في هذه اللحظة التي تمر بها أمتنا العربية لحظة امتزاج المشاعر ما بين شعور بالفخر والاعتزاز تارة وما بين شعور بالألم والحزن تارة أخرى، عانت أمتنا العربية – ومازالت – من ظلم واضطهاد والدفع بمحاولات عديدة لكسرها وإثنائها عن المطالبة بحقوقها من كيانات عدة وعندما جاءت لحظة المواجهة شعرنا بالخوف ونسينا أن كل نصر يعقبه جرح غائر يحصد الأرواح الطاهرة في سبيل إتمامه ويسقط الضحايا الأبرياء من أجل اكتماله.
تختبئ شمس الأمل بالأعلى خلف سحاب من دخان كثيف متصاعد من الأرض حتى السماء تكتم تحته الأنفاس بقسوة حين يتغلب على صوت أنينها اصوات انفجارات ولهيب من حمم ونيران، كأن التاريخ قد أخذ علينا موثقًا بألا تكتب كلماته وسطوره إلا وهى مخضبة بالدماء.
تؤلمنا الصورة ونحن نرى الإنسانية تتفتت من حولنا لتسقط كسفًا على الأرض كزجاج رقيق ينفذ عبر شراييننا فنتألم ويزداد الألم بنا حين يتأذى من ضياعها رجل أو امرأة، طفل أو كهل، تدور بنا الأحداث في حلقة مفرغة باحثة عن مخرج من بين ملايين تحديات صممت خصيصًا لنا لأجل إرباكنا في كل مرة نقرر فيها أن نطالب بحقنا في الدفاع عن أنفسنا ليتكرر هذا الموقف دائمًا منهم عند مواجهة قضايانا العادلة.
تهرب مني كلماتي وتنهرني بشدة، تصدر أوامرها لي وتطلب مني أن أتوقف ثم تدعوني لأسابقها إن استطعت لتراهن بأني لن أجد من العبارات مايسعفني لوصف المشهد بأكمله فأوافقها وأخبرها على استحياء بأنني أحاول وسأظل أحاول، فالصمت إن سكن روحي أكثر من هذا فهو حتمًا سوف يقضي علي فمن أكون أنا إن وافقت على إغلاق فمي ونحيت قلمي ودفاتري واعتزمت الاستسلام لليأس وسوء الظن.
أتحدى محاولات إيقافي تلك وأؤمن أن هناك ربًا رؤوفًا بالعباد لن يرضى أبدًا بالظلم، لن يترك العصاة يجوبوا ببغيهم وقمعهم كل المدن، تشتد الأزمات بنا وقد تنبئ المواقف بالمزيد من المحن ونتفوق عليها نحن بحسن ظننا بربنا الذي خلق الوجود من العدم.
سيأتي النصر المكتمل قريبًا ومعه الحق العائد في موكب نصرهما، سيعودان من عند الله معًا، فهو المتحكم بكل مستحيلاتنا التي نمر بها وتمر بنا فيحولها إن شاء بقدرته إلى واقع راسخ ثابت كالوتد في عمق الأرض، مهما بلغت التحديات بنا وتتابعت في أرضنا علينا أن نتذكر أنه خلف كل موجة غضب هناك أقوام قد بلغت قلوبهم الحناجر من أثر الرعب، وإن تناسوا فذاك الحجر.
د. وفاء أنور- بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
خليل الحية لـ نتنياهو: بدون وقف الحرب لن يكون هناك تبادل أسرى
أكد القيادي في حماس خليل الحية، الأربعاء، أن الحركة تبحث "في كافة الأبواب والمسارات" لوقف الحرب في غزة، مشددا على أن "بدون وقف الحرب، لا يوجد تبادل أسرى، فهي معادلة مترابطة، ونحن نقول بكل وضوح: نريد أن يتوقف هذا العدوان، ويجب أن يتوقف أولا لكي يتم أي تبادل للأسرى".
وأضاف الحية، خلال مقابلة تلفزيونية: "نحن اليوم نبحث في كافة الأبواب والمسارات والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان، ونحن لا نخشى من هذا المطالب، بل نؤكد أننا كشعب فلسطيني، نريد وبكل وضوح وقف العدوان".
وأردف قائلا: "شعبنا يتعرض لأبشع عملية تطهير عرقي وتهجير قسري يضاف إليها حالة تجويع ممنهجة.. شعبنا يعيش في مجاعة خطيرة واضحة أمام مرأى العالم يتحمل الاحتلال مسؤوليتها".
وأبرز: "الفكرة المطروحة اليوم هي تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة وهو اقتراح قدمه المصريون وتعاملنا معه بشكل مسؤول".
وأوضح الحية: "نحن لا نغفل أي فرصة يمكن أن تسهم في تحقيق توافق وطني داخلي، ونحن نعمل على ذلك من موقع المسؤولية، وبالنسبة للجنة، فإننا وضعنا شرطين أساسيين لنجاحها: الأول، أن تكون قادرة على تلبية احتياجات غزة في فترة الحرب وما بعد الحرب، بما في ذلك الإغاثة، والإيواء، والصحة، والتعليم، والإعمار".
وتابع: "الشرط الثاني، أن تكون اللجنة قادرة على العمل مع حصانة فلسطينية، وقبول عربي ودولي، ولديها موارد مالية كافية لتحقيق أهدافها".
كما أكد أن "الخطر على القضية الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس أكبر من ذلك الذي يواجه غزة".
ولم تنجح كل الجهود الدولية حتى اليوم في وضع حد للحرب الدائرة في قطاع غزة، والتي قتلت وشردت الآلاف من أهالي القطاع المحاصر.
قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار
واستخدمت الولايات المتحدة، الأربعاء، حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وصوت المجلس المؤلف من 15 عضوا على مشروع قرار تقدم به أعضاؤه العشرة غير الدائمين في اجتماع دعا إلى "وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار" ويطالب بشكل منفصل بالإفراج عن الرهائن.