موقع موندويس الأمريكي: نفاق المجتمع الدولي مسؤول عن جرائم (إسرائيل) في غزة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
واشنطن-سانا
على مدار عقود طويلة تشدقت حكومات الغرب بزعمها الحرص على حل القضية الفلسطينية والتوصل إلى نوع من التسوية، وكان جل ما فعلته وفقاً لموقع موندويس الأمريكي هو المماطلة والتغطية على جرائم “إسرائيل” دون إخضاعها للمساءلة ولو لمرة واحدة لتعود الآن وتمنح كيان الاحتلال ضوءاً أخضر لارتكاب مجزرة مروعة جديدة بحق الفلسطينيين.
الموقع الذي يتخذ من واشنطن مقراً له أوضح أن المجتمع الدولي سارع إلى إدانة عملية طوفان الأقصى التي جاءت رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة، وكان حريصاً على حصر اللوم والانتقادات بالمقاومة الفلسطينية مانحاً “إسرائيل” غطاء كاملاً للرد كيفما تشاء وارتكاب ما يحلو لها من فظائع وجرائم.
حكومات الغرب لم تلتزم موقف المتفرج الصامت على جرائم الاحتلال الإسرائيلي لسنوات طوال بل أيضاً تعامت عن هذه الجرائم كما قال الموقع، وقدمت شتى التبريرات لها عندما اقتضى الأمر، وفي حين أظهر المجتمع الدولي قدرة على التصرف عندما تعلق الأمر بالأزمة الأوكرانية، واستجمع بطريقة ما الشجاعة للمناداة بتطبيق القانون الدولي وفرض عقوبات ضد روسيا بذريعة الأزمة إلا أنه يقف منذ سنوات وسنوات عاجزا عن إدانة جرائم “إسرائيل” أو ممارسة الضغط عليها.
وفي إشارة إلى نفاق المجتمع الدولي وازدواجية المعايير التي ينادي بها عندما يتعلق الأمر بـ “إسرائيل” أوضح الموقع أن قوى الغرب تصف عملية طوفان الأقصى بأنها “استفزاز” لكنها تتجاهل حقيقة أن الاستفزاز الحقيقي هو على مدى 75 عاماً من التطهير العرقي والاستيطان الممنهج ونظام الفصل العنصري والتهجير، وتتعامى عن حقيقة أن الاستفزاز هو 56 عاماً من احتلال عسكري وحشي و16 عاماً من حصار خانق لغزة.
ولفت الموقع إلى أن الفلسطينيين يطردون بشكل يومي من منازلهم وأراضيهم، ويتم تدمير مدارسهم ويتعرضون لترهيب واضطهاد المستوطنين، لكن ذلك كله لا يكفي لجذب انتباه المجتمع الدولي ودفعه للتحرك، ولعقود يستمر الوضع على هذا النهج ويحظى برضى أمريكا وثلة شركائها في الغرب طالما أن الفلسطينيين هم وحدهم الذين يعانون بصمت ويتحملون الويلات.
وأشار الموقع إلى أن “إسرائيل” حولت قطاع غزة إلى أكبر سجن مفتوح في العالم ووضعته تحت حصار بري وجوي وبحري، وكل سكان القطاع ممن هم دون الـ 16 عاما أي ما يقرب من نصف التعداد السكاني هناك لم يعرفوا شيئاً سوى الحياة تحت الحصار، وشهدوا اعتداءات الاحتلال المتكررة على مدى السنين.
وخلص الموقع إلى القول: إن جميع الدبلوماسيين والسياسيين المنافقين الذين طالما تحدثوا عن ضرورة الوصول الى تسوية وسلام هم من يطالبون الآن بتدمير غزة بشكل كامل ويطالبون الفلسطينيين بأن يكونوا الضحية المثالية التي تعاني دون أن تتجرأ على الصراخ من ألمها.
باسمة كنون
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: المجتمع الدولی
إقرأ أيضاً:
علماء المسلمين: الصمت الدولي على حرب الإباة ضد الفلسطينيين لم يعد مقبولا
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لوضع حد لحرب الإبادة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي.
وأوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محمد الصلابي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني لا يمكنها احتمالها بالنظر إلى وحشيتها وبشاعتها".
وقال: "لقد قارب عدد الشهداء نحو الخمسين ألف شهيد وفاق عدد الجرحى والمصابين المائة ألف، ولم يعد في غزة أي مكان آمن يمكن للفلسطينيين اللجوء إليه، وهو أمر لا يمكن تصديقه في عالم تدعو قواه الرئيسية إلى السلام والاستقرار واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها".
وأضاف: "ما لا يمكن تصديقه فعلا أن الشعب الفلسطيني الأعزل المحاصر في قطاع غزة منذ نحو عقدين من الزمن، وهو يواجه حرب إبادة للشهر الخامس عشر على التوالي، هو الآن يواجه جوعا قاتلا بسبب نقص الغذاء، وبردا قاتلا بسبب نقص الغطاء، وهذه جرائم أخرى لا يرتكبها الاحتلال وحلفاؤه ممن يمدونه بالمال والسلاح ويقدمون له الغطاء السياسي والقانوني للاستمرار في هذه الحرب فحسب، وإنما أيضا ترتكبها كل الدول العربية والإسلامية التي تقف عاجزة عن إطعام الفلسطينيين ونجدتهم في هذه الأوقات العصيبة".
وحذّر الصلابي من "أن الاستمرار في هذه الحرب العبثية التي لم تحقق غير الخراب والإبادة ورسخت مظالم أقر بها المجتمع الدولي بحق الفلسطينيين، لا يمكن إلا أن يؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم".
وقال: "لقد تابع العالم كيف انهار نظام بشار الأسد في ساعات قليلة، وأمسى أثرا بعد عين، بينما لا يزال الشعب الفلسطيني على أرضه يقاوم في مظاهر أقرب إلى الكرامات منها إلى العقل، بالنظر إلى الفارق الكبير بين إمكانيات الاحتلال وأعوانه وبين شعب محاصر لا يملك من أدوات المقاومة غير الإرادة والتمسك بالحق في تقرير المصير.. وانهيار نظام الأسد في سوريا هو مثال لانهيار أنظمة إقليمية أخرى إذا لم تبادر من أجل إنهاء الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وفق سنن الله سبحانه وتعالى في الانتقام ممن له القدرة على حماية الضعفاء ولكنه يتركهم فريسة سهلة للظالمين ".
وأضاف: "لقد كرم الله ابن آدم، وجعل من هدم الكعبة المشرفة أقل شأنا من قتل النفس البشرية، فكيف بنا ونحن نتابع هذا القتل الهمجي لآلاف الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم كله، حتى لغدا الموت الفلسطيني بالنسبة لنا جزءا من حياتنا اليومية، وهذا أمر خطير للغاية ويناقض كل الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية".
وناشد الصلابي قادة العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم إلى تكثيف جهودهم من أجل وضع حد لحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، والضغط على العالم من أجل إنصاف الفلسطينيين وتمكينهم من حقهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق تعبيره.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 45 ألفا و399 قتيلا و107 آلاف و940 مصابا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة، في بيانها الإحصائي اليومي، إن الجيش الإسرائيلي "ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 38 شهيدا و137 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأفادت بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45399 شهيدا و107940 مصابا منذ السابع من أكتوبر للعام 2023".
وأشارت الوزارة إلى وجود عدد من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات، لافتة إلى عجز طواقم الدفاع المدني والإسعاف عن الوصول إليهم بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لهم.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت إضافة إلى الشهداء والجرحى، ما يزيد عن 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
إقرأ أيضا: كاتس من محور صلاح الدين: سنسيطر على غزة أمنيا وعسكريا.. ما مصير الصفقة؟