موقع 24:
2024-09-19@03:54:49 GMT

جذور استراتيجية حركة حماس ومآلاتها

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

جذور استراتيجية حركة حماس ومآلاتها

قال دانييل سوبلمان، زميل باحث في مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية التابع لكلية هارفارد كينيدي، إن الحرب الحالية في قطاع غزة تشكّل تهديداً وجودياً واضحاً لحماس، وربما للقضية الفلسطينية برمتها.

إسرائيل ستنخرط في تصرفات وسلوكيات من المرجح أن تتصادم مع المصالح الحيوية لأعدائها

ورأى الكاتب في مقاله بموقع مجلة "ناشونال إنترست" أن الصراع الحالي، ونية إسرائيل المعلنة محو حماس من على وجه الأرض، حتى لو كان ذلك يعني خوض حرب تستمر لأشهر، ستكون لها آثار عميقة طويلة المدى على أي جهة فاعلة لها مصلحة في توازن القوى والنظام الإقليمي في الشرق الأوسط بعد  أن تضع الحرب أوزارها.

Hamas' brutal attack was the result of a decades-long "axis of resistance" strategy, writes Daniel Sobelman. https://t.co/vAeYwQgVEl

— National Interest (@TheNatlInterest) October 16, 2023 محور المقاومة

تقود إيران ما يُعرف بـ"محور المقاومة"، حيث تُعد المورد الرئيسي للمعدات العسكرية والمعرفة والتكنولوجيا، ويتكون هذا المحور في الأساس من حزب الله اللبناني، وقطاع غزة، وسوريا، والميليشيات الحوثية المتمردة في اليمن، والعديد من الجماعات الشيعية المدعومة من إيران.

يسعى "محور المقاومة" إلى هزيمة إسرائيل والقوى الغربية في الشرق الأوسط، وبالإضافة إلى ذلك يتقاسم أعضائه مفهوماً استراتيجياً مماثلاً. يتمثل جوهر هذا المفهوم الاستراتيجي في أن الجهات الفاعلة المعادية والمتفوقة مثل إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ستكون قادرة دائماً على إلحاق أضرار هائلة بمدنييها.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أن هذه الجهات الفاعلة تظهر ضعفاً شديداً من ناحية حماية المدنيين، إلا أنها تملك القدرة على حماية أجهزتها العسكرية وأنظمة القيادة والسيطرة وقدراتها التقليدية. وهذا هو على وجه التحديد المنطق الكامن وراء اعتماد "محور المقاومة" على مخزونات هائلة من الأسلحة مثل الصواريخ، والصواريخ الموجهة، والطائرات الهجومية المسيرة بعيدة المدى، وصواريخ أرض - بحر.

وفي العديد من المناسبات على مر السنين، أوضح الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي ظل لفترة طويلة جزءاً أساسياً لا يتجزأ من عملية صنع القرار الإيرانية، المنطق الاستراتيجي وراء تحركات "المقاومة".

ووفقاً لنصر الله، فإن الصواريخ والقذائف الصاروخية هي وسيلة "المقاومة" لتعويض التفوق الجوي للجانب المعادي الأقوى. وبالتالي، طالما استمر هجوم الطرف الأقوى، فإن وابل صواريخها سيظل عنصراً يؤثر على مناطق المدنية للأعداء.

وكما أوضح نصر الله، في نهاية المطاف، قد يضطر الجانب الأقوى إلى شن غزو بري، وهو أمر من المفترض أن يؤدي إلى تكافؤ الفرص. وبالتالي، يُنظر إلى الغزو العسكري على أنه نتيجة مرغوبة.

وبالنسبة للجهات الفاعلة في محور "المقاومة"، فإن هذه الاستراتيجية نفسها معرضة للخطر حالياً، والتي كان يُنظر إليها فيما مضى بأنها قادرة على الصمود أمام القوة العسكرية الإسرائيلية كما حدث في العديد من الصراعات في لبنان في التسعينات وحرب لبنان في عام 2006. فشلت إسرائيل في كل هذه الصراعات، في توجيه ضربة عسكرية حاسمة، وهو ما أدى بالتبعية إلى فشلها على الصعيد الدبلوماسي.

وصدّر حزب الله هذا النموذج إلى قطاع غزة، حيث استفادت حماس من تجاربها الماضية وصاغت نسختها الخاصة منه. وبالتالي فإن الظاهرة ذاتها تنطبق على الصراعات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ سيطرة حماس على قطاع في غزة في يونيو (حزيران) 2007.

Tehran reveals underground missile base near Persian Gulf https://t.co/kNYMtsiV2w

— Al-Monitor (@AlMonitor) January 9, 2021 معادلات الردع

وتحاول حماس الآن ردع إسرائيل وإخضاعها لـ"معادلات الردع"، حيث يتم الرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي تتجاوز عتبة معينة بإطلاق صواريخ كثيفة على العاصمة التجارية لإسرائيل، تل أبيب.

ووصف المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس احتمال غزو الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة بأنه "مثير للضحك"، وذكر أن "أفراد جيش القسام" ينتظرون بفارغ الصبر مواجهة أي جيش غاز.

وأكد الكاتب أن حماس استمدت الشجاعة والإلهام من تعاونها مع إيران وحزب الله، الذي تزايد بشكل كبير منذ عام 2021، ومن شعورها بأن "محور المقاومة" برمته يحمي ظهرها.

وأكد المتحدث العسكري لحماس أن "مستوى التنسيق بين حماس والأشقاء في محور المقاومة أرتفع وتطور على صعيد حشد الجهود فيما يتعلق بمستقبل الصراع". ولم يكن هذا أكثر وضوحاً مما كان عليه في مقابلة أجراها مؤخرا صالح العاروري، الرجل الثاني في قيادة حماس، الذي صرح في أواخر أغسطس (آب) بأن الحرب الإقليمية "الحاسمة" متعددة الجبهات مع إسرائيل ليست مرغوبة فحسب، بل في الواقع، " ضرورية" وستحدث أيضاً في "المدى القريب".

بعد أسبوع واحد من تعامل حماس مع إسرائيل بما يسميه قادتها بأسوأ كارثة لحقت بالمدنيين اليهود في جميع حروبها مع العرب، فإن كلمات العاروري تبدو أكثر واقعية من أي وقت مضى، بحسب ما ذكرت "ناشونال إنترست".

Learning to Deter: Deterrence Failure and Success in the Israel-Hezbollah Conflict, 2006–16. https://t.co/ez2qCvOvuo pic.twitter.com/odERaaBpDe

— International Security (@Journal_IS) February 22, 2017 توسع نطاق الحرب

ولكن، ومن أجل دحض توقعاته وإثبات خطئها، سيتعين أن تنخرط إسرائيل في تصرفات وسلوكيات من المرجح أن تتصادم مع المصالح الحيوية لأعدائها، الأمر الذي يزيد بالتالي من احتمالات اتساع نطاق الحرب الحالية، ويضع الجميع في على أعتاب حرب إقليمية.

وأياً كانت الطريقة التي تتطور بها الأمور، يرى الكاتب أن التداعيات الإقليمية ستكون جذرية. ومن المتوقع أن يُغير هذا ليس فقط الشرق الأوسط، الذي نعرفه، وبحسب تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بل وسيُغير إسرائيل نفسها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل محور المقاومة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

خالد مشعل لـنيويورك تايمز: لا تنازل عن شروط المقاومة للوصول إلى صفقة تبادل

أوضح رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس، في إقليم الخارج، خالد مشعل، في حوار مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، شروط المقاومة من أجل الوصول إلى صفقة تبادل أسرى، ووقف الحرب، مؤكدا على تمسك المقاومة بشروطها.

تقول إسرائيل إنها قتلت الآلاف من عناصر حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، وأنها دمرت الهيكل للقيادي لكل كتائبها ‏تقريباً، وضربت شبكة أنفاقها. لقد كانت حملة القصف التي شنت على غزة مدمرة لدرجة أنه ‏لم يعد بالإمكان التعرف على المعالم الحضرية فيها. ‏

ومع ذلك يقول الجيش الإسرائيلي إن القضاء على حماس غير ممكن – حتى وإن دعا رئيس ‏الوزراء بنيامين نتنياهو إلى "انتصار تام" على الحركة. ‏



ويقول مشعل، إن الحركة تكسب الحرب وأنها ‏سوف تلعب دوراً حاسماً في مستقبل غزة. ‏

وقال مشعل في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز في الدوحة، قطر، حيث يقيم: "باتت ‏حماس صاحبة اليد العليا. فقد بقيت صامدة، وأدخلت الجيش الإسرائيلي في حالة من ‏الاستنزاف." ‏

تفسير ذلك من وجهة نظر حماس بسيط للغاية، فالفوز يعني ببساطة البقاء على قيد الحياة، ‏على الأقل حتى الآن، ولقد تمكنت الحركة من تحقيق ذلك، حتى وإن كانت قد أوهنت بشدة. ‏

توفر تصريحات مشعل، ضمن مقابلة أجريت معه على مدى ‏ساعتين داخل غرفة المعيشة في منزله بالدوحة، إطلالة نادرة على طريقة تفكير المسؤولين ‏في حماس. فهو واحد من أكبر شخصيات المكتب السياسي لحركة حماس، ويعتبر أحد أهم ‏مهندسي استراتيجية الحركة. ‏

كان مشعل قد استهدف من قبل إسرائيل بمحاولة اغتيال فاشلة في عام 1997 في ‏الأردن. وقد ترأس المكتب السياسي للحركة لما يزيد عن عقدين من الزمن. ‏

في وقت مبكر من شهر أيلول/ سبتمبر وجه المدعون الفيدراليون في الولايات المتحدة له ‏ولعدد آخر من زعماء حماس رسمياً تهماً بلعب دور مركزي في تخطيط وتنفيذ هجمات ‏السابع من تشرين الأول/ أكتوبر على إسرائيل. ‏

أوضح مشعل في المقابلة أن المسؤولين في حماس لن يبرموا صفقة ‏وقف إطلاق نار مع إسرائيل مقابل أي ثمن، وأنهم لن يتخلوا عن مطالبهم الرئيسية والمتمثلة بإنهاء ‏الحرب وانسحاب إسرائيل. ‏

خلص محللون مستقلون إلى تقييمات مشابهة حول أولويات حماس. يقول غيث العمري، ‏الخبير بالشؤون الفلسطينية: "يشعرون بأن الزمن لصالحهم، ويعتقدون أنه لا يوجد بديل ‏عنهم" .

وهي ثقة بالنفس تخضع دوماً للاختبار في أرض المعركة داخل غزة. فرغم أن حماس تبقى ‏قوة متنفذة داخل القطاع، إلا أنها واجهت انتقاداً من غزيين يلومون الحركة بسبب تعريضها ‏إياهم للضرر. كما أن تعريف حماس للنجاح قد لا يبقى صحيحاً فيما لو استمرت الحرب ‏لأعوام ونجحت إسرائيل في القضاء على جل ما تبقى لها من قوة عسكرية، حسبما يقول ‏محللون فلسطينيون. ‏

في بداية الحرب، عبر الرئيس بايدن عن موقف مشابه لموقف نتنياهو – ومفاده أن حماس ‏تحتاج لأن يُقضى عليها. ولكن السيد بايدن لم يعد يتحدث عن استئصال الحركة، ناهيك عن ‏أن كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل شاركتا في مفاوضات غير مباشرة مع حماس. ‏



يقول مشعل إنه خرج من ذلك بنتيجة مفادها أن الولايات المتحدة تقر بأن حماس لن ‏تغادر إلى أي مكان. ‏

وفي إشارة إلى الموقف الذي كانت تتبناه كل من إسرائيل والولايات المتحدة في بداية الأمر، ‏قال مشعل: "لم تكن الرؤية الإسرائيلية الأمريكية تتحدث عن اليوم التالي للحرب، وإنما عن ‏اليوم التالي لحماس." ‏

ثم قال: "أما الآن، فإن الولايات المتحدة تنتظر رد حماس." ‏

وأضاف دون أن يذكر أن الحركة صنفت منظمة إرهابية في الولايات المتحدة وإسرائيل: ‏‏"فهم بذلك يعترفون، عملياً، بحماس." ‏

كما أن بعض مسؤولي الأمن السابقين في إسرائيل يقولون إنهم يعتقدون بأنه من غير المتوقع ‏أن تُهزم حماس في هذه الحرب. ‏

يقول الجنرال غادي شامني، القائد السابق لفيلق غزة في الجيش الإسرائيلي: "إن حماس ‏تكسب هذه الحرب. يكسب جنودنا كل مواجهة تكتيكية مع حماس، ولكننا نخسر الحرب، ‏ونخسرها بشكل فادح." ‏

مازال الآلاف من مقاتلي حماس ومن المسؤولين في حكومتها يفرضون سيطرتهم على أجزاء ‏كبيرة من غزة. وفي المدن التي سيطرت عليها القوات الإسرائيلية لفترة وجيزة، تركت ‏مغادرتهم في نهاية المطاف فراغاً سرعان ما شغلته حماس وغيرها من فصائل المقاومة المسلحة. ‏

يقول الجنرال شامني إنه على الرغم من أنه لا مجال لإنكار أن إسرائيل دمرت قدرات حماس ‏العسكرية، إلا أن حماس كانت تعود وتبسط سيطرتها على البلدات "خلال 15 دقيقة" من ‏الانسحابات الإسرائيلية. ‏

ويضيف: "لا يوجد هناك من يمكنه تحدي حماس بعد مغادرة القوات الإسرائيلية." ‏

ويقول الجنرال شامني إن الإخفاق الأكبر يتمثل في عدم سعي السيد نتنياهو إلى التقدم ببديل ‏واقعي لكيان يحكم غزة بعد الانسحابات الإسرائيلية. ‏

وكان العميد البحري دانيال هاغاري، المتحدث العسكري الإسرائيلي، قد رفض في أواخر ‏شهر حزيران/ يونيو ما اقترحه نتنياهو من أن حماس يمكن أن تمسح من الوجود. ‏

وقال متحدثاً للقناة 13 الإسرائيلية: "يخطئ من يظن أننا سوف نجعل حماس تختفي. فكرة أنه ‏من الممكن تدمير حماس، أن تجعل حماس تختفي من الوجود – إنها بمثابة ذر الرماد في ‏عيون الجمهور." ‏

وفي الشهر الماضي، وصف وزير الحرب يوآف غالانت شعار السيد نتنياهو "انتصار تام" ‏بأنه "كلام فارغ". وقال بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين إن المعركة مع حماس سوف ‏يورثونها لأبنائهم.‏

قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل ما يزيد عن 17 ألف مسلح في غزة. وقال مسؤول في ‏الاستخبارات العسكرية هذا الصيف إن إسرائيل نجحت في تقويض قدرة حماس على إطلاق ‏الصواريخ بعيدة المدى باتجاه إسرائيل، رغم أنهم مازالوا يحتفظون بذخيرة أقل تعقيداً. ‏

وقال المسؤول إن مهمة الاستيلاء على الأنفاق وهدمها كانت مشروعاً هندسياً بالغ التعقيد، ‏وقد يستغرق إنجازه أعواماً. ‏



خلص بعض أعضاء القيادة العسكرية إلى أن وقف إطلاق النار مع حماس هو السبيل ‏الأفضل نحو الأمام، حتى وإن كان سيبقي الحركة في السلطة في الوقت الحالي. ‏

على الرغم من خسائر حماس الهائلة، بما في ذلك كبار القادة الذين قتلتهم إسرائيل، أعرب ‏مشعل عن ثقته بأن الحركة سوف تلعب دوراً مهيمناً في غزة بعد الحرب، واستخف ‏بالمقترحات الأمريكية والإسرائيلية لإدارة المنطقة بدون حماس. ‏

وقال: "كل أوهامهم حول شغل ملء الفراغ باتت وراء ظهرنا." ‏

وكانت الولايات المتحدة قد اقترحت جلب السلطة الفلسطينية بعد تنشيطها إلى غزة، بينما ‏اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي أن تقوم قوات عربية بحفظ الأمن في المنطقة. أما السيد ‏نتنياهو فاقترح أن يعمل "مع أصحاب الشأن المحليين ممن لديهم خبرات إدارية." ‏

وقال مشعل مصراً على أن الفلسطينيين وحدهم هم من يقررون الترتيبات الخاصة بالمنطقة: ‏‏"إن الفرضية التي تقول إن حماس لن تكون موجودة في غزة أو أنها لن تؤثر في الوضع ‏داخل القطاع فرضية خاطئة." ‏

كما لوحظت ثقة حماس حول الاحتفاظ بدور مهيمن في غزة ما بعد الحرب في بعض ‏اللقاءات الخاصة مع سياسيين فلسطينيين. ‏

‏ فعندما التقى السياسي الفلسطيني سمير المشهراوي مع قادة حماس في الدوحة في نوفمبر ‏‏2023، بدت حماس على استعداد تام للاشتراك في السلطة بشكل موسع داخل غزة، بما في ‏ذلك ما يتعلق بقضية الأمن بالغة الحساسية، وذلك طبقاً لما صرح به فلسطينيان على اطلاع ‏بما جرى في اللقاء. جدير بالذكر أن السيد المشهراوي هو أحد المقربين من محمد دحلان، ‏المبعد الفلسطيني المتنفذ الذي يعمل لصالح رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة. ‏

ثم عندما التقى المشهراوي بالمسؤولين في حماس بعد ذلك بأكثر من ستة شهور، اشتركوا معاً ‏في توجيه رسالة أكثر صلابة، مفادها أن المجموعة على استعداد للعمل معاً بكل ما يتعلق ‏بالقضايا المدنية، ولكن الجناح العسكري لحماس وقواتها الاستخباراتية الداخلية يُمنع الاقتراب ‏منها، كما قال الفلسطينيان. ‏

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب، أورد أكرم عطا الله، وهو صحفي يكتب عموداً ‏في صحيفة الأيام التي تتخذ من رام الله مقراً لها، قائمة بإنجازات حماس، ومنها أنها حالت ‏دون تمكين إسرائيل من تحقيق نصر حاسم، وأنها أجبرت إسرائيل على إرسال مبعوثين لها ‏للتفاوض معها، وأنها احتفظت بعدد كبير من المقاتلين. ‏

كما قال إن قبضة حماس يمكن مع الزمن أن تفك، وأضاف: "إذا انتهت الحرب الآن، فإن ‏ذلك سيكون نصراً لحماس. ولكن إذا انتهت بعد عامين، فيمكن أن تتغير النتيجة، ولا نعرف ‏إلى أين ستؤول الأمور." ‏

أياً كان ذلك الذي سيحدث لحماس، فإن المدنيين هم الذين دفعوا الثمن الأكبر في غزة. فقد قتل ‏عشرات الألوف، ومعظم السكان الذين يصل تعدادهم إلى ما يقرب من مليونين تم تشريدهم ‏وأصبحوا بلا مأوى. ‏

لقد سخط كثير من الفلسطينيين داخل غزة على حماس لقيامها بهجوم السابع من أكتوبر الذي ‏تسبب في مقتل 1200 شخص، واتهموا الحركة بإعطاء إسرائيل ذريعة لشن حملة قصف ‏هائلة أحالت المدن إلى ركام.  ‏

أما مشعل فقد رفض الانتقاد الموجه إلى حماس بسبب قرارها ذاك، وقال إن منتقدي ‏حماس من الفلسطينيين يمثلون أقلية. ‏

وقال: "كفلسطيني، إن مسؤوليتي هي القتال والمقاومة حتى التحرير." ‏

ولكنه أقر بأن الهجوم تسبب في دمار هائل، إلا أنه اعتبر ذلك "ثمناً" لابد أن يدفعه ‏الفلسطينيون من أجل الحرية. ‏

وعندما سئل كيف ساعد الهجوم الذي قادته حماس في تحسين الوضع إذا ما أخذنا بالاعتبار ‏الدمار الذي لحق بغزة، أصر على أن الأمر لا يتعلق بتحقيق نصر عسكري على إسرائيل ‏بقدر ما يتعلق بإثبات أن سياساتها غير مجدية. ‏

وقال: "قبل السابع من أكتوبر، كانت غزة تموت موتاً بطيئاً. لقد كنا في سجن ضخم، وأردنا ‏أن نتخلص من ذلك الوضع." ‏

وسائل إعلام عربية تحرف المقابلة

وبعد نشر الصحيفة للمقابلة، تناقلت وسائل إعلام عربية تصريحات مجتزأة لمشعل لتشويه موقف الحركة من المفاوضات التي تسعى لوقف الحرب على غزة.
وقال بيان لحركة حماس: "نستهجن في حركة المقاومة الإسلامية، قيام إحدى وسائل الإعلام العربية باجتزاء مقاطع من المقابلة التي أجرتها صحيفة نيويورك تايمز مع رئيس الحركة في إقليم الخارج الأخ المجاهد خالد مشعل، وتحويرها بقصد تشويه موقف الحركة".

وأكد البيان على موقف الحركة الواضح من المفاوضات، و"المتجاوِب مع كافة المبادرات بما يحقق مصالح شعبنا، وحرصها على الوصول إلى وقفٍ دائم للعدوان وانسحابٍ كاملٍ من القطاع، وحرية عودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وإعمار ما دمره الاحتلال، وصولاً إلى صفقة حقيقية لتبادل الأسرى".

وجاء فيه "إن من يتحمّل مسؤولية تعطيل مسار المفاوضات هو نتنياهو وحكومته الفاشية، الذي يصرّ على وضع شروط جديدة معطّلة للاتفاق، وهو ما بات معروفاً للجميع بمن فيهم الوسطاء".

ودعا البيان وسائل الإعلام التي اجتزأت وحرّفت الموقف، إلى توخّي الحقيقة، واحترام مبادئ المهنيّة الإعلامية، والانحياز لمواثيق الشرف الإعلامي، والابتعاد عن سياسة الترويج لرواية الاحتلال الكاذبة.

مقالات مشابهة

  • استراتيجية الاستنزاف وتوسيع الحرب
  • خالد مشعل لـنيويورك تايمز: لا تنازل عن شروط المقاومة للوصول إلى صفقة تبادل
  • جنرال إسرائيلي يتحدث عن خسارة كبيرة في الحرب أمام حركة حماس
  • تداعيات الحرب التكنولوجيا تلوح في لبنان
  • خبير عسكري: إسرائيل حققت أهدافا تكتيكية لكنها أخفقت في تدمير المقاومة
  • هكذا نجا السنوار من ملاحقة إسرائيل .. تعرف على النظام البدائي الذي هزم واشنطن وتل أبيب
  • (نص) رسالة رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • نص رسالة رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • السنوار يوجه رسالة لقائد حركة أنصار الله اليمنية
  • السفير الأمريكي في إسرائيل: لا نعرف ما الذي ترغب حماس في قبوله