لجريدة عمان:
2024-07-08@12:58:13 GMT

مُلهمة تتحدى المرض.. وتجعل الرياضة أنيسها

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

مُلهمة تتحدى المرض.. وتجعل الرياضة أنيسها

رقية بنت سعود الحسنية إحدى مكافحات مرض السرطان التي لازمها المرض لغاية هذا اليوم، حيث بدأت مرحلة اكتشاف الإصابة بالمرض تظهر معها منذ عام 2003م وهي ما زالت في مقاعد المدرسة، ولكن حبها الشديد للرياضة جعلها تنسى ما تمر به وهون عليها معاناة المرض، حيث خلقت من الرياضة واقعا جديدا تعيش فيه وأسلوب حياة استمرت عليه، وأيقنت أن الإنسان بإمكانه الاستمرار مهما كانت ظروفه، والحياة مليئة بالفرص الجميلة التي يلقي من خلالها النور، مؤمنة بأن القوة تنبع من الداخل ولا شيء يعلو على الإرادة والعزيمة.

وتسرد رقية قصتها لنا قائلة: حكايتي مع المرض طويلة جدا بدأت منذ ٢٠٠٣، حيث أصبت بورم في العنق وكنت لا أزال في مقاعد الدراسة تم تشخيصه بعد الفحوصات بورم حميد وتم إجراء العملية وعدت لحياتي الطبيعية، أنهيت دراستي الثانوية ودخلت مجال الدراسة الجامعية، ثم في عام 2008م تكرر السيناريو وأصبت بورم آخر وكذلك بعد الفحوصات الطبية تم تشخيصه بورم حميد ولكن تم استعجال العملية كحل أول بسبب احتمالية تحوله لخبيث وعدت للحياة الروتينية، وبسبب حبي للعمل وحب الاعتماد على نفسي قمت بالعمل في الفترة الصباحية كمساعد معلم في مدرسة دولية وأدرس في الفترة المسائية في جامعة خاصة، وفي عام ٢٠١٢م شاءت الأقدار أن يعود ورمٌ آخر في مكان آخر، وبعد الفحوصات تم تشخيصه بورم خبيث في بداية مراحله، وكنت حينها قد قبلت للعمل في مكان جديد وبسبب استعجال العملية والفحوصات أخبروني أنهم لا يستطيعون توظيفي لأني سأحتاج لعلاج طويل فيما معناه أنني سأنقطع عن العمل لفترة طويلة وسيؤثر في عملي، أصبت بحالة انكسار وانهيار كبيرين، وبعدما أنهيت العملية وبدأت مرحلة العلاج حاولتُ جاهدة أن أكون أقوى وأستثمر وقتي في شيء يخدمني وأسلي به نفسي، ولأنني أحب صنع الحلويات عملت في مجال بيع الحلويات والمعجنات عن طريق الانستجرام، وبدأت مرحلة جديدة من حياتي انقطعت فيها عن الدراسة بسبب أنني لم أستطع دفع التكاليف لكني علمت أن بداخلي شخصية قوية، وبدأت مرحلة العلاج الإشعاعي والهرموني وكنت حينها يوميا من المستشفى للمنزل أقود سيارتي بنفسي ودعوات أمي الحبيبة تحفني وتشجيع أخواني وأخواتي وصديقاتي بأني أقوى من كل شيء، وانتهت مرحلة العلاج الإشعاعي واستمرت مرحلة العلاج الهرموني، وفي عام 2014م دخلت النادي الصحي بعدما زاد وزني بسبب العلاج زيادة كبيرة، وكانت عضوية النادي هدية من صديقتي «عزة» وعلمت حينها أني أعشق الرياضة حد الإدمان.

الإصرار

ولكن لم تنته معاناة رقية مع المرض، ففي بداية عام ٢٠١٥م ظهر ورم جديد آخر وتم تشخيصه بورم حميد وتمت إزالته، ووجدت حينها رقية بأن عليها أن ترضى بالواقع وتتعايش معه وتمارس حياتها بشكل طبيعي، فأصرت رقية على العمل وفعلا حصلت على عمل جديد رغم كلام الأطباء ومحبيها عن مدى خوفهم عليها بأنه يجب عليها أن تلزم الراحة وعدم العمل، موضحة: كنتُ مؤمنة بأني ما دمت أستطيع الحركة والعطاء إذًا يجب أن أعمل، ومرت سنة ٢٠١٦م بخير من دون أورام، وفي عام 2017م أصبت بورم جديد وتم استئصاله وكان العلاج الهرموني مستمرا، وفي بداية 2018 م أصبت بورم آخر وحينها أصررت أن أعلم ما الذي يحدث بي؟ ما سبب تكرار كل هذه الأورام في جسدي؟، وكنت مستمرة في العلاج وفي الرياضة في الصالة الرياضية، وبعد المناقشة مع الأطباء لمعرفة الأسباب تم تحويلي لعيادة الجينات وبعد الفحوصات تم تشخيصي بطفرة جينية نادرة وهي المسببة لهذه الأورام، حينها أدركت بأنه يجب أن أكون أقوى وأكافح المرض بعزيمة وإصرار وثقة بالله وأمل لا ينقطع مهما كانت الظروف وأعيش حياتي باستمتاع من دون يأس وقلق وتفكير.

ووجدت رقية من الطبيعة متنفسا لروحها ومن الجبال الشامخة ثباتا وتحديا، حيث بدأت رقية مرحلة جديدة من حياتها عندما دخلت إلى عالم تسلق الجبال، متابعة الحديث: أصبحت أخرج كل أسبوع مع متسلقي الجبال وزادت قوتي في مواجهة المرض وتقبل نفسي مع أنه ما زالت عمليات تكرار الأورام مستمرة ولكن عشقي واستمتاعي بالرياضة وتسلق الجبال جعلني أنسى ما أمر به وجعلني في كل مرة أكون أقوى في مواجهة المرض من كل مرة مضت، وقد أخبرني الطبيب بعدها أني أنهيت العلاج الهرموني للسرطان ولكني يجب أن أستمر في الفحوصات لاحتمالية عودته، وأكملت مسيرة ورحلات تسلق الجبال، وفي عامي 2020 و2021م وجدت في الرياضة ترفيها وحياة لا تنتهي، ووازنت ما بين الرياضة وأعمالي الخاصة حيث عملت في مجال التدريس في رياض الأطفال وما زلت فيه، واشتغلت في جماعات تطوعية، كما أقوم بتخصيص وقت لاعتنائي بأمي العزيزة وتدبيري لكل أموري.

الطموح

وما زالت رقية تكمل رحلة تسلق الجبال باستمتاع، مضيفة: لم يبق جبل من جبال عمان الحبيبة إلا وزرته، ونعم كنت أتألم ولكني كنت أستمتع بذلك الألم، ونتيجة لذلك صحتي بدأت تستقر، وتعلمت بعدها رياضة الملاكمة، والغوص السطحي، والركض والفتنس بجميع أنواعه، وأنا أدير شؤوني الخاصة، وكنت حينها أحلم بتسلق قمة من قمم العالم السبع، وهي قمة كلمنجارو في إفريقيا، وأخبرت مدربي بذلك وهو الذي كان يسعى لإرشادي الدائم في مجال الرياضة والقوة البدنية الصحية التي كنت أمارسها، وقد وجهني للاشتراك بمسابقة في مواقع التواصل الاجتماعي لشركة توب فروت لكتابة القصص الملهمة حيث كتبت قصتي مع الأورام والرياضة وفزت بمبلغ مادي ساعدني جدا للرحلة، وفعلا أنجزت المهمة بكل فخر وسعادة، وحاليا أتجهز لماراثونات مختلفة وأسعى لتسلق قمم أخرى في العالم، وهدفي هو نقل تجربتي للآخرين وأن تكون قصتي ملهمة لكل من أصابه اليأس أو يعاني من أي ظرف سواء صحي أو نفسي بأنه لا شيء مستحيل مع الإصرار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وفی عام فی عام

إقرأ أيضاً:

طبيبة تكشف كيف يمكن استعادة صحة المفاصل

أوضحت الدكتور ألكسندر مياسنيكوف، لماذا يعتبر حقن حمض الهيالورونيك ومواد أخرى في المفاصل عديمة الفائدة على الإطلاق.

ويشير مياسنيكوف، إلى أنه وفقا لجمعيات الرضوح الأوروبية والأمريكية وأطباء عديدين، ليست حقن حمض الهيالورونيك أكثر فعالية من العلاج الوهمي. وتأثيرها قصير المدى، لا يزيد عادة عن 6-8 أسابيع، ويقتصر على القضاء على الجفاف في المفصل، ولكنها لا تشفي المفصل، ويستمر المرض في التطور. وينطبق هذا أيضا على حقن الخلايا الجذعية والأنسجة الدهنية وكذلك عمليات نقل البلازما المخصبة، لأن هذه الوسائل لا يمكنها تغيير بنية المفصل ولا علاج التهاب المفاصل العظمي.

ووفقا له، يجب أن يعلم كل شخص يعاني من آلام المفاصل أو هشاشة العظام، أن أحدا لن يساعده. لأن المرض ناجم عن نمط حياة غير صحي طويل الأمد: سوء التغذية، قلة ممارسة الرياضة، التدخين، الوزن الزائد.

وينصح مياسنيكوف، للحفاظ على مفاصل صحية يجب اتباع نمط حياة صحي منذ الصغر، ومراقبة الوزن، وممارسة الرياضة، وتناول الطعام بشكل صحيح وتجنب العادات السيئة.

مقالات مشابهة

  • هواوي تتحدى العقوبات الأمريكية.. خطة لإبقاء الصين رائدة في الذكاء الاصطناعي
  • معركة نسائية على عرش طوكيو.. كويكي تسعى لولاية ثالثة بينما تتحدى سايتو
  • اعتقال سارق المنازل الذي روع ساكنة الجبال ضواحي تطوان
  • أمير الباحة يوجه بتكثيف الجهود لسرعة إخماد حريق في أحد الجبال
  • طبيبة تكشف كيف يمكن استعادة صحة المفاصل
  • بندر الخيران.. مرفأ للصيادين ومتنفس يعانق زرقة البحر وشواهق الجبال
  • القديس أباهور وأمه القديسة ديودورة.. قصة مُلهمة تفتخر بها الكنيسة المصرية
  • لا موجات لاهبة حتى الساعة.. هذا ما كشفه الأب خنيصر عن طقس القسم الأول من تموز
  • الجمعية الأردنية لمتقاعدي الضمان الإجتماعي… (مكانك سر)
  • 10 سنوات على «خلافة البغدادى».. العراق يحاصر فلول داعش فى الجبال.. وتشرذم عصاباته فى سوريا