأنطاكية، لن يندمل قبل معرفة مصيرهما، وسيبقى خطفهما في تاريخنا صورة موجعة لما يعانيه إنسان هذا المشرق من قهر".

كما دعا: "إخوتنا في المواطنة جميعًا، من أجل أن نعمل معًا لصياغةِ رؤيةٍ تحترم التعدّدَ الذي يزخَر به هذا البلد وتمايزَ الجماعات فيه، ولصيانةِ وَحدةِ لبنان التي تُبرِز ما عندنا من قيم، ولا تحوّل الطائفية إلى أداة للفساد والإفساد ولتعطيل الحُكم وإيقاف عجلة الدولة، وقهر المواطنين".

وختم حديثه بالقول:" نحن أبناءُ هذه الأرض، ولا نسعى لحماياتٍ أجنبية فيها، بل نسعى لترجمة تعاليم الإنجيل في هذه الأرض، ولنقل لُطف المسيح وسلامه أينما حللنا.

نحن هنا لنبني هذه البلاد على قيم المحبّة والأخلاق الكريمة مع كل الخيّرين وأهل الإخلاص.

نحن كُتلةُ محبة ولسنا كُتلةً طائفية".

وفي الختام، كانت المحاضرة الأولى بعنوان اتحاد فلورنسا وكنيسة أنطاكية: مراجعة تاريخيّة قدّمها البروفسور قسطنطين بانشينكو من جامعة موسكو الحكوميّة.

الجدير ذكره أن جلسات المؤتمر مفتوحة للجميع وستستمرّ يومي الثلاثاء والأربعاء 17 و18 تشرين الأول في قاعة البطريرك اغناطيوس الرابع في معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ في البلمند والتي ستتوزّع محاورها إلى سبعة:

المحور الأوّل: السياق التاريخيّ والسياسيّ، المحور الثاني: العلاقات مع الكنائس الأرثوذكسيّة الأخرى، المحور الثالث: العلاقات مع الشعوب الأخرى، المحور الرابع: النشاط الفكريّ والثقافة، المحور الخامس: الشؤون الداخليّة، المحور السادس: البطريرك سلفستروس: حياته وأعماله، المحور السابع: العلاقات مع روما.

392744427_720117380158687_6948828047478780261_n 392746115_720116543492104_5483112626795680171_n 392746115_720116730158752_17836572752162171_n 392747957_720116240158801_2226018501163390790_n 392751222_720117956825296_4343044771937657613_n 392751423_720117283492030_3930633046026132725_n 392754997_720116366825455_9177051763574139898_n 392755122_720116606825431_9192375046670623826_n 392813407_720116763492082_1890707789087691842_n 392816744_720116826825409_5989826784002086456_n 392821925_720117863491972_228274704825038_n 392839872_720116703492088_5529774029758135352_n

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جامعة البلمند المؤتمر العلمي الدولي الرئيس ميشال عون ا العاشر ة التی قائل ا

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة أسيوط يفتتح استراحة دار الإقامة المتميز بالمستشفيات الجامعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افتتح الدكتور أحمد المنشاوي رئيس جامعة أسيوط؛ اليوم الثلاثاء؛ استراحة دار الإقامة المتميز بالمستشفيات الجامعية؛ بتكلفة انشائية تتجاوز 5 ملايين جنيه، والتي تم تجهيزها خلال الأشهر الماضية؛ لخدمة الأطباء من جامعة أسيوط، والجامعات الأخرى على مستوى الجمهورية، وأيضاً الأطباء الأجانب من خارج مصر.

شهد افتتاح دار الإقامة المتميز؛ الدكتور علاء عطية عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، والدكتور إيهاب فوزي المدير التنفيذي لمستشفيات أسيوط الجامعية، والدكتور محمد حلمي الحفناوي المستشار الهندسي لرئيس الجامعة، والدكتور خالد عبدالعزيز مدير المستشفى الجامعي الرئيس، ولفيف من الأطباء، والعاملين بالمستشفيات الجامعية، والإدارة الهندسية بالمستشفيات الجامعية.

يأتى ذلك؛ ضمن عمليات التطوير، والتحديث الشاملة التي تشهدها مستشفيات جامعة أسيوط، وفي إطار الخطة الاستراتيجية الشاملة، التي تتبناها الدولة المصرية؛ لدعم، وتطوير المستشفيات الجامعية، بما تشمله من عناصر بشرية من مقدمي الخدمات الصحية، وذلك يسهم في النهوض بالمنظومة الصحية، والارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.

وخلال الافتتاح؛ أكد الدكتور أحمد المنشاوي: إن الهدف من تجهيز استراحة دار الإقامة المتميز هو: توفير أقصى سبل الراحة للأطباء بالمستشفيات الجامعية؛ لمساعدتهم على القيام بعملهم الطبي بصورة عاجلة، وميسرة، مضيفاً أن الاستراحة تخدم أيضاً؛ الأطباء المصريين من شتى محافظات الجمهورية وكذلك الأطباء الأجانب؛ الوافدون لمحافظة أسيوط؛ لأداء بعض المهام الطبية، أو الدراسية، أو العلمية؛ كحضور الدورات، والمؤتمرات العلمية، وغيرها.

 وأوضح رئيس جامعة أسيوط، إن تجهيز دار الإقامة بهذا المستوى الإنشائي المتميز؛ يعكس حرص إدارة الجامعة على تسخير كافة الإمكانيات؛ لدعم الأطباء، وتوفير أفضل الخدمات لهم، وذلك انطلاقاً من دورهم المحوري في نجاح المنظومة الصحية.

وأوضح الدكتور علاء عطية؛ إن الطاقة الاستيعابية للاستراحة الجديدة؛ تبلغ ٢٣ غرفة مزدوجة، تستوعب ٤٦ فرداً، متضمنة معايير الصحة، والسلامة المهنية؛ في الإنشاء، وتوفير مخارج للطوارئ.

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة تنظم مؤتمرًا طبيًا بعنوان "اليوم العلمي للجينوم".. صور
  • القوات المسلحة تنظم مؤتمر اليوم العلمي لـ الجينوم (صور)
  • القوات المسلحة تنظم مؤتمر طبيا بعنوان "اليوم العلمي للجينوم"
  • القوات المسلحة تنظم مؤتمرا طبيا بعنوان «اليوم العلمي للجينوم»
  • ستاد الإسكندرية الدولي يفتح أبوابه لطلاب الثانوية العامة
  • المملكة تشارك في المؤتمر الدولي حول اقتصاد الرعاية والحماية الاجتماعية بالمغرب
  • جامعة القاهرة تستعرض حصاد إنجازاتها خلال 7 سنوات في البحث العلمي
  • رئيس جامعة أسيوط يفتتح استراحة دار الإقامة المتميز بالمستشفيات الجامعية
  • حصاد إنجازات جامعة القاهرة خلال 7 سنوات في البحث العلمي.. 268 مشروعا وبراءة اختراع
  • جامعة القاهرة حققت طفرة غير مسبوقة في النشر العلمي