شبكة اخبار العراق:
2024-07-07@02:33:53 GMT

سر الرؤوس المقطوعة

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

سر الرؤوس المقطوعة

آخر تحديث: 17 أكتوبر 2023 - 9:46 صبقلم: فاروق يوسف كذبت إسرائيل على العالم بحكاية الرؤوس المقطوعة، وهي الحكاية التي تلقفها الإعلام الغربي من خلال المنصات الأكثر مصداقية كما لو أنه كان ينتظرها قبل أن يفيق من حفلة تباكيه المشفوع بالتحريض على الانتقام ويعلن أن تلك الحكاية كانت ملفقة وأن مقاتلي حماس لم يرتكبوا جريمة ضد الإنسانية بقطع رؤوس أسراهم من الإسرائيليين.

غير أن ما حدث ألقى بظلال كئيبة على عمليات التضليل التي يمكن أن يمارسها الإعلام الغربي وتمر من غير أن تتعرض للمراجعة لتصبح جزءا من تاريخ زائف. لقد صدق الكثيرون أن حركة حماس بسبب انتمائها إلى تيار الإسلام السياسي يمكن أن ترتكب تلك الجريمة أسوة بما فعله تنظيم داعش في العراق وسوريا. وهو ما يكشف عن حقيقة الأهداف التي وقفت وراء تهافت وسائل الإعلام على رصد عمليات الذبح التي قام بها التنظيم الإرهابي وهو يقدم صورة مسيئة للإسلام والمسلمين في مرحلة أُعلنت فيها الحرب على الإرهاب الذي كان (ولا يزال) إسلاميا. وهو الموقف الذي حُظي بدعم الأجهزة المخابراتية التي اخترعت داعش وزودته بمادته البشرية من مختلف أنحاء الأرض ورسمت له خططه المؤقتة التي قامت أصلا على مبدأ تشويه صورة الإسلام وإظهار المسلمين وحوشا. حين قال جورج بوش الابن إن حربه على العراق هي حرب دينية لم يكن ذلك التصريح زلة لسان، والدليل على ذلك أن هناك مَن تحدث داخل إسرائيل وخارجها عن حرب دينية تعليقا على ما فعلته حركة حماس حين فاجأت إسرائيل بصواريخها وعمليات اقتحام مقاتليها للمستوطنات التي بُنيت على أرض مغتصبة. تعبير الحرب الدينية هو التعبير المفضوح المرادف لتعبير الحرب على الإرهاب. وهو تعبير يفصح عن حقيقة ما حدث عبر السنوات العشرين الماضية. كان الغرب وبالأخص الولايات المتحدة في حاجة إلى العدو المسلم الذي يحل محل العدو الشيوعي ولهذا كانت القاعدة وخليفها تنظيم داعش. ولو عدنا إلى وقائع تلك السنوات المحبطة لأدركنا ما تخللها من كذب ونفاق ومن هروب من مواجهة الحقيقة. فحين احتل التنظيم الإرهابي داعش الموصل عام 2014 كانت القوات العراقية التي هُزمت في معركة لم تقع مدربة من قبل الأميركان وكل الأسلحة التي تركتها في أرض المعركة وتُقدر قيمتها بمليار دولار كانت أسلحة أميركية حديثة. تلك إذًا وسيلة سريعة لتزويد داعش بالسلاح الذي سيستعمله في الدفاع عن نفسه. ولكن لمَ تُرك داعش ثلاث سنوات وهو يمارس بهلوانيته بدءا بالرجم والتعزير العلني وانتهاء بتحطيم الآثار التي هي حجر الأساس في التاريخ البشري مرورا بتنقيب المرأة وتجنيد الشباب وقتل مَن يرفع يده احتجاجا؟ إن لم تكن القوات الأميركية في العراق كافية فإن الولايات المتحدة تملك من قوات التدخل السريع الموجودة في الخليج العربي ما يكفي للتصدي لدول كبيرة بحجم إيران وليس لعصابة يترأسها رجل نكرة اسمه أبوبكر البغدادي، لم يُعرف عنه سوى أنه كان سجينا في سجن بوكا الذي أقامه البريطانيون حين احتلال العراق عام 2003 وبعد ذلك تولاه الأميركان. لم تكتمل التحضيرات لشن هجوم لتحرير الموصل إلا بعد ثلاث سنوات، سُمح فيها للتنظيم الإرهابي بأن يكمل الصورة التي يجب أن تظل خالدة في الأذهان. فالإرهابيون هم الممثلون النموذجيون للإسلام بنسخته السياسية المعاصرة التي صار على العالم أن يتصدى لها.مشهد الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أعدمه التنظيم الإرهابي حرقا عام 2015 سيظل ثابتا في الذاكرة البشرية كما هي مشاهد تدمير الثور المجنح الذي يعود إلى العصر الآشوري الذي تفخر متاحف الغرب بامتلاك أشباهه. لم يخطئ داعش طريقه وهو يتلمس خطاه بين الحاضر والماضي. لقد تم استدعاء كل النصوص الظلامية التي أُلحقت بالدين الإسلامي من أجل أن تكون جرائم داعش منسجمة مع تراث القتل الذي كان جزءا من تاريخ المسلمين ولم يكن جزءا من الإسلام. كان هناك دائما صراع سياسي على الحكم، وهو أمر طبيعي ولم يكن الإسلام في صلب ذلك الصراع. عاشت بغداد عبر سنوات الحرب الأهلية (من 2006 إلى 2008) زمنا كانت فيه الرؤوس المقطوعة تُرى في المزابل. كانت القوات الأميركية على بعد أمتار مما يحدث. ولم تفعل شيئا. ولا يمكن تصديق الرواية التي تقول إنها تركت الشعب العراقي يفعل بنفسه ما يريد. كانت فرق الموت الأميركية تجوب شوارع المدن العراقية وتقطف ما تشتهي من الرؤوس. كانت تلك الوقائع المأساوية مطلوبة لكي تكتمل الصورة. وهي لا تخص الشعب العراقي في مرحلة حرجة من تاريخه بقدر ما تقدم خلاصة خبيثة لما يمكن أن يفعله المسلمون لو تمكنوا من العالم.

المصدر: شبكة اخبار العراق

إقرأ أيضاً:

بسبب الأزمة الاقتصادية.. الهجرة ملف ساخن بأجندة المحافظين والعمال قبل الانتخابات البريطانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا تلفزيونيا بعنوان "بسبب الأزمة الاقتصادية..الهجرة ملف ساخن على أجندة المحافظين والعمال قبل الانتخابات العامة البريطانية".
وأوضح التقرير، أنه لطالما كانت بريطانيا ملاذا آمنا وبصيص أمل للمهاجرين منذ قرون، وكم تفاخرت حكومة لندن أن هذا الملف وما فيه اختلافات في الديانة ولون البشرة مصدر قوة لا ضعف لبلادها. 
وأضاف أن هذا الذي كانت تزهو به بريطانيا تغير إلى النقيض في السنوات الأخيرة، على وقع الأزمات الاقتصادية التي تواجهها لتجد في ملف المهاجرين ضالتها للحد من تلك الأزمات. 
ومثل ملف المهاجرين الذي تشير التقريرات إلى اقترابه من 700 ألف شخص إحدى الدعائم الرئيسة لطاب المحافظين بزعامة ريتشي سوناك رئيس الحكومة البريطانية الذي حاول الترويج لخطته الخاصة بترحيل المهاجرين إلى رواندا لتحسين شعبيته المنهارة وفقا لاستطلاعات الرأي. 
وتابع أن خطة رواندا، لاقت انتقادات أممية، حيث رأت فيها المنظمات الدولية تهديدا لسيادة القانون، وسابقة عالمية محفوفة بالمخاطر، هذه الخطة حاول سوناك توظيفها انتخابيا، حيث صرح بأنه لن يتم ترحيل أي مهاجر إلا إذا فاز حزبه بالانتخابات، وكأنه يساوم الناخبين الذين يعانون أوضاعا اقتصادية صعبة.
 

مقالات مشابهة

  • وفاة أحمد رفعت: نجم كرة القدم الذي غادرنا وراءه تصريحات مؤثرة
  • حالة إنسداد!!
  • مصطفى بكري لمصراوي: لولا نجاح 30 يونيو كانت هتتولد ثورة إسلامية في مصر
  • ملايين السودانيين يواجهون شبح المجاعة ويحملون أكفانهم على الرؤوس
  • معسكر عائشة.. قلعة داعش التي يتمنى استعادتها وبوابة جحيم 3 محافظات
  • بشرى لمرضى غسيل الكلى
  • معسكر عائشة.. قلعة داعش التي يتمنى استعادتها وبوابة جحيم 3 محافظات - عاجل
  • بسبب الأزمة الاقتصادية.. الهجرة ملف ساخن بأجندة المحافظين والعمال قبل الانتخابات البريطانية
  • «القاهرة الإخبارية»: ملف الهجرة على أجندة المحافظين والعمال في الانتخابات البريطانية
  • في مشهد تمثيلي.. «بيت السعد» يجمع أحمد حلمي وعمرو سعد لأول مرة (فيديو )