وجدت الصناعات المعتمدة على الغاز الطبيعي، من الكيماويات إلى توليد الكهرباء، حلاً لخطر ارتفاع التكلفة وأزمات العرض؛ هو شراء الغاز الطبيعي المسال مباشرة.

وبحسب وكالة بلومبرج الشرق، تبدأ الشركات حالياً في استيراد الغاز شديد البرودة من المنتجين بتكلفة أقل؛ عبر التخلي عن الموردين التقليديين الذين ينقلون الوقود.

شراء الغاز الطبيعي المسال أو إنشاء شركات لتجارته سيصبح موفراً أكثر لنحو 45 شركة في أنحاء العالم تعمل في قطاعات تشمل التصنيع والتعدين، وفقاً لشركة "أكسينشور" الاستشارية.

وبعد توقف تدفقات الغاز الروسي عبر الأنابيب وبلوغ الأسعار مستوى قياسياً بعد غزو أوكرانيا، زاد اعتماد المستهلكين على الغاز الطبيعي المسال، لا سيما في أوروبا. ورغم الانخفاض الكبير في الأسعار بالأسواق عن مستوى الذروة، تستمر المخاوف من ارتفاعات أخرى في الأسعار، وقد تُجبر مصانع كثيرة على الإغلاق أو الانتقال. ومع استمرار التضخم المرتفع، يبحث الناس عن سبل لخفض التكلفة.

الشركات تخفض التكلفة بالشراء المباشر
كانت "إنيوس غروب"  البريطانية للكيماويات، و"سي إي زي"، منتجة الكهرباء التشيكية، بين الشركات التي دخلت سوق الغاز الطبيعي المسال في العام الماضي، إما عبر إنشاء غرفة تداول أو بعمليات الشراء. كما أبرمت "باسف"، عملاقة الكيماويات الألمانية، صفقة تمتد لعقود لشراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي، فيما تدرس شركات أخرى اتخاذ هذه الخطوة.

قال أوغان كوسى، العضو المنتدب بشركة "أكسينشور": "إن شراء الغاز الطبيعي المسال مباشرة جزء من خطة خفض التكلفة. وفي حالة تقلب الطلب وانخفاضه على المنتجات النهائية، ستساعد القدرة على تجارة الغاز الطبيعي المسال هؤلاء المستهلكين على تحويل وجهة الشحنات وإعادة بيعه إلى الأسواق".

بخلاف تأمين الإمدادات والأسعار في المدى الطويل، قد تتيح تجارة الغاز الطبيعي المسال للشركات بيع شحناتها عند الحاجة، على الأرجح مقابل ربح. كما أن "أكسينشور" حددت شركات عديدة -تعمل في قطاعات من الإسمنت إلى الورق وتمتد من أوروبا إلى آسيا- يمكنها بدء التجارة نظراً لمكانتها المترسخة في أسواق السلع الأولية الأخرى، مثل الفحم أو المعادن.

دخول قطاع تجارة الغاز الطبيعي المسال أمر مجدٍ إذا احتاج المستهلكون إلى 500 ألف متر مكعب سنوياً على الأقل باعتبارها مواد أولية أو لتوليد الكهرباء، وإذا كان هامش الربح كبيراً بما يكفي، بحسب كوسى.

قد يصبح الشراء المباشر منطقياً لفترة على الأرجح، فتتوقع شركة "وود ماكنزي" استمرار تقلب الأسعار لبضع سنوات، وتشير بعض التوقعات إلى أن الطلب على الغاز الطبيعي المسال سيتجاوز الكمية المعروضة خلال العقدين المقبلين، فضلاً عن الضغوط المستمرة من الصناعات الأوروبية. وقد خفض صندوق النقد الدولي في الأسبوع الجاري توقعات النمو في منطقة اليورو، وما يزال التضخم يمثل خطراً على المنطقة، إلى جانب أي تأثير للحرب بين إسرائيل وحماس في أسعار النفط.

التحول إلى الغاز المسال
أُجبرت أوروبا على استبدال الغاز الطبيعي المسال المستورد من أنحاء العالم عبر الشحن البحري بالغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب، وتنافست مع مناطق أخرى، مثل آسيا، على الشحنات. وبعد أن تعاون المشترون مع عدد قليل من الموردين لفترة طويلة، بات يتعين عليهم التعامل مع عدد أكبر.

تحول أوروبا إلى الغاز المسال زاد وارداتها من الوقود بما يقارب 60% في العام الماضي، وتوسع المنطقة محطات الاستيراد ومنشآت إعادة التغويز للتعامل مع الكميات الإضافية.

لكن دخول سوق الغاز قد يكون أكثر تعقيداً؛ فالداخلون الجدد يحتاجون إلى سعة تخزينية بمحطات الاستيراد، وخطوط أنابيب، وصهاريج، وائتمان يكفي لشراء الشحنات مرتفعة التكلفة، ومعرفة الحجم الذي يجب عليها تأمينه في المديين القصير والطويل معاً.

قال كريس سترونغ، شريك في "فينسون أند إلكينز" للمحاماة، التي تعمل على مشروع لتوريد الغاز الطبيعي المسال المعاد إلى الحالة الغازية إلى شركة سبك ألمنيوم: "التحول من الغاز المنقول عبر الأنابيب إلى الغاز الطبيعي المسال هو عالم مختلف بالنسبة للشركات. فالاعتماد المحض على السوق الفورية محفوف بالمخاطر، فضلاً عن تقلبها. ما يجذب الشركات الصناعية الكبيرة هو الحصول على إمدادات طويلة الأجل يمكن التخطيط وفقاً لها".

بدأ المستهلكون من الشركات الصناعية الكبرى الاستفسار عن إمكانية حجز قدرة إنتاجية لإعادة التغويز في أوروبا مباشرة، بحسب شركة "دانكيرك إل إن جي" التي تشغل محطة استيراد فرنسية. و"باسف" إحدى تلك الشركات التي تدرس توسيع محطات الاستيراد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الغاز الغاز الطبيعى الغاز الطبيعي المسال الكيماويات توليد الكهرباء الغاز الطبیعی المسال تجارة الغاز

إقرأ أيضاً:

أول أزمة عاجلة أمام ترامب.. "نقص البيض" في الأسواق

ألحقت أزمة إنفلونزا الطيور المتصاعدة أضرارا كبيرة بإمدادات البيض في الولايات المتحدة الأميركية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويشكل تحديا فوريا لإدارة ترامب.

ويشهد سوق البيض في الولايات المتحدة أزمة حادة بسبب تفشي إنفلونزا الطيور، مما تسبب في نقص الإمدادات وارتفاع كبير في الأسعار. وفق موقع "أكسيوس" الأميركي.

وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية، فقد تأثر ما يقرب من 13 مليون طائر بالفيروس خلال الـ30 يوما الماضية.

نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار

وتعاني متاجر التجزئة من صعوبة توفير البيض على الأرفف، حيث فرض البعض قيودا على كميات الشراء المتاحة للمستهلكين.

وقال جايسون هارت، الرئيس التنفيذي لسلسلة متاجر "ألدي" لـ"أكسيوس"، إن "الوضع الحالي صعب للغاية بالنسبة للمستهلكين، حيث أن تأثير إنفلونزا الطيور على الإمدادات هو السبب الرئيسي".

ووصلت أسعار البيض إلى مستويات قياسية، حيث تجاوز سعر الدزينة الكبيرة 7 دولارات في بعض المناطق، مثل الجنوب الشرقي والجنوب الأوسط، في حين بلغت الأسعار في الغرب الأوسط نحو 6.95 دولار.

تأثير الأزمة على السوق

وأوضح محلل تجارة عالمي في شركة "إيغز أنليميتد" برايان موسكوجيوري، أن ارتفاع الأسعار يعود إلى تأثر الموردين مباشرة بالفيروس، وارتفاع تكاليف استبدال الإمدادات بسبب نقصها في السوق.

وأضاف أن "الوضع الحالي هو الأصعب الذي شهدته السوق على الإطلاق".

الطلب المرتفع والتحديات

وقالت رئيسة مجلس البيض الأمريكي، إيميلي ميتز، إن الطلب على البيض ظل مرتفعًا بشكل استثنائي لفترة طويلة، مشيرة إلى أن عدم اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة الفيروس قد يؤدي إلى استمرار التحديات للمستهلكين.

وأعلنت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأسبوع الماضي تخصيص 590 مليون دولار لشركة "موديرنا" لتسريع تجارب لقاح إنفلونزا الطيور.

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح مدى تأثير هذه الخطوة على الأزمة الحالية.

التوقعات

وقد توقعت جهات مختصة أن تستمر أسعار البيض في الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة، مع استمرار نقص الإمدادات حتى يتم السيطرة على تفشي الفيروس وإعادة استيطان الطيور.

وقال موسكوجيوري إن "المزارع تبذل قصارى جهدها لاحتواء الأزمة، ولكن الحل النهائي يعتمد على وقف انتشار الفيروس".

مقالات مشابهة

  • شركات العمالة الأجنبية تعمق أزمة البطالة في العراق (صور)
  • حرائق الغابات والكوارث الطبيعية تدفع الأمريكيين إلى مواجهة أعباء تأمينية متزايدة
  • أول أزمة عاجلة أمام ترامب.. "نقص البيض" في الأسواق
  • مشروعات الغاز الطبيعي تصل إلى القرى الأكثر احتياجاً في أسوان
  • محافظ البحر الأحمر يفتتح محطة «غاز تك» لتموين السيارات بالغاز الطبيعي
  • إخماد حريق في مستودع لتخزين الغاز المسال جنوبي إيران
  • قفزة في أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بسبب ملء المخزونات بألمانيا
  • إيران.. السيطرة على حريق في منشأة لتخزين الغاز المسال
  • الغندور عن أزمة تجديد زيزو: "جنون"
  • وزير الصناعة يلتقي قادة شركات صناعية وتعدينية عالمية في “دافوس 2025”