بايدن والإعلام الأمريكي مسؤولان عن الجريمة.. مقتل طفل فلسطيني وإصابة أمه على يد متطرف أمريكي (قراءة هامشية)
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
الجديد برس:
في ظل الإصرار الأمريكي على فرض الانحياز للاحتلال الإسرائيلي ودعمه بأدوات الترهيب والإكراه وتبني الرواية الإسرائيلية دون نقاش، ونسج الأكاذيب والافتراءات لإقناع الناس بالموقف الرسمي الأمريكي، ألقت السلطات الأمريكية القبض على متطرف أمريكي (71 سنة)، لطعنه سيدة فلسطينية (32 سنة)، وابنها “6” سنوات لمجرد أنهم يدافعون عن بلدهم ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وجهت سلطات التحقيق الأمريكية تهمة القتل العمد للمتطرف المسيحي؛ حيث ذكرت شبكة CBS نيوز الأمريكية، أن جوزيف تشوبا، يواجه اتهاما بالقتل من الدرجة الأولى، ومحاولة القتل، والضرب العنيف، وتهمتين بجرائم الكراهية. وطعن المتهم، الصبي 26 طعنة، فيما طعن المرأة أكثر من 12 طعنة.
وحسب مكتب عمدة مقاطعة ويل بولاية إلينوي، فإنه حوالي الساعة 11:38 صباح الأحد 15 أكتوبر 2023م، اتصلت المرأة برقم الطوارئ، وقالت إن مالك المنزل كان يهاجمها بسكين في أثناء ركضها إلى الحمام للاتصال بالنجدة. ويقول المسؤولون عندما وصل أفراد الشرطة إلى مكان الحادث، وجدوا الإرهابي المسيحي جالسًا بالخارج على الأرض بالقرب من ممر المنزل مصابًا بتمزق في جبهته، فيما عثر رجال الأمن بالداخل على ضحيتين هما المرأة البالغة من العمر 32 عامًا وصبي يبلغ من العمر 6 سنوات.
تم نقل المرأة إلى المستشفى في حالة خطيرة، بينما تم نقل الصبي في حالة حرجة، وأعلن وفاته في وقت لاحق، ولم تُنشر أسماؤهم. وقالت الشرطة الأمريكية، إن المتهم لم يتحدث لكن المحققين تمكنوا من تحديد أنه استهدف الضحايا لأنهم مسلمون، بسبب الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس في فلسطين المحتلة.
وتشهد الولايات المتحدة الأمريكية وبلاد الغرب عموما تفشيا واسعا للكراهية والعنصرية ضد العرب والمسلمين، في ظل الانحياز المطلق للاحتلال الإسرائيلي، وشيطنة حركات المقاومة الفلسطينية، منذ هجوم المقاومة في عملية «طوفان الأقصى»، على مستوطنات غلاف غزة فجر السبت 7 أكتوبر 2023م، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي وإصابة أكثر من آلاف آخرين خلال الأسبوع الأول من القتال.
أكذوبة قطع رءوس الأطفال!
لم يرتكب هذا الإرهابي المسيحي جريمته إلا بعد الشحن العنيف ضد العرب والمسلمين والمقاومة؛ وبدأت حملة الكراهية من الرئيس الأمريكي نفسه حين صرح بأنه أنه لم يكن يعتقد أنه “سيرى صورا لإرهابيين وهم يقطعون رؤوس الأطفال”؛ حيث تبنى بايدن الرواية الإسرائيلية دون تمحيص حين زعموا أن حماس قطعت رؤوس “40” طفلا إسرائيليا بلا رحمة. لكن البيت الأبيض سرعان ما تراجع عن هذه المزاعم حين اتضح أنها روايات كاذبة روجت لها إسرائيل دون أي دليل يذكر. ولاحقا نقلت صحيفة واشنطن بوست عن متحدث باسم البيت الأبيض قوله إنه “لا الرئيس بايدن ولا أي مسؤول أميركي رأى أي صور أو تأكد من صحة تقارير بشأن ذلك بشكل مستقل”.
من جانبها، تحرت صحيفة ” ليبراسيون ” الفرنسية عن أصل هذه الشائعة التي أسقطت الرئيس الأمريكي في فخ الدعاية المضللة؛ وتوصلت إلى أن اصل الشائعة يعود إلى تقرير بثته مراسلة قناة “آي 24” الإسرائيلية الناطقة بعد لغات بينها العربية والإنجليزية والفرنسية، حين غردت الثلاثاء 10 أكتوبر 2023م، على حسابها الموثق على منصة “إكس” بنسخته الفرنسية بكلمات معدودات “العثور على 40 طفلا مقتولا”، وأرفقت التغريدة بفيديو. بعدها بدقائق خرجت النسخة الإنجليزية بقصة مفصلة، وهي أن “نحو 40 طفلا حملوا على نقالات إلى المستشفيات وانقلبت الأسرّة، وتركت عربات الأطفال خلفهم، وتركت الأبواب مفتوحة على مصراعيها”. وخرجت مراسلة القناة “بتأثر” للحديث باللغة الإنجليزية عما أسمتها “مشاهد الرعب في كيبوتس (كفار عزة) حيث هاجمت حماس وقتلت عشرات الإسرائيليين في منازلهم”. وعندما سُئلت عن هذا الرقم وما إذا كان يتعلق بالفعل بـ40 طفلا ميتا، أكدت المراسلة أن “هذا ما قاله لي أحد القادة العسكريين”، وأن العدد الإجمالي للوفيات لم يُحدد بعد. ثم خرجت برسالة أخرى لتؤكد أن “أحد القادة أعلن مقتل نحو 40 طفلا، قُطعت رؤوس بعضهم، وقال إنه لم ير مثل هذه الأعمال الوحشية من قبل”!
وجدت هذه الشائعة طريقها إلى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الغربية التي تناقلتها كالنار في الهشيم بلا تثبت أو تمحيص، وزعمت منصة “نيكستا” (يتابعه أكثر من مليون) على “إكس” أن “إسرائيل أظهرت للصحافة جثث 40 طفلا مقطوعي الرأس عثر عليهم في إحدى الكيبوتسات”.
العجيب في الأمر، أن جيش الاحتلال سمح لعشرات الصحفيين الأجانب بدخول كيبوتس “كفر عزة”، لكنه لم يطلع أحدا منهم مطلقا على جثث الأطفال الأربعين. وأبلغ الرائد إيتاي فيروف الصحفيين أن “رؤوس عائلات قُطعت”، ولكن لم تظهر هذه المعلومات في أي خبر أو فيديو أو صورة، علما أن وكالة رويترز كانت حاضرة في الجولة.
وحين مر ادعى الرائد والمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي نير دينار بأن “جنوده عثروا على جثث أطفال مقطوعة الرأس في كفار عزة”. باغته مراسل موقع “بيزنس إنسيادر”: هل تؤكد المعلومة؟ تراجع عن تأكيداته قائلا: إنه “لم ير أي صور أو مقاطع فيديو بنفسه، إلا أن الجنود الموجودين على الأرض أخبروني بذلك”. كما أكد الصحفي صامويل فوري، الذي يعمل في صحيفتي “لوموند” و”لو سوار” الفرنسيتين، أنه “لم يتمكن من التحقق من عمليات قطع رؤوس الأطفال”.
كلب لا طفل!
حين تم الضغط على حكومة الاحتلال من أجل إثبات هذه المزاعم والأكاذيب، وتقديم الدليل على ذلك بالصور والفيديوهات والأسماء والعناوين وردود أفعال آباء وأمهات هؤلاء الأطفال القتلى المزعومين، لم تقدم سوى صورة وحيدة قالت إنها لرضيع محترق. لكن هذه الصورة ثبت أنها مفبركة. وقد كشف الصحفي الأمريكي جاكسون هينكل زيف صورة الطفل المتفحم التي نشرها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال إنها لطفل إسرائيلي أحرقته حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
لكن الصحفي الأمريكي أكد أن صورة الطفل الإسرائيلي المزعوم تعود إلى كلب في عيادة طب بيطري تم تزييفها عن طريق الذكاء الاصطناعي، غير أن الإعلام الغربي ما لبث أن ردد أكاذيب نتنياهو دون تحقق أو دليل.
الفخ الذي وقع فيه بايدن وقعت فيه معظم الشخصيات الداعمة لإسرائيل؛ فقد نشرت سارة سيدنر، مذبعة سي إن إن، صورة الكلب على أنه طفل إسرائيلي محروق فلما انكشفت الكذبة اعتذرت قائلة” كان يجب أن أكون أكثر حذرا في كلماتي.. أنا آسفة”. والمغني الشهير جاستن بيبر نشر صورة لغزة وكتب عليها “الدعاء لإسرائيل” فلما أخبره المعلقون أن الصورة لغزة المدمر حذفها! وحتى الممثلة الامريكية جيمي ليكورتيس نشرت صورة لأطفال يهربون من الفزع، يتعرضون للقصف وكتب تحتها (إرهاب من السماء)، فلما أكد لها المعلقون أنها صورة لأطفال غزة حذفتها!
ورغم ثبوت كل هذه الحقائق إلا أن بايدن ووزير خارجيته بلينكن، وكل الحكومات الغربية، وآلتهم الإعلامية الضخمة ما زالوا يرددون الأكاذيب والافتراءات؛ يريدون أن يثبتوا وحشية المقاومة في الوقت الذي قتلت فيه إسرائيل أكثر من “١,٧٨٩” طفل وامرأة، حتى اليوم العاشر من العدوان، ودمرت مئات المنازل فوق رؤوس سكانها؛ ولا يرى الغرب الديمقراطي الإنساني كل هذه الجرائم الوحشية التي يراها دفاعا عن النفس!
ومع نهاية اليوم العاشر (الإثنين 16 أكتوبر) من عملية طوفان الأقصى، ارتفع عدد الشهداء إلى 2778، والجرحى نحو 10 آلاف، وحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن 64% منهم نساء وأطفال، بينما ردّت المقاومة بقصف تل أبيب ومستوطنات غلاف غزة بالصواريخ. وقد أجلت سلطات الاحتلال نحو 60 ألف إسرائيلي من منازلهم، وأكد جيش الاحتلال تسريع التعبئة لهجوم بري، في حين أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية استعدادها لأي مواجهة.
المصدر: بوابة الحرية والعدالة
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
رسال بايدن وترامب للشعب الأمريكي بمناسبة عيد الميلاد
وجه كلا من الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي توشك ولايته على الانتهاء، والرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب الذي يتولى منصبه بعد أقل من شهر، رسائل متباينة بمناسبة عيد الميلاد إلى الشعب الأمريكي.
فقد حث بايدن الأميركيين على التأمل والاتحاد، بينما قدم ترامب تحية العيد ووابلا من الرسائل السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي.
نبذ كل ضجيج وكل ما يفرقنا
وجاءت رسالة بايدن الصوتية مصاحبة لمقطع مصور لزينة عيد الميلاد في البيت الأبيض نُشر على منصة يوتيوب في وقت متأخر من عشية عيد الميلاد، وحث فيها الأميركيين على "نبذ كل ضجيج وكل ما يفرقنا".
وقال بايدن بينما كانت الكاميرا تتجول بين أشجار عيد الميلاد المزينة داخل البيت الأبيض "نحن هنا على هذه الأرض لرعاية بعضنا بعضا، ولنحب بعضنا بعضا، في أحيان كثيرة، يرى بعضنا بعضا أعداء، وليس جيرانا، وليس مواطنين أميركيين".
نحن محظوظون حقا لأننا نعيش في هذه الأمة
وحث بايدن الأميركيين على البحث عن لحظة "تأمل هادئ" تذكرهم بمعاملة بعضهم بعضا بكرامة واحترام، و"العيش في النور" وأن يتذكروا أن ما يجمع الأميركيين أكثر مما يفرقهم. وقال "نحن محظوظون حقا لأننا نعيش في هذه الأمة".
أما ترامب، فقد نشر صباحا رسالة "عيد ميلاد سعيد" على موقع تروثسوشيال يوم عيد الميلاد مع صورة له ولزوجته ميلانيا، ثم أعقب ذلك بإعادة نشر أكثر من 20 تغريدة أخرى تدعم مواقفه السياسية وتتناول موضوعات تضمنت المرشح المثير للجدل لمنصب وزير الدفاع بيت هيغسيث ومطالبة ترامب بالسيادة على غرينلاند وقناة بنما.
وسخر ترامب في أحد المنشورات من باراك أوباما الذي يظهر بصورة في حفل تنصيبه عام 2017 بالقول "حين ترى الرجل الذي قال (لن تكونرئيسا أبدا) في حفل تنصيبك".