اعتقال الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة لقولها “لا غالب إلا الله” ضمن حملة اعتقالات وترهيب واسعة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
يمن مونيتور/القدس العربي
تواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلية حملة اعتقالات وتهديدات ضد ناشطين مناهضين للحرب داخل أراضي 48 طالت حتى الآن نحو 200 معتقلا منهم الفنانة دلال أبو آمنة لمجرد نشرها في صفحتها “وما غالب إلا الله” وهذا اعتبر تحريضا ودعما للإرهاب”.
وقالت شرطة الاحتلال في بيانها الثلاثاء إن “مكافحة التّحريض ودعم الإرهاب” مستمرّة طوال الوقت وإنها أوقفت مغنّية وفنانة مؤثّرة في شبكات التواصل ودكتورة في مهنتها، بشبهة المدح والتّحريض”.
وأضافت في بيانها “إلى جانب الاستعدادات الميدانية المستمرة والمتزايدة، يقوم أفراد شرطة اللواء بالتّعامل بحزم ودون هوادة مع أي مظهر من مظاهر التحريض على الإرهاب والعنف”.
وفي محاولة لتبرير اعتقال الفنانة الفلسطينية أبو آمنة قالت “إنه تمّ عقب ظهور عدد من المنشورات أمس على شبكات التواصل الاجتماعي وتوجهات إضافية حول دكتورة في مهنتها، وهي من الشخصيات المؤثرة في الشبكة في المجتمع العربي والتي تنشر منشورات وأنشطة في وسائل الإعلام المختلفة أدلت فيها بتصريحات ضدّ إسرائيل ودعم فلسطين”.
وقد تمّت إحالة أبو آمنة إلى مركز شرطة الاحتلال الإسرائيلية في حيفا حيث تمّ التحقيق معها وتوقيفها للاشتباه في قيامها بـ”تصرف قد ينتهك الأمن العام وسلامة الجمهور”، وسيتم إحالتها في وقت لاحق الثلاثاء بناءً على طلب شرطة الاحتلال لتمديد توقيفها في محكمة الصلح في الناصرة.
وتمضي شرطة الاحتلال الإسرائيلية في تهديداتها في محاولة لمنع احتجاجات فلسطينيي الداخل على غرار “هبة الكرامة” في مايو/ أيار 2021 تزامنا مع حملة “سيف القدس”، وقالت إنها ستواصل العمل لـ”تحديد مكان المحرّضين على العنف وأعمال الإرهاب ومكافحتهم، وأولئك الذين يتعاطفون مع الإرهاب ويشيدون بهذه الأعمال في زمن الحرب، في شبكات التواصل وفي أي مكان آخر”.
وقالت المحامية عبير بكر المدافعة عن الفنانة أبو آمنة لـ”القدس العربي” إن الاعتقال يندرج ضمن محاولات ترهيب إسرائيلية، مؤكدة عدم وجود سبب مقنع لتحقيق جنائي معها فالقول “ولا غالب إلا الله ” لا يدعو بالضرورة للعنف.
وأضافت “من حضّ الشرطة الإسرائيلية على الاعتقال هي أوساط صهيونية يمينية اعتبرت أن (لا غالب إلا الله) لجانب علم فلسطين بمثابة دعوة لانتصار فلسطين. وتتابع “من حق الفنانة أبو آمنة تعريف نفسها كفلسطينية وما كتبته ليس حضّا على الإرهاب. واكتشفت فور زيارتها لها في المعتقل في مقر شرطة العفولة إنهم مددوا اعتقالها قبل التحقيق معها”.
وكشفت بكر أن موكلتها دلال أبو آمنة توجهت لشرطة حيفا لتقديم شكوى ضد ناشطة إسرائيلية يمينية بارزة تمنت في منشور على صفحتها في الفيسبوك القتل والاغتصاب وما لبثت أن تعرّضت لتهديدات واسعة هي وزوجها طبيب الأسنان عنان عباسي وهناك أبلغوها أنها معتقلة بنفسها.
وأكدت المحامية بكر أن “معنوياتها عالية وتقول إنها متصالحة مع نفسها ومستعدة لدفع ثمن كونها فنانة فلسطينية ملتزمة وإنها واعية لمحاولة ترهيب فلسطينيي الداخل من خلال مثل هذه الاعتقالات”.
ملاحقة صحافيين وسياسيين
في التزامن تتواصل اعتقال وتهديد ناشطين وسياسيين وصحافيين من فلسطينيي داخل أراضي الـ48 منهم معلمة من مدينة الطيبة بشبهة التحريض وتأييدها لحركة حماس. كما تمّ إبعاد عشرات المواطنين العرب من أماكن عملهم كما جرى تهديد وإبعاد طلاب عرب من الجامعات والكليات المختلفة بالفصل بسبب منشورات منددة بالعدوان على قطاع غزة.
وطالب الرئيس التنفيذي لمنظمة “بيتسالمو” الصهيونية، شاي غليك، رئيس معهد العلوم التطبيقية التخنيون في حيفا بروفيسور أوري سيفان، بإبعاد دائم لطلاب وأعضاء هيئة تدريس “يدعمون الإرهاب”، على حدّ وصفه.
وجاء في رسالة غليك “علمنا أن طلابا من التخنيون، وحتى إحدى الموظفات، يعبرون عن دعمهم للمجزرة الرهيبة، التي قُتل فيها 1300 شخص، بل وأكثر من ذلك الذي يدعم قتل الآلاف من الناس، ونساءً وأطفالا، وسبي اليهود، وكبار السن والأطفال.
وأضاف أن “الأمر يتجاوز الإرهاب بكثير، إنه عدو في زمن الحرب. وفي زمن الحرب يُحكم على كل من ينضم إلى العدو بالإعدام، ومن غير الممكن أن تدين أولئك الذين يحاربون الإرهاب بدلا من إدانة الإرهاب”.
وحمل غليك على أبو آمنة لكتابتها في منشورها: “لا غالب إلا الله” لجانب علم فلسطين، وتابع متسائلا “هذا الشعار له بعد تاريخي مهم جدا، فهو رمز لانتصار المسلمين عندما فتحوا الأندلس.. هذا هو أفظع عبارة سمعتها على الإطلاق؛ القول إن الله أراد هذه المذبحة الشنيعة؟ كما قال إنه تلقّى عدة شكاوى في هذا المضمار منها ما يتعلق بالباحثة في التخنيون، دلال أبو آمانة، وهي دكتورة في علم الأعصاب، وفنانة لها ملايين المتابعين في منتديات التواصل الاجتماعي.
كذلك تم تمديد اعتقال الدكتور عامر الهزيل، من مدينة رهط في النقب وهو المرشح لرئاسة بلديتها، حتى يوم الخميس المقبل، للمرة الثانية لاتهامه بالتكافل مع حماس بعدما أشار لارتكاب مذابح بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع.
وفي سياق متصل انتقد معلق صحافي في صحيفة “هآرتس” الثلاثاء يوعنا غونين ما وصفه بـ”المكارثية الإسرائيلية” وقال “هناك ورثة كثر لجوزيف مكارثي يشاركون في شيطنة مواطنين عرب في إسرائيل ودعوة لاعتقالهم وطردهم من أماكن عملهم وتعلمهم لمجرد انتقادهم انتهاك حقوق المدنيين داخل القطاع”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية
ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...
مشاء الله تبارك الله دائمآ مبدع الكاتب والمؤلف يوسف الضباعي...
الله لا فتح على الحرب ومن كان السبب ...... وا نشكر الكتب وا...
مقال ممتاز موقع ديفا اكسبرت الطبي...
مش مقتنع بالخبر احسه دعاية على المسلمين هناك خصوصا ان الخبر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: شرطة الاحتلال دلال أبو آمنة فی الیمن
إقرأ أيضاً:
البرهان: لا مجد لـ"لساتك الثورة" بعد اليوم والمجد للبندقية
أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أنه "لا مجد بعد اليوم للساتك"، في إشارة إلى الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الإخوان في أبريل 2019، حيث اعتاد المتظاهرون خلال الحراك الذي اندلع في 2018 على حرق إطارات السيارات "اللساتك" في الطرقات العامة لمنع قوات الأمن من الوصول إليهم وقمعهم.
وقبل نحو عامين من اندلاع الحرب المستمرة في البلاد منذ أبريل 2023، نفذ البرهان انقلابا أطاح بالحكومة المدنية الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
كما شنت قوات الأمن حملة اعتقالات وقمع واسعة خلال الاحتجاجات التي اندلعت فور تنفيذ الانقلاب في أكتوبر 2021، والتي قُتل فيها أكثر من 120 من المحتجين، مما أثار انتقادات دولية ومحلية واسعة، وسط اتهامات بأن الهدف من الانقلاب كان إعادة عناصر تنظيم الإخوان إلى السلطة.
وشهدت الأسابيع الأولى التي تلت الانقلاب إعادة أصول وممتلكات تقدر بمليارات الدولارات، بعد أن كانت قد صادرتها لجنة شكلت بعد الثورة لتفكيك فساد نظام الإخوان الذي استمر ثلاثين عاما.
كما أعاد البرهان عددا من عناصر تنظيم الإخوان الذين تم فصلهم من الخدمة المدنية بسبب حصولهم على وظائفهم عبر سياسات التمكين التي استخدمها نظام الإخوان خلال فترة حكمه.
وفور انتهاء خطاب البرهان، شن ناشطون حملة واسعة على وسائط التواصل الاجتماعي تحت شعار "المجد للساتك"، نشروا فيها صورًا لإطارات محروقة، ووجّهوا انتقادات حادة لحديث البرهان الذي تزامن مع تقارير تحدثت عن حملة اعتقالات واغتيالات واسعة استهدفت عناصر شاركت في الثورة، ورافضة للحرب، ومطالِبة بعودة الحكم المدني.
العلاقة مع الإخوان
وخلال مخاطبته مؤتمرا للخدمة المدنية في مدينة بورتسودان، نفى البرهان، الثلاثاء، علاقة الجيش بقيادات تنظيم الإخوان، موضحا أن "ما يتم ترويجه بأن الإسلاميين يديرون الحرب من بورتسودان محض أكاذيب وإشاعات".
وقال إن القوات المسلحة "قوات قومية لا تعرف التحزب والانتماءات الضيقة، وهي تقاتل من أجل سلامة وأمن الوطن والمواطن".
وأضاف: "رسالتنا لكل المواطنين أن لا يستمعوا لهذه الأكاذيب... القوات المسلحة تجمع كل أهل السودان بمختلف سحناتهم وقبائلهم دون تمييز".