المشهد الفلسطيني تغير إلى الأبد
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
المشهد الفلسطيني تغير إلى الأبد
عادت قضية فلسطين لصدارة الاهتمام عالميا وليس فقط إقليميا، لذلك نجد أن كل قادة الدول الكبرى في حالة استنفار منذ 7 أكتوبر.
المعادلة الجديدة أن فلسطين وحدة واحدة وجبهة واحدة لا تتجزأ، وإن أي اعتداء يستهدف الضفة أو القدس فإنه من الممكن أن يأتي الرد من غزة.
تغيرت قواعد الاشتباك وشكلُ الصراع بين فلسطين والاحتلال إلى الأبد.
ما يحدث في فلسطين وجنوب لبنان يؤكد أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة وعصراً مختلفاً.
لا إجماع بشأن العملية البرية، لا داخل إسرائيل، ولا في أوساط حلفائها الذين يدرسون الموقف ويخشون من مستنقع قد يغرق فيه الجيش الإسرائيلي لسنوات.
القوة القاهرة التي يتمتع بها الإسرائيليون لم تضمن لهم الأمن والحروب السابقة العنيفة التي استخدمت فيها إسرائيل سياسة الأرض المحروقة، لم تخضع شعب فلسطين.
القوى الفلسطينية قوية بما يجعلها قادرة على «المبادرة» وهذا ظهر منذ 2021 عندما بادرت المقاومة في غزة إلى معركة «سيف القدس»، والنتيجة إثبات قدرة على الردع والرد.
* * *
المؤكد أن المشهد الفلسطيني لا يُمكن أن يعود إلى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر 2023، حيث إن قواعد الاشتباك في المنطقة تغيرت وشكلُ الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال تغير إلى الأبد. ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، وفي جنوب لبنان حالياً يؤكد أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة وبدأت عصراً مختلفاً عن السابق.
فلا الفصائل الفلسطينية باقية على حالها، ولا إسرائيل كذلك، ولا القواعد التي تحكم العلاقات بينهما ستظل على حالها، ولذلك فإن المشهد الفلسطيني سيتغير – أو تغير بالفعل – إلى الأبد بعد عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها المقاومة والحرب الإسرائيلية التي تشهدها غزة حالياً.
عملية «طوفان الأقصى» والحرب الإسرائيلية اللاحقة لها على غزة، تشكلان محطة فاصلة في التاريخ الفلسطيني، والتحول الحالي يتجاوز حجما وأهمية انتفاضة الأقصى في 2000، وهذه الأيام لها ما بعدها، ونستطيع أن نقول بأن أهم ملامح التحول في المشهد الفلسطيني هي كالتالي:
*أولاً: الأحداث الحالية أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام على مستوى العالم بأكمله، وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك نجد أن كل قادة الدول الكبرى في حالة استنفار منذ 7 أكتوبر.
ويجري البحث عالميا وليس فقط إسرائيليا في كيفية التعامل مع الوضع الراهن وهذه التطورات الدراماتيكية الكبرى، وهذا ما يُفسر تأخر العملية البرية التي يعتزم الكيان الصهيوني تنفيذها في القطاع، بل التردد أيضاً في هذه العملية، إذ لا يوجد إجماع بشأن جدوى هذه العملية، لا داخل إسرائيل، ولا في أوساط حلفاء الإسرائيليين الذين يدرسون الموقف ويخشون من مستنقع قد يغرق فيه الجيش الإسرائيلي لسنوات.
*ثانياً: الأحداث الراهنة أثبتت للجميع أن القوة وحدها لا يُمكنها تحقيق الأمن لمن يمتلكها، فالقوة القاهرة التي يتمتع بها الإسرائيليون لم تضمن لهم الأمن حتى الآن، والحروب السابقة العنيفة التي استخدمت فيها إسرائيل سياسة الأرض المحروقة، لم تنجح في إخضاع الفلسطينيين.
وهذا يعيدنا إلى المربع الأساس وهو أن العملية السياسية المعطلة منذ عام ألفين (منذ انتهاء مؤتمر كامب ديفيد الثاني في يوليو 2000)، ما زالت تنتج مزيداً من اليأس والغضب، ولا يُمكن أن ينتهي هذا الحال إلا بإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، وتمكينهم من إقامة دولتهم المستقلة، والتوقف عن العدوان المستمر عليهم، سواء بالقتل اليومي أو بالحصار المستمر المفروض على القطاع.
*ثالثاً: لدى القوى الفلسطينية اليوم من القوة ما أصبح يجعلها قادرة على «المبادرة»، وهذا ظهر منذ عام 2021 عندما بادرت المقاومة في غزة إلى معركة «سيف القدس»، ورغم الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل في ذلك الحين، إلا أن النتيجة التي انتهت اليها تلك الحرب هي أن لدى الفلسطينيين القدرة على الردع وعلى الرد، وأن المعادلة الجديدة هي أن فلسطين وحدة واحدة وجبهة واحدة لا تتجزأ، وإن أي اعتداء يستهدف الضفة أو القدس فإنه من الممكن أن يأتي الرد من غزة.
*رابعاً: وهنا الأهم، وهو أن الفصائل الفلسطينية قالت في السابق وأرادت التأكيد مجدداً على أن ثمة خطوطا حمرا لا يُسمح للاحتلال بأن يتجاوزها، وأهم هذه الخطوط الحمر هو المسجد الأقصى المبارك، إذ أن الاعتداءات المستمرة والمتكررة على الحرم الشريف في القدس تؤدي إلى إشعال حالة كبيرة من الغضب في الأوساط الفلسطينية.
وهذا الغضب سرعان ما تتم ترجمته إلى هجمات مسلحة على غرار «طوفان الأقصى». ولذلك فإن أي تسوية مقبلة يجب أن يوضع في مقدمتها القدس الشريف والأقصى المبارك، لأنه مفتاح السلام في المنطقة.
والخلاصة هو أن المشهد الفلسطيني يدخل مرحلة جديدة بالكامل، والعودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر يبدو الآن مستحيلاً، والتحرك العالمي حيال ما يجري أمر مهم.
لكن الأهم هو أن يُدرك الجميع، إسرائيليون أو عرب أو الغربي، أن تحقيق الأمن والرخاء في فلسطين لا يُمكن أن يتم للطرف الأقوى دون غيره، ولا يُمكن أن يتحقق بالقوة القاهرة ولا بالمجازر ولا بالقتل والدماء، وإنما يتحقق بتسوية شاملة تضمن لشعب فلسطين حقوقه كاملة.
*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني
المصدر | القدس العربيالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين المقاومة الردع طوفان الأقصى سيف القدس 7 أكتوبر المسجد الأقصى المشهد الفلسطيني المشهد الفلسطینی إلى الأبد
إقرأ أيضاً:
الكشف عن عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل
قالت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين، الخميس 20 فبراير 2025 ، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل سياسة احتجاز جثامين الشهداء.
وتوثق الحملة "احتجاز 665 شهيدًا في مقابر الأرقام وثلاجات الاحتلال، بعضهم منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وآخرهم شهداء مخيم الفارعة"، مساء أمس الأربعاء.
وأكدت الحملة أنه "من بين الشهداء المحتجزة جثامينهم: 259 شهيدًا منذ بداية العدوان في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، و67 شهيدًا من الحركة الأسيرة، و59 شهيدًا من الأطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا، و9 شهيدات من النساء".
وختمت الحملة بالقول إن "هذه الأرقام لا تشمل الشهداء المحتجزة جثامينهم في قطاع غزة ، حيث لا تتوفر معلومات دقيقة حول أعدادهم. ومع ذلك، ذكرت مصادر عبرية أن الاحتلال يحتجز جثامين أكثر من 1500 شهيد في معسكر سدي تيمان".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين عبور أول دفعة من المنازل المتنقلة لمعبر كرم أبو سالم "مرحلتان تشملان إعادة التوزيع السكاني".. تفاصيل خطة مصر لإعمار غزة خلفا لحسين الشيخ.. الرئيس عباس يعين أيمن قنديل رئيسا للشؤون المدنية الأكثر قراءة صحة غزة: وصول مستشفيات القطاع 17 شهيدا آخر 24 ساعة التنمية في غزة تصدر إعلانا مهما للعائدين إلى شمال القطاع إذاعة الجيش الإسرائيلي: دخول الكرفانات والمعدات الثقيلة إلى غزة "مسألة وقت" توجه لعقد مؤتمر دولي لدعم خطة الحكومة الفلسطينية بشأن غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025