نشر موقع "ذا نيشن" الإخباري تقريرا يتناول طريقة تغطية وسائل الإعلام الأميركية لتداعيات الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية المسلحة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وتظهر التغطية الإعلامية للأحداث الدائرة هناك انحيازا واضحا من جانب البرامج الإخبارية الرئيسة إلى إسرائيل. غير أن "ذا نيشن" -وهو موقع إخباري أميركي- شذّ عن تلك القاعدة في تقرير يسلط الضوء على طريقة تعامل الإعلام في الولايات المتحدة مع تلك الأحداث.

ويناقش التقرير تأثير هذا التحيز الإعلامي في الفهم العام لطبيعة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والمواقف السياسية منه.

يقول الموقع في تقريره، إنه على الرغم من أن 3 نشرات أخبار مسائية أميركية لم تعُد تملك التأثير نفسه الذي كانت تتمتع به من قبل، لكنها تظل من أكبر مصادر الأخبار في الولايات المتحدة.


والحالة هذه، لم يكن مستغربا أن يهيمن خبر واحد على "الأجندة" الإخبارية لوسائل الإعلام الأميركية، وهو المتعلق "بالعنف المتصاعد باستمرار في غزة وإسرائيل". لكن هذا القول ليس دقيقا تماما في واقع الأمر، ذلك أن القصة الإخبارية في كل تلك البرامج "تدور بالكامل تقريبا حول إسرائيل، وإسرائيل وحدها" دون سواها.

خذ مثلا نشرة الأخبار المسائية لقناة "إن بي سي" يوم الأربعاء الماضي، التي خصصت 21 دقيقة بالتمام والكمال تقريبا للحديث عن إسرائيل. وكانت هناك أخبار عن "المذبحة" التي ارتكبها مقاتلو حركة حماس ضد المدنيين الإسرائيليين، ومقابلات مطولة مع عائلات من يُعتقد أنهم أسرى لدى حماس، وكذلك مع مستوطنة من الناجين من الهجوم (لم تحدد شبكة سي إن بي سي اسمها). هذا إلى جانب تقرير عن التوترات داخل الجامعات والكليات، وآخر عن كيف أن إسرائيل دولة "تغيرت إلى الأبد".

الضغط على حماس
ووفق موقع "ذا نيشن" فإن شبكة إن بي سي الإخبارية ليست مخطئة في التحدث إلى ضحايا حماس من الإسرائيليين، ولكن مثلما يتعامل الإسرائيليون مع "العنف"، كذلك يفعل الفلسطينيون في غزة.

واقتبس الموقع الأميركي تصريحا للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قال فيه، "ليس صحيحا ما جاء في ذلك الخطاب الذي يتحدث عن أن المدنيين (الغزيين) لم يكونوا على دراية (بالهجوم)، أو غير متورطين"، في إشارة واضحة إلى أن إسرائيل تنظر إلى جميع سكان قطاع غزة على أنهم "يصعب تمييزهم" من حماس.

وينتقد الموقع تغطية إن بي سي للأحداث في برنامجها يوم الأربعاء الماضي، لوصفه القصف الإسرائيلي لغزة على أنه وسيلة "للاستمرار في ممارسة الضغط على حماس"، ولتخصيصه نحو 22 ثانية فقط لأم قُتل ابنها في ذلك القصف الذي أطلقت عليه الشبكة الإخبارية مصطلح "ضربات انتقامية إسرائيلية"، مشيرة إلى أن "كثيرين يقولون، إنهم لا يدرون إلى أين يهربون".


ويعلق الموقع على ذلك منتقدا أن تقرير مراسل إن بي سي ينطوي على استخفاف بحياة المدنيين الفلسطينيين، حين يقول، إن الأم فقدت ابنها في "غارة انتقامية"، وليس في قصف "عشوائي، معدا ذلك جريمة حرب واسعة النطاق.

ثم بثت الشبكة نفسها تقريرا لمراسلها ريتشارد إنجل، زعم فيه أن إسرائيل قصفت غزة لإضعاف حماس، وقطعت الكهرباء والمياه عنها، ناقلة عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وعده بأن ما سيأتي بعد ذلك "سيعيد صياغة غزة إلى الأبد".

ومع أن إن بي سي أشارت إلى الوعد الذي قطعه الوزير، إلا أنها أغفلت وصفه لسكان غزة بأنهم "حيوانات بشرية"، ودعوته الواضحة لتدمير القطاع ثم تلطيفها على أنها "إعادة صياغة غزة إلى الأبد".

الموت الجماعي
ويلاحظ "ذا نيشن" أن الشبكة ادعت أنها قصفت أحياء غزة 200 مرة؛ لأنها تمثل "أوكارا للإرهابيين"، وهو وصف يراه الموقع الإخباري الأميركي "عنصريا" اقتبسه المراسل من الجيش الإسرائيلي.

ولا يرى إنجل غضاضة في التعبير عن الهجوم الوشيك على غزة بأنه "عقابي" الطابع، وكأنه يقر بعدم وجود إستراتيجية وراء الغزو المرتقب سوى "الموت الجماعي".

ويلفت الموقع الأميركي إلى أن إسرائيل تقتل الفلسطينيين طوال الوقت، حتى عندما يخرجون في مظاهرات سلمية.


وتطرق التقرير -الذي نحن بصده أيضا- إلى تغطيات وسائل إعلام شهيرة؛ مثل: قنوات بي بي سي البريطانية، وسي إن إن وفوكس نيوز الأميركيتين. وأشارت بالتحديد إلى المقابلة التي أجرتها فوكس نيوز مع السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، حيث أعلن خلالها أن ما يجري هي "حرب دينية"، وحثّ إسرائيل على "تسوية" غزة بالأرض.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، فقد رد على سؤال قناة سكاي نيوز حول التهديدات التي يتعرض لها الأطفال الرضع في غزة، موجها كلامه للمذيع قائلا، "هل أنت جاد بسؤالي عن المدنيين الفلسطينيين؟ ما بك"؟

وحذت الصحف حذو الشبكات الفضائية، من بينها نيويورك تايمز، وصحيفة ذا تايمز البريطانية.

والآن بينما تتأهب إسرائيل -على ما يبدو- لشن عدوان مدمر يصعب تخيله على غزة، هل ستعامل الفلسطينيين على أنهم بشر مثلما تعامل الإسرائيليين؟ يتساءل موقع "ذا نيشن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أن إسرائیل إن بی سی

إقرأ أيضاً:

في ذكرى رحيله.. 5 مشاهد من حياة رفعت الجمال الشهير بـ رأفت الهجان

قبل 43 عامًا، رحل عن عالمنا رفعت الجمال الشهير بـ«رأفت الهجان»، الذي جسد واحدة من أعظم قصص البطولات في تاريخ مصر، وكان رمزًا للوطنية والتضحية في سبيل الوطن، إذ ساهم في مد مصر بمعلومات مهمة حتى تحقق نصر أكتوبر عام 1973، وفي ذكرى رحيله، فيما يلي 5 مشاهد من حياته العائلية.

سنوات طويلة عاشها رفعت الجمال الشهير بـ«رأفت الهجان»، بعيدًا عن أرضه وأهله، متنقلًا بين أروقة عالم مليء بالمخاطر والتحديات، وعلى الرغم من ذلك لم يفقد أبدًا وطنيته، بل استطاع أن يكشف أسرارًا مهمة ساهمت في حماية بلاده ودعم استراتيجيات الأمن القومي المصري، خلال واحدة من أشد الفترات حساسية في الصراع العربي الإسرائيلي.

 نشأة البطل المصري رفعت الجمال

رفعت علي سليمان الجمال، وُلد في 1 يوليو 1927 بمحافظة دمياط، وكان والده يعمل في تجارة الفحم ووالدته ربة منزل تتحدث بـ3 لغات «العربية والإنجليزية والفرنسية»، وبعد التحاقه بالمدرسة، أُعجب بكفاح البريطانيين ضد الزحف النازي، وتعلم الإنجليزية باللكنة البريطانية واللغة الفرنسية باللكنة الباريسية، وعقب تخرجه، تقدم للعمل كمحاسب في شركة نفط بالبحر الأحمر، وطُرد من عمله بعد اتهامه باختلاس أموال الشركة، وانتقل إلى مكان آخر وعمل مساعد محاسب على سفينة «حورس»، بحسب تقرير نشرته قناة إكسترا نيوز.

تدريب رفعت الجمال على التجسس 

خضع رفعت الجمال بعد موافقته على التجسس لصالح مصر في إسرائيل، لعمليات تدريب طويلة، شملت «شرحًا في علم الاقتصاد وسر نجاح الشركات متعددة القوميات، وعادات وسلوكيات وتاريخ وديانة اليهود، وكيفية التمييز بين اليهود الاشكناز واليهود السفارديم، والتصوير بآلات دقيقة جدًا، وتحميض الأفلام والكتابة بالحبر السري، وحل شفرات رسائل أجهزة الاستخبارات، ودراسة سريعة عن تشغيل الراديو، الأسلحة الصغيرة وصناعة القنابل والقنابل الموقوتة»، وغيرها العديد من المهارات.

السفر إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية 

عام 1956، رحل الجمّال إلى إسرائيل بتكليف من المخابرات المصرية في إطار خطة منظمة في شهر يونيو، وتمكن خلالها من إقامة مصالح تجارية واسعة في «تل أبيب»؛ وأصبح شخصية بارزة في المجتمع الإسرائيلي ونجح في خداعهم على مدار 17 عامًا، بحسب ما نشر في كتاب 18 عامًا خداعًا لإسرائيل قصة الجاسوس المصري رفعت الجمال.

تزويد مصر بتفاصيل عن خط بارليف

وباسم «ديفيد شارل سمحون»، أمد جهاز المخابرات المصري بمعلومات مهمة تحت ستار شركة سياحية داخل إسرائيل، وزود مصر بمعلومات مهمة، وكان له دور فعال في الإعداد لحرب أكتوبر عام 1973، بعد أن زود مصر بتفاصيل عن خط بارليف، نتيجة علاقات صداقة وطيدة مع رئيسة الوزراء «جولدا مائير»، ووزير الدفاع «موشي ديان».

مغادرة إسرائيل بعد 17 عامًا 

بعد 17 عامًا في إسرائيل، غادرها الجمّال عقب انتصار اكتوبر 1973، وظل بقية حياته فى ألمانيا باسم «جاك بيتون»، وأنجب طفله الوحيد «دانيال» من زوجته الألمانية «فالتراود بيتون» التي قالت سابقًا في تصريحات تلفزيونية، إنها عاشت خدعة كبيرة عمرها 19 عامًا، فلم تكن تعرف إلا أن اسمه «جاك بيتون» إسرائيلي الجنسية، ولديه شركة سياحية في تل أبيب: «كنت أعيش أشياء جديدة وافتقرت إلى الخبرة لأن عمري كان 22 عامًا»؛ وعندما تزوجا سافرا إلى تل أبيب، وكان يصطحبها معه كثيرًا، والتقت بأهم الشخصيات السياسية في إسرائيل منها «دافيد بن غوريون»، بحجة أن الحكومة الإسرائيلية كانت داعمة لشركته السياحية، وعام 1982 توفي في أمانيا بعد معاناة مع مرض السرطان.

مقالات مشابهة

  • حماس تتهم إسرائيل بتعذيب الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم وتطالب بتحقيق دولي
  • ماذا قال الإعلام الإسرائيلي على مشاهد تسليم الأسرى؟.. عاجل
  • حماس تسلم الرهينة الإسرائيلي الأميركي كيث سيغال للصليب الأحمر
  • إسرائيل تسلم قائمة الأسري الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم إلى حماس
  • برلمانية: هجوم الإعلام الإسرائيلي على مصر لن يغير من موقفنا ضد تهجير الفلسطينيين
  • برلماني: الهجوم الإسرائيلي على مصر يؤكد صدق موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • حماس: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من سجون إسرائيل الخامسة مساء
  • ‏مصدر فلسطيني: الصليب الأحمر الدولي أبلغ حماس أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الفلسطينيين اليوم
  • إسرائيل تُفسر سبب تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
  • في ذكرى رحيله.. 5 مشاهد من حياة رفعت الجمال الشهير بـ رأفت الهجان