لجريدة عمان:
2024-08-01@17:23:29 GMT

تغلبتْ على العقبات وطوّرت مهاراتها

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

تغلبتْ على العقبات وطوّرت مهاراتها

لم تعلم هدى بنت سيف العامرية أن وجود أقرباء لها من ذوي الإعاقة السمعية سيفتح لها المجال لإتقان لغة الإشارة وتصبح على ما هي عليه الآن، «لا شيء مستحيل، فبالإرادة نحقق كل ما نريد» كلمات كانت ترددها هدى مقرونة بفرحة الإنجازات التي حققتها على المستوى الشخصي والمهني.

في بداية حواري معها توجهت لهدى بالسؤال عن بدايتها في مجال لغة الإشارة فقالت: أعمل مترجمة لغة الإشارة بتلفزيون سلطنة عمان، وترجمت العديد من البرامج، بالإضافة إلى أخبار الخامسة، وبرنامج من عمان، كما أعمل مترجمة لغة إشارة بالكلية العلمية للتصميم لطلبة من ذوي الإعاقة السمعية، أكون حاضرة مع الدكاترة والأساتذة لترجمة المحاضرات للطلبة، مشيرة إلى أن تخصصها الرئيس هو هندسة اتصالات وإدارة نظم معلومات، لكنها لم توفق في الحصول على وظيفة مناسبة في مجال تخصصها.

وتضيف: لم يكن تعلم أن لغة الإشارة أمر سهل في البداية، لكن مع العزيمة والإصرار اللذين هما مقومات أي إنسان للنجاح، وبدونهما لا يستطيع أي شخص في الحياة تحقيق أي حلم أو هدف له، وقد استطعت التغلب على كل العقبات.

وروت لنا هدى كيف كانت بدايتها في تعلم لغة الإشارة فقالت: عشت طفولتي في بيئة أسرية تحتوي على أشخاص من ذوي الإعاقة السمعية، أولاد عمي من نفس عمري يتكلمون بلغة الإشارة، ومن هنا بدأت قصتي في حب لغة الإشارة، وبدأت ألتقط منهم الرموز الإشارية، مشيرة إلى أنها كانت معظم وقتها تستخدم هذه اللغة للتواصل، كان لغة بسيطة جدًا وليست لغة محترفين، وكنت الوحيدة التي تستطيع أن تفهم ماذا يريدون، وبذلت كل جهدي لمساعدتهم دون ملل أو كلل، والحمد لله استمررت في التواصل بلغة الإشارة وحاولت أطور نفسي.

وتتابع هدى حديثها قائلة: شاءت الأقدار أن أتزوج من شخص من ذوي الإعاقة ، ورزقت منه بطفلين من ذوي الإعاقة السمعية، ولم تكن لغة التواصل عائقًا لزواجنا أبدا، وكان لي الداعم الرئيس والمحفز لتعلم لغة الإشارة والدخول في دورات عن طريق اليوتيوب لتعلمها، وتدربت في معهد التواصل للتدريب التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، وتواصلت مع أفراد من ذوي الإعاقة من داخل سلطنة عمان وخارجها، وشاركت معهم في مؤتمرات، وفي كل زيارة لمهمة رسمية كانوا يصطحبونني لأترجم لهم، بحكم قلة عدد المترجمين في تلك الفترة، مشيرة إلى أنها كانت تشعر بالمسؤولية وأن هذه اللغة رسالة إنسانية ودافع لتطوير مهاراتها، وأوضحت أن مترجم الإشارة يجب أن يتمتع بقوة الصبر وراحة البال والنباهة في التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية؛ لأنهم يحتاجون للأذن الصاغية والاهتمام المستمر.

وتعد هدى لغة الإشارة لغة مميزة ومتعلمها شخصا مميزا، وهي لغة مستخدمة من قبل الأشخاص الصم وضعاف السمع، أو أولئك الذين لديهم مشاكل مع اللغة المنطوقة بسبب الإعاقة، مؤكدة سعيها المستمر في تسخير كل إمكانياتها للمشاركة في كل المحافل التي تتطلب وجودها، وسوف تظل باستمرار تدعم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في كل المجالات مع الاستمرار في تطوير نفسها وقدراتها أكثر، موضحة أن للغة الإشارة قاعدة ضخمة من المفردات، كالأرقام، والاتجاهات، والوقت، والأيام، وغيرها الكثير، لذا فإن تعلم مفردات جديدة في اللغة كل فترة، يساعد على بناء لغة الإشارة لدى المتعلم بشكل مستمر.

وحول التحديات التي تواجه هدى قالت: هناك العديد من التحديات التي واجهتني ولكن مع الطموح والهدف استطعت التغلب عليها، خاصة أنني أم لأطفال من ذوي الإعاقة السمعية ويحتاجون إلى الكثير من الوقت والجهد والبحث عن مدارس تناسب إعاقتهم، ورغم الكثير من السهر والتفكير وصناعة الطموح والمستحيل، قدرت بفضل الله أن أتغلب على كل الصعاب وكأن القدر جعلني أتهيأ قبل أن أكون أما.

وعبّرت هدى عن أملها في أن تلقى لغة الإشارة مجالا أوسع للانتشار، وأن تدرس كمنهج في المدارس والكليات، وتقديم دورات تعليمية تخصصية في هذا المجال، حيث ستتيح مثل هذه الدورات والدروس للشخص ممارسة ما يتعلمه فيها مع الآخرين، كما تُقدم له فرصة الحصول على نصائح وملاحظات لتحسين أدائه، كما أن محاولة التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية يمنحهم الثقة بأنفسهم، وتساعدهم على التخلص من الإصابة بالخوف والاكتئاب والإحباط، كما تعمل على تطور العلاقات الاجتماعية والمعرفية والثقافية للأفراد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: لغة الإشارة

إقرأ أيضاً:

التضامن تعلن حزمة من الإجراءات لتحسين منظومة الخدمات المتكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة

أعلنت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي عن حزمة من الإجراءات العاجلة، تعمل الوزارة على تنفيذها في إطار التيسير على الأشخاص ذوي الإعاقة، وحرص الدولة على كفالة الحقوق المقررة لهم.

فقد قررت وزيرة التضامن الاجتماعي تشكيل لجان متابعة ميدانية لأعمال وشئون مكاتب التأهيل البالغ عددها 232 مكتب تأهيل على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى 150 هيئة تأهيلية تابعة للوزارة، حيث ستقوم لجان المتابعة بإجراء ما يزيد على 380 زيارة ميدانية لمراقبة وتقييم مكاتب وهيئات التأهيل بداية من الأول من أغسطس وحتي الأول من أكتوبر المقبل.

وتهدف لجان المتابعة من الزيارات الميدانية التي ستجريها إلى حوكمة آليات العمل والتسجيل بمنظومة الخدمات المتكاملة، وتقليص نسبة الأخطاء الشائعة في تسجيل الأشخاص ذوي الإعاقة على منظومة الخدمات المتكاملة، حيث سيتم مراجعة كافة أعمال مكاتب التأهيل الاجتماعي من خلال المنظومة الإلكترونية لرصد الحالات المسجلة بدون وجه حق، واستطلاع آراء المواطنين من ذوي الإعاقة المتواجدين بمكاتب التأهيل على مستوى الخدمات والتيسيرات المقدمة لهم من خلال المكتب وحصر مشكلاتهم.

كما سيتم العمل على حصر التحديات والمشكلات التي تواجه العاملين بمكاتب التأهيل وإدارات التأهيل بالمديريات، وحصر نسبة العاملين غير المؤهلين للعمل على منظومة الخدمات المتكاملة، وذلك لتدريبهم والعمل على رفع كفاءة العاملين بإدارة التأهيل بالمديرية والعاملين بمكاتب التأهيل، كما سيتم مناظرة الحالات التي لوحظ وجود خلل في تسجيلها على منظومة الخدمات المتكاملة، والتي قد تدعى وجود إعاقة.

وستقوم لجان المتابعة بمراقبة وتقييم الهيئات التأهيلية التابعة للوزارة التي تقدم العديد من الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة، كتعديل السلوك، تنمية المهارات، علاج طبيعي، تكامل حسي،علاج وظائفي، حضانات، وكافة الخدمات التأهيلية التي تؤهل الشخص ذوي الإعاقة على الاندماج في المجتمع وممارسة حياته بشكل طبيعي، وذلك في إطار جهود الوزارة للارتقاء وتحسين جودة الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة.

وأعلنت الدكتورة مايا مرسي أنه تم الاتفاق خلال اجتماعها مع الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان على دمج إجراءات التقييم الطبي والتقييم الوظيفي والتأمين الصحي في لجنة واحدة، لسرعة تحديد حالات الأشخاص ذوي الإعاقة، ضمن إجراءات الكشف الطبي لاستخراج بطاقة الخدمات المتكاملة، بالإضافة إلى التوجيه بالتنسيق بين الهيئة العامة للتأمين الصحي، والمجالس الطبية المتخصصة، لتوقيع الكشف الطبي وتحديد مستحقي الجمع بين معاشين أو المعاش والراتب من خلال وجود ممثل من الهيئة العامة للتأمين الصحي في كل لجنة.

كما سيتم ميكنة منظومة التظلمات الخاصة بطالبي استخراج بطاقة الخدمات المتكاملة، تنفيذاً لاستراتيجية الدولة المصرية نحو التحول الرقمي، والعمل على إنهاء قوائم الانتظار الخاصة بالتظلمات في مدة أقصاها 30 يوماً، فضلا عن التوافق على ضرورة زيادة السعة الاستيعابية للمنصة الإلكترونية المخصصة لاستخراج البطاقة، لمن مر على استخراجهم البطاقة مدة 5 سنوات، وذلك لاتباع الإجراءات الخاصة بالتجديد، في مدة أقصاها 30 يوماً.

كما سيشهد الأسبوع الجاري الإنتهاء من طباعة 9 آلاف بطاقة خدمات متكاملة، بواقع 7 آلاف بطاقة جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة، و2000 بطاقة إعادة إصدار، وذلك تمهيداً لتسليم تلك البطاقات لمستحقيها، الذين استوفوا كافة الإجراءات، فضلا عن تجهيز ومراجعة طلبات إصدار 11 ألف بطاقة خدمات متكاملة بواقع 7 آلاف بطاقة جديدة، و4 آلاف بطاقة إعادة إصدار خلال الأسبوع المقبل، كما تم تشكيل لجنة مشتركة مع وزارة المالية والهيئة القومية للتأمين الاجتماعي والمجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة لدراسة مطالب جمع الزوجة ذات الإعاقة بين المعاشين أو المعاش والراتب.

وتختص اللجنة ببحث ودراسة مطالب المرأة ذات الإعاقة فيما يخص جمع الزوجة ذات الإعاقة بين المعاشين أو المعاش والراتب ، وذلك في إطار حرص الدولة على كفالة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

مقالات مشابهة

  • بروتوكول تعاون لتذليل العقبات أمام المستثمرين لتشغيل المستشفيات والوحدات الصحية
  • إجراءات جديدة لتحسين منظومة الخدمات المتكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة
  • بلينكن: أمريكا لم تكن تعلم مسبقًا بعملية اغتيال اسماعيل هنية في طهران
  • وزيرة التضامن تعلن حزمة من الإجراءات لتحسين الخدمات المتكاملة لذوى الإعاقة
  • بلينكن: الولايات المتحدة لم تكن تعلم مسبقا بالهجوم على هنية
  • التضامن تعلن حزمة من الإجراءات لتحسين منظومة الخدمات المتكاملة للأشخاص ذوي الإعاقة
  • انطلاق معسكر عين شمس تبدع باختلاف 4 أغسطس
  • لغة الإشارة والذكاء الاصطناعي.. 43 مشروعًا نوعيًا لطلاب "تكامل الصيفية"
  • تجربة ممتعة يعيشها ذوي الإعاقة من جمعية حياتنا الترفيهية في "سيتي ووك"
  • حماس: ادعاء الاحتلال أننا نمنع التوصل لاتفاق كلام فارغ لا أساس له من الصحة