أكتوبر بعد 50 عامًا .. رسائل إلى المستقبل
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
"أكتوبر بعد 50 عامًا .. رسائل إلى المستقبل" تحت هذا العنوان عقد المجلس الأعلى للثقافة، برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمي، ندوة بمقر المجلس، وذلك في إطار احتفالات وزارة الثقافة بمرور 50 عامًا على انتصارات أكتوبر المجيدة.
شارك بالندوة اللواء طيار الدكتور هشام الحلبي، الخبير العسكري مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية للدراسات العليا، الذى بدأ كلمته متسائلًا ما الرسالة التى نستفيدها من الحرب، وأجاب أن هناك رسائل للحاضر والمستقبل، واستعرض الأحداث الرئيسية للحرب
وقال إنه لا يمكننا الحديث عن ٧٣
دون أن نتحدث عن ٦٧
٥ يونيه ٦٧ احتل العدو أكثر من دولة عربية وليست مصر فقط
احتل سيناء وقناة السويس، أقاموا جبلًا ترابيًا وخط بارليف وراء الساتر الترابى بهذا الشكل أصبح لديهم
٣ خطوط دفاع، تلك نظرية الحدود الآمنة، و إسرائيل تقوم باستمرار بتغيير نظرية الأمن الخاص بها
وهذه نقطة مهمة للمستقبل، ابحث عن ما يدور فى ذهن العدو ولا تنتظر أن تكون رد فعل.
وأضاف أن حرب ٧٣ بدايتها كان اقتحام ٣ خطوط رئيسية دفاعية
انتصرنا وقتها وكسرنا نظريات عسكرية صحيحة وهذه رسالة أخرى أن نقص الامكانيات ليس معوقًا للنجاح بل حافزا للإبداع.
هزيمة ٦٧ لم تكسر المصريين من الداخل، بل كانت رغبهم كبيرة فى التغلب على الهزيمة ومواجهة التحدى.
وهذه رسالة جديدة للمستقبل ألا تنكسر من الداخل وابحث دائمًا عن حلول غير تقليدية.
من ناحيتها قالت الأستاذة الدكتورة عادلة رجب، أستاذة الاقتصاد ومديرة مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن القوة فى المعرفة و
الرجوع الصحيح للتاريخ، و نحن
نشعر بالفخر بمجرد ما نذكر نصر أكتوبر.
نحن نتحدث اليوم عن منطقة ملتهبة
الشرق الأوسط بشكل عام، جنوبنا فى السودان، ليبيا، قطاع غزه، وقت عصيب بيمر بالمنطقة كلها، ونحن لدينا فى مصر جيش قوى
يشعرنا بالطمأنينة.
و مصر محور المنطقة وصمام الأمان
والقرار سوف يخرج نن مصر
ومن قائدها الذى نثق فيه.
وأضافت : مهم أن ننظر للتاريخ ونتعلم منه، موضوعنا مهم فى مضمونه ورسالته، نصر أكتوبر بعد ٦٩ عام أراه اعجازًا وإنجازًا، نصر صناعة الجيش المصرى الذى حافظ على الأرض والعرض، الجيش المصرى خير اجناد الأرض.
وأضافت كنت طفلة وقت نصر أكتوبر
اخوتى الرجال أحدهم ضابط طيار والآخر فى الإشارة، وقت ما علمنا ب اقتحام بارليف أخوتي البنات تطوعن فى المستشفيات، وطرحت وقتها الدولة سندات الجهاد
تبدأ بـ ٥٠ قرش وكانت المشاركة المجتمعية قوية فى ذلك الوقت
جمعوا ٧ ملايين جنيه
هذا هو التلاحم الشعبى وهذه هى الرسالة، وقت الأزمات المعدن الأصيل للمصريين.
شكرا جيش مصر العظيم
شكرا شعب مصر العظيم
من ناحيته، قال الدكتور محمد أحمد مرسي، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، جامعة مصر.
كان والدى أستاذ فى جامعة القاهرة اقترح أن الشباب الذين لم يعاصروا حرب أكتوبر لابد وأن يذهبوا لزيارة القناة، وذهبت معهم وأنا طفل،
الضابط قال لى لو استطعت الصعود أعلى التبه سأكافئك، وصعدت وكانت الجائزة أنى أتصور مع الجندى البطل.
وأضاف لكى نتكلم عن الرسائل التى يجب صياغتها للمستقبل، لابد
أن نعرف حقيقة الوضع وقيمة الوطن وقيمة عملية أكتوبر.
السادات قال إنها آخر الحروب.. لكن أعتقد أن ما يقصده هو أنها آخر العمليات العسكرية لكن الحرب لم تنته، أكتوبر منصة تنتقل منها مصر للمستقبل لأنها البداية.
إذا كنا بصدد صياغة رسائل تستطيع بها خلق وعى لأهمية دور الفرد والمؤسسة فى المرحلة القادمة
لكى تستقر الأمور فى المنطقة لابد أن تكون مصر دولة قوية ورئيسها قوى ومؤسساتها قوية.
لابد من الاستمرار فى تحقيق المكاسب التى بدأت منذ نصر أكتوبر ومستمرة بعد ٥٠ عاماً وستستمر.
أدار الندوة المهندس زياد عبد التواب، خبير التحول الرقمي مساعد الأمين العام لمجلس الوزراء لنُظُم المعلومات والتحوّل الرقمي.
ومن الجدير بالذكر أن الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة المصرية تستمر على امتداد شهر أكتوبر، حيث يقيم المجلس سلسلة من الندوات الثقافية بالإضافة إلى سلسلة محاضرات أونلاين؛ كما يصدر المجلس عددًا من الإصدارات بهذه المناسبة، بالإضافة إلى خصم 50% على جميع إصدارات المجلس المتعلقة بالموضوع.
وتقام الفعاليات بمشاركة عدد كبير من أبطال حرب أكتوبر المجيدة والإعلاميين والكتاب والمؤرخين والأدباء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أكتوبر بعد 50 عام وزيرة الثقافة المجلس الأعلى للثقافة احتفالات وزارة الثقافة انتصارات اكتوبر
إقرأ أيضاً:
إلى الحرابلة في مأزق لا للحرب: المستقبل يُبنى في الحاضر
وسط النزاع الدامي الذي يعيشه السودان، اختارت مجموعة من القوى السياسية والمجتمعية تبني موقف "لا للحرب"، وعرفت باسم "الحرابلة". ورغم أن هذا الموقف يبدو مبدئياً وشجاعاً، إلا أنه يواجه تحديات حقيقية، لا سيما في ظل التعقيد العسكري والسياسي الحالي. فرفض الحرب وحده لا يكفي، بل يتطلب تقديم بدائل عملية مقنعة تمهد لمستقبل أكثر استقراراً وعدالة.
الغضب الشعبي وانتهاكات الدعم السريع
يواجه الحرابلة معضلة كبرى تتعلق بالغضب الشعبي المتصاعد بسبب الانتهاكات الوحشية التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مختلف المناطق، وكذلك قام الجيش والمليشيات المتحالفة معه بجرائم وهي أيضاً مدانة، إلا أن جرائم مليشيا الدعم السريع كانت ممنهجة ومتكررة وكبيرة العدد بحيث أصبح من الاستحالة حصرها، وبعضها في مناطق ليس فيها تواجد حتى لنقطة شرطة، هذه الجرائم دفعت الآلاف من المدنيين للاستنفار وحمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم واستعادة منازلهم وأراضيهم، ما يجعل دعوات وقف الحرب تبدو منفصلة عن واقع الضحايا ومعاناتهم. فكيف يمكن للحرابلة إقناع المتضررين بموقفهم دون أن يظهروا بمظهر الحياد البارد؟
معضلة السلطة الصفرية
الحرب الدائرة في السودان قائمة على معادلة صفرية، حيث يسعى كل طرف لإلغاء الآخر عسكرياً أو سياسياً تحت ذرائع مختلفة كاذبة، سواء كانت هدم دولة ٥٦ والقضاء على الكيزان وجلب الديمقراطية او حرب كرامة. في ظل هذه المعضلة، يصبح الحديث عن السلام دون تفكيك هذه المعادلة مجرد ترف سياسي. فكيف يخطط الحرابلة للتعامل مع هذا الواقع؟ وهل لديهم رؤية واضحة تضمن عدم تكرار تجارب الفشل السابقة التي بنيت على تقاسم السلطة مع العسكريين دون مساءلة ومحاسبة على الإنتهاكات؟. وفي خطاب رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب دعا للقاء يجمع البرهان وحميدتي وهو ما يوحي بتفصيل دور سياسي لهم بعد الحرب ويقول المثل "من جرب المجرب حاقت به الندامة"
التدخلات الخارجية والموقف الانتقائي
لا يمكن فهم الحرب في السودان دون النظر إلى التدخلات الخارجية التي تغذيها. وبينما يركز البعض على الدعم الذي يتلقاه الجيش، يتم تجاهل الدعم الإماراتي الواسع لمليشيا الدعم السريع. هذا الانتقائية في الطرح تضعف مصداقية تيار "لا للحرب"، فهل يملكون الجرأة على رفض جميع أشكال التدخل الخارجي بوضوح؟. كذلك دعا حمدوك في خطابه بتاريخ ٤ مارس حول رؤية "صمود" لإيقاف الحرب لتشكيل قوة أفريقية و/أو دولية لحفظ السلام، وهذا أمر يبدو بعيد المنال في ظل تقليص الولايات المتحدة دورها الخارجي في أفريقيا وبالتالي دعم قوات حفظ السلام وهي الممول الأكبر لها. كما أن اعتقال ياسر عرمان في كينيا وإطلاق سراحه في تحليلي يبدو بايعاز من كفيل الدعم السريع لكينيا لتوجيه رسالة ل"صمود" لرفضهم مساندة حكومة مليشيا الدعم السريع، أكثر من تنفيذ مذكرة إعتقال حمراء للانتربول والشواهد كثيرة.
الانقسامات الداخلية وخطر التفكك
مع تصاعد الخلافات داخل تيار "لا للحرب"، بدأت بعض مكوناته تدعم مشاريع سياسية مرتبطة بمليشيا الدعم السريع، بل وظهرت كيانات موالية له في مناطق سيطرته. هذا التوجه يثير تساؤلات حول ما إذا كان التيار لا يزال معارضاً للحرب، أم أصبح غطاءاً سياسياً لمشاريع إعادة تشكيل السودان وفق أمر واقع جديد؟. وهل كان هذا الإنحياز للمليشيا يؤثر على مواقف تقدم قبل إنقسامها وتسبب في تضارب رسائلها الإعلامية للسودانيين؟
الضعف الإعلامي وغياب الرسالة الموحدة
تعاني قوى "لا للحرب" من ضعف إعلامي واضح، إذ تفتقر إلى خطاب موحد ومؤثر يصل إلى الشارع السوداني. عليهم تقديم رؤية تخاطب مخاوف المواطن البسيط. فهل يدركون أن مجرد رفع شعار "السلام" دون ربطه بحلول واقعية ويعالج تفكير المواطن البسيط لن يكسبهم تأييد الشارع؟.
غياب الشفافية وإرث المرحلة الانتقالية
كثير من قادة هذا التيار كانوا جزءاً من المشهد السياسي بعد سقوط البشير، ولم يلبوا تطلعات الشارع حينها. هذا الإرث السياسي يضعف الثقة في خطابهم الحالي، لا سيما في ظل غياب بيانات واضحة منهم في كثير من المواقف أثناء الحرب، بل وتضاربها أحياناً. كذلك لم يوضحوا جهودهم وخططهم لوقف الحرب للشارع السوداني.
"لا للحرب" وحدها لا تكفي
في ظل هذه التحديات، يظل السؤال مفتوحاً كيف يمكن تحقيق السلام دون معالجة الغضب الشعبي الناجم عن الانتهاكات؟ وهل لديهم تصور عملي لنزع سلاح المليشيات مع الطرفين التي باتت أمراً واقعاً؟ إذا كانوا يرفضون التدخلات الخارجية، فلماذا يتجاهلون دعم الإمارات للدعم السريع وهي خطر عليهم أيضاً حيث ترفض وتعيق أي تحول ديمقراطي؟ وأخيراً، إذا انتهت الحرب بسيطرة الطرفين كل على جزء من البلاد، فما هو موقفهم من المستقبل، أم أن "لا للحرب" مجرد شعار لا يتجاوز هذه المرحلة؟
mkaawadalla@yahoo.com
محمد خالد