تقرير من إعداد نادين إبراهيم ومحمد عبدالباري، ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN . للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

استيقظت خلود خالد على صوت الغارات الجوية الإسرائيلية بينما كانت نائمة بجانب ابنها الأسبوع الماضي. ملأ الدخان الأسود الغرفة، مما جعل من الصعب عليها التنفس. شعرت بحالة من الذعر، أعقبها ألم في بطنها.

ظنت أنها ستدخل في مرحلة المخاض المبكر.

مع استمرار القصف، قررت الشابة البالغة من العمر 28 عامًا، وهي حامل في شهرها الثامن وتشعر بالقلق على جنينها، مغادرة منزلها في حي الكرامة شمال قطاع غزة في اليوم التالي.

وقالت لـCNN: "شاهدنا المنازل وهي تنهار بينما كنا نقود السيارة، معتقدين أننا يمكن أن نموت في أي لحظة". وفي الطريق، رأت لاجئين يتعرضون للقصف من قبل الطائرات الإسرائيلية "على بعد أمتار قليلة"، فعانقت ابنها قائلة: "حتى نموت معًا".

وصلت خلود في النهاية إلى مدينة خان يونس الجنوبية، لكنها تعيش الآن على "قطعة خبز جافة"، حيث تواجه المنطقة نقصًا في الغذاء وانعدام الكهرباء أو المياه. وقالت: "لا أعرف ما إذا كان الخبز سيكون متاحاً غدًا".

تشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن نحو 50 ألف امرأة حامل في غزة، من المتوقع أن تلد 10% منهن خلال الشهر المقبل.

وقال دومينيك ألين، ممثل صندوق الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية، لشبكة CNN الأحد، إن هؤلاء النساء يواجهن "كابوسًا مزدوجًا" بعد "أسبوع مروع" من الغارات الجوية الإسرائيلية.

واجه سكان غزة غارات جوية إسرائيلية في عدة جولات من الصراع خلال السنوات القليلة الماضية، لكن الأمر مختلف هذه المرة. وتعهدت إسرائيل "بالانتقام القوي" بعد أن شن مقاتلو حماس الذين يسيطرون على المنطقة هجوما في 7 أكتوبر/تشرين أول أسفر عن مقتل 1400 شخص في إسرائيل. وكانت إسرائيل قد أسقطت في الفترة ما بين 7 و12 أكتوبر/تشرين أول 6000 قنبلة على القطاع، وهو ما يعادل العدد للقنابل التي أُسقطت في إجمالي للغارات الجوية على غزة خلال كامل الصراع عام 2014، والذي استمر 50 يومًا. ويبدو الآن أنها (إسرائيل) تستعد لعملية برية في القطاع.

كما فرضت إسرائيل ما تسميه “حصارا كاملا” على المنطقة، ومنعت إمدادات المياه والكهرباء والسلع والوقود. وقد أدانت منظمات حقوق الإنسان هذه الخطوة ووصفتها بأنها "عقاب جماعي" و"جريمة حرب". ويقول سكان محليون إن خان يونس لا تزال مستهدفة بالضربات الإسرائيلية.

استجاب العديد من سكان غزة لدعوة إسرائيل للإخلاء من شمال غزة، حيث شق مئات الآلاف طريقهم جنوبا. لكن التنقل لم يكن سهلاً على الجميع، بما في ذلك المرضى وكبار السن والحوامل.

وقد أعرب البعض عن قلقهم بشأن سلامة طرق الهروب. قامت شبكة CNN بتحديد الموقع الجغرافي والتحقق من صحة مقاطع الفيديو لمكان انفجار كبير الجمعة على طول الطريق المؤدي إلى الجنوب.

الخوف مما يخبئه المستقبل

ناردين فارس حامل في شهرها التاسع بطفلها الأول. سافرت الفتاة البالغة من العمر 27 عامًا الجمعة مع زوجها من حي الرمال في مدينة غزة إلى خان يونس، على بعد حوالي 16 ميلاً أو 40 دقيقة بالسيارة في أعقاب نداء الجيش الإسرائيلي للمدنيين بالفرار.

ومع اقتراب موعد ولادتها بسرعة، تقول فارس إنها تخشى ما يخبئه المستقبل.

وقالت فارس لشبكة CNN الجمعة عبر الهاتف: "في الوقت الحالي، هناك نزوح جماعي... نصف سكان قطاع غزة ينتقلون إلى خان يونس"، مضيفة أنها تتقاسم الآن مسكنًا مكونًا من 6 غرف نوم مع أكثر من 80 شخصًا آخرين.

وقالت فارس: "كامرأة في شهرها الأخير من الحمل، الله وحده يعلم متى سيحدث ذلك وكيف سيكون الوضع حينها. قصف، لا قصف، لا تعرف ماذا سيحدث بعد ذلك".

إنها تشعر بالقلق من أن المستشفيات في خان يونس لن تكون مجهزة لعلاجها إذا دخلت في المخاض نظراً للعدد الهائل من الأشخاص الذين يأتون إلى المدينة. وكان عدد سكان خان يونس يزيد قليلا عن 400 ألف نسمة قبل الحرب. ونظرًا لقرب المدينة من الحدود المصرية، فهي الوجهة المفضلة للعديد من الفارين من الشمال.

وقالت إسرائيل الأحد إن ما يقدر بنحو 500 ألف من السكان قد غادروا شمال غزة إلى الجنوب.

كان قد قُتل 10 أفراد من عائلة واحدة الاثنين بعد غارة جوية إسرائيلية على حي الكيزان، حسبما قال أطباء في مستشفى ناصر بالمدينة لشبكة CNN، مضيفين أن 23 شخصًا آخرين قد أصيبوا.

وتقول إنها سمعت أن المستشفيات في المدينة بالكاد تعمل وأن الخدمات الطبية "كادت أن تختفي" وسط نقص الوقود.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت الأسبوع الماضي من أن النظام الصحي في القطاع بأكمله قد وصل إلى نقطة الانهيار، مضيفة أن التأثير سيكون مدمرًا على المرضى الأكثر ضعفًا، بمن فيهم الجرحى الذين يحتاجون إلى جراحة لإنقاذ حياتهم، والمرضى في وحدات العناية المركزة، والأطفال حديثي الولادة الذين سيحتاجون إلى الرعاية في الحاضنات.

وقال ألين من صندوق الأمم المتحدة للسكان إن النساء الحوامل في غزة "يواجهن تحديات لا يمكن تصورها"، قائلًا إن القصص التي سمعها من غزة "مروعة".

قال ألين: "تخيلي المرور بهذه الحالة في تلك المراحل النهائية والأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل قبل الولادة، مع حدوث مضاعفات محتملة، دون ملابس، دون نظافة ودعم، غير متأكدين مما سيجلبه اليوم التالي والساعة التالية والدقيقة التالية لنفسهم ولطفلهم الذي لم يولد بعد".

حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن الوضع الإنساني في غزة يصل إلى مستويات كارثية، حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد من أن الشرق الأوسط "على حافة الهاوية".

"حافة المجاعة"

منى عاشور، حامل في شهرها السابع، بقيت في شمال القطاع، ولكن ليس بمحض إرادتها.

وقالت في رسائل نقلها قريبها هاشم السعودي إلى CNN، إن عائلتها لا تملك الموارد المالية للسفر جنوبًا، مضيفة أنه حتى لو تمكنوا من السفر، فليس لدى الأسرة المكونة من أربع أفراد من يقيمون معه في الجنوب.

وقد خفضت عاشور تغذيتها إلى الحد الأدنى مع تضاؤل إمدادات الغذاء والمياه بسبب الحصار الإسرائيلي. إنها تعلم أن هذا قد يؤثر على طفلها الذي لم يولد بعد، وهذا يسبب لها الكثير من التوتر.

لدى عاشور ابنتان، وتعيش الأسرة في منزل له سقف مؤقت مصنوع من ألواح الصفيح، مما يجعلهم عرضة للشظايا من الصواريخ الإسرائيلية المحتملة.

وقالت: "أحتاج إلى الكثير من المكملات الغذائية"، مضيفة أن زوجها، الذي كان يعمل بأجر يومي قبل الحرب، لم يعد قادراً على تحمل تكاليفهم.

وقال المكتب الإعلامي للسلطة الفلسطينية الإثنين إن غزة "على شفا مجاعة حقيقية مع نفاد البضائع في المتاجر وعدم وصول المساعدات"، مضيفًا أن أكثر من نصف مليون شخص قد نزحوا من القطاع.

وتطالب جماعات الإغاثة والأمم المتحدة بوصول المساعدات إلى غزة، التي وصل بعضها إلى شمال سيناء في مصر، لكن لم يعبر بعد إلى غزة عبر معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر.

وبعد لقائه بالرئيس المصري وسط جولة خاطفة في المنطقة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد إن المعبر –وهو الطريق الوحيد المتبقي للدخول إلى غزة والخروج منها– "سيفتح"، ولم يقل متى.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تم وضع ألواح خرسانية على الجانب المصري من المعبر، مما أدى إلى إغلاق جميع البوابات، حسبما صرح مسؤول حدودي فلسطيني لشبكة CNN يوم السبت.

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، الاثنين، إنه لم يتم إحراز أي تقدم في جهود فتح المعبر، وألقى باللوم على إسرائيل في استمرار إغلاقه.

وقالت خلود، التي فرت من شمال غزة، إنها لا تعرف إلى أين تذهب عندما يحين موعد ولادتها.

وقالت لشبكة CNN: "أنا خائفة من أجل ابني وطفلي الذي لم يولد بعد ومن أجلي. لا أريد أن أموت، أريد أن أرى ابني يكبر... لكن لم تعد هناك حياة هنا. لقد تحولت غزة إلى مدينة أشباح"

إسرائيلغزةنشر الثلاثاء، 17 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: غزة الأمم المتحدة فی شهرها خان یونس لشبکة CNN حامل فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟

في ظل ترقب العالم انفراج المفاوضات بين إسرائيل وحماس، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، تسير حكومة بنيامين نتنياهو في الاتجاه المعاكس، تماما، معلنة عن ما يُعرف بـ"خطة الجحيم"، وهي تصعيد عسكري شامل يهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض بالقوة.

اقرأ ايضاًموقف "التعاون الإسلامي" من الخطة العربية لإعادة إعمار غزة

التقارير الإسرائيلية تتحدث عن حصار أكثر قسوة، تهجير جديد، وخطط لغزو واسع النطاق. في المقابل، تتمسك المقاومة الفلسطينية بالدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، مع ربط الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بوقف دائم للحرب.  
 

 

⛔️ إسرائيل تُعدّ لـ”خطة الجحيم” في غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو واستعدادات المقاومة لمواجهة الاحتلال؟ 

???? بينما يترقب العالم أي انفراجة جديدة في الحرب على #غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، تسير حكومة بنيامين #نتنياهو في الاتجاه المعاكس، مُعدّة لما… pic.twitter.com/5vPhhs8tAb

— عربي بوست (@arabic_post) March 8, 2025

 

 

جاء ذلك، بحسب ما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مصدر مطلع قوله إن إسرائيل تنوي استئناف الحرب من خلال زيادة الضغط على "حماس".

 

وأفاد المصدر، الذي لم تسمه الصحيفة الأميركية، بأن إسرائيل قد تغزو غزة بقوة عسكرية أكبر بهدف السيطرة على الأرض واحتلال مناطق معينة.

من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع إن "المستوى السياسي في إسرائيل أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد الفوري للقتال في غزة".

ونقلت الصحيفة الأميركية أن "وسطاء قالوا إن إسرائيل عرضت تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر إذا استمرت الحركة في إطلاق سراح المحتجزين"، في حين تسعى حماس لفتح محادثات حول إنهاء الحرب بشكل كامل وترفض مناقشة نزع السلاح، وفقاً للمصدر ذاته.

تلك الخطوات بدأت بشكل فعلي الأسبوع الماضي بعد منع إسرائيل دخول البضائع والإمدادات إلى غزة، فيما ستشمل الخطوات التالية قطع الكهرباء والمياه.

من جانب آخر، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن المستوى السياسي في إسرائيل أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد الفوري للقتال في غزة.


في المقابل، أكد أبو عبيدة، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، أن المقاومة في "أعلى درجات الجهوزية"، وأنها مستعدة للرد على أي عدوان جديد، مؤكداً التزام المقاومة باتفاق وقف إطلاق النار في حين تتنصل منه إسرائيل تحت غطاء أمريكي.

وشدد أبو عبيدة أن "تهديدات نتنياهو بالعودة للحرب ليست إلا دليلًا على فشله العسكري"، مشيرًا إلى أن أي تصعيد إسرائيلي سيعرض الأسرى الإسرائيليين في غزة للخطر.  
 

اقرأ ايضاًيوم المرأة العالمي.. 260 ألف فلسطينية تعرضن لعنف "الإبادة الجماعية"

وفي مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.  
 

 

المصدر: وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند "خطة الجحيم"في غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟ مسلحون من الفلول سلموا أنفسهم بعد اشتباكات اللاذقية موقف "التعاون الإسلامي" من الخطة العربية لإعادة إعمار غزة يوم المرأة العالمي.. 260 ألف فلسطينية تعرضن لعنف "الإبادة الجماعية" ظهور جديد للمجندة الإسرائيلية المحررة "بيرغر".. ماذا قالت؟ Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • في محطة بانياس للطاقة... اشتباكات بعد هجوم لعناصر الأسد
  • هجوم لـ"فلول الأسد".. اشتباكات في محطة بانياس للطاقة
  • إعلان الطوارئ بنيويورك.. كارثة حرائق غابات جديدة بالولايات المتحدة
  • مقررة أممية: سلوك إسرائيل بالضفة الغربية مخزٍ والموقف العربي صادم
  • أرض الصومال قاعدة إسرائيل في الحرب ضد اليمن
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • كييف: مقتل 11 وإصابة 37 في هجوم روسي على أوكرانيا
  • في يوم المرأة العالمي.. نساء غزة ينقلن مرارة الحرب والنزوح
  • سياسي فرنسي: ماكرون يستخدم الحرب في أوكرانيا لصرف الأنظار عن المشاكل الداخلية
  • بسبب الحرب العالمية الثانية.. تعطّل خدمة القطارات في «محطة باريس المركزية»!