ذا نيشن: أيها الإعلام الأميركي.. حياة الفلسطينيين مهمة هي الأخرى
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
نشر موقع "ذا نيشن" الإخباري تقريرا يتناول طريقة تغطية وسائل الإعلام الأميركية لتداعيات الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية المسلحة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وتظهر التغطية الإعلامية للأحداث الدائرة هناك انحيازا واضحا من جانب البرامج الإخبارية الرئيسة إلى إسرائيل. غير أن "ذا نيشن" -وهو موقع إخباري أميركي- شذّ عن تلك القاعدة في تقرير يسلط الضوء على طريقة تعامل الإعلام في الولايات المتحدة مع تلك الأحداث.
يقول الموقع في تقريره، إنه على الرغم من أن 3 نشرات أخبار مسائية أميركية لم تعُد تملك التأثير نفسه الذي كانت تتمتع به من قبل، لكنها تظل من أكبر مصادر الأخبار في الولايات المتحدة.
والحالة هذه، لم يكن مستغربا أن يهيمن خبر واحد على "الأجندة" الإخبارية لوسائل الإعلام الأميركية، وهو المتعلق "بالعنف المتصاعد باستمرار في غزة وإسرائيل". لكن هذا القول ليس دقيقا تماما في واقع الأمر، ذلك أن القصة الإخبارية في كل تلك البرامج "تدور بالكامل تقريبا حول إسرائيل، وإسرائيل وحدها" دون سواها.
خذ مثلا نشرة الأخبار المسائية لقناة "إن بي سي" يوم الأربعاء الماضي، التي خصصت 21 دقيقة بالتمام والكمال تقريبا للحديث عن إسرائيل. وكانت هناك أخبار عن "المذبحة" التي ارتكبها مقاتلو حركة حماس ضد المدنيين الإسرائيليين، ومقابلات مطولة مع عائلات من يُعتقد أنهم أسرى لدى حماس، وكذلك مع مستوطنة من الناجين من الهجوم (لم تحدد شبكة سي إن بي سي اسمها). هذا إلى جانب تقرير عن التوترات داخل الجامعات والكليات، وآخر عن كيف أن إسرائيل دولة "تغيرت إلى الأبد".
الضغط على حماس
ووفق موقع "ذا نيشن" فإن شبكة إن بي سي الإخبارية ليست مخطئة في التحدث إلى ضحايا حماس من الإسرائيليين، ولكن مثلما يتعامل الإسرائيليون مع "العنف"، كذلك يفعل الفلسطينيون في غزة.
واقتبس الموقع الأميركي تصريحا للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قال فيه، "ليس صحيحا ما جاء في ذلك الخطاب الذي يتحدث عن أن المدنيين (الغزيين) لم يكونوا على دراية (بالهجوم)، أو غير متورطين"، في إشارة واضحة إلى أن إسرائيل تنظر إلى جميع سكان قطاع غزة على أنهم "يصعب تمييزهم" من حماس.
وينتقد الموقع تغطية إن بي سي للأحداث في برنامجها يوم الأربعاء الماضي، لوصفه القصف الإسرائيلي لغزة على أنه وسيلة "للاستمرار في ممارسة الضغط على حماس"، ولتخصيصه نحو 22 ثانية فقط لأم قُتل ابنها في ذلك القصف الذي أطلقت عليه الشبكة الإخبارية مصطلح "ضربات انتقامية إسرائيلية"، مشيرة إلى أن "كثيرين يقولون، إنهم لا يدرون إلى أين يهربون".
ويعلق الموقع على ذلك منتقدا أن تقرير مراسل إن بي سي ينطوي على استخفاف بحياة المدنيين الفلسطينيين، حين يقول، إن الأم فقدت ابنها في "غارة انتقامية"، وليس في قصف "عشوائي، معدا ذلك جريمة حرب واسعة النطاق.
ثم بثت الشبكة نفسها تقريرا لمراسلها ريتشارد إنجل، زعم فيه أن إسرائيل قصفت غزة لإضعاف حماس، وقطعت الكهرباء والمياه عنها، ناقلة عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وعده بأن ما سيأتي بعد ذلك "سيعيد صياغة غزة إلى الأبد".
ومع أن إن بي سي أشارت إلى الوعد الذي قطعه الوزير، إلا أنها أغفلت وصفه لسكان غزة بأنهم "حيوانات بشرية"، ودعوته الواضحة لتدمير القطاع ثم تلطيفها على أنها "إعادة صياغة غزة إلى الأبد".
الموت الجماعي
ويلاحظ "ذا نيشن" أن الشبكة ادعت أنها قصفت أحياء غزة 200 مرة؛ لأنها تمثل "أوكارا للإرهابيين"، وهو وصف يراه الموقع الإخباري الأميركي "عنصريا" اقتبسه المراسل من الجيش الإسرائيلي.
ولا يرى إنجل غضاضة في التعبير عن الهجوم الوشيك على غزة بأنه "عقابي" الطابع، وكأنه يقر بعدم وجود إستراتيجية وراء الغزو المرتقب سوى "الموت الجماعي".
ويلفت الموقع الأميركي إلى أن إسرائيل تقتل الفلسطينيين طوال الوقت، حتى عندما يخرجون في مظاهرات سلمية.
وتطرق التقرير -الذي نحن بصده أيضا- إلى تغطيات وسائل إعلام شهيرة؛ مثل: قنوات بي بي سي البريطانية، وسي إن إن وفوكس نيوز الأميركيتين. وأشارت بالتحديد إلى المقابلة التي أجرتها فوكس نيوز مع السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، حيث أعلن خلالها أن ما يجري هي "حرب دينية"، وحثّ إسرائيل على "تسوية" غزة بالأرض.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، فقد رد على سؤال قناة سكاي نيوز حول التهديدات التي يتعرض لها الأطفال الرضع في غزة، موجها كلامه للمذيع قائلا، "هل أنت جاد بسؤالي عن المدنيين الفلسطينيين؟ ما بك"؟
وحذت الصحف حذو الشبكات الفضائية، من بينها نيويورك تايمز، وصحيفة ذا تايمز البريطانية.
والآن بينما تتأهب إسرائيل -على ما يبدو- لشن عدوان مدمر يصعب تخيله على غزة، هل ستعامل الفلسطينيين على أنهم بشر مثلما تعامل الإسرائيليين؟ يتساءل موقع "ذا نيشن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أن إسرائیل إن بی سی
إقرأ أيضاً:
غزة.. مقتل عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي والمفاوضات تراوح مكانها
قتل وأصيب عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة في قطاع غزة، لترتفع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع منذ أكتوبر 2023 إلى 45,361 قتيلا و107,803 مصابين.
وجاء في تقرير وزارة الصحة الفلسطينية اليومي أن “القوات الإسرائيلية ارتكبت 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 23 قتيلا و39 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وأشارت الوزارة إلى أنه “لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وأهابت الوزارة “بذوي القتلى ومفقودي الحرب ضرورة استكمال بياناتهم بالتسجيل لاستيفاء جميع البيانات عبر منصات وزارة الصحة”.
وفي وقت سابق، أعلنت الأمم المتحدة أن “النساء والأطفال شكلوا قرابة 70% من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بين نوفمبر 2023 وأبريل 2024”.
من جهته، دعا مكتب الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مجددا إلى “تقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الطبية في قطاع غزة المحاصر، وخاصة للمستشفيات في الشمال “حيث تتواتر تقارير عن استمرار الهجمات على المستشفيات هناك وفي محيطها”.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن “النداء الذي أطلقه المكتب الثلاثاء هو من أجل توفير الغذاء والمياه التي تشتد الحاجة إليها”.
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، “لا يتوفر في مدينة غزة بشمال القطاع سوى ثلاثة أجهزة تنفس اصطناعي للأطفال الرضع الذين يحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة، وتدهور الوضع في مستشفيات “كمال عدوان” و”العودة” و”المستشفى الإندونيسي” في شمال غزة بشكل كبير منذ يوم الأحد، عندما قال الجيش الإسرائيلي إنه قام بعملية محدودة ضد حركة “حماس” في المنطقة المحيطة بـ”المستشفى الإندونيسي”.
كما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن “شمال غزة لا يزال محاصرا بشكل شبه كامل”.
“حماس” تكشف سبب تأجيل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى
أصدرت حركة “حماس”، “بيانا حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، مشيرة إلى أن إسرائيل وضعت قضايا وشروطا جديدة”.
وقالت “حماس” في بيان لها: “إن مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا”.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “الوفد المفاوض الذي يضم مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، عاد من قطر ليل أمس بعد أسبوع من المفاوضات المكثفة”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية نقلا عن مصادر إسرائيلية أن “أطراف المفاوضات تقترب من التوصل إلى تفاهمات بشأن محوري صلاح الدين ونيتساريم”.
في حين أشار مسؤولون إسرائيليون، إلى “صعوبات جدية” في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس” ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية “كان 11”.
ونقلت القناة عن “مصدر أجنبي” (لم تسمه) أن المفاوضات تسجل تقدما في ما يتعلق بمسألة انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من مناطق في قطاع غزة، في إطار الصفقة المحتملة”.
ولفتت القناة إلى “تقارير مصرية” تتحدث عن موافقة إسرائيل، في إطار المحادثات، على الانسحاب من محور “نيستاريم” الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، وتقليص قواتها في محور “فيلادلفيا” (صلاح الدين)”.
يذكر أن نتنياهو قال أمام أعضاء الكنيست، إنه “تم إحراز “تقدم معين” في المفاوضات الرامية إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة”.
مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى ويؤدون شعائر تلمودية بمناسبة عيد “الحانوكا”
اقتحمت مجموعة من المستوطنين باحات المسجد الأقصى اليوم الأربعاء، وأدت هناك شعائر تلمودية في عيد ما يسمى “بالأنوار اليهودي أو الحانوكا”.
وبحسب وكالة “وفا” فقد “اقتحم عشرات المستوطنين بحماية من الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، تزامنا مع عيد “الحانوكاة” اليهودي”.
هذا “ويتعرض المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة، لاقتحامات من المستوطنين، فيما تواصل القوات الإسرائيلية حصارها، من خلال تقييد دخول المصلين المسلمين إليه”.
آخر تحديث: 25 ديسمبر 2024 - 15:55