موقع 24:
2024-07-11@08:47:03 GMT

وحشية حماس لا تبرر معاقبة جميع الفلسطينيين

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

وحشية حماس لا تبرر معاقبة جميع الفلسطينيين

"إنّ لديهم هم أيضاً ضحاياً، ولديهم أسرى وأمهات ثكلى... دعونا نصنع سلاماً حقيقيّاً"... هذا ليس تصريحاً لأحد دعاة السلام الذين يتحدثون من لندن أو واشنطن في مأمن من الأحداث الجارية الدامية، وإنما هو تصريح ليعقوب أرغماني الذي احتُجِزَت ابنته نورا رهينةً من مهرجان الموسيقى على مقربة من بلدة رعيم على الحدود مع غزة.

وفي هذا الإطار، قال كاتب عمود في صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية كنعان مالك، آمل ألا أضطر أبداً أن أعيش العذاب الذي يعيشه يعقوب أرغماني. ولكن، لو وجدت نفسي في موقفٍ موحش كهذا، فآمل أن أجد في نفسي ولو ذرة من إنسانيته وصفائه الأخلاقي.

فما يجعل تعليق أرغماني مذهلاً ليس عمق تعاطفه وحسب، وإنما تناقضه مع كثيرٍ من التعليقات التي وردت خلال الأسبوع الماضي.

Hamas’s barbarism does not justify the collective punishment of Palestinians | Kenan Malik https://t.co/iNVGkTHUNp

— The Observer (@ObserverUK) October 15, 2023

فقد احتفل كثيرون بالأعمال الإجرامية التي أقدم عليها مسلحو حماس. وحاول كثيرون تبرير تلك الأعمال، إذ احتجوا بأن علينا أن نضع تصرفات حماس في سياقها وأن ننظر إليها بوصفها جزءاً من نضال الفلسطينيين المديد من أجل دولتهم ونتاجاً للقمع الذي واجهوه.

سياق تاريخي للعنف الفلسطيني

وقال الكاتب: أجل، هناك سياق تاريخي للعنف الفلسطيني، ولا يزال الفلسطينيون يعانون من القمع الإسرائيلي. ومع ذلك، لا يوجد سياق يُبرر فيه قتل ما يربو على 260 مدنيّاً يشاركون في حفل موسيقي.
ولا يمكن فهم وحشية هجمات حماس على أنها نتاج حتمي لتاريخ القمع، ناهيك عن كونها جانباً من جوانب المقاومة الفلسطينية. كانت هذه أفعال منظومة ثيوقراطية معادية للسامية في حالة انفصام تام عن الأطر الأخلاقية والسياسية التي تسترشد بها حركات التحرر التقليدية.

Like the Tet Offensive in Vietnam in 1968, the Palestinians’ surprise attack has humbled imperialism#FreePalaestine

Read more????https://t.co/1dKRIK7ZbW

— Socialist Worker (@socialistworker) October 12, 2023 إهانة للشعب الفلسطيني

والإيحاء بأن هذه المجزرة تمثل النضال الفلسطيني اعتبره الكاتب إهانة للشعب الفلسطيني ومعركته من أجل الحرية والاستقلال. فقد كان هناك قادة فلسطينيون ممن شجبوا هذه الأعمال الوحشية. ولذلك فإن حماس تمثل خيانة للآمال الفلسطينية وتهديداً لليهود.

ومع ذلك، فإن إدانة حماس وسياساتها وأفعالها لا تكافئ دعم السياسات الإسرائيلية. فقد قطعت إسرائيل الكهرباء والمياه والغذاء والإمدادات الطبية عن غزة، وبدأت عمليات قصف جماعية وعشوائية. إذا كانت قصص عمليات القتل التي تقوم بها حماس تذكرنا بوحشية داعش، فإن صور قصف غزة تذكرنا بتدمير حلب السورية أو باخموت الأوكرانية.

ومع ذلك، يرى الكاتب أن العقاب الجماعي وقتل المدنيين الأبرياء بدعمٍ من قادة الغرب الذين يبررون أنه "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها" ضد حماس لا مبرر له. سألَ دانيال ليفي المستشار الأسبق لرئيس الوزراء السابق إيهود باراك مذيع هيئة الإذاعة البريطانية قائلاً: "هل يمكن لأحد أن يدعي صدقاً أنه عندما يقول قادة دولة ما إنهم سيقطعون إمدادات الغذاء والكهرباء والماء عن السكان المدنيين بالكامل، فهذا يعني أنهم يستهدفون المقاتلين"؟.

Varoufakis vows never to condemn Hamas attack https://t.co/a4baEzTFXJ pic.twitter.com/qO5pYqLreO

— Kathimerini English Edition (@ekathimerini) October 10, 2023

وفي الوقت ذاته، تُحوِّل إسرائيل احتلال الضفة الغربية إلى عملية ضمّ جديدة. فقد أدى اتفاق الائتلاف الذي تم التوصل إليه العام الماضي بين حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو وحزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف الذي يتزعمه سموتريتش إلى إلزام الحكومة رسميّاً "بسياسة تطبق السيادة على يهودا والسامرة".

ويرفض برنامج سياسة الليكود لعام 1999 "رفضاً قاطعاً إقامة دولة عربية فلسطينية". إن سياسة الحكومة الإسرائيلية تدعو فعليّاً إلى إقامة دولة واحدة بحكم الواقع، لكنها دولة يحرم فيها غالبية الفلسطينيين من أبسط حقوقهم الأساسية.

وجزء من المفارقة فيما يتعلق بوعد نتانياهو بـ "استئصال" حماس، حسب الكاتب، هو أن السياسيين أمثاله ساعدوا منذ فترة طويلة على رعاية هذه المنظمة في محاولةٍ منهم لتقويض النضال الفلسطيني. فقد قال نتانياهو في اجتماع لأعضاء الكنيست من الليكود في عام 2019: "كل مَن يريد إحباط إقامة دولة فلسطينية عليه أن يدعم حماس ويدعم تحويل الأموال إليها".

"My cousin is not Hamas. These kids are not Hamas."

Husam Zomlot, Head of the Palestinian Mission to the UK, lost 6 family members amongst the almost 700 killed in Israeli strikes into Gaza.#Newsnight pic.twitter.com/Oih0hpWhxt

— BBC Newsnight (@BBCNewsnight) October 9, 2023 إسرائيل.. جماعة الإخوان المسلمين

وقال الكاتب: منذ السبعينات فصاعداً، ساعدت إسرائيل على تطور جماعة الإخوان المسلمين أولاً في غزة، وبعد ذلك حماس التي أنشأتها جماعة الإخوان المسلمين خلال انتفاضة عام 1987. وكان الهدف من هذا الدعم تقويض سلطة منظمة التحرير الفلسطينية العلمانية الهوى.

وأضاف الكاتب: وبما أن واحدة من سلبيات النقاش العام المعاصر الزج بتهمة "التكافؤ الزائف" التي غالباً ما تُساق رفضاً للحجج دون أن يكلف صاحبها نفسه دحض تلك الحجج، دعوني أعلنها لكم أنني لا أساوي بين حماس وإسرائيل. وإنما أُشير بالأحرى إلى الطريقة التي يستغل بها الجانبان سياسات غير منطقية للطرف الآخر لتبرير أمور لا يمكن تبريرها.

وتابع: كل ذلك يفسر أهمية حجة يعقوب أرغماني. ولا أعني في سياق دعوته للسلام وحسب (فالجميع يدعون إلى السلام، حتى وهم يذبحون الأطفال أو يهدمون المباني السكنية)، ولكن في إطار عمق فهمه لإسرائيل وفلسطين باعتبارها أرضاً مُشتركة لا يمكن أن تصمد إلا إذا اعتُرِفَ فيها بحقوق وكرامة اليهود والفلسطينيين على حدٍ سواء.

واختتم الكاتب مقاله بالقول: إن تقرير المصير، سواء داخل دولة واحدة تضمن لسكانها جميعاً حقوقاً متساوية، أو في دولتين منفصلتين، لا يمكن إلا أن يكون تقريراً لمصير كل مَن يعيشون بين النهر والبحر، فلسطينيين ويهود، في مستقبل مُشترك. ولا قنبلة ولا مجزرة يمكن أن تمحو ذلك.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل لا یمکن

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي : السنوار حقق كل ما يريده من الحرب

قال الكاتب الإسرائيلي بن درور يميني ، في مقال نشره بصحيفة يديعوت أحرونوت ، اليوم الثلاثاء 9 تموز 2024 ، إن رئيس حركة حماس ، في غزة يحيى السنوار حقق كل ما يريده من الحرب ويدير ما وصفها بـ"لعبة الشطرنج" بنجاح مذهل ضد إسرائيل، مشيرا إلى أن تل أبيب عليها القبول بصفقة تسوية مع الحركة.

وأوضح أن السنوار أراد إعادة طرح القضية الفلسطينية دوليا، ونزع الشرعية عن وجود إسرائيل، وإفشال تطبيع السعودية مع تل أبيب، وضعضعة العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وقد حقق ذلك كله.

وقال إنه نتيجة لذلك على إسرائيل القبول بصفقة تسوية مع حماس، وإلا "ستعمّق فشلها"، في ظل عدم القدرة على تحقيق النصر المطلق وأهدافها المعلنة من الحرب، وفق تعبيره.

إقرأ/ي أيضا: هآرتس: اجتماع "حاسم" في الدوحة غدا بين الوسطاء وإسرائيل

وفي حديثه عن مقترح الصفقة، قال الكاتب الإسرائيلي إن تل أبيب تتعامل مع "نسختين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "، شارحا أن المقترح الذي قدمه الرئيس الأميركي جو بايدن نهاية مايو/أيار الماضي يتضمن وقف إطلاق النار بناء على توصيات نتنياهو.

وأضاف أن نتنياهو رغم ذلك يعارض علنا وقف إطلاق النار لأغراض سياسية، وهو بذلك "في صراع مع نفسه"، داعيا رئيس الوزراء الإسرائيلي لقبول الصفقة لأن "البديل عنها أسوأ"، وفق وصفه.

وتابع أن البديل عن الصفقة هو استمرار الخسائر الإسرائيلية بمقتل الجنود وعدم قدرة النازحين على العودة إلى منازلهم في غلاف غزة وشمال إسرائيل، فضلا عن الخسائر الاقتصادية، وتراجع الموقف الإسرائيلي دوليا.

وشدد على أن كل ما يحققه الجيش الإسرائيلي من نجاحات تكتيكية في غزة "سرعان ما يتحول لنجاح إستراتيجي لحماس"، مشيرا إلى أنه لا طائل من استمرار الحرب ويجب إنهاؤها بقبول الصفقة حتى ولو كانت سيئة لأنها تعني انتصار حماس، وفق الكاتب.

ورغم الأنباء عن تقدم المفاوضات خلال الأيام الماضية، قال نتنياهو الأحد الماضي إن إسرائيل تتمسك خلال مباحثات الصفقة بـ"العودة إلى القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب"، ومنع عودة من وصفهم بـ"المسلحين" إلى شمال غزة.

وتعارض حماس المطلب الإسرائيلي بإمكانية العودة إلى القتال، مطالبة بوقف دائم لإطلاق النار، فضلا عن مطلبها بعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • احصائيات شهداء غزة تكشف وحشية العدوان الاسرائيلي وتفرض واقعيتها
  • نقابة الصحفيين تكرم وائل الدحدوح بجائزة الصحافة
  • الهلال الأحمر الفلسطيني: خروج جميع نقاطنا الطبية عن الخدمة
  • كاتب إسرائيلي : السنوار حقق كل ما يريده من الحرب
  • بن غفير يفتخر بتجويع الأسرى وهدم بيوت النقب
  • غارات اسرائيلية وحشية تلاحق المدنيين.. وعشرات الشهداء وآلاف النازحين
  • ميقاتي بحث في الـ 1701 مع لازارو والتقى وفدا من العسكريين المتقاعدين
  • إندبندنت التركية: فوز بزشكيان أمل جديد لإيران والشرق الأوسط
  • وثقنا عمليات اغتصاب وقتل وحشية.. ونتعقب «السجون السرية» الإسرائيلية
  • 52 عاما على رحيل كنفاني.. دقّوا جميع الجدران يا غسان