وقود ينفد وأجهزة تخرج من الخدمة.. الحرب تشل مستشفيات غزة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
بينما يستعد سكان قطاع غزة لمواجهة هجومٍ بريٍ إسرائيلي، بعد أيامٍ من الضربات الجوية المكثفة والحصار، تبدو مستشفيات القطاع في حالة شلل، وسط مخاوف من نفاد الوقود، وخروج أجهزة طبية ضرورية من الخدمة.
وحذّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري من تحول نقص المياه والكهرباء والوقود بقطاع غزة المحاصر إلى "كارثة حقيقية" خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة.
وقال في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" الاثنين، بشأن نقص الإمدادات الأساسية إن الأمر قد يحتمل "الأربع والعشرين ساعة القادمة بعد ذلك ستكون كارثة حقيقية.. لا وقود وبالتالي لا كهرباء ولا مياه لعموم سكان غزة وبالأخص للمستشفيات والمؤسسات الصحية".
وتساءل أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عن سبل تعامل المستشفيات مع هذا الوضع.
ويهرع الأطباء لمساعدة عدد متزايد من المرضى في المستشفيات المكتظة التي تعاني نقص الأدوية، والوقود بسبب الحصار. ومن بين هؤلاء المرضى أطفال أصيبوا في ضربات جوية. ويقول الأطباء إن الحالات الأكثر خطورة فقط هي التي تخضع لعمليات جراحية؛ نظراً لعدم كفاية الموارد، وفق "رويترز".
وقود يكفي 24 ساعة فقط
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الاثنين، إن احتياطي الوقود في مستشفيات قطاع غزة يكفي لمدة 24 ساعة فقط، ما يعرض آلاف المرضى للخطر.
وقالت وزارة الصحة في غزة، الاثنين، إن الغارات الإسرائيلية قتلت 2837 فلسطينياً، على الأقل، وأصابت نحو 12 ألفاً آخرين، منذ السابع من أكتوبر. ولا يزال ألف شخص في عداد المفقودين، ويُعتقد أنهم تحت الأنقاض.
وناشد القدرة الناس التوجه إلى مستشفى الشفاء، وهو أكبر منشأة طبية عامة في القطاع الذي يبلغ عدد المنشآت الطبية العامة به 13 منشأة، من أجل التبرع بالدم. وقال إنه إذا توقف المستشفى عن العمل، فإن العالم كله سيكون مسؤولاً عن حياة مئات وآلاف المرضى الذين يعتمدون على خدمات الوزارة، لا سيما التي يقدمها مستشفى الشفاء. ويخدم هذا المستشفى قطاع غزة بأكمله، وإن كانت خدماته تتركز بشكل مباشر على 800 ألف شخص يعيشون في مدينة غزة وحدها.
وتشن إسرائيل أعنف ضرباتها الجوية على الإطلاق، ومن المتوقع أن تشن هجوماً برياً على غزة، وهي واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، إذ يبلغ عدد سكانها 2.3 مليون نسمة.
أصحاب الأمراض المزمنة
وفر بعض الفلسطينيين من ديارهم في مدينة غزة بعد أن حذرهم الجيش الإسرائيلي، وطالبهم بضرورة التوجه جنوباً.
لكن بعض السكان قالوا إنهم عرضة لخطر الضربات الجوية الإسرائيلية في الطريق إلى الجنوب. ويعود البعض إلى الشمال بسبب انعدام الأمن، وعدم وجود مكان للإقامة في الجنوب المكتظ بشكل متزايد.
ولم يتسن، لـ"رويترز"، الحصول على تعليق من الجيش الإسرائيلي بشأن تلك التداعيات.
وقال فلسطينيون في غزة إن حملة القصف الإسرائيلية خلال الليل هي الأعنف منذ أن شنت هجماتها الانتقامية. وأضافوا أن القصف كان كثيفاً في مدينة غزة تحديداً؛ حيث أصابت ضربات جوية المناطق المحيطة بمستشفيين رئيسيين في المدينة.
ويرقد سعيد العبد الله على سرير في مستشفى، وجسده موصول بجهاز لغسل الكلى، بعدما نجا من القصف الذي استهدف منزله في خان يونس. وقال: "نتعذب في غسل الكلى.. عذاب مر.. ونعاني معاناة صعبة في المواصلات.. وفي الروحة وفي الجاية.. واتهجرنا".
وتجري حالياً جهود دبلوماسية لمحاولة فتح معبر رفح الحدودي، الخاضع للسيطرة المصرية، إلى غزة، مع وصول مساعدات إلى الجانب المصري.
وفي مستشفى ناصر في خان يونس بجنوب قطاع غزة، وبينما تستمر سيارات الإسعاف في الوصول إليه بمصابين، يواجه أصحاب أمراض مزمنة احتمال تعطل الأجهزة الطبية.
وقال الطبيب محمد زقوت: "لدينا 220 مريضاً (بالكلى). نصف عدد الأجهزة تقريباً ستخرج عن الخدمة الليلة، هذا معناه كارثة حقيقية؛ لأن بعض المرضى لن يستطيعوا إجراء الغسيل الكلوي".
وقال أحد هؤلاء المرضى، ويدعى ناهض الخازندار، اضطر إلى الفرار مع عائلته من مدينة غزة إلى خان يونس، "أنا مريض فشل كلوي، وأغسل في الجمعة ثلاث مرات، لي أسبوع ما غسلتش". وبينما كان ينتظر خارج قسم الكلى في مستشفى خان يونس، حيث وصل عشرات الجرحى، بالإضافة إلى جثث، قال: "بدني منفخ، وجيت ع المستشفى عشان أغسل ومخنوق، لازم أغسل كلية ضروري".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: مدینة غزة قطاع غزة خان یونس
إقرأ أيضاً:
«الفارس الشهم 3».. مستشفيات ومبادرات إماراتية تضع الصحة في قلب العمل الإنساني (فيديو)
أبوظبي/ وام
تولي دولة الإمارات العربية المتحدة، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، اهتماماً بالغاً بصحة الإنسان وسلامته، وتواصل عبر عملية «الفارس الشهم 3» دعمها الإنساني العالمي، من خلال تنفيذ مبادرات صحية متكاملة تُجسد نهجها الراسخ في تقديم الرعاية الطبية للمصابين، لا سيما في المناطق المتأثرة بقطاع غزة.
وفي هذا الإطار، أنشأت دولة الإمارات المستشفى الميداني الإماراتي في قطاع غزة، بطاقة استيعابية تصل إلى 200 سرير، يضم غرف عمليات ووحدات عناية مركزة وأقسام طوارئ مجهزة بأحدث المعدات، ويعمل فيه طاقم طبي متخصص من مختلف الجنسيات.
وتم علاج أكثر من 51 ألف حالة منذ افتتاحه، مع التركيز على الإصابات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة.
كما أطلقت الإمارات، من خلال المستشفى، مبادرة إنسانية نوعية لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ممن تعرضوا للبتر، بهدف دعم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
وقدمت الإمارات أيضا دعماً طبياً شاملاً للمستشفيات في غزة تجاوز حجمه 750 طناً من الإمدادات الطبية والأدوية، وشمل أجهزة ومولدات كهربائية لضمان استمرارية تقديم الخدمات الصحية.
ومن ضمن المبادرات النوعية، نفذت حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض الخطيرة.
وفي إطار الاهتمام بالحالات الحرجة، قامت الإمارات بإجلاء عدد من المرضى والمصابين من قطاع غزة إلى الدولة لتلقي العلاج، وبلغ عدد المستفيدين من برنامج الإجلاء والعلاج في الإمارات ما يزيد على 1000 طفل و1000 من مرضى السرطان من أبناء قطاع غزة، تلقوا رعاية طبية متخصصة تضمنت العمليات الجراحية والعلاج التأهيلي والدعم النفسي.
كما أرسلت الإمارات المستشفى الميداني العائم في مدينة العريش المصرية بطاقة استيعابية تصل إلى 100 سرير، ويضم طواقم طبية متعددة التخصصات تشمل الجراحة العامة، وجراحة العظام، وطب الأطفال، والنساء والتوليد، والعناية المركزة.
وقد استقبل المستشفى العائم أكثر من 10 آلاف حالة قادمة من معبر رفح، وقدم لها خدمات طبية طارئة إلى جانب عمليات جراحية دقيقة، ضمن بيئة علاجية متكاملة تراعي أعلى معايير السلامة والرعاية الصحية.
وتعكس هذه الجهود الإنسانية المتكاملة التزام الإمارات الثابت بمبدأ أن الاستثمار في الصحة هو استثمار في مستقبل الشعوب، وتجسد قيم التضامن والعطاء في أسمى صوره.