موقع النيلين:
2025-04-22@17:24:26 GMT

وإن تناسوا فذاك الحجر

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

وإن تناسوا فذاك الحجر


في هذه اللحظة التي تمر بها أمتنا العربية لحظة امتزاج المشاعر ما بين شعور بالفخر والاعتزاز تارة وما بين شعور بالألم والحزن تارة أخرى، عانت أمتنا العربية – ومازالت – من ظلم واضطهاد والدفع بمحاولات عديدة لكسرها وإثنائها عن المطالبة بحقوقها من كيانات عدة وعندما جاءت لحظة المواجهة شعرنا بالخوف ونسينا أن كل نصر يعقبه جرح غائر يحصد الأرواح الطاهرة في سبيل إتمامه ويسقط الضحايا الأبرياء من أجل اكتماله.

تختبئ شمس الأمل بالأعلى خلف سحاب من دخان كثيف متصاعد من الأرض حتى السماء تكتم تحته الأنفاس بقسوة حين يتغلب على صوت أنينها اصوات انفجارات ولهيب من حمم ونيران، كأن التاريخ قد أخذ علينا موثقًا بألا تكتب كلماته وسطوره إلا وهى مخضبة بالدماء.

تؤلمنا الصورة ونحن نرى الإنسانية تتفتت من حولنا لتسقط كسفًا على الأرض كزجاج رقيق ينفذ عبر شراييننا فنتألم ويزداد الألم بنا حين يتأذى من ضياعها رجل أو امرأة، طفل أو كهل، تدور بنا الأحداث في حلقة مفرغة باحثة عن مخرج من بين ملايين تحديات صممت خصيصًا لنا لأجل إرباكنا في كل مرة نقرر فيها أن نطالب بحقنا في الدفاع عن أنفسنا ليتكرر هذا الموقف دائمًا منهم عند مواجهة قضايانا العادلة.

تهرب مني كلماتي وتنهرني بشدة، تصدر أوامرها لي وتطلب مني أن أتوقف ثم تدعوني لأسابقها إن استطعت لتراهن بأني لن أجد من العبارات مايسعفني لوصف المشهد بأكمله فأوافقها وأخبرها على استحياء بأنني أحاول وسأظل أحاول، فالصمت إن سكن روحي أكثر من هذا فهو حتمًا سوف يقضي علي فمن أكون أنا إن وافقت على إغلاق فمي ونحيت قلمي ودفاتري واعتزمت الاستسلام لليأس وسوء الظن.

أتحدى محاولات إيقافي تلك وأؤمن أن هناك ربًا رؤوفًا بالعباد لن يرضى أبدًا بالظلم، لن يترك العصاة يجوبوا ببغيهم وقمعهم كل المدن، تشتد الأزمات بنا وقد تنبئ المواقف بالمزيد من المحن ونتفوق عليها نحن بحسن ظننا بربنا الذي خلق الوجود من العدم.

سيأتي النصر المكتمل قريبًا ومعه الحق العائد في موكب نصرهما، سيعودان من عند الله معًا، فهو المتحكم بكل مستحيلاتنا التي نمر بها وتمر بنا فيحولها إن شاء بقدرته إلى واقع راسخ ثابت كالوتد في عمق الأرض، مهما بلغت التحديات بنا وتتابعت في أرضنا علينا أن نتذكر أنه خلف كل موجة غضب هناك أقوام قد بلغت قلوبهم الحناجر من أثر الرعب، وإن تناسوا فذاك الحجر.

د. وفاء أنور- بوابة الأهرام

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

غالانت يكشف كذب إسرائيل: لم يكن هناك نفق بمحور فيلادلفيا بل قناة بعمق متر واحد وتم تسويقها على أنها نفق عميق

غالانت يكشف كذب إسرائيل: لم يكن هناك نفق بمحور فيلادلفيا بل قناة بعمق متر واحد وتم تسويقها على أنها نفق عميق

مقالات مشابهة

  • الضمان الاجتماعي.. هل هناك فئات تستثنى من التمكين؟ 
  • غالانت يكشف كذب إسرائيل: لم يكن هناك نفق بمحور فيلادلفيا بل قناة بعمق متر واحد وتم تسويقها على أنها نفق عميق
  • رائد فضاء يعود إلى الأرض بعد 7 أشهر بحفنة ساحرة من الصور التي وثقها للكون
  • المسند: أشعة الشمس التي تصل إلى كوكب الأرض لا تقوم بتسخين الغلاف الجوي
  • الزراعة: "الحجر الزراعي" يواصل عمله خلال إجازة أعياد الربيع
  • توجيه رسمي من وزير الزراعة لمديري الإدارات بسبب اجازات أعياد الربيع
  • شاهد..”كباش رومانيا” من عملية الحجر الصحي
  • الشحاتي: هناك دوافع سياسية وراء الحديث عن رفع دعم المحروقات
  • إدخال الكباش المستوردة إلى نقاط الحجر
  • البطريرك يحتفل بقداس منتصف ليل عيد القيامة ورتبة السلام في كنيسة مار بهنام وسارة – الفنار، لبنان