مخاوف من تكرار سيناريو السابع من أكتوبر.. إجلاء لبلدات وقرى في شمال إسرائيل
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
مع إعلان إسرائيل عزمها إجلاء سكان 28 بلدة شمالي البلاد، تثور مخاوف لدى الكثير من سكان تلك المناطق من حدوث هجوم مباغت من جنوبي لبنان، على غرار ما فعلت حماس في السابع من أكتوبر الجاري، مما أدى إلى مقتل نحو 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية.
وكان الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع، قد أعلنا، الإثنين، عن عزمهما إجلاء السكان الذين يعيشون في بلدات تبعد مسافة كيلومترين عن الحدود اللبنانية، في أعقاب الهجمات الصاروخية المتكررة من قبل ميلشيات حزب الله اللبناني، وبعض الفصائل الفلسطينية الأخرى.
وبحسب شهادات نقلتها الصحيفة، فإنه بالنسبة للمجتمعات التي تعيش شمالي إسرائيل، فإن أمر الإخلاء "لا يتعلق فقط بتكرار التاريخ نفسه من حيث عمليات إجلاء جزئية حدثت في مرات سابقة، بل إن هناك مخاوف من حدوث هجمات برية قد تشنها ميليشيات مسلحة انطلاقا من جنوب لبنان".
وفي هذ الصدد، تقول إيمانويلا كابلان (34 عاماً) التي نزحت مع رضيعها من كيبوتس (مزرعة تعاونية) بار آم، لتقيم مؤقتا في أحد الفنادق بمدينة طبريا: "لا أعتقد السؤال المطروح حاليا متى ستندلع الحرب (شمالي البلاد)"، في إشارة منها إلى توقعاتها بحدوث تلك المعارك.
وأشارت كابلان، وهي تلاعب طفلها البالغ من العمر 6 شهور في غرفة ألعاب مؤقتة تحت الأرض، إلى أنه تم استدعاء زوجها إلى الخدمة العسكرية على غرار أكثر من 300 ألف إسرائيلي من الجنود والضباط الاحتياط، لافتة إلى أنه يتواجد حاليا عند حدود قطاع غزة.
ولم تخض إسرائيل حرباً على جبهتين منذ الهجوم المفاجئ في حرب أكتوبر عام 1973، عندما قاتل جيشها على الجبهة السورية في الشمال والجبهة المصرية في الجنوب.
لكن حتى قبل اندلاع الجولة الخامسة من الحرب في غزة منذ سيطرة حركة حماس، المصنفة إرهابية، على القطاع في عام 2007، فإن التوترات على "الخط الأزرق"، وهي الحدود التي تسيطر عليها الأمم المتحدة وتفصل بين إسرائيل ولبنان، كانت قد وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات خلال صيف 2023.
وكانت المطلة، البلدة الواقعة في أقصى شمال إسرائيل، هادئة بعد ظهر الإثنين، حيث غادر قسم كبير من سكانها للإقامة في بعض الفنادق أو عند أقاربهم في مناطق أخرى من البلاد، بعيدا عن متناول الصواريخ قصيرة المدى.
ووقف جنود إسرائيليون متأهبين عند المدخل الرئيسي للبلدة، عقب ورود تقريرين عن تسلل بري قبل مسلحي حزب الله أو فصائل فلسطينية متحالفة معهم.
وفي محطة الحافلات الرئيسية في بلدة كريات شمونة الإسرائيلية، على بعد 9 كيلومترات جنوب الخط الأزرق، صعد عدد قليل من المدنيين مع حقائب كبيرة إلى الحافلات المتجهة إلى طبريا، في حين كان بعض الجنود ينتظرون وسائل نقل أخرى للذهاب إلى الخطوط الأمامية شمالي البلاد.
ولم تصدر أوامر بإخلاء كريات شمونة من السكان، لكن شوارعها كان يخيم عليها السكون باستثناء حركة بعض المركبات العسكرية وانتشار لثلة من الجنود على حواجز عسكرية.
وفي محطة الحافلات، كانت كل المحال مغلقة باستثناء مطعم برغر صغير، حيث تواجد هناك 6 أشخاص لتناول طعام الغداء، ومنهم، عنبال بن شطريت (26 عاما)، الذي قال للصحيفة البريطانية إنه "لم يشهد مثل هذه الأوضاع سابقا" في بلاده.
وتابع: "نحن لا نخشى الصواريخ (القادمة من لبنان)، لكن لدينا مخاوف بشأن حدوث هجمات مباغتة"، على غرار ما حدث في السابع من أكتوبر، معتبرا أنه إذا حدث ذلك فإن "الأمور قد تصبح أسوأ".
وفي 7 أكتوبر، شن مسلحو حركة حماس هجوما على إسرائيل استهدف مدنيين، بالإضافة إلى مقرات عسكرية، وأسفر عن مقتل المئات واختطاف العشرات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية العامة إن عدد القتلى الإسرائيليين جراء هجوم حماس المصنفة إرهابية، ارتفع إلى أكثر من 1400 شخص.
كما أسفر الرد الإسرائيلي الذي استهدف مناطق واسعة من غزة عن مقتل المئات، أغلبهم مدنيون وبينهم أطفال ونساء.
وبحسب آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة في غزة، لقي 2750 فلسطينيا حتفه جراء الضربات الجوية الإسرائيلية على القطاع والتي تستمر منذ أن شنت حماس هجومها على إسرائيل.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
تركيا أكبر مخاوف إسرائيل حاليًا
أنقرة (زمان التركية) – ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن مسؤولين اسرائيليين أبلغوا الولايات المتحدة بأن الإدارة السورية الجديدة المدعومة من أنقرة تشكل تهديدا على إسرائيل.
وأثارت تركيا مخاوف إسرائيل عقب اكتسابها نفوذا كبيرا داخل سوريا، ففي الوقت الذي يبحث فيه جهاز المخابرات الداخلية الاسرائيلي (الشاباك) عن عملاء يجيدون التركية، أفادت وكالة رويترز للأنباء أن إسرائيل تجري أنشطة ضغط مكثفة في أمريكا بسبب الدور التركي في سوريا.
وأوضحت أربعة مصادر مطلعة في حديثها مع رويترز أن إسرائيل تجرى أنشطة ضغط في أمريكا لإضعاف سوريا وإبعادها عن المركز وسمحت بالإبقاء على القواعد العسكرية الروسية لمواجهة نفوذ تركيا المتزايد.
وأضافت المصادر المطلعة أن العلاقات التركية مع إسرائيل المتوترة من الحين للآخر شهدت زيادة في التوترات عقب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأن المسؤولين الإسرائيلين أبلغوا واشنطن بأن القيادات السورية الجديدة المدعومة من أنقرة تشكل تهديدا لحدود إسرائيل.
وأشار مصدران إلى توزيع النقاط الرئيسية على مسؤولين أمريكيين بارزين.
من جانبه، أفاد أرون لوند، الذي يعمل في مؤسسة سينشري إنترناشيونال البحثية الأمريكية، أن أكبر مخاوف اسرائيل هو حماية تركيا للنظام السوري الجديد وتحولها إلى قاعدة لحماس والميليشيات الأخرى.
وذكر لوند أن اسرائيل تحظى بفرص كبيرة للتأثير على الفكر الأمريكي ووصف الإدارة الأمريكية الجديدة “بالموالية لاسرائيل” قائلا: “سوريا حاليا لا تقع على رادار ترامب. إنها ذات أولوية منخفضة وهناك فجوة سياسية تحتاج إلى سد”.
وكان تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية ذكر في يناير الماضي نقلًا عن مسؤولين أن وزير الدفاع الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، عقد اجتماعا أمنيًّا خاصًّا بشأن تركيا، مما يعكس مدى اهتمام المسؤولين الإسرائيليين وخوفهم من تزايد نفوذ تركيا في المنطقة بعد انهيار نظام الأسد في سورية وصعود جبهة تحرير الشام.
وذكرت المصادر في حديثها مع الصحيفة أن الاجتماع شهد مشاركة وزير الخارجية، جدعون ساعر، ورئيس الأركان، هرتسي هاليفي، ومسؤولين بارزين بوزارة الخارجية والمؤسسات الدفاعية، وأضافت المصادر أن الاجتماع تم عقده لتحليل ما إن كان هناك أية تغييرات في مستوى التهديد الذي تشكله تركيا على إسرائيل بالأخذ في عين الاعتبار تزايد نفوذ تركيا بالمنطقة.
Tags: التوترات بين تركيا واسرائيلالحرب الاسرائيلية على قطاع غزةالدعم الأمريكي لاسرائيلالعلاقات التركية الاسرائيليةالعلاقات التركية السوريةالقواعد الروسية في سورياحماس