سودانيون يموتون في «العمليات الجراحية» لانقطاع الكهرباء و أدوية المساعدات الطبية تُباع في الأسواق
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
انعكس انهيار النظام الصحي، بسبب الحرب في السودان، على معظم ولايات البلاد الـ18، لكن الخرطوم وشمال إقليم كردفان وإقليم دارفور هي المناطق الأكثر معاناة من انهيار المنظومة الصحية.
التغيير _ وكالات
ولا يقتصر التأثير السلبي على مناطق القتال، فالولايات التي نزح إليها ملايين الفارين من الحرب، هي الأخرى تأثرت بسبب كثافة طالبي الخدمات الصحية وقلة المعينات والأدوية والكوادر الطبية.
وقالت رئيسة نقابة أطباء السودان هبة عمر وفقاً لـ «الشرق الأوسط» إن الأوضاع في البلاد أثرت على الكوادر الطبية، وإن الحل هو «إيقاف الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد أن دخلت شهرها السابع»، لأن من يدفع فاتورة هذه الحرب هو المواطن وليسا طرفي القتال. وأكدت عمر عبثية الحرب، وانتقدت بشدة عدم التزام طرفي القتال القانون الدولي الإنساني في مناطق الحروب، قائلة: «يموت المواطن لعدم حصوله على جرعة دواء، لذلك يجب السماح بإيصال المساعدات الطبية للمرضى، وحماية الكوادر الطبية وعدم استهدافهم أو مضايقتهم».
«الموت المجاني»
وأشارت عمر إلى ما سمَّته «الموت المجاني» الناجم عن انهيار النظام الصحي والخدمي بشكل عام، وقالت: «يموت المرضى بسبب انقطاع التيار الكهربائي في أثناء العمليات الجراحية في بعض المستشفيات، وتحدُث لآخرين مضاعفات فارقوا بعدها الحياة، لعدم وجود المعينات». وأضافت: «ما يحدث يعد استهانة بأرواح مواطنين قصدوا المستشفى للعلاج، لا لكي يموتوا فيه، لأنه عجز عن توفير الجازولين لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية عند انقطاع التيار الكهربائي»، وهو ما يحدث كل يوم ولساعات طويلة.
وقالت عمر إن أبسط المعينات الطبية معدومة، حتى أكياس نقل الدم لا توجد في المشافي، ما يضطر الفنيين لنقل الدم بطريقة غير علمية لا تستكمل المراحل المطلوبة لهذا الإجراء الطبي الدقيق. وأضافت: «ليست أكياس نقل الدم وحدها هي المنعدمة، بل إن أدوية الأمراض المزمنة، والأدوية الضرورية والمحاليل الوريدية والمسكنات تكاد تكون منعدمة هي الأخرى».
تسريب المساعدات الطبية
وحمَّلت نقيبةُ الأطباء وزارةَ الصحة المسؤولية عن تسريب الأدوية والمساعدات الطبية التي وفَّرتها منظمة الصحة العالمية، إلى الأسواق التجارية، لأن الوزارة هي المسؤولة عن التوزيع. ودعت لفتح تحقيق في ذلك، قائلة: «المواطن الآن يُضطر إلى أن يشتري هذه الأدوية رغم أنها مقدَّمة كمساعدات طبية من المنظمة الدولية التي تسلمها لوزارة الصحة».
وطالبت عمر بضم نقابة الأطباء إلى «غرفة الطوارئ الطبية» للمشاركة في توزيع الأدوية على المستشفيات، لأن النقابة تعرف مواقع العجز. وقالت: «بعض الأدوية التي يتم توزيعها قليلة، ولا تتناسب مع العدد الكبير للمرضى».
انتشار الوبائيات
ويخشى الأطباء من شبح وبائيات بدأ يلوح في عدة ولايات، إذ يقول بعضهم: «حتى الآن لا توجد تقارير دقيقة عن هذ الوبائيات ومدى انتشارها. ويذهب المرضى إلى المستشفيات وهم في أوضاع حرجة، بينما يتناول غالب المصابين العلاج في المنازل». وانتقد أطباء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» صمت وزارة الصحة عن النقص في الأدوية، ما يضاعف معاناة المرضى الذين لا يحصلون على الدواء.
وأضافوا: «في الفترة الماضية حدث نقص في أدوية الدرن استمر 3 أسابيع، واكتفت الوزارة بالصمت إزاء هذا الوضع الخطير، ولم تكشف للناس الخطر الكامن وراء ذلك، ولولا تدخل المنظمات الإنسانية وقيامها بتوفير الدواء لتحول الدرن إلى وباء».
وحمّل الأطباء وزارة الصحة المسؤولية عمّا يحدث من ارتباك صحي في البلاد، قائلين: «على وزارة الصحة والمنظمات المعنية تحمل مسؤولياتها تجاه المرضى الذين يعانون عدم توفر الدواء والمساعدات الطبية»، وأضافوا: «من المهم جداً التأكد من أن المساعدات الطبية وصلت إلى المرضى فعلاً».
مساعدات المهاجرين السودانيينوحذرت نقيبة الأطباء من انتشار الوبائيات مثل حمى الضنك والكوليرا في ولايات القضارف والجزيرة والبحر الأحمر وشمال كردفان. وشددت على أن «هذا هو رأس جبل الجليد، فما لا يُرى من انتشار الوبائيات أكبر بكثير، والمواطن هو الضحية لأنه لا يجد العلاج». وكشفت عن وصول مساعدات طبية كبيرة من المهاجرين السودانيين وجمعيات الأطباء، ما خفَّف عن معاناة بعض المرضى، ومعاناة الكادر الطبي وتصحيح وضعه المعيشي.
من جانبه أشار وزير الصحة المكلف هيثم محمد، في خطاب أمام اجتماع اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة يوم الخميس الماضي، إلى أن أكثر من 100 مستشفى في الخرطوم ودارفور أغلقت أبوابها، وأن السودان خسر نحو 500 مليون دولار عبارة عن أدوية ومعدات طبية كانت مخزنة في مركز الإمدادات الطبية في الخرطوم، بسبب الحرب.
كما أكدت نقابة الأطباء أن المستشفيات العاملة في الخرطوم لم تعد قادرة على الاستجابة لكل الأمراض، وهي تقدم خدمات طبية محددة، وحتى هذه الخدمات «ليست بالجودة المطلوبة ولا تلبّي الحاجة الكاملة، وتقتصر عادةً على عمليات الإسعاف الأوّلي، وتقدَّم في مشافٍ محددة، هي: مستشفى «النو» شمالي مدينة أمدرمان، ومستشفى «بشاير» جنوبي الخرطوم، ومستشفى «ألبان جديد» شرقي النيل، والمستشفيان «التركي» و«جبل الأولياء» في الأطراف الجنوبية للعاصمة.
نقلاً عن الشرق الأوسط
الوسومالأدوية المساعدات الطبية المستشفيات النظام الصحيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأدوية المساعدات الطبية المستشفيات النظام الصحي
إقرأ أيضاً:
منظمة الصحة العالمية تكشف عن توقف خدمات 13% من المستشفيات اللبنانية
يمانيون /
أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء، أن 13 في المائة من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها، مما أدى إلى الحد بشكل كبير من الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية.
وفي بيان لها أكدت المنظمة وقوع 136 هجومًا على المرافق الصحية منذ أكتوبر الماضي، أسفر عنها استشهاد 212 شخصًا من العاملين في مجال الصحة، مع استشهاد 70 شخصًا الأسبوع الماضي.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” بأن المدنيين وعمال الإغاثة والعاملين في مجال الصحة بلبنان لا يزالون يتأثرون بتكثيف الهجمات الصهيونية على جميع أنحائها، مع استمرار الهجمات على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية “بيروت”، وتعرضها لغارات جوية، مما تسبب في فرار مزيد من الناس من منازلهم.
ويواصل شركاء الأمم المتحدة في مجال الصحة بلبنان دعم الاستجابة التي تقودها الحكومة، وتلقى أكثر من 300 مركز صحي حتى الـ14 من نوفمبر الجاري أدوية لدعم النازحين.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” اليونيسيف” وشركاؤها أن مليون شخص في حاجة ماسة إلى دعم المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء البلاد، حيث ساعدت ” اليونيسيف” منذ منتصف سبتمبر الماضي في إصلاح مرافق المياه التي وصلت إلى 1.5 مليون شخص.
من جهتها، أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتوزيع أكثر من 428 ألف مادة إغاثية على نحو 230 ألف نازح في مختلف أنحاء لبنان منذ سبتمبر من هذا العام.
ويتعرض لبنان منذ أكثر من عام لعدوان صهيوني، زادت وتيرته منذ نهاية سبتمبر الماضي، ما أدى إلى استشهاد وإصابة آلاف المدنيين، ونزوح أكثر من مليون شخص.