صدى البلد:
2025-02-17@01:16:03 GMT

فضل ذكر الله في علاج التكاسل عن الصلاة

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن التكاسل عن أداء الصلاة هو اختبار لقوة إيمان العبد، وعلاجه هو أن يقاوم الإنسان هذا التكاسل ويستمر في المقاومة ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى يستطيع أداء الصلاة والحفاظ عليها وفي هذه الحالة سيوفقه الله إلى ذلك العمل. مشيرا إلى ضرورة عدم اليأس وبمرور الوقت ستجد نفسك لينة يطيب لها الصلاة وفعل الصالحات.

وأضاف، أنه يجب على المتكاسلين وغير المتكاسلين المواظبة على ذكر الله خارج الصلاة.. فالذكر يطوع النفس ويجعلها تقبل على الصلاة وسائر العبادات بحب وسرور لقوله تعالى "ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون".

احذر .. فعل أشد من الدَّيْنِ إياك أن تقع فيه ذنب أعظم من الزنا وترك الصلاة .. احذر أن تقع فيه

أفضل ذكر للرزق

أجمع العلماء أن الأسباب الجالبة للرزق والبركة، جزءٌ منها ذكر الله سبحانه، ومن الأذكار التي يُوصَى العبد بملازمتها لزيادة رزقه وحلول البركة فيه ذِكران؛ وهما: الشكر والاستغفار .

الشكر؛ هو الحمد والثناء فالشكر وسيلةٌ للبركة والزيادة كما وعد الله تعالى، وبالشكر يكون اعتراف العبد لله -تعالى- أنّه المُنعم المُتفضّل بالرزق، فيكون ذلك سببًا من أسباب الزيادة في العطاء والبركة فيه .


أفضل ذكر يحبه الله  

هناك أحاديث نبويةٍ خصّت بعض الأذكار عن سواها في الفضل، وأمّا في أحب الأذكار إلى الله -تعالى- فيدخل فيه قول النبي -عليه السلام- لأبي ذرّ رضي الله عنه: (إنَّ أَحَبَّ الكَلَامِ إلى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قال لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لَا شرِيكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ، ولَهُ الحمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ، فِي يومٍ مائَةَ مرةٍ، كانتْ لَهُ عِدْلَ عشرِ رقابٍ، وكُتِبَتْ لَهُ مائَةُ حسنَةٍ، ومُحِيَتْ عنه مائَةُ سيِّئَةٍ، وكانَتْ لَهُ حِرْزًا منَ الشيطانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حتى يُمْسِيَ، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مِمَّا جاءَ بِهِ، إلَّا أحدٌ عَمِلَ عملًا أكثرَ مِنْ ذلِكَ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيَعجِزُ أحَدُكم أنْ يَكسِبَ كُلَّ يَومٍ ألْفَ حَسَنةٍ؟ فقال رَجُلٌ مِن جُلَسائِهِ: كيف يَكسِبُ أحَدُنا ألْفَ حَسَنةٍ؟ قال: يُسبِّحُ مِئةَ تَسبيحةٍ؛ تُكتَبُ له ألْفُ حَسَنةٍ، أو يُحَطُّ عنه ألْفُ خَطيئةٍ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن قال: سبحانَ اللهِ وبِحَمدِهِ، في يَومٍ مِئةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خطاياه، وإنْ كانتْ مِثلَ زَبَدِ البَحرِ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ هي كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّهُ ليُغانُ على قَلبي، وإنِّي لأستغفِرُ اللَّهَ في كلِّ يومٍ مائةَ مَرَّةٍ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كَلِمَتانِ حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ).

سأل أبي بن كعب -رضي الله عنه- الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم: (يا رسولَ اللهِ، إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ، فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي؟ فقال: ما شِئْتَ، قال: قلتُ: الربعَ؟ قال: ما شئْتَ، فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ، قلتُ: النصفَ؟ قال: ما شئتَ، فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ، قال: قلْتُ: فالثلثينِ؟ قال: ما شئْتَ، فإِنْ زدتَّ فهو خيرٌ لكَ، قلتُ: أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها؟ قال: إذًا تُكْفَى همَّكَ ويغفرْ لكَ ذنبُكَ).

رُوي عن جويرية -رضي الله عنها- أنها قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ خَرَجَ مِن عِندِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهي في مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهي جَالِسَةٌ، فَقالَ: ما زِلْتِ علَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ)


أفضل أنواع الذكر عند الله
أفضل أنواع الذكرعند الله باتفاق أهل العلم هو القرآن الكريم، والأفضل أن يجمع المسلم بين أفاضل الأعمال، والتي هي قراءة القرآن والأذكار إذا تمكن من ذلك، والذكر إن كان في مكانه فهو أفضل من قراءة القرآن، كون وقت قراءة القرآن واسع غير مقيد، أما الأذكار الشرعية فهي مقيدة بوقت وتفوت بفواته، وأفضل الذكر بعد القرآن الكريم هو: « لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمد وهو على كل شيءٍ قديرٌ، لا إله إلا اللهُ وحده» .

فضل ذكر الله

ذكر الله أفضل الأعمال والخصال وأزكاها وأحبها إلى الله -تعالى-، والذاكرون سباقون في ميادين السير إلى ربهم -جل وعلا- وإلى اليوم الآخر، وأعد الله لهم المنزلة الكريمة والثواب الجزيل، وفيها طمأنينة القلب وهناؤه وسعادته، وهي اليسر الذي يأتي بعد العسر، والفرج بعد الهم، والفرج بعد الكرب، وبه تتيسر الأمور، وتتحقق الراحة في الدنيا والآخرة، يحفظ بها الله على عباده النعم الموجودة، ويعطي النعم المفقودة، وتُحط بها الأوزار، وتكفر بها السيئات، ورفع الدرجات، وتعلو مكانة العبد ومنزلته عند الله، وذكر الله يطرد الشياطين، ويخلص العبد من الوساوس والشرور والمكائد، ولا تكلف هذه الأذكار العبد مشقة أو جهدًا، إلّا أن ثوابها عظيم، وهي محبة عند الله -تعالى-.

أفضل الذكر بعد القرآن الكريم

ذهب العلماء إلى أن أفضل الذكر الوارد بعد القرآن الكريم توحيد الله بقول: "لا إله إلا الله"، وذهب العلماء إلى ذلك الرأي لحديثٍ ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال فيه: «أفضلُ الذِّكرِ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأفضَلُ الدُّعاءِ الحمدُ للهِ».

العمل بمضمون لا إله إلا الله:فضائل كلمة التوحيد كثيرةٌ عظيمةٌ لا تُعد ولا تُحصى؛ فهي سبب دخول الجنة إذ تضع العبد على أبواب التوحيد، لكن على العبد بالمقابل أن يكون قد عمل بمضمون كلمة التوحيد، وحقق شروطها حتى ينال فضلها، وشروط كلمة التوحيد التي لا تُقبل إلّا بها سبعةٌ؛ وهي:

1.العلم بمعناها، فلا جهل بعد ذلك العلم.

2.اليقين الحقيقي بها حتى ينتفي الشكّ من القلب.

3. الصدق بها حتى ينتهي الكذب.

4. الإخلاص لها؛ منافاةً للرياء.

5. المحبة فيها؛ فلا بُغض معها.

6. الانقياد تحتها.

7. القبول بمضمونها.

حكم ذكر الله وقراءة القرآن أثناء النوم.. دار الإفتاء توضح

فوائد ذكر الله:

1. نيل الجنة بإذنه - سبحانه-، وهي أعظم فضلٍ من فضائل الذكر.

2. شعور العبد بطمأنينة قلبه وطهارته.

3. نيل العبد معيّة الله -سبحانه- إذا كان ذاكرًا له.

4. الفلاح والنجاح في شؤون الدنيا والآخرة، فبذكر الله -تعالى- ينجو العبد مما يخاف، ويحقق ما يرجو، وذلك معنى الفلاح.

5. فوز العبد بذكر الله -تعالى- له.

6. نجاة العبد الذاكر من شر الشيطان.

7. نجاة العبد من عذاب الله - تعالى-، ومن حر الآخرة أيضًا.

8. زحزحة العبد من الوقوع في الغفلة.

درجات الذكر

ذكر الله له درجاتٌ ثلاث، كما قال ابن القيم، وهي:

1. الذكر الظاهر: وهو إما ثناءٌ، أو رعايةٌ، أو دعاءٌ، فذكر الثناء كقول: «سبحان الله»، وذكر الدعاء كقول: «رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ»، وذكر الرعاية كقول: «الله معي».

2. الذكر الخفي: وهو التخلص من القيود، والبقاء مع الشهود، واستمرار المسامرة.

3. الذكر الحقيقي: وهو ذكر الله -سبحانه- للعبد، وما سُمي حقيقيًّا إلّا لنسبته إلى الله -تعالى-.كيفية الذكر: يأتيالذكر على ثلاثة أشكالٍ، ويتحقق بها، وهن:

1. ذكر القلب: ويتضح بالخضوع لله سبحانه، والاعتقاد بوحدانيه، واستحقاقه للعبادة، واليقين بكمال صفاته وجلال أسمائه - جل وعلا-، ويكون بالاستسلام له في سائر الشؤون، وصدق التوكل عليه، والخوف منه، ورجائه.

2. ذكر الجوارح: ويظهر في الامتثال بطاعة الله سبحانه، والانتهاء عن نواهيه، وحفظ السمع والبصر عمّا حرّم، والغضب عند انتهاك حرماته، والانشغال عمومًا بعبوديّته تعالى.

3. ذكر اللسان: ويكمن بتلاوة القرآن الكريم ودوام شكره والثناء عليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإفشاء السلام، وتعليم الجاهل والإصلاح بين الناس، وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي تُؤدى باللسان.

مواطن الذكر

الذكر له مواطن كثيرةٍ، منها: حال الجهاد وملاقاة الأعداء، وأدبار الصلوات التي هي من أعظم العبادات، وبعد صلاة الجمعة، وفي مناسك الحج أثناء أعمال الحجيج.

المفاضلة بين قراءة القرآن وسائر الأذكار:يذكر العلماء حين السؤال عن المفاضلة بين قراءة القرآن الكريم وسائر ألفاظ الذكر الواردة في السنة والقرآن؛ أن الفضل في كليهما، بحسب الوقت والحال الذي يمر به العبد، فهناك بعض الأوراد والأذكار التي وردت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- تُقال في وقتٍ مخصوصٍ لها الأولوية على قراءة القرآن في وقتها، كالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- سائر يوم الجمعة، أو الترديد مع المُؤذن وقت النداء، أو أذكار بعد الصلاة، فتلك الأولى فيها أن يردد العبد الأذكار على أن يقرأ القرآن، وما تبقى من وقته الواسع يتّسع لتلاوة القرآن الكريم ونيل فضله العظيم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أفضل ذكر يحبه الله قال رسول الله صلى الله علیه وسلم لا إله إلا الله القرآن الکریم قراءة القرآن عند الله ذکر الله إلى الله ه علیه ا الله

إقرأ أيضاً:

نعيم قاسم: يجب أن تنسحب إسرائيل في 18 شباط بالكامل وعلى الدولة مسؤولية إعادة الإعمار

اعتبر الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى "الشهداء القادة"، أنه "عندما يُستشهد القادة فهناك تطوّر من دمائهم وعطاءاتهم لمصلحة المسيرة، فالقادة الشهداء لهم مسيرة واحدة وهي مسيرة المقاومة الاسلامية". وقال: "قبل أيام في 11 شباط ذكرى انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران بقيادة محيي هذا الدين وملهم الأمة، الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة، وبمتابعة الولي الفقيه الإمام الخامنئي دام ظله، مع هذا الشعب الإيراني الأبي، هذه الثورة الإسلامية المباركة هي أنموذج للحياة الحقيقية في طاعة الله تعالى وهي التي قلبت المعادلة في المنطقة في سنة 1979 ودعمت مسيرة المقاومة في لبنان وفي فلسطين والمنطقة ووقفت إلى جانب الشعوب المستضعفة. التهنئة كل التهنئة للقائد الإمام الخامنئي دام ظله على هذا الانتظار العظيم، للشعب الإيراني بكل أطيافه، بحكومته، بحرسه، بجيشه، بكل القوى الموجودة هناك، والحمد لله تعالى الذي متّع هذه الأمة بهذه الثورة الإسلامية المباركة".

أضاف: "في 14 شباط، الذكرى العشرين لشهادة الرئيس رفيق الحريري، نُعزّي عائلته وتياره السياسي والشعب اللبناني ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لنستلهم الدروس والعبر في أن نكون دائمًا مُوحّدين متعاونين وأن تتحول دماء الشهادة إلى قوة لمصلحة لبنان ومصلحة مسيرتنا".

وتابع: "أبدأ بالقادة الشهداء، هذه الذكرى اخترناها في 16 شباط ذكرى شهادة الشهيد الشيخ راغب حرب والشهيد السيد عباس الموسوي، وقبلهما في 12 شباط كانت شهادة الحاج عماد مغنية رضوان الله عليه. في ذكرى القادة نتذكر الآية الكريمة "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا". أين استشهدوا؟ ولماذا استشهدوا؟ أين كانوا في مواقع الجهاد والمواجهة والتضحية؟ الكل يعلم أنّه سنة 1982 حصل اجتياح إسرائيلي للبنان وكان الهدف اقتلاع المقاومة الفلسطينية من لبنان وذهب المسلحون الفلسطينيون المقاومون مع قيادتهم إلى تونس وأصبح لبنان بلا مقاومة على قاعدة أن تُنهى المقاومة كليًا من لبنان وبالتالي من المنطقة من فلسطين. في هذه الفترة الزمنية بالذات نشأ حزب الله، وخلال سنتين تقريبًا، في فترة 16 شباط سنة 1984 جاء العملاء إلى بلدة جبشيت وقتلوا الشهيد الشيخ راغب حرب، ماذا كان يفعل هذا الشهيد؟ الشهيد الشيخ راغب كان شعبيًا، جماهيريًا، يصلي صلاة الجمعة في المسجد، يجتمع الناس من حوله من كل القرى المحيطة، يقف بشجاعة أثناء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، كانت جبشيت في قلب الاحتلال الإسرائيلي وكل المحيط الجنوبي، لم يكن يخشاهم وكان يتحدث ضدّهم وكان يُعبئ الناس بمواجهة العدو الإسرائيلي، وفي هذه المرحلة كانت المقاومة في بداياتها، المقاومة الإسلامية، بالتعاون مع المقاومة الوطنية، وهذه المقاومة التي كانت في بدايتها كانت تُقلق العدو وتعتبر أنّ حركة الشهيد الشيخ راغب حرب هي حركة مؤذية لهم لأنها تفضحهم. برز الشيخ راغب كإنسان شعبي، جماهيري، ودود، خلوق، إنسان ترابي، هو بعمّته يقف أمام العدو الإسرائيلي ويُرعب هذا العدو، قتلوه ظنًّا منهم أنهم سيتخلصوا منه. الشهيد الشيخ راغب مواليد العام 1952 واستشهد سنة 1984، أي عند شهادته كان عمره 32 سنة، هو صاحب الكلمة المشهورة "المصافحة اعتراف والموقف سلاح"، رفض أن يُصافح الإسرائيلي عندما أتى إليه، وهو القائل: "لن تطفئوا شعلتنا ولن تسقطوا رايتنا"، هذا عنوان من عناوين الجهاد.

الشهيد الثاني، هو سماحة السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه، الأمين العام لحزب الله، تسلم الأمانة سنة 1991 وبعد عدة أشهر في 16 شباط سنة 1992 استشهد بطائرة إسرائيلية ألقت عليه صاروخًا في قرية تفاحتا، هذا الشهيد كان نموذجًا للمجاهدين، كان معهم دائمًا، كان يحضر في مراسم توديعهم للذهاب إلى الخطوط الأمامية وللمقاومة ويأكل معهم، ينام معهم، كُنّا نُسمّيه السيد الذي يبقى في سيارته دائمًا، ينام ويأكل ويتنقل لأنّه يكون تارة في البقاع وأخرى في الضاحية وثالثة في الجنوب في يوم واحد من أجل أن يبقى إلى جانب المجاهدين. حتى مع الناس قال لهم سنخدمكم بأشفار عيوننا، وبالحقيقة هو كان من هذا النموذج الذي يُحب الناس ويتعاطى مع الناس.

برز كأمين عام مُؤثّر، فاعل، شخصية صلبة، كانت دائمًا الكلمات منه تخرج بصيغة الانتصار، لم تُغادر لغة الوعد بالانتصار شفتاه ولسانه لحظة واحدة على الإطلاق، أي كل خطبة كان يخطبها كان يقول نحن منتصرون، اقتلونا فإنّ شعبنا سيعي أكثر فأكثر، وكان دائمًا في حالة واثقة، مؤمنة، قابلة لأن تصنع المستقبل.  من كلماته، "الوصية هي حفظ المقاومة الإسلامية"، من كلماته "سنخدم الناس بأشفار عيوننا"، هذا الإنسان العظيم هو من ولادة سنة 1952 واستشهد في سنة 1992 أي استشهد وكان عمره 40 سنة. لاحظوا الفرق بين شهادة الشهيد الشيخ راغب حرب سنة 1984 والشهيد السيد عباس الموسوي سنة 1992، الفترة الزمنية كانت ثماني سنوات، لكن المقاومة تقدّمت بشكل كبير وأصبح لها مكانة مهمة، كانت في البداية مجموعات صغيرة مُنتشرة هنا وهناك، لكن أصبح للمقاومة دور وموقع وحضور سياسي مؤثر من خلال حزب الله.

الشهيد الثالث هو الحاج عماد مغنية رضوان الله تعالى عليه (الحاج رضوان)، الحاج عماد هو أمني، عسكري، مُبدع، هو مُربّي للكثير من المجاهدين والقادة، وأنتم تسمعون منهم كيف يذكرون ذلك، هو في الظل، لأنّ العمل الأمني والعمل العسكري ليس عملًا إعلاميًا، لكن في جلساته، في لقاءاته مع القادة، مع المسؤولين، مع الشباب، مع المجاهدين، كانت دائمًا الروحية الإيمانية طاغية في عملية التوجيه، لأنّه يعلم أنّ الإيمان أولًا وهذا هو الذي يصنع المجاهدين ويصنع الشهداء ويصنع العطاءات المختلفة. هو من عائله مجاهدة بحق، استشهد ولده جهاد بعده واستشهد أخواه جهاد وفؤاد قبله، والعائلة جميعها عائلة مجاهدة، وعلى كل حال ترك الحاج عماد آثارًا عظيمة في الوضع الأمني والسياسي والعسكري. من كلماته، "إنّ هدفنا الأساس الحفاظ على هذا الوجود"، أي على الوجود المقاوم، وهو حسب ما عرّفه سيد شهداء الأمه السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه، كان يقول عنه: "هو قائد الانتصارين"، أي انتصار سنة 2000 بالانسحاب الإسرائيلي، وانتصار عدوان تموز سنة 2006. هذا الشهيد كان من مواليد سنة 1962، استشهد في سنة 2008، أي كان عمره 46 سنة. بين شهادة السيد عباس 1992 وشهاده الحاج عماد 2008، هناك 16 سنة، 16 سنة تقدّم الحزب كثيرًا وأصبح قوة حقيقية وأصبح بموقع مختلف، هذا يدل أنّه عندما يُستشهد القادة، عندما يُقتل القادة فهناك تطور من دمائهم، من عطاءاتهم، لمصلحة المسيرة ولمصلحة الأمة، يعني الذي يظن أنّه إذا قُتل القائد معنى ذلك أنّ المسيرة اندحرت أو انكسرت أو لا أدري ماذا حصل لها، لا، لا، المسيرة تتقدّم بدماء القيادة لأنّه تصبح المسؤولية أعظم، وأيضًا القيادة ربّت معها من يعمل من أجل هذا المستقبل.

هذه المسيرة مسيرة واحدة، مسيرة القادة الشهداء واحدة، هي مسيرة حزب الله، مسيرة المقاومة الإسلامية. أذكر ثلاثة أمور مشتركة:

أولًا، لهم خط حياة واحد، هو الإسلام المحمدي الأصيل، وهم ملتزمون بقيادة الإمام الخميني قدس سره والإمام الخامنئي دام ظله كجزء لا يتجزّأ من منظومة الإيمان بالإسلام المحمدي الأصيل، أي الهدف هو إقامة الحق، الهدف هو عودة الإنسان إلى طاعة الله تعالى، الهدف هو أن نبني مسيرتنا ونُربّي أطفالنا بعزة وكرامة، أن نمنع أعداءنا من أن يتحكموا بمسارنا، أن نمنع من أن يُخطّط لنا أحد حياتنا وأن يحرفنا عن مسيرة الحق.

الأمر الثاني، جهاد العدو الإسرائيلي كان لهم أولوية كتطبيق عملي في سبيل الله تعالى، لأنّه لا تستطيع أن تعمل في طاعة الله ويتركوك الأعداء خاصة عندما يحتلون الأرض وعندما يأتي المستبد، هذا كله يحتاج لمواجهة حتى تقدر أن تحمي وتحصن وطنك وجماعتك، هذا أمر طبيعي في هذه الحياة، دائمًا الصراع بين الحق والباطل. إذًا كيف نُواجه الباطل؟ لا بدّ من الجهاد حتى نتمكن من أن نكسره، لأنّ الباطل عادة يستعمل القوة حتى يُلزمنا، حتى نستسلم، نحن لا نستسلم، نحن لا نُلزم، نحن لا نقبل بأن يكون الباطل فوق رؤوسنا، لا، نحن سنواجه التحدي بشكل مباشر. قال تعالى في كتابه العزيز "الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا"، لا أحد يظن أنّ الشيطان وأولياؤه هم قادرون على تغيير المعادلة، لا، يكون لهم جولة، يكون لهم جولتان، لكن بالنهاية الحق كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.

الأمر الثالث، ميزة هؤلاء القادة، ميزة هذه المسيرة أنها تمزج بشكل كبير بين البُعد المعنوي الإيماني والبُعد الجهادي العملي، أي نحن ليس عندنا قتال من أجل القتال، مع أنّ القتال من أجل الوطن ومن أجل الأرض بمعزل عن الارتباط الله تعالى والإيمان بالله تعالى، يعني الإيمان بالله تعالى أولًا، الإيمان بالحق أولًا، الإيمان بمسيرة محمد وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أولًا، هم الذين علّمونا وربّونا كيف نكون مقاومين، كيف نكون مجاهدين، كيف نُغيّر المعادلة لمصلحة الحق، كيف نحمي وطننا، كيف نسترجع أرضنا، كيف نواجه عدونا، هذا كلّه من مصدر الإيمان، لذلك المقاومة فرع الإيمان وهي نتيجة لهذا الإيمان.

نحن نُعزّي عوائل الشهداء القادة، نُعزّي بالسيدة الجليلة أم ياسر التي استشهدت مع سماحة السيد عباس، الأمين العام رضوان الله تعالى عليه، واستشهد معهما طفلهما، حسين، نُعزّي العائلة الكريمة لكل القادة الشهداء ولكل الشهداء الذين ساروا على الخط من القادة والمجاهدين وكلهم قادة لأنّه في الحقيقة هم يربّوننا و يعلموننا كيف نصنع المستقبل".

التطورات السياسية

في التطورات السياسية قال: "سأتحدث عن ثلاثة أمور، أولًا مواقف ترامب من القضية الفلسطينية ومن فلسطين، هي مواقف خطيرة جدًا، هي مواقف تريد إنهاء فلسطين والشعب الفلسطيني، هي عملية إبادة سياسية بعد أن عجز نتنياهو وعجزت أمريكا من أن تُحقّق الإبادة البشرية المباشرة من خلال العدوان الإسرائيلي الأخير في مواجهة طوفان الأقصى والذي أدى إلى 160 ألف شهيد وجريح وشهيدة وجريحة وعدد كبير من الأسرى إضافة إلى الدمار الهائل الذي حصل في قطاع غزة. ترامب يُحاول أن يتحكّم بالعالم وليس فقط في فلسطين، لكن ما يهمّنا أنّ هذه الإبادة السياسية التي يريدها ترامب بالتعاون مع نتنياهو الذي كان يريد الإبادة البشرية ولم يتمكن من ذلك ليس لها قابلية للتطبيق أبدًا مع هذا الشعب الفلسطيني الأبي الصامد الأسطوري الذي قدّم كل هذه التضحيات، هي أحلام بالنسبة إليه، لكن هذا يُبيّن الموقف الدولي السيء والمهين الذي تتّخذه أمريكا. اليوم ثبت أكثر من أي وقت آخر أنّ كل ما تفعله إسرائيل هو بإدارة أمريكية وتوجيه أمريكي ودعم أمريكي وتسليح أمريكي وإعلام أمريكي وقيادة أمريكية، وأنّ إسرائيل لها وظيفة في هذه المنطقة، وظيفتها أن تُخرّب علينا، وظيفتها أن تنتشر في المنطقة، وظيفتها أن تزيد من احتلالها، أن تُحقّق أهداف أمريكا التوسعية، وهذا لن يحصل إن شاء الله تعالى. هذا المشروع الأمريكي خطر، خطر على الجميع، خطر على الدول العربية، خطر على الدول الإسلامية. لا تقولوا أنّه عندنا مشكلة اسمها قضية فلسطين، عندنا مشكلة اسمها الاحتلال الإسرائيلي بإدارة أمريكية لاقتلاع فلسطين والمنطقة العربية والتحكم بكل العالم، صار لازمًا أن نرى بهذا المنظار، ليس بالمنظار الضيق".

أضاف: "الصمت العربي والدولي الذي حصل خلال العدوان في مواجهة طوفان الأقصى هو الذي ساعد للوصول إلى هذا الموقف الأميركي، ماذا كانت تخسر بعض الدول العربية لو قاطعت يا أخي على الأقل، لو منعت أن تُستخدم موانئها أو أن تُستخدم طرقها أو طائراتها، على الأقل لو كل واحد عمل منع بحدود معينة، تصريحات، لم نكن نسمع تصريحات قوية، شديدة، بالتأكيد كانت تغيرت المعادلة، لكن ها أنتم تشاهدون، كُنّا بحال أنهم يواجهون فلسطين الآن ترامب يواجه كل المنطقة، يريد أن يُهجّر الفلسطينيين إلى مصر والأردن والسعودية وبلدان أخرى.

نحن ندين ونرفض بشدة أي تهجير للفلسطينيين إلى أي مكان، ونرفض التهجير إلى مصر والأردن وإلى السعودية، كل هذه البلدان يجب أن تكون محمية وحاضرة ومتعاونة وترفض هذا الأمر كرمى لفلسطين أولًا وكرمى لها ولشعوبها. كما أيضًا نرفض التهجير إلى لبنان وإلى غيره. نحن نعتبر أنّ فلسطين هي من البحر إلى النهر، صرّحوا بهذا حتى تصلوا إلى حل معين، هذه الدولة أو الكيان الإسرائيلي واضح أنّه كيان طارئ خطير وهذا الشعب الفلسطيني لن يترك أرضه إن شاء الله تعالى. نحن ندعو إلى التعامل مع هذا الشعب، إلى دعم هذا الشعب بكل أشكال الدعم، يا أخي لا تريدون أن تدعموه عسكريًا، ادعموه بالإعمار، بالبناء، بالإغاثة، حتى يثبت في أرضه، هو حاضر أن يثبت في أرضه، ولكن أدنى مُقوّمات الحياة يجب أن تحضر، يجب أن تكون الدول العربية والإسلامية حاضرة لمنع التهجير. وأنا أقترح عليكم اقتراحًا، إذا يخرج معكم في اجتماعات محدودة أو واسعه للدول العربية والإسلامية أن تكون هناك خطط وبرامج تُوزّع عليكم أنا أقول لكم باسم حزب الله حاضرين أن نكون جزءًا من خططكم في منع التهجير، إذا مطلوب منا شيء نحن حاضرون أن نُساهم وأعتقد كل فصائل المقاومة وكل الدول حاضرة أن تساعد، لكن تحتاج إلى جرأة أن ضع أحد مشاريع يكون فيها تعاون بين الجميع. لا تعتبروا أنّ لبنان ليس في دائرة الخطر، أريد أن أذكركم أنّه عندما إسرائيل بقيت سنة 1982 لسنة 2000، 18 سنة وأنشأت جيش لحد وعملت هذه الخصوصية أنّه في لبنان الجنوبي وهناك تركيبة معينة، كانت تستهدف أن تقتطع جزء من الأرض اللبنانية من أجل أن تكون مستوطنات إسرائيلية، لكن لم تنجح لأنّه كان هناك مقاومة إسلامية، كان هناك حزب الله، كان هناك مقاومة وطنية، كان هناك حزب الله وحركة أمل في كل المقاومين الذين واجهوا، كان هناك تكامل بين الجيش والشعب والمقاومة، لذلك لم تستطع إسرائيل، أتظنون أنّ إسرائيل أقلعت عن المشروع؟ لا، لم تُقلع، لكن لم تستطع وكل مرة تقدر ستحاول من أجل أن تصل إلى نتيجة".

وتابع: "الأمر الثاني، نحن سعينا من أجل أن تنتظم المؤسسات، والكل يعلم ويشهد بأنّ الثنائي الشيعي الوطني هو الذي كمّل انتخاب الرئاسة، فاختير العماد فخامة الرئيس جوزيف عون إلى رئاسة الجمهورية، وبالتالي أكملنا الوفاق الوطني، أي كنّا جزء لا يتجزأ من صناعة الوفاق الوطني، من إطلاق المؤسسات، وكُنّا نقول دائمًا 9 كانون الثاني يجب أن يكون يوم الانتخاب، أما بعض الغير كان يقول لا ونريد أن نجي نقاشات، نحن رجّحنا التوافق والحمد لله كانت هذه النتيجة. اختيرت الحكومة اللبنانية ونحن كُنّا جزءًا مُسهّلًا، وأنا قلت من فترة عندما كانوا يقولون أنّ الثنائي عنده مشكلة وأنه هو الذي يُعيق وعندما كانوا يركبون أفلامًا علينا ويقولون أنه لن ندعهم يشاركون وليكونوا خارج الحكومة ونريد أن نعزل، كان عندهم أحلام يحاولون العمل عليها، وأنا وقتها قلت: يا جماعة نحن متفاهمون على خطوات الحكومة لكن تحتاج بعض التفاصيل، والحمد لله الآن الحكومة أُنجزت، نحن مرتاحون لإنجاز الحكومة لأنه استحقاق دستوري ضروري ولأنه هو الذي يساعد في تقليعة البلد والتعيينات والقيام بالمهمّات المختلفة.

أهنئ اللبنانيين بتشكيل الحكومة ودور حزب الله وحركة أمل كان دور أساسي في عملية التسهيل، أنا سأقول لكم أنه كل محطّة من المحطات سوف تسمعون تشويش من بعض الفئات اللبنانيّة التي تريد وضع المشكلة عندنا، يعني تقول دائمًا أنّ هؤلاء هم الذين يعطّلون ويخرّبون ولكن نحن حققنا أبرز إنجازين في وقت تعرف فيه كل العالم من كان يعطّل ومن كان يضع عراقيل، حتى لاحقًا سيضعون لنا مشكلة تحت عنوان البيان الوزاري وماذا سيتضمّن. لماذا تعتبرون أنّه ليس من الممكن الوصول إلى حلول أو إلى نتيجة، بالنهاية هناك حق للشعب اللبناني أن يدافع وأن يواجه العدو الإسرائيلي ولا أحد يستطيع منع هذا الحق وهذا حقٌّ مُكرّس بالدستور والبيانات الوزاريّة والطائف وحتى بالأمم المتحدة هذا مكرّس. إن شاء الله نصل إلى نتيجة في هذا الأمر، وبالتالي المفروض الدولة تقلّع وتعمل بالطريقة التي تُراعي وتحاسب أو تحاكم المُفسدين والفاسدين وتنتقل إلى العمل الحيوي".

ورأى "اننا  اليوم أمام استحقاق، هذا الاستحقاق بوجه الحكومة اللبنانية، في 18 شباط يجب أن تنسحب إسرائيل من كامل الأراضي اللبنانيّة التي احتلّتها أثناء عدوانها، والجيش اللبناني بالمقابل انتشر وينتشر وهو حاضر، يجب أن تنسحب إسرائيل في 18 شباط بالكامل، ليس لها ذريعة، لا نقاط خمسة ولا تفاصيل أخرى تحت أي ذريعة وتحت أي عنوان، هذا هو الاتفاق. مسؤوليّة الدولة اللبنانيّة أساسًا وحصرًا في هذه المرحلة أن تعمل بكل جهد، بالضغوطات السياسيّة، بعلاقاتها، بأيّ عمل من الأعمال من أجل أن تجعل إسرائيل تنسحب في 18 شباط وأن لا تقبل هذه الدولة مع الكيان الإسرائيلي ولا مع أمريكا أن تعطي فرصة لا لنقاط ولا لقطعة أرض ولا نقطة واحدة، فلتتخذ الدولة اللبنانيّة هذا الموقف وتقول لا، عندها إذا بقي الإسرائيلي في مكان ما هو مُحتل في هذا المكان الذي بقي فيه بعد أن لم يُنفّذ الاتفاق. الآن كيف يتم التعامل مع المُحتل فلا يجب أن نقول له كيف سنتعامل معك كاحتلال، لكن الكل يعلم كيف يتم التعامل مع الاحتلال، الدولة اللبنانيّة تحتاج ألا تتجاوب ويكون عندها موقف صلب وتستطيع أن تقف بشكل مباشر، فهذا استحقاق مهم جدًا".

وقال: "من الاستحقاقات التي من المتوجّب أن تقوم بها الحكومة بعد تأمين هذا الانسحاب الإسرائيلي كنقطة أولى، والنقطة الثانية هي موضوع إعادة الإعمار، فواجب الدولة أن تعمل على إعادة الإعمار، تأتي بتبرّعات أو تدعو لمؤتمرات أو تستعين بدول، فنحن حاضرين أنّ نتعاون نحن والدولة كي نستطيع تحقيق عمليّة الإعمار التي هي مسؤوليّة الدولة. ما هدمته إسرائيل هدمته في الدولة اللبنانيّة وعلى الدولة اللبنانيّة أن تتحمّل مسؤوليّة ما هُدم لمواطنيها يعني هذه هي المعادلة، نحن الآن نجري مساعدة بالإيواء وبترميم يعني نحل المشكلة بشكل مُؤقّت إلى أن يبدأ الإعمار الذي هو مسؤولية الدولة ونحن نتعاون مع مسؤوليّة الدولة، فنحن لا نتنصّل أبدًا، بل نحن نساعد ونتصدّى لشيء قبل ما تتصدّى الدولة كي لا نجعل الناس في حالة صعبة رغم كل الضغوطات وكل الصعوبات. نحن مع الناس ومع الإعمار وسنبقى معهم لآخر لحظة مهما كان هناك من صعوبات وتعقيدات، لن نترك الناس لا بالإيواء ولا بالترميم ولا بالإعمار وإن شاء الله سوف تعود البيوت أحسن ممّا كانت فهذه مسؤوليّة ونحن ملتزمين فيها، نريد التعاون نحن والناس وأيضًا مع الدولة والدولة هي تتحمّل هذه المسؤوليّة.

 أيضًا نحن في النقطة الثالثة في موضوع الحكومة نحن أصلًا من بُنات الدولة، راقبوا تجربتنا كلّها عندما كُنّا بالحكومة من سنة 2005 حتى الآن، نحن دائمًا كنّا الطرف الذي يُعطي ويُقدّم، الطرف الذي يعمل بكف نظيف، الطرف الذي يساعد في بناء الدولة، ونحن الآن سوف نعمل مع حركة أمل وكل القوى السياسيّة الفاعلة التي لديها همّة للنهوض بالبلد سنكون شركاء وسنمد يدنا لبعضنا لأنّ البلد لا يتعمّر ويبنى ويصبح  بلد عنده قدرة اقتصاديّة واجتماعيّة وسياسيّة إلّا بتعاون الأطراف، فنحن حاضرين للتعاون مع الجميع ونُقر الإصلاحات الضروريّة ونعمل على رد أموال المودعين ونحارب الفساد ويعمل الجسم القضائي من أجل العدالة في البلد وتُحسم القضايا العالقة ويصير هناك تعيينات إداريّة.

 أنا هنا أقترح على الحكومة لماذا لا تجرون التعيينات الإداريّة وفق مباراة، هكذا ننتهي من المُحاصصة وبنفس الوقت بالمباراة يأتي الأكفأ، وتكونون تعبّرون بشكل مباشر عن اختيار الشخص الأفضل للإدارة، لأنّه لدينا حملة كبيرة في هذا الأمر وعندنا مواقع كثيرة بحاجة تعيينات، فأنا أنصح بهذا يوم من الأيّام الحكومة أخذت بقرار الأخ الوزير الحاج محمد فنيش وقتها وأجرت مباراة كانت تختار ثلاثة الأوائل بالمباراة والحكومة تختار واحد من الثلاثة، هذه طريقة يمكن تكون هي ويمكن أن تكون غيرها لكن أجروا مباراة أحسن من اختيار واحد من 1000 وضمن الحسابات الطائفيّة والسياسيّة والمعادلات الموجودة في البلد، دعوا صاحب الكفاءة يأتي وبالتالي هكذا يكون عدالة بالتوظيف ونستطيع الحفاظ على البلد بشكل أفضل".

وتطرق الى "موضوع طارئ هو في الحقيقة موضوع الطيران الإيراني أن يحط في مطار بيروت مطار رفيق الحريري الدولي، ما هي المبرّرات؟ دعونا الآن نتحدث معلومات لا نريد كلام مُنمّق، حصل اتصال برئاسة الحكومة بإعلام هذه الرئاسة أن إسرائيل ستضرب مدرج مطار بيروت إذا نزلت الطائرة الإيرانيّة في مطار رفيق الحريري الدولي، اتخذ رئيس الحكومة القرار بأن يمنع تحت عنوان سلامة الطيران وسلامة المدنيّين، هي المشكلة ليس أن شخص يؤمّن سلامة مدنيّين في وقت صعب، المشكلة أنّ هذا التنفيذ لأمر إسرائيلي. نحن في مشكلة حقيقيّة أين السيادة الوطنيّة؟ فلتنزل الطائرة ونرى ماذا ستفعل إسرائيل، لا يصح أن نسمع، الآن صارت إسرائيل ممكن أن تقول لكل شيء ممنوع أن تصل هذه الباخرة وممنوع أن تصل هذه الطائرة وممنوع أن تبنوا هذه العمارة، وممنوع أن تقيموا هذه المظاهرة ممنوع أن يمشي أحد بمنطقة الحدود، وبهذه الحلة نكون نحن موظفين عند إسرائيل ونكون نحن نطبّق الاستماع إلى مطالب الاحتلال".

ودعا "الحكومة اللبنانية الى أن تعيد النظر بهذا القرار وأن تعبّر عن موقفها السيادي، هي حُرّة الحكومة اللبنانية أن تقبل أي طيران في العالم، وليس لها علاقة إسرائيل أن تتحكم وبالتالي هناك مصالح بين إيران وبين لبنان كثيرة سواء من الشعب اللبناني أو الشعب الإيراني. والآن عندنا تشييع سماحة السيدين (رضوان الله تعالى عليهما) يعني هذا كلّه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار. حصلت تظاهرة بالأمس يوم السبت، تظاهرة دعا إليها حزب الله وتظاهرة سلمية هو اعتصام فجأةً تُلقى القنابل المسيّلة للدموع، طيب لماذا؟ إذا كان هناك أي إشكال، التظاهرة أو الاعتصام عنده لجنة منظّمة يستطيع الواحد أن يتعاطى مع اللجنة المنظمة ويحل المشكلة، ليس هناك لزوم أن نعمل إشكال داخلي أو أحد يدخل على الخط بطريقة مُعيّنة يورّطنا بمشاكل بين الجيش والشعب ليس هناك لزوم أبدًا. نحن والجيش إخوة وأحبّة، نحن بالحكومة ونعتبر أننا نعمل حتّى تتكامل الأمور مع بعض، ليس هناك لزوم لهذه الأعمال، قبل بيوم صار هناك اعتداء على اليونيفيل فنحن ضد الاعتداء على اليونيفيل ولم يكن هناك جهة داعية له، فإذًا أنا أدعو إلى أن نتعامل بحكمة مع هذه الأمور وأن نعيد الطيران الإيراني إلى لبنان كجزء من سيادة البلد وأيضًا خدمات الناس الذين يعيشون فيه".

23 شباط

وعن تشييع الأمينين العامين ل"حزب الله" الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، قال: "في 23 شباط عندنا التشييع الكبير العظيم لسيّد شهداء المقاومة السيّد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) والسيّد الهاشمي (رضوان الله تعالى عليه)، سنشيّع أمينين عامين، هذا التشييع هو في الحقيقة استثنائي بسبب استثنائيّة الرجلين وبسبب الخصوصيّة التي يتميّز بها سيّد شهداء الأمّة وطنيًا وقوميًا وعالميًا وإسلاميًا وعلى مستوى البشريّة. أنتم مدعوّون للتعبير عن الحزن والوفاء يعني نحن لسنا فقط حزينين لا بل نحن نريد تجديد البيعة، نحن نقول إنّا على العهد نريد تحويل هذا التشييع إلى مظهر تأييد وتأكيد على الخط والمنهج ونحن مرفوعو الرأس، هذا هو التشييع الذي نريده وطبعًا سوف يشارك ناس من دول عربية وإسلاميّة وعالميّة من المحبّين من طوائف مختلفة، من جهات مختلفة كذلك في لبنان كل الأحبّة، أنا دائمًا أقول أنّ جمهور المقاومة هو ليس فقط المنتسبين من البيئة لا بل هم  كل واحد يحب المقاومة ويؤيّد المقاومة، ويدعم سياستها العامة من كل الطوائف ومن كل اللبنانيين من سياسيّين و رسميّين وإلى آخره. طبعًا أنا أدعو جماهيرنا بشكل مباشر إلى أوسع مشاركة، دعوا أن تكون الصورة والمشهد والعنوان هو أن حزب الله والمقاومة الإسلاميّة حاضرون في الساحة أقوياء لهم امتداد، من يفكّر أن يضغط عليهم أو أن يأخذهم إلى مؤامرات من أجل إضعافهم لن يتمكّن من ذلك، لأنّه عندنا شعب أبي ومضحّي وأسطوري، هذا الشعب لا يوجد مع جماعة أو في مكان إلا وتكون له الغلبة والوصول إلى الحقيقة".

وختم قاسم: "هذه المسيرة التي يدعمها الشهداء وقادتها شهداء وجهادها شهداء وجرحى وأسرى لا يمكن إلا أن تبقى مرفوعة الرأس وعالية إن شاء الله، أنا أدعو إلى أوسع مشاركة وأدعو في الوقت نفسه إلى أعلى درجات الانضباط في المسيرة لأنّ سوف تكون مسيرة ضخمة جدًا، وأتمنّى على المشاركين أن يلتفتوا لتوجيهات المنظّمين في المسيرة وغني عن القول ممنوع إطلاق النار وممنوع القيام بأي أعمال يمكن أن تؤثّر على رصانة وهيبة الموقف وقوّة المسيرة وقوّة المشهد فنحن معوّدين عليكم. أيّها الشعب الطيب الذي كان يحبّه سماحة السيّد الأمين العام (قدّس الله روحه الشريفة)، أيّها الشعب الطيّب، أيّها المشاركون دعونا نرى هذا المشهد الذي يرفع الرأس، أنتم دائمًا ترفعون الرأس أنا متأكّد أنكم سوف ترفعون رأسنا وتكون رؤوسكم مرفوعة بتأييد ودعم ومشاركة هذا التشييع المهيب للأمينين العامّين".

 

مقالات مشابهة

  • أمريكا وَديمقراطيتُها الزائفة
  • نعيم قاسم: يجب أن تنسحب إسرائيل في 18 شباط بالكامل وعلى الدولة مسؤولية إعادة الإعمار
  • علي جمعة: إذا فاتتك ليلة النصف من شعبان فعليك بهذ الوقت كل يوم
  • أمطار غزيرة على منطقة الباحة
  • نصائح مهمة لدوام الصلاة والتغلب على التقصير فيها .. الإفتاء توضح
  • حكم الإكثار من الحلف دون داعٍ وهل له كفارة ؟ الإفتاء توضح
  • كهاتين في الجنة
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء يكشف عن 5 أعمال تقرب العبد إلى الله في رمضان
  • أستاذ شريعة إسلامية يكشف عن كيفية استقبال الابتلاء
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: جاه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم (1)