صحيفة أثير:
2025-03-07@00:36:55 GMT

الإعلامي العربي زاهي وهبي يكتب: حيوانات بشرية!

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

الإعلامي العربي زاهي وهبي يكتب: حيوانات بشرية!

أثير – الإعلامي العربي زاهي وهبي

…”نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف وفقاً لذلك”.

القائل حيوان غير بشري، حيوان دموي نازي اسمه يوآف غالانت وزير دفاع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ما تقيأه غالانت ليس زلة لسان أو فورة غضب، بل غيض من فيض العقيدة التوراتية المنحرفة وخرافة “شعب الله المختار” الأعلى رتبة من بقية الشعوب لأنه “صفوة الكائنات”، وكل مَن عداه مجرد حيوانات أو كائنات مُسخَّرة لخدمته(!).

لا نبالغ ولا نغالي.

الإيديولوجيا التوراتية ملأى بما يؤكد مقولة غالانت.

ففي سفر التثنية مثلاً: “لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ، وَقَدِ اخْتَارَكَ الرَّبُّ لِكَيْ تَكُونَ لَهُ شَعْبًا خَاصًّا فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ”(تث 14: 2). وفي التلمود اليهودي “كل اليهود مقدَّسون، كل اليهود أمراء. لم تُخلَق الدنيا إلا لجماعة يسرائيل. لا يُدْعى أحد أبناء الإله إلا جماعة يسرائيل، لا يحب الإله أحداً إلا جماعة يسرائيل”.

والحقيقة أن هذه النظرة الدونية إلى الشعوب والأمم
الأخرى ليست وقفاً على الصهاينة واليهود المتطرفين، وهي ليست مجرد عقيدة دينية بمقدار ما هي في جوهرها عقيدة استعمارية استعلائية. معظم الدول الاستعمارية تعاملت مع الشعوب المستعمَرة بوصفها كائنات أقل درجة. فما الرق والعبودية وتسخير مواطني الدول الواقعة تحت الاحتلال لأعمال السخرة الشاقة سوى ترجمة فعلية لتلك النظرة الاستعلائية التي متى تمكّن أصحابها من القوة والسلطة استعبدوا الناس الذين ولدتهم أمهاتهم أحراراً.

أما إذا أردنا أن نستعرض تاريخ “حيونة الإنسان”(*) فسوف نجد أن السلوك الوحشي الجماعي أقلّه على مستوى التاريخ الحديث كان وما يزال سمة الإمبراطوريات العظمى التي فتكت بالدول الضعيفة واستعمرتها ونهبت ثرواتها وخيراتها واستعبدت شعوبها وانشأت أسواق الرق والنخاسة، وأشعلت الحروب والاضطرابات وتسببت بمقتل ملايين البشر.

الإمبراطوريات والدول الكبرى المعاصرة ما تزال تمارس السياسة نفسها التي مارستها الإمبراطوريات الغابرة. فرّق تسد، بناء على هذه المقولة تشنّ الحروب تحت ذرائع مختلفة وغالباً كاذبة كما حصل في العراق مثلاً، وتثير الفتن وتُألِّب الناس بعضهم على بعض، وتفرض إرادتها على البلدان الضعيفة وتسلبها حقها في الحياة الحرّة الكريمة، وتفرض العقوبات وتحاصر الشعوب والدول التي ترفض الهيمنة على قرارها وخيراتها.

العبودية المعاصرة لم تعد بواسطة القيود والأغلال والسخرة المجانية، صارت عبودية سياسية واقتصادية وثقافية وإعلامية وتكنولوجية، وها نحن في خضم عبودية “الميديا الحديثة” التي متى شاءت تمنعنا من قول الحقيقة أو نقلها إلا متى كانت في صالح القوى المهيمنة، والأمثلة لا تعد ولا تحصى، وبانت الأمور على حقيقتها خلال الحرب الأوكرانية والعدوان على غزة. فما هو حلالٌ هناك حرامٌ هنا، وما هو مباح هناك محرَّمٌ هنا. هذه هي ازدواجية المعايير لدى حكومات ووسائل إعلام طالما أمطرتنا شعارات ودروساً في حرية الرأي والتعبير والعدالة والمساواة والنزاهة والموضوعية والمصداقية. شعارات فضفاضة افتُضِحَ كذبها وزيفها ونفاقها عند استشهاد أول طفل من أطفال غزة الأبرياء.

لو كان ثمة عدل في هذا العالم لكانت صفة “الحيوانات البشرية” جديرة بمن يحتل الأرض ويقتلع أصحابها الأصليين، ويقتل يومياً النساء والأطفال على مدى عقود من الزمن، وينهب خيرات الشعوب المستضعفة، ويزوِّر التاريخ والحقائق، ويشن الحروب ويشعل الفتن، ويمارس النفاق السياسي والإعلامي جاعلاً الجلاد ضحية والضحية جلاداً، منحازاً للظالم ضد المظلوم، وللقاتل ضد القتيل.
طبعاً، مع الاعتذار من الحيوانات!
——-
(*) عنوان كتاب للشاعر والكاتب والمسرحي الراحل ممدوح عدوان.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

خسائر بشرية ومادية في ولايات أمريكية جراء العواصف

لقي شخصان حتفهما في مسيسيبي جراء عواصف قوية اجتاحت الولاية، بينما تسببت الرياح العاتية في تدمير أسطح مبنى سكني ودار لرعاية المسنين، في إحدى البلدات الصغيرة بولاية أوكلاهوما.

كما وهددت العواصف المزيد من المناطق في أنحاء الولايات المتحدة يوم أمس الثلاثاء، مصحوبة بأحوال جوية شديدة التقلب.

وضربت العواصف الشديدة مناطق مختلفة، متسببة في عواصف ترابية كثيفة في الجنوب الغربي، وعواصف ثلجية أدت إلى انعدام الرؤية في الغرب الأوسط، بالإضافة إلى إثارة مخاوف من حرائق الغابات في مناطق أخرى من البلاد.

وفي إيرفينج بولاية تكساس، ضرب إعصار بلغت سرعته  "177 كيلومتراً في الساعة"، بينما تعرضت مدينة آدا في أوكلاهوما، التي يبلغ عدد سكانها 16 ألف نسمة، لإعصار آخر، وفقاً لبيانات أولية من هيئة الأرصاد الجوية الوطنية.

كما شهدت أبرشية كادو الشمالية في لويزيانا إعصارين بلغت سرعة الرياح فيهما 150 كيلومتراً في الساعة. 


مقالات مشابهة

  • التصنيفات لا تهزم الشعوب.. الإرهاب في غزو الدول لا مقاومة المحتلين
  • ندوة إعلامية لتعزيز قيم الولاء والانتماء بمركز النيل للإعلام بطنطا
  • الرجال الذين لديهم حيوانات منوية ذات جودة عالية قد يعيشون أكثر من غيرهم
  • إجراء أول تجربة لنقل أعضاء وأنسجة بشرية جوًا
  • رامز جلال يفاجئ مصطفى غريب بسؤال عن علاقته بـ هيفاء وهبي
  • أول استخدام للطائرات الحربية في التاريخ .. كيف غيّرت المعارك إلى الأبد؟
  • الصين تعلن استعدادها “لأي نوع من الحروب” ضد واشنطن
  • خسائر بشرية ومادية في ولايات أمريكية جراء العواصف
  • وهبي يوقع مع نظيره الإسباني اتفاقا قضائيا على خلفية تحضيرات كأس العالم 2030
  • وزير الأوقاف: أعداء الشعوب يسعون لزرع الخلاف والانقسام