لجريدة عمان:
2024-11-17@18:46:31 GMT

«التاكسي الوردي» على طريق النجاح

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

«التاكسي الوردي» على طريق النجاح

أرادت أن تكون مختلفة وليست نسخة مقلدة من الأخريات، حاربت لأجل حلمها، ولأجل أن تترك أثرًا وبصمة، أُقفلت الأبواب في وجهها لتبني فكرتها، سُخر من فكرتها بأشد الألفاظ والعبارات..انهارت دموعها..ولكنها في كل صباح تنهض باكرا وتردد» سأحقق حلمي»..شغفها وحبها لقيادة المركبة قادها؛ لأن تعمل في توصيل الفتيات والطالبات والنساء لمشاويرهن في الحي الذي تقطن فيه.

. ارتفع عدد الزبونات لدى فاطمة وارتفع الدخل الشهري من 20 ريالا في الشهر إلى 1000 ريال.. تقضي يومها في شوارع مدينة صحار تؤدي صلواتها الخمس في المساجد تأوي البيت مساء في الحادية عشر ليلا..درست السوق جيدا لمعت في مخيلتها فكرة ستحل العديد من المشاكل منها: توفير فرص عمل للباحثات والخريجات وطالبات الجامعات والكليات.. دخلٌ إضافي للأسر المحتاجة، ومصدر رزق للكثير من النساء، ووسيلة نقل آمنة للفتيات والنساء العمانيات والمقيمات، فالمرأة العمانية قادرة على الدخول في جميع المجالات..إنها فكرة سيارة الأجرة النسائي (التاكسي) لصاحبتها فاطمة بنت راشد الشبلية التي تبنتها ودعمتها شركة أوتاكسي.

نشأت فاطمة في مجتمع محافظ فالجميع عارض الفكرة بقوله « قيادة التاكسي للرجال وليس للفتاة « وظلت طوال الأربع سنوات تخطط لحلمها قابلت الكثير من الرؤساء التنفيذين لتبني الفكرة ولكن الجميع رفضها بدأت بالانهيار لكن الإصرار والعزيمة لا زال يلازم فاطمة، نصحها أحد الأخوة بعرض الفكرة على المهندس حارث المقبالي الرئيس التنفيذي لشركة أوتاكسي كونه داعما للشباب رحّب بالفكرة كثيرا وبدأ حلمها يرى النور تم إصدار أول ترخيص للتاكسي النسائي باسم فاطمة بنت راشد المقبالية عام 2021.

بتحويل الحلم إلى فكرة حقيقة وواقع تركت فاطمة أثرًا وبصمة لا تُنسى في المجتمع العماني ستكمل عليه أجيال أخرى، دعوات الأمهات في الصباح الباكر..الكلمات اللطيفة التي تسمعها من الراكبات كانت جرعات إيجابية تمدُ فاطمة بالدعم في الاستمرار ومواصلة العمل،، الزبونات أصبحن صديقات وأهلا وعائلة لفاطمة.

انتشر تاكسي النساء ذو اللون الوردي في الأحياء التجارية والسكنية في محافظة مسقط وحين سألت فاطمة ماذا يعني لكِ اللون الوردي أجابت: يعني اللون الوردي لفاطمة الإلهام أن الحياة وردية ليس بها صعوبات مهما كانت الظروف والتحديات الإنسان قادر أن يجعلها جميلة ومزهرة ووردية مليئة بالحيوية.

لا تعد فاطمة الزبونات والراكبات التي تقلهن لمشاويرهن مجرد رحلة عابرة بل جميعهن أصبحن أخوات وصديقات حتى الكبيرات في السن عندما تقلهن يجري بينهن الكثير من الحوارات ويخبرنها بالنزول معهن إلى المنزل، كذلك الحال بالنسبة للفتيات أثناء وصولهن إلى التجمعات والرحلات مع صديقاتهن يطلبن منها النزول معهن للاستمتاع وقضاء أوقات جميلة برفقتهن.

وتذكر فاطمة لي بعض المواقف على سبيل المثال قائلة: إحدى الزبونات التي دائما أقوم بإيصالها إلى مشاويرها تحضر دائما لي في يدها هدية بسيطة،، وفي أحد الأيام منذ الصباح الباكر أوصلت صديقتين إلى مقهى للقهوة وأحضرن لي كوب قهوة.

لم تصادف فاطمة أية معاملة سيئة منذ عملها كقائدة مركبة في التاكسي النسائي؛ لأنها لديها القدرة على تحليل الشخصيات لجميع الزبونات إذا كانت مرحبة أو لا منذ دخولها المركبة، كما أنها منذ التحاقها تعلمت العديد من المهارات منها: كيفية التعامل مع الزبائن، الالتزام بالوقت، اللباقة في الحديث، المحاسبة، المالية فهذه الوظيفة تبني شخصية المرأة.

أسعد لحظات فاطمة أثناء العمل حينما تتأمل في الشارع وهي تقود مركبتها في الصباح الباكر تتأمل العابرين أمامها، الجميع منشغل بأشيائه البسيطة أحدهم يشرب كوب قهوة وهو يقود والآخر يسمع أغنيته المفضلة..وآخر منزعج يتجاوز الجميع في الطريق يسرع كالمجنون كل شخص في هذه الحياة لديه لحظاته الخاصة ويومياته.

لم تثنها زحمة الطرقات في محافظة مسقط عن العمل؛ لأن كل شيء يوضحه النظام الإلكتروني في السيارة إذا كانت هناك زحمة اكتظاظ أو غيره.

حينما بدأت فاطمة تعمل في سيارتها الخاصة قبل طرح فكرتها على شركة أوتاكسي لم يكن لديها الوقت الكافي للجلوس مع أفراد عائلتها كانت مزحومة جدا تعمل منذ بزوغ الشمس لحين مغيبها لحاجة النساء والفتيات لخدمتها، ولكن بعد أن تبنت فكرتها شركة أوتاكسي قامت بتنظم وقتها من خلال جدول أسبوعي ساعتين لقيادة التاكسي وساعتين للجلوس مع عائلتها، فالعمل في أوتاكسي مرن ومريح جدا، أنتِ من تحددين أوقات العمل والساعات التي ترغبين العمل فيها.

واجهت فاطمة الكثير من التحديات أصعبها نظرة المجتمع إذ يرون أن عمل المرأة كسائقة تاكسي هو غير مناسب لها ولطبيعتها ولا تتناسب مع العادات والتقاليد والأعراف إلى جانب تغيير فكرة ونظرة المجتمع لسائق التاكسي فهو له مكانته في المجتمع فهو فرد ذو علم وثقافة وفكر قد يكون لديه وقت فراغ هو ما دفعه للعمل كسائق تاكسي وليس لحاجته.

عائلة فاطمة تنظر إليها نظرة خوف تريد لها الأفضل ولكن بعد رؤيتهم لها ووصولها لطموحها مع حفاظها على عاداتها وتقاليدها أصبحوا فخورين فيها استطاعت تغيير فكر وثقافة.. واختتمت حديثها بقولها «أنا اليوم فخورة بنفسي غيرت مفهوم وفكر سيستفاد منه الجميع ».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

محمد أسامة: يوجه نصائح لنجاح دور الشباب في المشاركة المجتمعية

استعرض رائد الأعمال الشاب محمد أسامة البسيوني رؤيته حول كيفية نجاح الشباب في ريادة الأعمال وأهمية المشاركة المجتمعية، وأن العقبة الأساسية التي تواجه الشباب في تحقيق أحلامهم هي غياب التخطيط السليم أو عدم معرفة كيفية بدء الطريق نحو تحقيق أهدافهم.

وأشار البسيوني، خلال مشاركته في برنامج "نماذج مصرية" الذي يقدمه الإعلامي محمد سليمان على قناة الحدث اليوم، إلى أنه بدأ مسيرته في إدارة الأعمال في سن مبكرة، إلا أن النجاح يتطلب العمل الجاد والتصميم على مواجهة التحديات.

وأكد محمد أسامة البسيوني أهمية استغلال الفرص المتاحة لتطوير المهارات الشخصية والمهنية، مشددًا على أن الجيل الحالي يمتلك إمكانيات هائلة إذا استُغلت بشكل صحيح.

وأوضح رائد الأعمال محمد أسامة  خلال اللقاء أن القطاع الخاص يجب أن يلعب دورا مهمًا في تنمية المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة، موضحًا أن على المؤسسات الخاصة المشاركة بفعالية في المبادرات الاجتماعية التي تسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والثقافية  وأكد أن دور الشباب في هذه المرحلة يتمثل في الاستفادة من الفرص المتاحة لتعزيز قدراتهم والمساهمة في بناء مستقبل أفضل.

وأضاف محمد أسامة البسيوني، خلال حواره في البرنامج، أن تجربة إدارة شركة والده ساعدته بشكل كبير في اكتساب مهارات إدارية عالية وتطوير قدراته القيادية  وأشار إلى أهمية تعزيز ثقافة التعاون بين الأجيال المختلفة لتحقيق النجاح المشترك وتجاوز العقبات التي قد تعترض طريق الشباب.

وختم محمد أسامة حديثه بتوجيه رسالة إلى الشباب، حثهم فيها على التمسك بأحلامهم والعمل بجد لتحقيقها، مشددًا على أن النجاح لا يأتي بسهولة، ولكنه يتطلب الإصرار والمثابرة  كما دعاهم إلى المشاركة الإيجابية في المجتمع، معتبرًا أن الشباب هم الأمل والركيزة الأساسية للنهوض بالوطن.
 

 

مقالات مشابهة

  • بحيرة باللون الوردي في بلد آسيوي تبهر الناظرين.. السر في اللوتس
  • الازرق: الاعلام من الاسلحة التي تعول عليها الدولة في الوقت الراهن
  • محمد أسامة: يوجه نصائح لنجاح دور الشباب في المشاركة المجتمعية
  • نوة المكنسة.. تعرف على أصعب النوات التي تضرب الإسكندرية
  • الحرية المصري: عودة العمل في شركة «النصر» بارقة أمل لعودة الصناعات المحلية
  • رونالدو: " أتمنى لـ مانشستر يونايتد وأموريم النجاح"
  • نصيحة عمرو أديب للشباب: لا تكن موظفًا طريق النجاح يبدأ بالمخاطرة
  • برج القوس حظك اليوم السبت 16-11- 2024.. النجاح حليفك
  • سوهاج .. قصور الثقافة تواصل فعاليات قافلة "أهالينا"
  • ما هي الأسئلة التي ستوجه للأسرة خلال اجراء التعداد السكاني؟