الخليج الجديد:
2024-10-05@17:24:14 GMT

المشهد الفلسطيني تغير إلى الأبد

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

المشهد الفلسطيني تغير إلى الأبد

المشهد الفلسطيني تغير إلى الأبد

عادت قضية فلسطين لصدارة الاهتمام عالميا وليس فقط إقليميا، لذلك نجد أن كل قادة الدول الكبرى في حالة استنفار منذ 7 أكتوبر.

المعادلة الجديدة أن فلسطين وحدة واحدة وجبهة واحدة لا تتجزأ، وإن أي اعتداء يستهدف الضفة أو القدس فإنه من الممكن أن يأتي الرد من غزة.

تغيرت قواعد الاشتباك وشكلُ الصراع بين فلسطين والاحتلال إلى الأبد.

ما يحدث في فلسطين وجنوب لبنان يؤكد أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة وعصراً مختلفاً.

لا إجماع بشأن العملية البرية، لا داخل إسرائيل، ولا في أوساط حلفائها الذين يدرسون الموقف ويخشون من مستنقع قد يغرق فيه الجيش الإسرائيلي لسنوات.

القوة القاهرة التي يتمتع بها الإسرائيليون لم تضمن لهم الأمن والحروب السابقة العنيفة التي استخدمت فيها إسرائيل سياسة الأرض المحروقة، لم تخضع شعب فلسطين.

القوى الفلسطينية قوية بما يجعلها قادرة على «المبادرة» وهذا ظهر منذ 2021 عندما بادرت المقاومة في غزة إلى معركة «سيف القدس»، والنتيجة إثبات قدرة على الردع والرد.

* * *

المؤكد أن المشهد الفلسطيني لا يُمكن أن يعود إلى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر 2023، حيث إن قواعد الاشتباك في المنطقة تغيرت وشكلُ الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال تغير إلى الأبد. ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، وفي جنوب لبنان حالياً يؤكد أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة وبدأت عصراً مختلفاً عن السابق.

فلا الفصائل الفلسطينية باقية على حالها، ولا إسرائيل كذلك، ولا القواعد التي تحكم العلاقات بينهما ستظل على حالها، ولذلك فإن المشهد الفلسطيني سيتغير – أو تغير بالفعل – إلى الأبد بعد عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها المقاومة والحرب الإسرائيلية التي تشهدها غزة حالياً.

عملية «طوفان الأقصى» والحرب الإسرائيلية اللاحقة لها على غزة، تشكلان محطة فاصلة في التاريخ الفلسطيني، والتحول الحالي يتجاوز حجما وأهمية انتفاضة الأقصى في 2000، وهذه الأيام لها ما بعدها، ونستطيع أن نقول بأن أهم ملامح التحول في المشهد الفلسطيني هي كالتالي:

*أولاً: الأحداث الحالية أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام على مستوى العالم بأكمله، وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك نجد أن كل قادة الدول الكبرى في حالة استنفار منذ 7 أكتوبر.

ويجري البحث عالميا وليس فقط إسرائيليا في كيفية التعامل مع الوضع الراهن وهذه التطورات الدراماتيكية الكبرى، وهذا ما يُفسر تأخر العملية البرية التي يعتزم الكيان الصهيوني تنفيذها في القطاع، بل التردد أيضاً في هذه العملية، إذ لا يوجد إجماع بشأن جدوى هذه العملية، لا داخل إسرائيل، ولا في أوساط حلفاء الإسرائيليين الذين يدرسون الموقف ويخشون من مستنقع قد يغرق فيه الجيش الإسرائيلي لسنوات.

*ثانياً: الأحداث الراهنة أثبتت للجميع أن القوة وحدها لا يُمكنها تحقيق الأمن لمن يمتلكها، فالقوة القاهرة التي يتمتع بها الإسرائيليون لم تضمن لهم الأمن حتى الآن، والحروب السابقة العنيفة التي استخدمت فيها إسرائيل سياسة الأرض المحروقة، لم تنجح في إخضاع الفلسطينيين.

وهذا يعيدنا إلى المربع الأساس وهو أن العملية السياسية المعطلة منذ عام ألفين (منذ انتهاء مؤتمر كامب ديفيد الثاني في يوليو 2000)، ما زالت تنتج مزيداً من اليأس والغضب، ولا يُمكن أن ينتهي هذا الحال إلا بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وتمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة، والتوقف عن العدوان المستمر عليهم، سواء بالقتل اليومي أو بالحصار المستمر المفروض على القطاع.

*ثالثاً: لدى القوى الفلسطينية اليوم من القوة ما أصبح يجعلها قادرة على «المبادرة»، وهذا ظهر منذ عام 2021 عندما بادرت المقاومة في غزة إلى معركة «سيف القدس»، ورغم الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل في ذلك الحين، إلا أن النتيجة التي انتهت اليها تلك الحرب هي أن لدى الفلسطينيين القدرة على الردع وعلى الرد، وأن المعادلة الجديدة هي أن فلسطين وحدة واحدة وجبهة واحدة لا تتجزأ، وإن أي اعتداء يستهدف الضفة أو القدس فإنه من الممكن أن يأتي الرد من غزة.

*رابعاً: وهنا الأهم، وهو أن الفصائل الفلسطينية قالت في السابق وأرادت التأكيد مجدداً على أن ثمة خطوطا حمرا لا يُسمح للاحتلال بأن يتجاوزها، وأهم هذه الخطوط الحمر هو المسجد الأقصى المبارك، إذ أن الاعتداءات المستمرة والمتكررة على الحرم الشريف في القدس تؤدي إلى إشعال حالة كبيرة من الغضب في الأوساط الفلسطينية.

وهذا الغضب سرعان ما تتم ترجمته إلى هجمات مسلحة على غرار «طوفان الأقصى». ولذلك فإن أي تسوية مقبلة يجب أن يوضع في مقدمتها القدس الشريف والأقصى المبارك، لأنه مفتاح السلام في المنطقة.

والخلاصة هو أن المشهد الفلسطيني يدخل مرحلة جديدة بالكامل، والعودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر يبدو الآن مستحيلاً، والتحرك العالمي حيال ما يجري أمر مهم.

لكن الأهم هو أن يُدرك الجميع، إسرائيليون أو عرب أو الغربي، أن تحقيق الأمن والرخاء في فلسطين لا يُمكن أن يتم للطرف الأقوى دون غيره، ولا يُمكن أن يتحقق بالقوة القاهرة ولا بالمجازر ولا بالقتل والدماء، وإنما يتحقق بتسوية شاملة تضمن لشعب فلسطين حقوقه كاملة.

*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين المقاومة الردع طوفان الأقصى سيف القدس 7 أكتوبر المسجد الأقصى المشهد الفلسطيني المشهد الفلسطینی إلى الأبد

إقرأ أيضاً:

ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟

سرايا - تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عمّا أسمته "الوحل اللبناني العميق والمغرق"، وذلك بالتزامن مع عدة محاولاتٍ فاشلة قام بها الجيش الإسرائيلي بهدف التسلّل والدخول براً إلى جنوبي لبنان، متوقّعةً "جولة طويلة ومعقّدة".

وفي أبرز التحليلات التي عرضتها قناة "كان" الإسرائيلية ضمن هذا الإطار، قال اللواء في احتياط الجيش الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي سابقاً عوزي دايان، إنّ "لدى إسرائيل تجربة، بحيث يجب دائماً تذكّر ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله في لبنان".

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت ستتعلّم إسرائيل من الإخفاقات في المعارك السابقة في لبنان، قال رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، اللواء احتياط يعقوب عميدرور، إنّه "في العام 2006، كانت هناك عملية فاشلة من ناحية عسكرية، بحيث لم يكن الجيش الإسرائيلي جاهزاً، ولم تكن لديه معلومات استخبارية جيدة عن لبنان ولا خطط جيدة بخصوصه، كما كانت تقنية القتال لديه في الحضيض".

وأضاف عميدرور أنّه "يجب، في هذه العملية، أن يكون واضحاً تماماً ما تريده الحكومة، وما هي خطط الجيش من أجل إنجاز ذلك"، مشيراً إلى أنّ "ما يقوم به الجيش حالياً يشبه العام 1978 أكثر من فترة الحزام الأمني".

وتعقيباً على ما قالته "كان" عن "التاريخ يعلّم إسرائيل ويحذّرها من أنّ الوحل اللبناني عميق ومغرق"، ورداً على سؤال عن المدة التي سيستغرقها الجيش الاسرائيلي حتى يخرج من لبنان في المرة الرابعة، قال عميدرور إنّ "إبعاد حزب الله على الأقل حتى الليطاني وعشرة كيلومترات، سيستغرق وقتاً طويلاً".

بدوره، قال غاي تسور، قائد ذراع البر سابقاً، لقناة "كان" إنّه "يمكن اخذ قرار بعدم وجود حزب الله، ولكن ممنوع القيام بذلك لوحدنا، بل يجب ضم دول لها تأثير على حكومة لبنان".

ولفت تسور إلى أنّ "تصرّف حزب الله منذ العام 1982 هو تصرّف مشابه جداً، أي إنّه لا يهرب، بل يعتمد على تمركز مع نيران من بعيد ومن أماكن استتار"، مضيفاً أنّ "الأمر لن يكون مختلفاً، وسنتكبّد أثماناً وسيسقط قتلى.. الحرب هي الحرب".

وفي السياق عينه، ذكرت "القناة الـ 13" الإسرائيلية أنّه "بعد حرب لبنان الثانية، ساد هدوء مضلل نسبي جنوبي لبنان، تعاظم خلاله حزب الله بالوسائل القتالية والأنفاق".

كذلك، ذكرت القناة أنّ "إسرائيل خرجت إلى جولة جديدة على الأراضي اللبنانية، يُتوقّع أن تكون طويلة ومعقّدة وأن تجبي أثماناً باهظة".


مقالات مشابهة

  • الهباش: إسرائيل لن تنجح في تحقيق أهدافها والشعب الفلسطيني أكثر تمسكًا ووجودًا
  • فلسطين: إسرائيل لن تنجح في تحقيق أهدافها
  • الفصائل الفلسطينية تجتمع بغزة في ذكرى طوفان الأقصى
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: إسرائيل وظفت أحداث 7 أكتوبر لتحقيق أهدافها الخبيثة
  • تصريح صحفي صادر عن الفصائل الفلسطينية في ذكرى معركة طوفان الأقصى
  • النائب علاء عابد يكتب: إسرائيل.. كيان سايكوباثي
  • مقررة أممية تطالب الجامعات بـ مراجعة السياسات القمعية التي تستهدف التضامن مع فلسطين
  • ‎الفيفا يرد على طلب الاتحاد الفلسطيني بإيقاف إسرائيل
  • ما هي التحديّات التي تنتظر إسرائيل في لبنان؟
  • المجلس الوطني الفلسطيني يدين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى