هالة الزدجالية.. نموذج ملهم يرسّخ دور المرأة في الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
تحكي هالة بنت هارون الزدجالية بروحها المرحة عن شغفها وتعلقها بتعلم كل ماهو جديد في العلوم والتكنولوجيا الذي بدأ منذ نعومة أظافرها ذلك الحب كان الدافع الأكبر لتشق طريقها بالجد والاجتهاد لتصل إلى نيل الشهادة التخصصية وحياة مهنية مليئة بالإنجازات والتحديات، وتسعى هالة إلى مواصلة النجاحات في عملها وتحسين الخدمات الحكومية باستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كما ترى هالة التي تعكس صورة المرأة العمانية المثابرة التي لا تعرف المستحيل أن أحد أسباب تمكين المرأة العمانية هو التزام الحكومة بتعزيز دور المرأة في كافة المجالات.
ويبدو كل شيء منسجما في حياة هالة الزدجالية التي تشغل وظيفة مديرة دائرة الالتزام بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات كما أنها ذات خبرة في مجال الحوكمة بقطاع تقنية المعلومات فهي ترى أن هناك اهتماما موجها بالمرأة العمانية ،حيث قالت:
« الاهتمام الصادر بالمرأة العمانية في سلطنة عمان يمثل خطوة إيجابية وضرورية في تمكين النساء بالمجتمع العماني، كما يعكس التزام الحكومة العمانية بتعزيز دور المرأة في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتمتلك المرأة العمانية العديد من الفرص والحقوق التي تمكنها من المشاركة الفعالة في مختلف المجالات، مثل التعليم والعمل والمشاركة في اتخاذ القرارات، كما يسهم هذا الاهتمام في تعزيز مكانتها ودورها في المجتمع، ويعزز من تطوير مهاراتها وقدراتها.
ولفت انتباه هالة بعض الجوانب الإيجابية المرتبطة بالمرأة العمانية، فقد أكدت أن الوقت الحالي يشهد اهتمامًا متزايدًا بالمرأة العمانية وتمكينها في مختلف المجالات، فقد أبدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - اهتمامه الكبير بتمكين المرأة العمانية ضمن خطة الاستراتيجية الوطنية لرؤية عمان 2040، وتعدّ هذه الخطة فرصة جديدة للمرأة للمشاركة بشكل أكبر في جميع جوانب الحياة الوطنية.
حقوق وفرص
وتضيف: يستند نظام الدولة على مبدأ عدم التمييز بين الرجل والمرأة، وهذا يمنح المرأة العمانية جميع الحقوق والفرص نفسها كما هو الحال للرجل، بالإضافة إلى تمكين المرأة واعتمادها كشريك أساسي في عملية التنمية الوطنية هو جزء لا يتجزأ من رؤية عمان 2040، وتعدّ المرأة العمانية اليوم مشاركة فعّالة في مختلف المجالات، وقد أظهرت قدراتها العلمية والمهنية بفضل التعليم الذي تلقته، كما أنها تشغل مناصب قيادية في مؤسسات الدولة وتسهم في صنع القرارات ولها حق الترشح في الانتخابات في مجلس الشورى دون تمييز.
وهذه التطورات الإيجابية جاءت لتؤكد الاهتمام المتزايد بالمرأة العمانية، في الوقت الحالي يعكس التزام سلطنة عمان بتعزيز المساواة وتمكين النساء في مختلف جوانب الحياة مع دورها الحيوي في التنمية الوطنية.
وتواصل هالة حديثها في استعادة ذكريات الطفولة التي قضتها في أسرة محبة مترابطة فتبوح في حديثها: طفولتي كانت مميزة وسعيدة، نشأت في أسرة مليئة بالحب والدعم، وكان والدي دائمًا مصدر إلهامي وداعمي الكبير، درست في مجال تقنية المعلومات وحرصت دائمًا على تحقيق التفوق والتميز خلال دراستي الجامعية، وحصلت على درجة الماجستير في تخصص الذكاء الاصطناعي للخدمات الحكومية من جامعة مدريد التقنية، وقد عملت في هذا المجال لما يزيد عن 16 عامًا.
مضيفة : حياتي المهنية اليوم مليئة بالإنجازات والتحديات وأعمل جاهدة على تحسين الخدمات الحكومية باستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وأستمتع بإسهامي في تطوير المجال، وعائلتي كانت مصدر الإلهام ودعمهم يعدان لي عاملين مهمين في نجاحي وتحقيقي لأهدافي».
شغف الطفولة
وحول شغفها بعالم التقنية تخبرنا هالة بذكرياتها، قائلة:» منذ أيام المدرسة وأنا شغوفة بعالم التكنولوجيا فكنت حريصة على الانضمام إلى مجموعات الأنشطة الخاصة بتقنية المعلومات لأتعلم الكثير من المهارات، خاصةً في مجال البرمجة، التحقت بالجامعة وتخصصت في مجال علوم تقنية المعلومات، وبدأت حياتي المهنية في مؤسسة حكومية كمهندسة برمجيات، ثم انتقلت للعمل في مع فريق متخصص من شركة مايكروسوفت مركز الابتكار والدعم التابع لهيئة تقنية المعلومات (وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات حاليًا) ، ومن هنا بدأت الشرارة، حيث اكتسبت مهارات عديدة في تنفيذ المشروعات التقنية الكبرى وبرمجة الحلول المبتكرة وتقديم الاستشارات والحلقات التدريبية لكافة المؤسسات الحكومية، وسافرت حول العالم لحضور الدورات والمؤتمرات وحصلت على عدة شهادات تخصصية في المجال التقني، وبعدها قررت الانتقال للعمل كتنفيذي أول في مجال السياسات والحوكمة، وأخيرا عُيّنتُ في منصب مدير دائرة الالتزام.
وتحدثت هالة عن الحدث الأبرز الذي أسهم في تغيير مجرى حياتها، فتقول: كانت وفاة والدي -رحمه الله- أحد أبرز المواقف التي غيرت مجرى حياتي و كانت هذه الفاجعة صدمة كبيرة لي، ولكنها أيضًا كانت نقطة تحول مهمة في حياتي لذا قررت أن أسخر الموقف كفرصة لأظهر قوتي وإصراري على مواجهة التحديات، وقررت أن أخلد ذكرى والدي كأكبر داعم لي، وأن أستمر في مسيرتي في الحياة بكل تفاؤل وإصرار، هذا الحدث أسهم في تعزيز قوتي النفسية وقدرتي على التحلي بالصمود في وجه الصعاب، وكذلك دفعني لتحقيق الأهداف التي وضعتها لنفسي في الحياة الشخصية والمهنية.
نجاح ملحوظوفي شهادتها عن جدارة المرأة في القطاع التقني، قالت: تمكنت المرأة العمانية بلا شك من تحقيق حضور بارز ونجاحات ملحوظة في قطاعات التكنولوجيا والهندسة، تظهر رغبتها القوية في إبراز إنجازاتها وابتكاراتها وإبداعاتها في القطاع التقني، وتمكنت المرأة اليوم من إيصال صوتها للعالم وتسليط الضوء على ابتكاراتها في جميع المجالات العلمية، وتلقت تقديرًا وتكريمًا مستحقين على المستوى الوطني والدولي.
وتواصل حديثها قائلة: هذا النجاح ليس مفاجئًا، بل هو نتيجة للدعم الذي تلقته النساء والفتيات العمانيات، وفي سياق رؤية عمان 2040 تسعى سلطنة عمان إلى إيجاد بيئة مناسبة للتمكين والتميز العلمي، يتضمن توفير المزيد من الفرص للفتيات الطموحات في مجالات العلوم والابتكار، وضمان مكانتهن اللائقة في المجالات البحثية والعلمية، مما يتيح لهن فرصا عديدة لتحصيل المزيد من المعرفة والعلم والمشاركة بفاعلية في مجالات البحث العلمي والإبداع والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لذا يجب عليهن تعزيز حضورهن على الصعيدين المحلي والعالمي وأن يَكُنّ مصدر إلهام للأجيال الناشئة للإسهام في بناء وطنهن الكريم.
وتُعدّ ريادة الأعمال ضرورية لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط، وقطاع التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات يمثل الركيزة الأساسية في ذلك، ويؤدي هذا القطاع دورًا رئيسيًا في الاقتصادات الوطنية، ويُعدّ مصدرًا للابتكار، إلى جانب دعم العمليات التجارية والابتكارات في قطاعات أخرى، وقد سُلط الضوء على ريادة الأعمال في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتوجيه رائدات الأعمال الحاليات والجديدات نحو العوامل الحاسمة التي تمكّنهن من الابتكار التقني والنجاح في هذا القطاع الحيوي.
وتصف لنا الزدجالية اهتمامها بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة: بالطبع كان اهتمامي بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة مدروسا كجزء من خطتي المستقبلية، فلقد انتقيت هذا المجال بعناية نظرًا؛ لأنه حديث ومطلوب بشكل كبير في سوق العمل لذا وجدت في نفسي في التخصص المناسب فحصلت على المؤهلات وسخرت كافة الإمكانيات اللازمة للتقدم والتطور في هذا المجال بشكل أكبر.
خلق التوازن
وتسرد الزدجالية التحديات التي واجهتها، فذكرت: يعدّ إيجاد التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية من التحديات الشائعة في العصر الحديث، حيث إن الكثير منا يعاني من صعوبة خلق التوازن بين الجانبين، ومن التحديات التي واجهتها في محاولتي للحفاظ على توازن بين حياتي الشخصية والمهنية هو الضغط المستمر، حيث يتطلب العمل الشاق الكثير من الوقت والجهد مما يجعلني أشعر بالإرهاق والتعب، وعند العودة إلى البيت يجب علي الاهتمام بحياتي الشخصية والأسرية، بالإضافة إلى عدم التمكن من الاسترخاء في ظل الضغط المستمر، ولكني تعلمت الكثير من الدروس كي أتعامل مع هذه التحديات عن طريق تحديد الأولويات في حياتي على الصعيدين الشخصي والمهني والتركيز على الأهداف المهمة، بالإضافة إلى إدارة الوقت الذي يشمل أوقات العمل وأوقات الاستراحة والوقت المخصص للعائلة والأصدقاء.
كما ساعدني تفويض المهام والمسؤوليات حيثما أمكن ذلك والاعتماد على الزملاء والفريق للإسهام في تقليل الضغط ، كما أدركت أهمية أخذ وقت للاستراحة للحفاظ على الصحة النفسية والبدنية من خلال ممارسة الرياضة والقراءة والاستمتاع بالأنشطة التي تساعدني على الاسترخاء.
وعن أبرز ما قدمته الزدجالية من إنجازات وتفتخر فيها اليوم، ترى هالة أن مشاركتها الفعّالة في الحراك العالمي في مجال صياغة القوانين والسياسات المتعلقة بالتقنيات الحديثة هي أحد أهم المحطات التي أسهمت فيها وتشعر بالفخر، كما تمثلت مشاركاتها في نقل المعرفة والخبرة للآخرين والاستفادة من تطور التقنيات والأنظمة، والعمل على تطوير سياسات تعزز من التنمية المستدامة وتحقق التقدم التكنولوجي. فقالت: هذا الجهد المشترك مع العديد من الأشخاص والمنظمات العالمية في صياغة السياسات يمثل إسهامًا مهمًا في تطوير التكنولوجيا وضمان استخدامها بطريقة مسؤولة وفعّالة، و يعكس التزامي بتحقيق تأثير إيجابي في المجتمع وتطوير السياسات التي تحقق التوازن بين التقنيات والقيم الاجتماعية والأخلاقية.
قيادية بكفاءةوحول التمكين القيادي للمرأة في مواقع اتخاذ القرار وأهم السياسات الداعمة للمرأة، أوضحت الزدجالية: أرى أن التمكين القيادي للمرأة في مواقع اتخاذ القرار ضروري ومهم لتحقيق التنمية والتقدم في المجتمع، ولقد شغلت منصبًا إداريًا في الجهة التي أعمل بها، ومن خلال هذه المسؤولية الكبيرة تعلمت أن المرأة تمتلك القدرة على تولي مواقع قيادية بكفاءة ونجاح.
وتستطرد في القول: إن سياسات دعم المرأة في المجالات القيادية تعتمد على عدة جوانب أهمها توفير فرص متساوية للتعليم والتدريب والتطوير المهني للنساء كما يجب تعزيز ثقة المرأة في قدراتها وتشجيعها على تحقيق أهدافها وتطلعاتها الشخصية والمهنية بالإضافة إلى ذلك، يجب توفير بيئات عمل تشجع على المساواة وتقدير الجهود بغض النظر عن الجنس. باختصار، الدعم الكامل للمرأة في مجالات القيادة يشمل التعليم والتدريب وتعزيز الثقة وتوفير فرص متساوية وخلق بيئات عمل مشجعة، وتحقيق التمكين القيادي للمرأة يعزز من التنوع والشمول في اتخاذ القرار ويسهم في تحقيق التقدم والتنمية المستدامة.
وأخيرا عندما سألت هالة الزدجالية عن طموحاتها المستقبلية، أجابت: تطلعي للمستقبل هو أن أصبح رائدة أعمال في مجالات شغفي بتأسيس شركة استشارية في مجال حوكمة تقنية المعلومات ويمكنني دمج اهتماماتي ومهاراتي لتطوير مشروعات وأفكار جديدة تلبي احتياجات السوق وتقدم قيمة مضافة للمجتمع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الشخصیة والمهنیة المرأة العمانیة تقنیة المعلومات بالإضافة إلى الکثیر من فی مجالات المرأة فی فی مختلف فی مجال
إقرأ أيضاً:
مايكروسوفت تدشن قسمًا داخليًا جديدًا عن الذكاء الاصطناعي
دشنت عملاقة التقنية في العالم مايكروسوفت الأمريكية قسما هندسيا جديدا؛ لتسريع وتيرة تطوير البنية التحتية والبرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
وبحسب موقع “تك رادار” التقني، عينت مايكروسوفت “جاي باريخ” رئيساً للقسم الجديد؛ بعدما شغل سابقًا منصب نائب الرئيس ورئيس الهندسة العالمي في ميتا، والذي سيزود الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا مباشرةً بكل المعلومات.
وكان "جاي باريخ" قد عمل في السابق على مشاريع البنية التحتية التقنية ومراكز البيانات في "ميتا"، كما كان الرئيس التنفيذي لشركة Lacework قبل أن ينضم إلى مايكروسوفت في أكتوبر الماضي.
يحمل القسم الجديد اسم CoreAI – Platform and Tools، والذي يعني دمج فرق تطوير البرمجيات ومنصة الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت.
جدير بالذكر أن ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لـ مايكروسوفت، كان قد أكد تركيز شركته في العام القادم أكثر على التطبيقات المعتمدة على النماذج، والتي من شانها تشكيل التطبيقات المختلفة بشتى أنواعها.
وسبق أن صرّح بيل جيتس مؤسس مايكروسوفت سابقا، أن أكبر ندمه هو السماح لشركة جوجل بتطوير نظام أندرويد، الذي يُعتبر الآن المنصة المعيارية للهواتف غير التابعة لشركة أبل.
ورغم أن مايكروسوفت كانت تمتلك الأفضلية مع نظام Windows Mobile، إلا أن سوء الإدارة والتقليل من أهمية الآيفون؛ أعطى جوجل فرصة ذهبية للهيمنة على سوق الهواتف المحمولة.
ووصف "جيتس" هذه الفرصة الضائعة بأنها كانت مفتاحًا لتحويل مايكروسوفت إلى الشركة التقنية الأولى في العالم، مشيرًا إلى أنه لو استطاعت شركته السيطرة على سوق أنظمة التشغيل للهواتف غير التابعة لأبحل لكانت الأمور مختلفة تمامًا اليوم.