ناشطون: مليشيا الحوثي تتعمد تدمير المشاريع المنجزة قبل الانقلاب.. وجسر "المكسّرة" بدمت عرضة للانهيار
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
أكد ناشطون من أبناء مديرية دمت الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، شمالي محافظة الضالع (جنوبي اليمن)، أن المليشيا تتعمّد بمنهجية تدمير البنية التحتية للمديرية.
جاء ذلك في حملة شنها ناشطون من أبناء المديرية على مليشيا الحوثي التي تسيطر على المديرية، متهمين إياها بنهب إيراداتها دون أن تقدم لها ابسط الخدمات، أو تحافظ على مشاريع سبق وتم تنفيذها خلال فترة حكم النظام السابق.
وقال الناشطون، في سلسلة تغريدات رصدها محرر وكالة خبر، إن مطالب متكررة لنحو عامين، تشدد على مسارعة السلطة المحلية في المديرية التي تتخذ منها المليشيا عاصمة للمحافظة، إعادة ترميم جدار جسر "المكسّرة"، على طريق "دمت- النادرة"، قابلتها المليشيا بتجاهل وصمت مريب.
وتعرض حرم الطريق والجدار الساند للجسر، الواقع بين قريتي "المسندة ورخمة"، غربي مديرية دمت، لانهيار وتجريف، جراء السيول التي ضربت المنطقة في أغسطس 2022م.
وأكد الناشطون أن المليشيا الحوثية، كرست جهودها في جمع الجبايات والاتاوات، وتعكدت طيلة الفترة الماضية مضاعفة معاناة عشرات آلاف السكان المستفيدين من هذه الطريق لاستغلال حالة الانهيار -لاحقا- في فرض جبايات لغرض الإصلاحات.
وبحسب الناشطين، تتعمد المليشيا تدمير المشاريع الخدمية التي نُفّذت قبل انقلابها المسلح في 21 سبتمبر 2014م، كنوع من الانتقام من الشعب، في محاولات انتقامية بطمس آثار النظام السابق الخدمية، حتى لا يعد هناك ما يذكر، في ظل التأنيب الذي يواجهه لها ناشطون جراء ما تفرضه من جبايات واتاوات، ونهب للإيرادات، دون تقديم شيء يذكر.
وتحت الضغط المجتمعي، دفعت مؤخراً، بعناصرها المجنّدة في منصات التواصل، إلى دعوات المواطنين بجمع تبرعات لإصلاح الأضرار على نفقاتهم الخاصة، بدلا من تحملها ذلك، مبررة هذه العناصر ذلك إلى أن الجماعة لم تتجاوب مع مطالب الاصلاحات، ولذا ليس بالضرورة الانتظار إلى حين ميسرة، حد قولها.
يأتي ذلك في الوقت الذي تؤكد مصادر مطلعة، أن إيرادات المديرية تقدر بنصف مليار سنوياً، حيث تمتلك مقومات اقتصادية كبيرة، لأهميتها السياحية والعلاجية، في ظل وجود العديد الحمامات الطبيعية ذات المياة الكبريتية الحارة، واطلالتها على وادي بناء الشهير.
بالإضافة إلى ذلك تتوسط اربع مديريات ذات أهمية اقتصادية وجغرافية هامة هي: (جُبن، قعطبة والحُشا) التابعة لمحافظة الضالع، و(النادرة، والرضمة)، التابعتان لمحافظة إب.
ومنذ سيطرة المليشيا على عدد من مديريات الضالع، في مقدمتها مديرية دمت، في العام 2018م، تفرض جبايات متواصلة، إضافة إلى الإيرادات التي تجمعها، في الوقت الذي ترفض تنفيذ أي مشروع خدمي على نفقتها.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
صحيفة بريطانية: مليشيا الحوثي ساعدت روسيا في تجنيد مرتزقة يمنيين قسراً للقتال في أوكرانيا
أكدت صحيفة فايننشال تايمز، البريطانية في تقرير لها الأحد، أن القوات المسلحة الروسية قامت بتجنيد مئات الرجال اليمنيين للقتال في أوكرانيا، وذلك من خلال عملية تهريب غامضة تسلط الضوء على الروابط المتنامية بين موسكو ومليشيا الحوثي الإرهابية.
وقال مجندون يمنيون سافروا إلى روسيا للصحيفة، إنهم تلقوا وعودًا بوظائف ذات رواتب عالية وحتى الحصول على الجنسية الروسية. وعندما وصلوا بمساعدة شركة مرتبطة بالحوثيين، تم تجنيدهم قسرًا في الجيش الروسي وإرسالهم إلى خطوط المواجهة في أوكرانيا.
واعتبرت الصحيفة البريطانية أن ظهور مجموعة من المرتزقة اليمنيين في أوكرانيا، ومعظمهم غير طوعيين، يُظهِر كيف يجتذب الصراع بشكل متزايد جنوداً من الخارج مع ارتفاع عدد الضحايا ومحاولة الكرملين تجنب التعبئة الكاملة.
وتضمنت العقود التي وقعها يمنيون، والتي اطلعت عليها صحيفة "فايننشيال تايمز"، أسماء شركة أسسها عبد الولي عبده حسن الجابري، وهو سياسي حوثي بارز. وتشير وثائق تسجيل شركة الجابري، المسجلة في صلالة بسلطنة عمان، إلى أنها شركة سياحية ومورد بالتجزئة للمعدات الطبية والأدوية.
ويشمل هؤلاء المرتزقة من نيبال والهند ونحو 12 ألف جندي من الجيش النظامي الكوري الشمالي الذين وصلوا للمشاركة في القتال ضد القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك الروسية.
ويقول دبلوماسيون أمريكيون، إن التفاهم بين الكرملين والحوثيين، والذي كان لا يمكن تصوره قبل الحرب في أوكرانيا، هو علامة على مدى استعداد روسيا للذهاب من أجل توسيع هذا الصراع إلى مسارح جديدة بما في ذلك الشرق الأوسط.
وأكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ أن روسيا تسعى بشكل نشط إلى إجراء اتصالات مع الحوثيين ومناقشة نقل الأسلحة، رغم أنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل.
وأضاف "نعلم أن هناك أفرادا روسا في صنعاء يساعدون في تعميق هذا الحوار"، مشيرا إلى أن "أنواع الأسلحة التي يجري مناقشتها مثيرة للقلق للغاية، ومن شأنها أن تمكن الحوثيين من استهداف السفن بشكل أفضل في البحر الأحمر وربما أبعد من ذلك".
ويبدو أن تجنيد الجنود اليمنيين بدأ في وقت مبكر من شهر يوليو. وكان أحد عقود التجنيد التي اطلعت عليها صحيفة "فايننشيال تايمز" مؤرخا في الثالث من يوليو، وكان موقعا من قبل رئيس مركز اختيار الجنود المتعاقدين في مدينة نيجني نوفغورود.
وقال أحد المجندين ويدعى نبيل، والذي تبادل رسائل نصية مع صحيفة "فايننشيال تايمز"، إنه كان جزءا من مجموعة تضم نحو 200 يمني تم تجنيدهم في الجيش الروسي في سبتمبر بعد وصولهم إلى موسكو.
ورغم أن بعضهم كانوا من المقاتلين المتمرسين، فإن العديد منهم لم يتلقوا تدريباً عسكرياً. وقال إنهم تعرضوا للخداع حتى سافروا إلى روسيا ووقعوا على عقود تجنيد لم يتمكنوا من قراءتها.
وقال نبيل -الذي طلب عدم ذكر اسمه الحقيقي- إنه أغرِي بفرص عمل مربحة في مجالات مثل "الأمن" و"الهندسة"، على أمل كسب ما يكفي لإكمال دراسته. وبعد بضعة أسابيع، تم احتجازه مع أربعة يمنيين آخرين وصلوا مؤخرا إلى غابة في أوكرانيا، وكانوا يرتدون ملابس عسكرية تحمل شعارات روسية، ووجوههم مغطاة بأوشحة.
وقال أحد الرجال في مقطع فيديو تم مشاركته مع صحيفة فايننشال تايمز: "نحن تحت القصف، بين الألغام والطائرات بدون طيار وحفر المخابئ"، مؤكدا أن أحد زملائه حاول الانتحار وتم نقله إلى المستشفى.
وقال الرجال في الفيديو إنهم كانوا يحملون ألواحاً خشبية عبر غابة مليئة بالألغام، على ما يبدو لبناء ملجأ من القنابل. وأضافوا: "لا نحصل حتى على خمس دقائق للراحة، نحن متعبون للغاية".
وفي رسالة أخرى أرسلت بعد أيام قليلة، قالوا إنهم لا يملكون ملابس شتوية. وقال عم نبيل الذي يعيش في المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، إن ابن أخيه أصيب مؤخرا ونقل إلى المستشفى، لكنه لم يتمكن من مشاركة المزيد من التفاصيل.
وقال عبد الله، وهو يمني آخر طلب عدم نشر اسمه الحقيقي، إنه وعد بمكافأة قدرها 10 آلاف دولار و2000 دولار شهريا، بالإضافة إلى الحصول على الجنسية الروسية في نهاية المطاف، للعمل في روسيا لتصنيع الطائرات بدون طيار.
وأضاف عبد الله، إن مجموعته، عند وصولهم إلى موسكو في 18 سبتمبر، نقلت بالقوة من المطار إلى منشأة في مكان يبعد خمس ساعات عن موسكو، حيث أطلق رجل يتحدث باللغة العربية البسيطة مسدسا فوق رؤوسهم عندما رفضوا التوقيع على عقد التجنيد، الذي كان مكتوبا باللغة الروسية.
وأمضى يقول: "وقعت على الوثيقة لأنني كنت خائفا". ثم تم نقلهم في حافلات إلى أوكرانيا، وتلقوا تدريبا عسكريا أوليا وأرسلوا إلى قاعدة عسكرية بالقرب من روستوف، بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وقال عبد الله، إن العديد من أفراد المجموعة الأصلية من الوافدين لقوا حتفهم في أوكرانيا، حيث تم نقلهم إلى الحرب من قبل "محتالين يتاجرون بالبشر".
والجابري هو سياسي بارز وعضو في البرلمان اليمني الذي انقسم عام 2015 بسبب الحرب الأهلية، والتي انحاز خلالها إلى الحوثيين. وهو لواء في فصيل الجيش المتحالف مع المجلس السياسي الأعلى للحوثيين.
وكان الجابري واحدا من 174 من قادة الحوثيين الذين حكم عليهم بالإعدام غيابيًا من قبل محكمة عسكرية تمثل الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في عدن، في عام 2021 لدوره في الانقلاب الذي قاده الحوثيون عام 2015.
وأرسل الحوثيون وفدين رسميين على الأقل إلى موسكو هذا العام، حيث اجتمعوا مع كبار المسؤولين في الكرملين مثل ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الكرملين إلى الشرق الأوسط.
وقال دبلوماسيون أمريكيون إن موسكو تقدم مجموعة من المساعدات للحوثيين، بما في ذلك بيانات تحديد الأهداف لبعض عمليات إطلاق الصواريخ، وكانت تناقش مبيعات الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ المضادة للسفن المتقدمة، على الرغم من أن الخبراء يقولون إنه لا يوجد دليل على أن أي مبيعات للأسلحة قد تمت.
وقال ليندركينغ: "لقد رأينا تقارير تفيد بوجود مناقشات حول الصواريخ المضادة للسفن وأنواع أخرى من المعدات الفتاكة التي من شأنها أن تزيد مما يستطيع الحوثيون فعله بالفعل".
وفيما يتعلق بتجنيد روسيا للمرتزقة اليمنيين، قال ليندركينغ إنه اطلع على تقارير بهذا الشأن. وأضاف: "أعتقد أن هذا الأمر يثير قلقنا بالتأكيد. إنه جزء من هذا الاتجاه، وليس بالضرورة أمراً مفاجئاً بالنسبة لنا".
للمزيد..
- ضحايا شبكة الحوثي وصمت الشرعية.. الحرب الروسية- الأوكرانية تواصل حصد اليمنيين
- اليمنيون المقاتلون في روسيا.. ضحايا الفقر وتضليل شركات الاتجار بالبشر الحوثية