“قطاع الفضاء الإماراتي” .. المعرفة في مواجهة تحديات التغير المناخي
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
يعد قطاع الفضاء الإماراتي رافدا حيويا لمنظومة العمل التي تنتهجها الدولة في مواجهة تحديات التغير المناخي ، وقد حرصت دولة الإمارات على إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع الفضائية التي ترتكز على العلوم الحديثة والمعرفة ، وتدعم مساعيها لتعزيز الاستدامة وحماية البيئة ، وكذلك إثراء الجهود العالمية المبذولة في مواجهة التغير المناخي وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة ونشر حلول الطاقة النظيفة والمتجددة.
وتزامنا مع استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP 28” شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين في مدينة إكسبو دبي ، تسلط وكالة أنباء الإمارات “وام” الضوء في التقرير التالي على عدد من المبادرات والمشاريع الفضائية التي نفذتها الدولة بهدف مواجهة التحديات المناخية.
فقد أطلقت دولة الإمارات في نوفمبر من العام الماضي، وتزامنا مع مشاركتها في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP 27” في جمهورية مصر العربية ، “مجمع البيانات الفضائية”، كمنصة رقمية لجمع وتوفير البيانات الفضائية للعلماء والباحثين والمؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الناشئة وأفراد المجتمع بهدف تطوير برمجيات وإيجاد حلول لمواجهة التحديات الوطنية والعالمية.
ويندرج “مجمع البيانات الفضائية”، ضمن سلسلة المشاريع التحولية التي أطلقتها حكومة دولة الإمارات ضمن جهودها الرامية إلى التركيز على خلق الاقتصاد الأنشط والأفضل عالمياً.
ويوفر مشروع المجمع، منظومة مبتكرة لبيانات وتقنيات الفضاء لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية، وزيادة الاعتماد على الفضاء لمواجهة التحديات ، إضافة إلى زيادة عدد الشركات الفضائية وبراءات الاختراع، واستقطاب أفضل المبتكرين، وتسريع تطوير المنتجات الفضائية، وتعزيز مساهمة الفضاء لحل التحديات الوطنية والعالمية، إلى جانب رفع نسبة الإنتاج البحثي العلمي.
وفي السياق ذاته ، أطلقت وكالة الإمارات للفضاء برنامج “ساس” للتطبيقات الفضائية ، بهدف إيجاد حلول لتحديات الاستدامة العالمية، وتعزيز دور الشراكات والاستثمارات المحلية والعالمية الفاعلة في صناعة الفضاء، وبناء ثقافة وخبرة وطنية عالية بهذا القطاع.
وينطوي البرنامج على قطاعات متنوعة مثل الأمن الغذائي وتغير المناخ، والمراقبة البيئية والغطاء النباتي، والطاقة والبنية التحتية ، ويوفر الدعم للشركات الناشئة والباحثين والمراكز البحثية المتخصصة من أجل تطوير تطبيقات قائمة على بيانات الأقمار الاصطناعية وذات قيمة تجارية.
كما أعلنت وكالة الإمارات للفضاء في شهر مايو من العام الجاري، توقيع اتفاقية تعاون مع شركة “بلانيت لابز”، الرائدة في مجال الخرائط والبيانات حول الأرض، لبناء أطلس للخسائر والأضرار بالاعتماد على بيانات الأقمار الاصطناعية لتمكين الدول من مواجهة التغيرات المناخية.
جاء ذلك في إطار رؤية واستراتيجية وكالة الإمارات للفضاء، لدعم المبادرات والمشروعات التحولية المختلفة والرامية إلى الحد من التغير المناخي، في إطار الاستعدادات لـ”COP 28” .
وقد تم تصميم أطلس الخسائر والأضرار، لتوسيع نطاق تقديم التكنولوجيا والخبرة الفنية للبلدان النامية لمعالجة الخسائر والأضرار الناتجة عن تغير المناخ، بما يتماشى مع مبادرة أنظمة الإنذار المبكر للجميع التي أطلقتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لتعزيز توافر أنظمة إنذار مبكرة للحد من أخطار الظواهر المناخية في عدة بلدان وتعد مبادرة أنظمة الإنذار المبكر للجميع ناتج إنشاء صندوق الخسائر والأضرار خلال “COP27”.
كما شهد “حوار أبوظبي للفضاء” الذي عقد شهر ديسمبر من العام الماضي إطلاق “مرصد الفضاء من أجل المناخ”، المبادرة العالمية التي تهدف إلى جمع الكيانات العامة والخاصة المشاركة في قطاع رصد الأرض، لتنسيق الجهود الهادفة إلى تعزيز الاستخدام السلمي لتكنولوجيا الفضاء للتصدي لتغير المناخ، وزيادة كفاءة تطبيقاتها من أجل العمل المناخي المستدام والناجح محليا وإقليميا وعالميا.
ويهدف المرصد إلى دعم العمل المناخي العالمي، وتطوير القدرات لدراسة آثار تغير المناخ ورصدها وتخفيفها والتكيف معها، على المستويات المحلية، والوطنية، والإقليمية، والدولية.
كما أطلقت الدولة في شهر يوليو من العام الماضي البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية “سرب”، لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية التي توفر تصوير راداري على مدار الساعة وفي جميع الأحوال الجوية.
وجاء المشروع بهدف تحقيق مجموعة كبيرة من المستهدفات التي من شأنها تعزيز جهود الإمارات لإيجاد حلول للتحديات المرتبطة بالتغير المناخي واستدامة البيئة والمساهمة في التطوير العمراني، والعمل على تكامل الجهود ودعم مواجهة الكوارث وتحديات الأمن الغذائي وغيرها، وذلك بالاعتماد على الكوادر المواطنة المؤهلة والشركات الإماراتية، علاوة على تشجيع الشراكات مع المؤسسات العالمية وتقديم الحوافز لها، والذي يعد امتداداً لمشروع مناطق الفضاء الاقتصادية الرامي إلى ترسيخ مكانة الإمارات مركزا عالميا للمواهب والاستثمار والابتكار.
كما أنجزت وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة، إطلاق القمر الصناعي المصغر ” مزن سات ” لدراسة الغلاف الجوي للأرض.
ويقيس القمر الصناعي مستويات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتوزيعها في الغلاف الجوي ، ويقوم طلبة جامعة خليفة والجامعة الأمريكية في رأس الخيمة برصد ومعالجة وتحليل البيانات التي يرسلها إلى المحطة الأرضية الأساسية في مختبر الياه سات في جامعة خليفة والمحطة الأرضية الفرعية في الجامعة الأمريكية في رأس الخيمة.
كما أطلق مركز محمد بن راشد للفضاء وبلدية دبي “دي إم سات 1″، وهو قمر اصطناعي نانومتري مخصص للأغراض البيئية مزود بأحدث تقنيات الرصد الفضائي البيئي في العالم، ويعمل على جمع وتحليل البيانات وقياس ملوثات الهواء والغازات الدفيئة.
ويقوم القمر برصد وتجميع وتحليل البيانات البيئية، وقياس ملوثات الهواء، والغازات الدفيئة، وتطوير خرائط لتركيز وتوزيع الغازات الدفيئة ، ودراسة التغيرات الموسمية لهذه الغازات ومراقبتها، ويتم توظيف البيانات التي سيوفرها القمر في مجالات عدة، لإيجاد الحلول ووضع خطط طويلة الأمد لمواجهة تحديات تلوث المدن، والتغير المناخي، وإعداد أبحاث رائدة تدعم دراسة التغيرات المناخية.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: وکالة الإمارات للفضاء التغیر المناخی مواجهة تحدیات تغیر المناخ من العام
إقرأ أيضاً:
دبي تختتم الدورة الأضخم من مؤتمر الجمعية الإماراتية لطب وجراحة الصدر بإطلاق “جائزة البحث والابتكار” لترسيخ مكانة الإمارات مركز عالمياً لطب الرئة
بحضور نخبة من القيادات الصحية والخبراء العالميين، اختُتمت مساء الأحد أعمال المؤتمر السنوي الثالث عشر للجمعية الإماراتية لطب وجراحة الصدر (ETS 2025)، الذي استضافه فندق إنتركونتيننتال دبي فستيفال سيتي على مدى يومين، في دورة وُصفت بأنها الأضخم في تاريخ المؤتمر من حيث عدد المشاركين وتنوع المحاور العلمية وثراء الأوراق البحثية.
وشهدت فعاليات المؤتمر مشاركة أكثر من 50 خبيراً ومتحدثاً من 20 دولة، يمثلون أبرز الجامعات والمراكز البحثية العالمية، ناقشوا خلالها أحدث ما توصل إليه الطب في مجالات أمراض الجهاز التنفسي وطب وجراحة الصدر، وفي مقدمتها الربو، والانسداد الرئوي المزمن (COPD)، والتليف الرئوي، والأمراض الجنبية، وزراعة الرئة، وطب النوم، والرعاية التنفسية المنزلية.
كما استعرضت الجلسات الدور المتزايد لـ الذكاء الاصطناعي في تشخيص أمراض الرئة ومتابعة الحالات المزمنة، والاتجاهات الحديثة في العلاجات البيولوجية والطب الدقيق.
وأكد البروفيسور أشرف حسن حميدان الزعابي، رئيس الجمعية الإماراتية لطب وجراحة الصدر، أن هذه الدورة مثلت نقلة نوعية في مسيرة المؤتمر من حيث المحتوى العلمي والتنظيمي، مشيراً إلى أن الجمعية تعمل على تحويل المعرفة الأكاديمية إلى سياسات وقائية وممارسات سريرية حديثة تسهم في تعزيز صحة المجتمع.
وأضاف أن الإمارات أصبحت اليوم مركزاً إقليمياً وعالمياً رائداً في مجال طب الرئة وجراحات الصدر، بفضل دعم قيادتها لبرامج التعليم الطبي المستمر وتطوير الكفاءات الوطنية.
وأعلن الزعابي عن إطلاق “جائزة الجمعية الإماراتية لطب وجراحة الصدر للبحث والابتكار”، التي تهدف إلى تشجيع الأبحاث التطبيقية والمبادرات الإكلينيكية المتميزة في مجال أمراض الرئة، مؤكداً أنها ستكون منصة سنوية لتكريم العلماء والباحثين الشباب الذين يسهمون في تطوير الرعاية التنفسية، ويقدمون حلولاً عملية لتحسين جودة حياة المرضى.
وشهدت أعمال المؤتمر أيضاً توقيع اتفاقية تعاون استراتيجية بين الجمعية وشركة “سانوفي” (Sanofi)، لتعزيز الوعي الوطني بالأمراض التنفسية المزمنة وتوسيع نطاق الكشف المبكر والتثقيف الصحي، في خطوة تنسجم مع رؤية الإمارات 2031 نحو مجتمع صحي مستدام قائم على الوقاية والابتكار.
وتخللت الجلسات العلمية عروضاً بحثية ميدانية قدمها أطباء وباحثون من داخل الدولة وخارجها، حول أحدث الأساليب في التشخيص المبكر، والتعامل مع الالتهابات التنفسية، والوقاية من المضاعفات طويلة المدى، فيما اختتمت الفعاليات بحفل تكريم للمتحدثين والخبراء المشاركين من مختلف الدول، تقديراً لإسهاماتهم في إثراء الحوار العلمي وتبادل الخبرات.
وخلص المؤتمر إلى توصيات علمية ومهنية أبرزها، ضرورة تعزيز برامج الكشف المبكر عن أمراض الجهاز التنفسي ضمن منظومة الرعاية الأولية، واعتماد أحدث العلاجات البيولوجية والدوائية الموجهة بما يتناسب مع طبيعة كل مريض.
تطوير منظومة الرعاية التنفسية المنزلية الذكية وتوسيع خدمات المتابعة الرقمية للمرضى المزمنين، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية للأمراض الصدرية لدعم الأبحاث والسياسات الصحية المستقبلية، ودعم الكوادر الإماراتية عبر برامج الزمالة والتدريب المستمر في مراكز التخصص الدقيقة.
ويأتي هذا النجاح امتداداً لمسيرة امتدت لأكثر من عقد في خدمة طب الرئة في الإمارات والمنطقة، إذ أثبت المؤتمر عبر دوراته المتعاقبة قدرته على أن يكون منصة علمية مرجعية تربط الأطباء بالباحثين وصناع القرار، وترسخ مكانة الدولة كمنارة علمية وإنسانية في قطاع الصحة على المستوى الدولي.