خلال جولته المكوكية في عدة دول عربية، قوبل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن باستقبال فاتر ولم يجد تعاطفا مع إسرائيل؛ ولذلك تشعر الولايات المتحدة بقلق متزايد، بحسب إيان مارلو، في تقرير بوكالة "بلومبرج" الأمريكية (Bloomberg) ترجمه "الخليج الجديد".

ولليوم الحادي عشر على التوالي، تتواصل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري مواجهة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.

2 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعة في 2006.

وخلال أيام قليلة، زار بلينكن كلا من إسرائيل والأردن والبحرين والسعودية وقطر والإمارات ومصر، حيث أجرى مباحثات بشأن حزمة قضايا، في مقدمتها منع توسع الصراع إلى حرب إقليمية، بحسب مارلو.

وبالتزامن مع جولته، كثفت إسرائيل قصفها لغزة، ومنحت أكثر من مليون فلسطيني 24 ساعة فقط لإخلاء شمالي غزة والنزوح جنوبا، بينما تستعد لشن عملية برية في القطاع، على أمل القضاء على "حماس".

وقال مارلو إنه مع تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 3 آلاف، حذرت إيران وحليفها جماعة "حزب الله" اللبنانية من احتمال انضمامهما إلى القتال وفتح جبهة ثانية من لبنان شمال إسرائيل.

وتابع: "ومع قيام بلينكن بجولة في العواصم العربية، وتمديد الرحلة لإضافة المزيد من المحطات، أصبح هو وفريقه يشعرون بقلق متزايد.. ولم يجد تعاطفا كبيرا في العواصم العربية مع مناشداته لدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حماس".

وأردف: "وحتى تركيا، العضو (في حلف شمال الأطلسي) الناتو، نددت بقرار واشنطن إرسال سفن حربية لإظهار دعمها (لإسرائيل)، فيما دعت الصين وروسيا علنا إلى وقف إطلاق النار، وهو خيار ترفضه إسرائيل والولايات المتحدة".

اقرأ أيضاً

تقرير: إسرائيل طلبت من أمريكا مساعدات طارئة بـ10 مليارات دولار

أخبار سيئة

في أبوظبي، "عقد بلينكن اجتماعات مع المسؤولين الإماراتيين، الذين لم يفتحوا الطرق أمام موكبه، ما اضطره إلى التوقف عند إشارات المرو"، كما أضاف مارلو.

وزاد بأن "الأخبار الواردة من غزة كانت سيئة للغاية، وأثار أمر الإخلاء الإسرائيلي انتقادات من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ووصف بأنه "مستحيل"؛ خاصة وأن السكان ليس لديهم مكان يذهبون إليه، فيما اندلعت احتجاجات في أنحاء العالم العربي، وبينها الدول التي زارها بلينكن".

ومشيرا إلى احتمال المشاركة في القتال، قال مارلو: "فجأة، بدأ يبدو أكثر احتمالا أن تقوم مجموعتان من حاملات الطائرات الأمريكية المتوجهة إلى المنطقة بما هو أكثر من مجرد ردع الجهات الفاعلة الأخرى عن الانضمام إلى القتال".

وخلال عملية "طوفان الأقصى"، أسرت "حماس" ما لا يقل عن 199 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، لمبادلتهم مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

مارلو قال إن "الجهود الأمريكية لمعرفة كيفية ترتيب إنقاذ أو إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين الذين تحتجزهم حماس بدت متوقفة، مع تزايد خطر تعرضهم للقتل في الغارات الإسرائيلية".

وأردف: و"أجرى بلينكن اتصالا مع نظيره الصيني وانغ يي، ناشد فيه بكين استخدام نفوذها لدفع إيران إلى التراجع، لكنه لم يحرز الكثير من التقدم، وانتقدت الصين إسرائيل لتجاوزها في ردها الانتقامي".

اقرأ أيضاً

و.بوست: بلينكن يواجه مقاومة غير متوقعة من بن سلمان والسيسي

عقاب جماعي

و"مساء السبت الماضي، سهر الوفد الأمريكي حتى وقت متأخر على أمل لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لكنه لم يستقبلهم إلا في صباح اليوم التالي، وأعرب عن قلقه بشأن سقوط ضحايا من المدنيين في غزة، وليس إسرائيل"، كما أضاف مارلو.

وتابع: "ومن الرياض، توجه بلينكن إلى القاهرة، حيث كانت الولايات المتحدة تكافح للفوز باتفاق يسمح لما لا يقل عن 500 أمريكي محاصرين في غزة بعبور الحدود، وقد طلب منهم المسؤولون الأمريكيون الذهاب إلى المركز الحدودي المزدحم في رفح، فوجدوا أن الحدود مغلقة. كما توقفت قافلة مساعدات إنسانية ومُنعت من دخول غزة".

وزاد بأنه "في القاهرة، التقى بلينكن (الرئيس المصري) عبد الفتاح السيسي، الذي قال للوزير الأمريكي عن الرد الإسرائيلي: إنهم يبالغون في حق الدفاع عن النفس، ويتحول الأمر إلى عقاب جماعي".

وقبيل مغادرته إلى تل أبيب، قال بلينكن لصحفيين في القاهرة الأحد الماضي: "توجد وجهة نظر مشتركة مفادها أنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا للتأكد من عدم انتشار المرض (الصراع) إلى أماكن أخرى، ورؤية مشتركة لحماية أرواح الأبرياء ولتوصيل المساعدة للفلسطينيين في غزة".

اقرأ أيضاً

ينزلق إلى "السيناريو الكابوس".. بايدن يرخي لجام نتنياهو على غزة

زيارة بايدن 

وقال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية، لم يكشف التقرير عن هويته، إن كل زعيم عربي أخبر بلينكن أنه من الضروري معالجة الوضع الإنساني في غزة.

وأضاف المصدر أنه بعد الجلسة مع السيسي في القاهرة، اتصل بلينكن هاتفيا بالرئيس الأمريكي جو بايدن وأخبره بما سمعه، فحث بايدن كبير مبعوثيه على العودة إلى إسرائيل والتوصل إلى اتفاق بشأن هذه القضية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وبحسب مارلو: "عندما وصل الدبلوماسيون الأمريكيون أمس الإثنين إلى مطار بن جوريون، لم تكن هناك علامة تذكر على التفاؤل".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت لبلينكن: "ستكون هذه حربا طويلة وسيكون الثمن باهظا".

وفي ذلك المساء، انطلقت صفارات إنذار الغارات الجوية فوق وسط تل أبيب حين أطلقت "حماس" الصواريخ على المدينة، وهرب بلينكن، الذي التقى بنتنياهو وحكومته الحربية، إلى مخبأ، واستأنف محادثاتهما بعد فترة وجيزة مع انتهاء حالة التأهب"، وفقا لمارلو.

وأردف: "استمرت المناقشات أكثر من سبع ساعات، وانتهت حوالي الساعة الثالثة صباحا، ثم أعلن بلينكن الذي بدا مرهقا عن أن بايدن في طريقه لزيارة إسرائيل الأربعاء، و"سيؤكد الرئيس بايدن رسالتنا الواضحة بأن تمتنع أي جهة فاعلة، سواء دولة أو غير دولة، عن محاولة الاستفادة من الأزمة".

اقرأ أيضاً

السيسي لبلينكن: رد فعل إسرائيل تجاوز حق الدفاع عن النفس

المصدر | إيان مارلو/ بلومبرج- ترجمة وتحرير الخليج الجيد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بلينكن حرب إسرائيل غزة حماس جولة دول عربية اقرأ أیضا أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

بايدن ونتانياهو يبحثان مقترح وقف إطلاق النار

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ناقشا خلال اتصال هاتفي، اليوم الخميس، الجهود المبذولة لوضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية.

وأضاف البيت الأبيض أن بايدن ونتانياهو ناقشا أيضا أحدث رد من حماس. وذكر أنهما رحبا أيضا بعقد اجتماع مزمع في 15 يوليو بين كبار مسؤولي الأمن القومي في الولايات المتحدة وإسرائيل.

ورحب بايدن بقرار نتانياهو السماح للمفاوضين الإسرائيليين بالتعامل مع الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين في محاولة للتوصل إلى الاتفاق.

وقبل ذلك ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان إن نتنياهو أبلغ بايدن أن إسرائيل قررت إرسال وفد للتفاوض بشأن الرهائن مع حركة حماس.

وأضاف البيان أن نتانياهو أكد مجددا لبايدن خلال اتصال هاتفي أن إسرائيل لن تنهي الحرب إلا بعد “تحقيق جميع أهدافها”.

وكان مسؤول حكومي إسرائيلي قال، الخميس، إن إسرائيل أرسلت وفدا للتفاوض على اتفاق حول إطلاق سراح الرهائن مع حماس، فيما يعتزم نتانياهو عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني لبحث موقف الحركة الفلسطينية الجديد حيال اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في بيان إن نتانياهو أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن أن إسرائيل قررت إرسال وفد للتفاوض بشأن الرهائن مع حركة حماس.

وأضاف البيان أن نتانياهو أكد مجددا لبايدن خلال اتصال هاتفي أن إسرائيل لن تنهي الحرب إلا بعد “تحقيق جميع أهدافها”.

وكان مسؤول حكومي إسرائيلي قال، الخميس، إن إسرائيل أرسلت وفدا للتفاوض على اتفاق حول إطلاق سراح الرهائن مع حماس، فيما يعتزم نتانياهو عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني لبحث موقف الحركة الفلسطينية الجديد حيال اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة.

وذكر مصدر في مكتب نتانياهو أن رئيس الوزراء سيجري مشاورات مع فريق مفاوضي وقف إطلاق النار قبل عقد الاجتماع مساء الخميس.

اقرأ أيضاًالعالماليابان تطلق بنجاح قمرًا اصطناعيًا لمراقبة الأرض

وقال المسؤول الذي لم يحدد الوجهة التي سيسافر إليها الوفد “أكد رئيس الوزراء نتانياهو أن الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها وليس قبل ذلك بلحظة”.

وتتوسط مصر وقطر في جهود إنهاء الصراع المستمر منذ قرابة تسعة أشهر، وعقدت جولات من المحادثات في كلا البلدين.

وتلقت إسرائيل، الأربعاء، رد حماس على مقترح أعلنه بايدن في أواخر مايو سيتضمن الإفراج عن نحو 120 رهينة محتجزين في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

وقال مصدر فلسطيني مقرب من جهود الوساطة لرويترز إن حماس أبدت مرونة بشأن بعض البنود، وسيسمح ذلك بالتوصل إلى اتفاق إطاري إذا وافقت إسرائيل.

وتقول حماس إن أي اتفاق لا بد أن ينهي الحرب المستمرة منذ قرابة تسعة أشهر وأن يؤدي إلى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة. وتصر إسرائيل على أنها لن تقبل سوى هُدَن مؤقتة فحسب في القتال حتى القضاء على حماس.

وتشمل الخطة الإفراج التدريجي عن رهائن من الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية خلال المرحلتين الأوليين، بالإضافة إلى إطلاق سراح سجناء فلسطينيين. وستتضمن المرحلة الثالثة إعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب وإعادة رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم.

مقالات مشابهة

  • تطور جديد بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • جولة مفاوضات جديدة بين إسرائيل وحماس.. ما التوقعات بشأنها؟
  • بايدن ونتانياهو يبحثان مقترح وقف إطلاق النار
  • «القاهرة الإخبارية»: بايدن ونتنياهو ناقشا مسودة الاتفاق بين إسرائيل وحماس
  • قرار من نتنياهو بعد رد حماس على مقترحات اتفاق الهدنة
  • ‏يديعوت أحرونوت: بايدن سيجري محادثات هاتفية مع نتنياهو بعد رد حماس على مقترح التهدئة
  • الموساد: إسرائيل تدرس رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة
  • إسرائيل تدرس رد حماس بشأن صفقة الأسرى وإنهاء الحرب
  • الخارجية الأميركية: بلينكن شدد لنظيره الأردني على التزام واشنطن بإقامة دولة فلسطينية مع ضمانات أمنية لإسرائيل
  • مؤتمر "ضباط الاتصال" يحظر شركات داعمة لإسرائيل ويحث الفيفا على منع فريق الاحتلال من الألعاب