إعلام عبري وغربي: إسرائيل تعيد حساباتها بشأن الاجتياح البري لغزة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
سلطت صحف ووسائل إعلام عبرية وغربية الضوء على وجود مؤشرات على أن حكومة تل أبيب تعيد حساباتها بأن الاجتياح البري لقطاع غزة، وبدأت تحدد أهدافا أكثر تواضعا غير تلك التي توعدت بتحقيقها عقب هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي نفذته حركة حماس.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن بدء هجوم بري شامل على القطاع لاقتلاع حماس والقضاء عليها تماما لم يصادف الموعد الذي حدده مسؤولون بارزون في الجيش الإسرائيلي بمطلع هذا الأسبوع، ونقلت عن مراقبين أن تأجيل الاجتياح البري للقطاع دليل على خفض إسرائيل سقف أهداف حربها لأسباب عدة ليس من بينها الظروف الجوية التي تذرعت بها.
فوسط إقرار بالفشل الاستخباراتي واتهامات متبادلة بالمسؤولية عن ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ومظاهرات تطالب برحيل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يرى محللون أن ثمة أسبابا عدة تقف وراء تأجيل العملية البرية، من بينها التحسب لتكبد خسائر بشرية فادحة، والأعداد الكبيرة للرهائن والأسرى الإسرائيليين الموجودين في قبضة حماس والجهاد الإسلامي، والمخاوف من استخدامهم دروعا بشرية.
وبدأ الحديث في الصحافة العبرية عن "تحديات على جبهات عدة"، إذ رأت "جيروزاليم بوست" أنه من الضروري أن تكون هناك "خطة تكتيكية واستراتيجية للحرب في غزة"، مشيرة إلى أن "إسرائيل تواجه الآن تهديدات من الشمال، حيث تآكل الردع ويواصل حزب الله شن هجمات يومية".
وأضافت: "من منظور أشمل، يجب أن تستعيد إسرائيل الصورة الذهنية فيما يتعلق بقدراتها (العسكرية). هذا سيكون مهما بالنسبة لإيران والخليج ومصالح إسرائيلية أخرى".
ووصفت الصحيفة الاجتياح البري بـ "المحتمل"، قائلة إن العديد من المناقشات تدور حول هذا الموضوع.
وأوضحت أن مطالبة إسرائيل لسكان شمال القطاع بمغادرته والتوجه جنوبا استعدادا لمثل هذه العملية أثارت جدلا ومخاوف من حدوث أزمات إنسانية في غزة، مشيرة إلى أن عمليتي الاجتياح البري السابقتين اللتين قامت بهما إسرائيل لغزة عامي 2009 و2014 "لم تنجحا في هزيمة حماس، وليس واضحا ما الذي سيكون مختلفا هذه المرة".
وفي السياق، نقلت وكالة "بلومبرج" عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، قوله: "هذا ليس كل شيء. حماس تستخدم شبكة أنفاق ومخابئ معقدة تحت مدينة غزة والمناطق المحيطة بشمال غزة. هناك احتمال لأن تحاول حماس إحباط تقدم القوات الإسرائيلية من خلال نسف الأنفاق ونصب الأفخاخ في أنحاء القطاع".
وأضاف: "إسرائيل حاولت من قبل استهداف هذا النظام المعقد من الأنفاق لكنها لم تحقق نجاحا يذكر. لا أحد سوى حماس يعرف المدى الكامل لشبكة أنفاقها".
واستشهدت "بلومبرج" ببحث أجراه معهد الدراسات الوطنية الذي يتخذ من تل أبيب مقرا له، بشأن عدم نجاح إسرائيل في التعامل مع مسألة الأنفاق، وذكرت أنه في عام 2014، عملت إسرائيل على تطوير نظام عالي التقنية للكشف عن الأنفاق، لكن أجهزة الاستشعار لم تعمل بالكفاءة المنتظرة، إذ "لا يمكنها اكتشاف الأنفاق الملتفة والتشوش عند التقاطعات".
وأضافت أنه في عام 2021، أعلنت إسرائيل أنها دمرت 100 كيلومتر من الأنفاق في غزة، مشيرة إلى أن حماس تقول إنها تمتلك شبكة تمتد لـ500 كيلومتر، دمر 5% منها فقط. وقالت الوكالة إن تلك الأنفاق "تجعل خطة إسرائيل للقضاء على حماس أكثر تعقيدا".
ومن جانبه، قال مايكل آيزنشتات، مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن غزة "تشكل تحديا على نحو خاص، فهي خصم أمضى العقد ونصف العقد الماضيين، منذ سيطرة حماس على قطاع غزة، يستعد لهذه اللحظة"، حسبما نقلت مجلة "تايم" الأمريكية.
كما لا يمكن استبعاد تلويح إيران على لسان وزير خارجيتها، حسين أمير عبد اللهيان، بـ "حرب إقليمية" ما لم تتوقف إسرائيل عن قصف وحصار قطاع غزة، محذرا من أن "وقت الحلول السياسية ينفد"، وأن امتداد الحرب إلى "جبهات أخرى" قد يصبح قريبا "لا مفر منه" في وقت تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية فيه بالفعل توترا متصاعدا.
اقرأ أيضاً
بدلا من الاجتياح البري.. إسرائيل تدرس نهج لينينغراد لتجويع حماس في غزة
وربطت صحيفة "جيروزاليم بوست" بين تهديد إيران بالدخول على خط المواجهة، وبين علاقاتها بلاعبين رئيسيين على الساحة الدولية، وهما روسيا والصين، وأشارت إلى موقف موسكو وبكين المنتقد لرد إسرائيل على هجوم حماس.
وأضافت الصحيفة: "على الرغم من السنوات التي حاولت فيها السياسة الخارجية الإسرائيلية تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا، أو على الأقل التشجيع على رؤية متوازنة للصراع (في الشرق الأوسط) في بكين وموسكو، فإن كليهما الآن معاديان بشكل علني لإسرائيل، وقد أشادت حماس برؤية روسيا للوضع الحالي".
ويرجح مراقبون ألا تقدم إسرائيل على بدء اجتياحها البري قبل زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التي أعلن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، أنها ستكون يوم الأربعاء. وكان بايدن قد اعتبر أن احتلال إسرائيل لقطاع غزة مجددا "سيكون خطأ كبيرا".
وعلى الرغم من هذه المعطيات، يرى فريق آخر من المحللين، أن إسرائيل ستمضي قدما في خططها لشن عملية برية حتى وإن كانت محدودة في ظل عديد القوات التي حشدتها على حدود القطاع.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن 3 مسؤولين بارزين في الجيش الإسرائيلي، أنه "تم توجيه أوامر للجنود الإسرائيليين بالاستيلاء على مدينة غزة وتدمير قيادة حماس الحالية"، مشيرة إلى أن هذه "ستكون هي المحاولة الأولى للاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها لفترة وجيزة منذ اجتياحها لغزة عام 2008".
وأضافوا أن الجيش الإسرائيلي خفف بعض قواعد الاشتباك، و"سيسمح للجنود بإجراء تدقيقات أقل قبل إطلاق النار على الأعداء المشتبه بهم"، لكنهم لم يكشفوا عن التفاصيل.
ونقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي بارز آخر أن "القوات الإسرائيلية تلقت تدريبا إضافيا سيساعدهم على القتال في البيئات الحضرية المدمرة".
ويرى مراقبون أن الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات وسط تحذيرات من اتساع رقعتها لتشمل أطرافا إقليمية ودولية، وتتسبب في مزيد من عدم الاستقرار بتلك المنطقة من العالم.
اقرأ أيضاً
أدرعي: إسرائيل تطبق حصارا محكما على غزة وخيار العملية البرية وارد بقوة
المصدر | الخليج الجديد + صحف ووكالاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل غزة حماس الجیش الإسرائیلی الاجتیاح البری فی غزة
إقرأ أيضاً:
عشية بدء المفاوضات الثانية.."حماس" تدعو إلى فتح المعابر ودخول مواد الإغاثة لغزة دون قيد أو شرط
دعت حركة حماس في بيان الأحد، إلى « ضرورة الالتزام بكل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، والذهاب الفوري لبدء مفاوضات المرحلة الثانية، وفتح المعابر، وإعادة دخول المواد الإغاثية للقطاع دون قيد أو شرط ».
وهو الموقف الذي عبرت عنه الحركة، على هامش لقاء وفد منها مع الوسطاء المصريين في القاهرة أمس السبت، لمناقشة مجريات الهدنة الهشة في القطاع، والتي دخلت حيز التنفيذ في يناير، بعد أكثر من خمسة عشر شهرا من الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.
دعت حماس الأحد إلى إجراء مفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، متحدثة عن وجود « إشارات إيجابية »، فيما أعلنت إسرائيل أنها سترسل وفدا لإجراء مباحثات جديدة الاثنين في الدوحة.
وكان المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع أكد في بيان مساء السبت أن « المؤشرات إيجابية بشأن بدء مفاوضات المرحلة الثانية ».
وأضاف أن « جهود الوسطاء المصريين والقطريين مستمرة لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار » الذي بدأ تنفيذه في 19 يناير وانتهت مرحلته الأولى في الأول من مارس. لكنه شدد على « ضرورة إلزام الوسطاء لإسرائيل بتنفيذ الاتفاق ».
من جهتها أعلنت إسرائيل أنها سترسل وفدا الاثنين إلى قطر، إحدى الدول الوسيطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة، « بهدف دفع المفاوضات قدما ».
في جانب آخر، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إن الوفد سيتوجه الى الدوحة « بدعوة من الوسطاء المدعومين من الولايات المتحدة » لمحاولة تجاوز الخلافات حول المرحلة التالية التي يفترض أن تؤدي إلى وضع حد نهائي للحرب في القطاع المدم ر.
وستتزامن زيارة الوفد الإسرائيلي مع تواجد المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في المنطقة، إذ من المقرر أن يعقد اجتماعا في السعودية خلال الأسبوع المقبل مع وفد أوكراني لمناقشة هدنة مع روسيا.
وامتدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار ستة أسابيع. ومع انقضائها في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت إسرائيل رغبتها في تمديدها حتى منتصف أبريل بناء على مقترح أميركي.
ويقوم الطرح، بحسب إسرائيل، على إطلاق سراح « نصف الرهائن، الأحياء والأموات » في اليوم الأول من دخول التمديد حيز التنفيذ، ويتم إطلاق سراح بقية الرهائن (الأحياء أو الأموات) بحال التوصل لاتفاق دائم بشأن وقف النار.
وتشترط إسرائيل « نزع السلاح بشكل كامل » من القطاع وخروج حماس من غزة وعودة ما بقي من رهائن قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية.
في المقابل، تصر حماس على البقاء في القطاع الذي تتولى إدارته منذ العام 2007، وعلى انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل كامل من غزة، ووضع حد للحصار المفروض وإعادة الإعمار، وتوفير مساعدات مالية بناء على خطة أقرتها القمة العربية التي انعقدت مؤخرا.
وأسرت حماس خلال عملية طوفان الأقصى 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 من بين هؤلاء قتلوا.
وأتاحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار عودة 33 من الرهائن الى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.
والسبت، طالب أكثر من 50 رهينة مفرجا عنهم وعائلات محتجزين نتانياهو بتنفيذ الاتفاق مع حماس « بالكامل » وضمان الإفراج عمن تبقى من محتجزين في غزة.
وقالت إيناف زنكاوغر خلال التجمع الاسبوعي لمنتدى عائلات الرهائن في تل أبيب إن « الحرب قد تندلع مجددا خلال أسبوع »، مضيفة « الحرب لن تعيد الرهائن، بل ستقتلهم. وحده اتفاق يعيدهم جميعا مرة واحدة، سيرجعهم ».
واتهمت نتانياهو بتقويض المفاوضات واستخدام نجلها ماتان و »الرهائن الآخرين بيادق على رقعته السياسية ».
كلمات دلالية اتفاق اطلاق النار اسرائيل الرهائن حماس طوفان الأقصى