"وول ستريت جورنال": كيف حولت حرب غزة ميزان القوى العالمي لمصلحة روسيا والصين
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
لا تخاطر الحرب بين اسرائيل وحماس فقط باشتعال إقليمي، إنها تؤثر أيضاً على توازن القوى، وترهق المصادر الأمريكية والأوروبية، بينما تخفف الضغط عن روسيا وتوفر فرصاً جديدة للصين.
وكتب ياروسلاف تروفيموف في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن "التأثيرات على الشرق الأوسط، من الصعب التنبؤ بها. وهي تعتمد أولاً عما إذا كانت اسرائيل ستنجح في حملتها للتخلص من حماس كقوة عسكرية وسياسية رئيسية.
ولكن بالنسبة للوقت الحاضر، فإن الحرب التي شنتها حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، يتبين أنها نعمة لخصوم أمريكا الجيوسياسيين الرئيسيين. ولطالما سعت الصين وروسيا وإيران إلى تقويض النظام الدولي المدعوم من الولايات المتحدة، وهم الآن يستفيدون من ميزة تشتيت الانتباه الأمريكي، بحسب الكاتب.
How the Israel-Hamas War Is Tilting the Global Power Balance in Favor of Russia, China https://t.co/0ut4tYRwmB
— NEWS MAKER (@NEWS_MAKER) October 17, 2023وقال رئيس الوزراء الفنلندي السابق الكسندر ستوب :"ما نراه هو جزء من نقلة وتحول في النظام العالمي...وعندما تترك الولايات المتحدة فراغاً، فإن أحداً سيملأ هذا الفراغ".
ومن أجل التأكد، فإن الولايات المتحدة عادت فعلاً إلى الشرق الأوسط، وتثبت نفسها شريكاً لا غنى عنه بالنسبة إلى اسرائيل ودول عربية، مع الديبلوماسية المكوكية والانتشار العسكري-وهو انخراط يحظى بدعم من الحزبين ويبدد بعض مشاعر العزلة، التي كانت قد حققت مكاسب في السنوات الأخيرة، ومع ذلك فإن تركيز واشنطن على الشرق الأوسط، جعل روسيا المستفيد الأوضح على الأرجح من انتشار الاضطراب".
وأشارت الصحيفة إلى القتلى الفلسطينيين الذي وصل إلى نحو 2750 وفق آخر حصيلة، مضيفةً أن "موسكو تحتفل بما تصفه بنفاق الحكومات الغربية، التي تندد مراراً وتكراراً بالمجازر الروسية بحق المدنيين في أوكرانيا، لكنها لا توجه إلا انتقاداً ملطفاً لإسرائيل، هذا إن فعلت".
والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وفق السلطات الأوكرانية، قتلت قواته عشرات الآلاف من المدنيين خلال حصار مدينة ماريوبول لأشهر، العام الماضي، يقارن الحصار الإسرائيلي لغزة بالحصار الذي تعرضت له مدينة بطرسبرغ، مسقط رأسه، التي كانت تدعى لينينغراد ابان الحرب العالمية الثانية. وهذا في الجوهر، يساوي بين الإسرائيليين والنازيين. وهذه لغة تنم عن تخلٍ صارخ من بوتين عن العلاقة الحميمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وهي جزء من الجهد الديبلوماسي الروسي لجعل موسكو قائدة الحركة العالمية ضد "الاستعمار الجديد" للغرب، حتى ولو كان يتبع حرباً توسعية بغزوه أوكرانيا.
#بوتين يحذر من تحول الصراع في #غزة إلى حرب إقليمية https://t.co/qc2WkUknID
— 24.ae (@20fourMedia) October 16, 2023وقال وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبربرجيس، إن "أي نزاع يحول بعض الانتباه عن أوكرانيا يصب بلا شك في مصلحة روسيا...إن الروس ربما لم يبدأوا النزاع، لكن لديهم مصلحة في استمراره لأطول فترة ممكنة، مما يعزز سرديتهم عن العالم الغربي".
مشروع قرار روسيا بمجلس الأمن حول غزة وإسرائيل يفشل في حصد الأصوات المطلوبة https://t.co/Yr9sAntvTY
— 24.ae (@20fourMedia) October 17, 2023كما أن الصين تؤيد القضية الفلسطينية بطريقة لم تفعلها منذ عقود. وعلاقاتها الودية مع اسرائيل في حال يرثى لها. وعلى رغم تكرار بكين الحاجة إلى محاربة الإرهاب في الوقت الذي تقمع الإيغور في إقليم شينجيانغ، فإن الصين امتنعت من استخدام كلمة "الإرهاب" في وصفها لهجوم حماس، مما يثير رعب اسرائيل-على رغم وجود 4مواطنين صينيين من بين من قتلتهم حماس، بينما تم أخذ ثلاثة آخرين كرهائن، وفق ما تقول اسرائيل.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في أول تعليق علني له منذ هجوم حماس :"إن جوهر القضية هو أن العدالة لم تتحقق للشعب الفلسطيني".
وفي وقت تستعد بكين لصدام محتمل مع الولايات المتحدة حول مستقبل تايوان، فإن الصين تستفيد من تحول انتباه واشنطن مجدداً بسبب الاضطراب في الشرق الأوسط، وفق ما يقول متابعون للشؤون الصينية.
#الصين تحدد موقعها من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي https://t.co/LHjh52NMyV pic.twitter.com/XHm6P9lGVk
— 24.ae (@20fourMedia) October 16, 2023وتوجه الحرب التي شنتها حماس ضربة للهند، المنافس الآسيوي الرئيسي للصين، بعدما كانت نيودلهي طورت علاقاتها أكثر مع اسرائيل في السنوات الأخيرة.
وبحسب السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي إيفو دالدار، فإن الولايات المتحدة يجب أن تكون قادرة على دعم اسرائيل وأوكرانيا، بينما تؤكد على التزاماتها حيال تايوان.
كما أن الأزمة هي تذكير بمدى أهمية أمريكا بالنسبة إلى المنطقة والعالم. وكانت الصين رحبت بدخولها إلى السياسة الإقليمية في مارس (آذار)، حيث توسطت في اتفاق في شأن استعادة العلاقات الديبلوماسية بين السعودية وإيران. ولكن مع تزايد مخاطر نشوب حرب إقليمية فإن الصين تبتعد عن الأضواء.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل غزة روسيا الصين الولایات المتحدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
نيبينزيا: روسيا ستتابع تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس"
أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، أن موسكو ستتابع تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و"حماس"، وستدعم أي مبادرات لوقف إطلاق النار بشكل غير مشروط وشامل في غزة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها نيبينزيا في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، حيث قال: "من جانبنا، سنتابع تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، وندعم أي مبادرات لوقف إطلاق النار بشكل غير مشروط وشامل في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وضمان وصول آمن وغير معيق للمساعدات الإنسانية، وإعادة إطلاق المفاوضات على أساس قانوني دولي معترف به، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة".
وأشاد المندوب الروسي بـ "الموقف الموحد" لجامعة الدول العربية، الذي ساعد في خلق "الخلفية الدولية اللازمة" للتوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة حماس.
وأضاف أن روسيا مستعدة لتعزيز كل الجهود لتطبيع الأوضاع في المنطقة سواء بشكل فردي أو جماعي، بما في ذلك من خلال تعزيز التعاون بين جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
واختتم نيبينزيا بالقول: "ستواصل روسيا تعزيز التفاعل والتعاون الشراكة مع جامعة الدول العربية بشأن القضايا الدولية والإقليمية الملحة. وسنساهم في تنسيق الجهود بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية".
هذا وتوصلت أطراف الصراع في قطاع غزة - إسرائيل وحركة حماس - بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 42 يوما بدءا من 19 يناير، مع الإعلان عن السعي لإنهاء الأعمال القتالية بشكل نهائي.
وقد أسفرت 15 شهرا من الحرب الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 46 ألف فلسطيني بالإضافة إلى إصابة أكثر من 100 ألف آخرين معظمهم من الأطفال والنساء.
وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاق الإفراج عن 33 أسيرا إسرائيليا مقابل نحو ألف أسير فلسطيني، وسيتم انسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود قطاع غزة، مع استمرار وجودها داخل الحدود.
كما ستزداد المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة يوميا، بما في ذلك 50 شاحنة وقود. وسيحصل الفلسطينيون على 200 ألف خيمة و60 ألف منزل متنقل.
وفي المرحلة الثانية سيبدأ التفاوض في اليوم السادس عشر لوقف إطلاق النار حول الإفراج عن الرهائن المتبقين، ووقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.
وستشمل المرحلة الثالثة تبادل الرفات، وإعادة إعمار قطاع غزة، وإنهاء الحصار المفروض عليه.
يذكر أن هذا هو وقف إطلاق النار الثاني خلال الصراع، حيث تم التوصل إلى وقف إطلاق النار الأول في نوفمبر 2023، واستمر لمدة ستة أيام فقط