أيام تمضي واحدًا تلو الآخر، تسير الحياة ولا تقف بموت أو إصابة أحدهم في مدينة غزة، وما بين ظلمات الليل وأشعة النهار التي تشق السماء في بداية كل يوم جديد، القلق والخوف ينهشان رؤوس الفلسطينيين المقيمين خارج القطاع المحتل، بينما اختار أبناءهم وأقاربهم البقاء هناك، يرون الموت في كل ساعة ألف مرة خوفًا عليهم.

نوم متقطع

حين يأوى الجميع إلى النوم ويعم السكون شارعهم، تجلس الفلسطينية «نورهان المسارعي» ووالدتها أمام شاشة التلفزيون باهتمام شديد، تتابع عواجل الأخبار وتحدق في أعداد الشهداء داخل قطاع غزة، تخشى أن تقرأ اسم ذويها وأصدقائها المقيمين هناك بينهم، تتنفس بعمق وجعًا كلما مرت على كشوف الأسماء المتداولة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ولم تجد فيها أحدًا تعرفه.

«بنموت  في الساعة الواحدة ألف مرة.. بنموت بالبطئ» تقول الفلسطينية المقيمة بالقاهرة بلهجتها الفلسطينية في بداية حديثها لـ«الوطن» في وصف حالة تعيشها منذ اندلاع أحداث العنف الأخيرة في غزة، على خلفية طوفان الأقصى.

صعوبة المكالمات الهاتفية

الهاتف المحمول لا يفارق يد «نورهان» ووالدتها على مدار اليوم حتى في أوقات النوم، تتلهف لمكالمة هاتفية من شقيقها الأكبر الذي يعيش في مدينة غزة بصحبة زوجته وأطفاله الثلاثة، تفتش بين سجل المكالمات أملا في أن تجد مكالمة فائتة منه تغلب بها خوفها وسيناريوهات حزينة تنهش في رأسها كل لحظة، «الإنترنت مقطوع تماما، معزولين عن العالم الافتراضي، حتى التليفونات صعبة جدا، بالعافية لو لقطوا شبكة يطمنونا عليهم ثواني بس ويقفلوا».

تقول بدموع حبيسة وصوت مضطرب في وصف المشهد الحالي داخل قطاع غزة، حيث وصل الأمر إلى أن يلجأ  أخيها إلى شحن هاتفه المحمول من وصلات الكهرباء بالشوارع بعد قطع الكهرباء عن بيته.

صارت «نورهان» ووالدتها تهربان من تصفح السوشيال ميديان حسب وصفها، خوفا من أن ترى في كشوف الشهداء اسم أحد من أقاربها أو معارفها وأصدقاء الطفولة المقيمين بغزة: «حرمونا حتى نسمع صوتهم، وصلت لدرجة إن صحابي لما بشوفهم أونلاين عالفيس بوك بقول الحمدلله عايشين لسه»، حسب تعبيرها. 

قلق وخوف لا يتوقف

حالة نفسية صعبة، توتر وقلق يسيطران على المنزل، تمنت الفتاة العشرينية لو أنها كانت مع أخيها وأقاربها بغزة أهون عليها من انتظار مصير مجهول لهم، «عايشين في رعب، مش عارفين أخويا وأعمامي مازالوا في بيتهم ولا فين؟» كلما سمح لها القدر بأن تسمع صوتهم في مكالمة هاتفية سريعة تداعب الصغار أبناء أخيها.

«كنت بكلم إبن أخويا الصغير بسأله إنت خايف يا حبيبي؟ قالي لا، أنا زلمة ما بخاف» كلمات قالتها وبكت حزنا على طفولتهم التي حٌرموا منها.

الأسر تنام في غرفة واحدة

في غزة، تحتضن الأم صغارها ويحميهم الأب بين ذراعيه، تنام الأسرة على سرير واحد وفي غرفة واحدة، حتى إذا جاء الموت يأخذهم جميعا دون تمييز، «صديقتي بتحكيلي هي وأولادها بيناموا كلهم في أوضة واحدة عشان لو ماتوا يموتوا مع بعض».

أحياء كاملة تهدمت، ومبان باتت حطاما، كانت تحمل بين طياتها ذكريات «نورهان» وآلاف من أهل المدينة الجريحة، كلما رأت صورة لمكان بات ترابًا بكت عينيها حزنا على ذكريات ضاعت ولن تعد، «سرقوا ذكرياتنا كلها».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة مدينة غزة طوفان الاقصى احداث غزة فلسطين

إقرأ أيضاً:

الصحة الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلى تعمد تدمير أنظمة الكهروميكانيكية بغزة

أعلنت الصحة الفلسطينية عن أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد تدمير أنظمة الكهروميكانيكية أهمها محطات توليد الأكسجين بمستشفيات غزة، جاء ذلك خلال نبأ عاجل حسبما أفادت فضائية “القاهرة الإخبارية”.

وكانت قد قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إن احتياجات قطاع غزة من المساعدات كبيرة ويجب زيادتها، وفقًا لما نقلته فضائية "القاهرة الإخبارية".

ودعت يونيسف للاستجابة للوضع الصعب الذي يعيشه الأطفال في قطاع غزة، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج الفوري والآمن وغير المشروط عن جميع الأطفال المختطفين، وفتح كل المعابر إلى غزة أمام حركة الإمدادات الإنسانية والعاملين الإنسانيين، بالإضافة إلى السماح للحالات الطبية العاجلة في غزة بالمغادرة أو التمكن من تلقي الخدمات الصحية الحيوية، والوصول الآمن والمستدام إلى المياه والغذاء والصحة، والوقود أيضًا الذي هو ضروري لتمكين تلك الخدمات الأساسية، احترام وحماية البنية التحتية المدنية مثل الملاجئ والمرافق الصحية والتعليمية والكهربائية والمياه والصرف الصحي، وأخيرًا حماية الكوادر الطبية لمنع تفشي الأمراض وتقديم الرعاية للمرضى والجرحى.

مقالات مشابهة

  • فصائل فلسطينية تعليقا على الهجوم الأمريكي على اليمن : دعم وقح لـ “إسرائيل” 
  • فصائل فلسطينية تعقب على القصف الإسرائيلي في بيت لاهيا
  • الخارجية الفلسطينية تناشد المجتمع الدولي وقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • الخارجية الفلسطينية تطالب بتحرّك دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة الغربية
  • بلدية رفح الفلسطينية: نحن أمام كارثة إنسانية بسبب توقف آبار المياه إثر الحصار الإسرائيلي
  • إعلام فلسطيني: مسيرة إسرائيلية تطلق النار تجاه تل السلطان غربي رفح الفلسطينية
  • اعتقال طالبة فلسطينية في أمريكا بسبب تظاهرها ضد العدوان على غزة
  • الخارجية الفلسطينية تُدين انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الحرم الإبراهيمي
  • الصحة الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلى تعمد تدمير أنظمة الكهروميكانيكية بغزة
  • الصحة الفلسطينية: ارتفاع شهداء العدوان على غزة إلى 48,524