الجزيرة:
2024-07-08@07:33:10 GMT

غزة.. تراث تدمره الحرب وتحاصره إسرائيل

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

غزة.. تراث تدمره الحرب وتحاصره إسرائيل

مثلت الحرب الأخيرة خطرا مدمرا على تراث وآثار غزة، فقد أصاب القصف الإسرائيلي متحف خان يونس بأضرار كبيرة، ودمر العديد من القطع الأثرية، وأصاب بناية المتحف بأضرار بالغة.

أُنشئ هذا المتحف بجهود ذاتية ولا يرقى كبناية إلى مستوى وقيمة المعروضات، وهو ينقسم إلى قسمين، قسم للآثار يضم قطعا تعود لعصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديث، أبرزها مجموعة من القطع التي تعود إلى الحقبة الرومانية والبيزنطية ومجموعات النقود الثرية التي ترجع إلى العصور البيزنطية والأموية والعباسية والأيوبية والمملوكية والعثمانية.

تحطمت العديد من القطع الفخارية الأثرية التي فقد بعضها إلى الأبد، ويمكن معالجة بعضها بالترميم، وبالمتحف قطع من الحلي الرائعة، ويحتفظ بالعديد من الأسلحة التي تعد نادرة من مخلفات الحربين العالمتين الأولى والثانية، ويضم قسم التراث آلات خشبية للعزف عليها في الأفراح والسوامر كالبرغول والشبابة والربابة، وأدوت زراعية يعود بعضها إلى 200 عام كالمنجل والقدوم.

فضلا عن الأزياء الفلسطينية التي تعود إلى ما قبل عام 1948، خاصة أزياء الرجال مثل العباءة والقمباز والكوفية العقال والعصا، لكن من أهم مقتنيات قسم التراث الأدوات المنزلية كالرحى والكانون والأواني الفخارية تعود إلى 100 عام بعضها تعرض لأضرار شديدة، ولا يمكن تحديد حجم الأضرار التي لحقت بمقتنيات المتحف إلى الآن.

متاحف غزة

تضم غزة 12 متحفا تشتمل على 12 ألف قطعة أثرية، كلها شيدت بجهود ذاتية رغبة من أهل غزة في الحفاظ على تراثهم، كل هذه المتاحف تعرضت لأضرار متفاوتة نتيجة للقصف الإسرائيلي، فضلا عن ترك بعضها من قبل القائمين عليها دون حراسة أو متابعة إما لتهجير القائمين عليها أو استشهاد بعضهم.

وتدل بعض الشواهد أيضا على سرقة العديد من القطع لكن لا يوجد إلى الآن ما يثبت ذلك بصورة قطعية، فافتقاد غزة للكوادر المتخصصة في المتاحف جعل من الصعب حصر هذه الأضرار، فضلا عن عدم التسجيل العلمي الدقيق لها وبالتالي إمكانية تعرضه للنهب، كما أن عدم عضوية هذه المتاحف في المجلس الدولي للمتاحف يفقدها وجودها على الساحة الدولية بل يجعل دعمها فنيا صعبا.

من أبرز متاحف غزة التي تعرضت لأضرار تتراوح بين شروخ في جدرانها وتصدعات أو تدمير أو تكسير لبعض المقتنيات متحف العقاد الذي تأسس منذ 44 عاما وهو يضم 2800 قطعة أثرية من عصور ما قبل التاريخ إلى العصور الحديثة.

وكذلك قصر الباشا الذي شيد في العصر المملوكي وحُول إلى متحف في عام 2010، لكنه منذ هذا العام لم يلقَ العناية اللازمة، وتعرض حاليا لأضرار تحتاج إلى التدخل العاجل، وكلما تأخر هذا التدخل تدهورت حالته، وليست لدينا معلومات حول حالة مقتنياته وهو ما يثير القلق.

إن الحقيقة المرة أن التراث المستخرج من أرض غزة يتم تهريبه وبيعه علنا، فمنذ حصار غزة في عام 2007 توقفت التنقيبات الأثرية العلمية المنظمة لوقف النهب العشوائي للتلال الأثرية، وهذا ما أضاع على الباحثين الكثير من المعلومات في تتبُّع هذا التراث وتسجيله، ولولا جهود الأفراد لما تبقى لدينا شيء من هذا التراث في غزة، فقد قضت سهيلة شاهين 30 عاما في جمع هذا التراث لتنشئ متحف رفح للتراث الشعبي.

متحف خان يونس وآثار العدوان الإسرائيلي المساجد الأثرية

إذا كان جامع السيد هاشم دمر في الحرب العالمية الأولى بقنبلة في عام 1917، فإن القصف المستمر حوله أدى لتصدع بعض جدرانه، وهو الجامع الذي دفن فيه جد الرسول -صلى الله عليه وسلم- هاشم بن عبد مناف ونفس الأضرار بجامع الشيخ زكريا في حي الدرج في غزة الذي أنشأ في القرن الخامس الهجري/ الـ11 الميلادي.

وكذلك جامع الشمعة في حي النجارين، وجامع الشيخ عبد الله وهو جامع قديم في حي التفاح مدفون به الشيخ عبد الله الأيبكي وهو من مماليك السلطان المملوكي عز الدين أيبك، وكذلك تضرر من المساجد الأثرية في غزة جامع ابن عثمان وهو من جوامع غزة شيد في القرن الثامن الهجري.

أما من المنشآت الأثرية التي تضررت من القصف الإسرائيلي على غزة سبيل السلطان عبد الحميد وهو منشأة معمارية كانت تقدم الماء للمارة، وحمام السمرة الذي يقع في حي الزيتون، وهو أحد النماذج الرائعة للحمامات العثمانية ويدرس كنموذج متكامل ضمن منهجيات دراسة تاريخ الحمامات في العمارة الإسلامية، وهو الحمام الوحيد الباقي في غزة.

يتطلب كل ما سبق تدخلا عاجلا من اليونسكو لكي يجري إعلان تراث غزة تراثا إنسانيا مهددا يتطلب برامج عاجلة لإنقاذه، فضلا عن دور كل من المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة العواصم والمدن الإسلامية.

لكن الأهم تشكيل لجنة علمية لتحديد الأخطار ووضع خطة إنقاذ وتدعيم عاجل للتراث المهدد، فضلا عن تحديد مخزن لنقل المقتنيات الأثرية لكي لا نفقد المزيد منها تحت نيران القصف الإسرائيلي، ثم بعد الحرب أصبح من الضروري إعادة هيكلة التعامل مع التراث في غزة بصورة جديدة.

مسجد هاشم

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معناأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinerssجميع الحقوق محفوظة © 2023 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: من القطع فضلا عن فی غزة

إقرأ أيضاً:

صحيفة عبرية: 9 أشهر من الجحيم.. “إسرائيل” عالقة عميقاً في مستنقع غزة

الجديد برس:

أكدت صحيفة “معاريف” العبرية، اليوم الأحد، وبعد مرور 9 أشهر بالضبط على الحرب في غزة، أن “إسرائيل في جحيم، ولا تزال عالقةً عميقاً في مستنقع غزة”.

ولدى تناولها هذا “الجحيم”، أوردت الصحيفة في صفحتها الأولى أن 120 أسيراً إسرائيلياً لا يزالون بحوزة المقاومة في قطاع غزة، بينما أُجلي “أكثر من 86 ألف مستوطن من منازلهم ولم يعودوا إليها بعد”.

ووفقاً للأرقام التي نشرتها الصحيفة، فإن 1592 جندياً ومستوطناً، قُتلوا منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، بينما جُرح ما يزيد على 4000 إسرائيلي.

وأضافت “معاريف”، أن 287 ألف جندي تم تجنيدهم في احتياط جيش الاحتلال، منذ بدء الحرب.

يأتي كل ذلك في وقت يطالب المستوطنون الإسرائيليون حكومتهم بإبرام صفقة تبادل أسرى فورية مع المقاومة في قطاع غزة، من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين المتبقين، خصوصاً أن عدداً منهم قُتل بنيران الجيش الإسرائيلي، ومن جراء قصفه العنيف والمتواصل على القطاع.

كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية خلال الفترة الماضية عن إجلاء ما يزيد على 100 ألف مستوطن من الشمال وحده، أغلبيتهم لا تنوي العودة إليه بعد انتهاء الحرب.

ويُضاف إلى هؤلاء المستوطنين الذين تم إجلاؤهم من مستوطنات غلاف غزة، الذين أعرب معظمهم عن عدم رغبته في العودة أيضاً.

أما فيما يتعلق بعدد القتلى المستوطنين، فقال الاحتلال في الشهر الأول من الحرب، إنه ثمة 1400 منهم، ليزعم في نوفمبر أنهم 1200 قتيل. وفي صفوف الجيش الإسرائيلي، يقارب عدد القتلى من الضباط والجنود الـ680.

ويعاني جيش الاحتلال أزمةً في العديد، إذ يعاني نقصاً في الجنود مع استمرار الحرب في غزة والمواجهات مع حزب الله في الشمال، ما دفع وزير الدفاع، يوآف غالانت، إلى الطلب من الحكومة النظر في تمديد خدمة الاحتياط والخدمة الإلزامية إلى 3 سنوات.

يُذكر أن المؤسسة الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال فرضت رقابة مشددة على الأرقام التي يتم نشرها منذ بدء الحرب، حيث عملت على التكتم على خسائرها الفادحة التي توثقها المقاومة الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • زعيم المعارضة الإسرائيلية يحدد نقطة "ضعف جيش الاحتلال"
  •  مسيرة حاشدة بطنجة دعما لغزة
  • معاريف: “إسرائيل” خسرت منذ اللحظات الأولى للحرب.. عجز لا ينتهي
  • صحيفة عبرية: 9 أشهر من الجحيم.. “إسرائيل” عالقة عميقاً في مستنقع غزة
  • مصادر: حماس تتخلى عن مطلب رئيسي بمفاوضات غزة
  • ضابط إسرائيلي: 7 أكتوبر هي الحرب الأكثر دموية في تاريخ الصهيونية
  • الإمام الأكبر لمسلمي تايلاند: التراث الإسلامي جديرٌ بأن يُوصفَ بأنه تراث الأخوة الإنسانية
  • السيسي: مصر لن تألو جهدا في سبيل رأب الصدع بين مختلف الأطراف السودانية ووقف الحرب
  • خبير: إسرائيل تحاول بائسة إعادة هيبتها بالحرب في غزة والضفة
  • واقع التراث الثقافي الأثري بمحافظة مأرب جديد إصدارات الباحث محمد الحاج