لجريدة عمان:
2024-09-19@05:10:19 GMT

خديجة اللواتية .. نموذج للدبلوماسية الناجحة

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

خديجة اللواتية .. نموذج للدبلوماسية الناجحة

لم تعج ذاكرة سعادة السفيرة المتقاعدة خديجة بنت حسن اللواتية بمشاهد كثيرة عن مطرح التي ولدت فيها في عام 1952، فهي لم تعش فيها سوى سنة واحدة من طفولتها، فقد سافرت إلى «بلاد الرافدين» مع عائلتها لظروف الحياة الصعبة آنذاك في مطرح ولكن لا تزال بالنسبة لها المكان الأول الذي صقل شخصيتها، وجعلها أكثر وعيا وثقافة ومعرفة.

فمطرح تلك المدينة المليئة بالتاريخ والقلاع والحصون والممرات الضيقة وسوقها الشعبي الممزوج بروائح الأجداد، كما كانت تكتظ بالتجار القادمين من الهند والصين والبحرين وبلاد فارس الذين أثروا إيجابا على سكانها من نواح مختلفة.

ولذلك فقد ارتوت سعادة خديجة اللواتية العلم من بلاد الرافدين «العراق»، إذ أكملت دراستها الأولى والجامعية فيها، فبعد حصولها على ليسانس الأدب الإنجليزي من كلية الآداب بجامعة بغداد عادت إلى سلطنة عمان، فكانت تواقة إلى رؤية مطرح الجميلة وما صاحبها من تطورات وتغيرات كبيرة في عهد النهضة المباركة التي قادها السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه.

ولتزداد علما ومعرفة أكثر سافرت سعادتها إلى المملكة المتحدة لإكمال دراستها العليا، وحصلت على دبلوم إدارة الأعمال وتنمية المجتمعات المحلية من كلية هدرزفيلد.

المرحلة العمليةربما لم تكن تخطط اللواتية الانضمام إلى السلك الدبلوماسي ولكن الأقدار شاءت أن تكون في وزارة الخارجية، فبعد الانتهاء من دراستها الجامعية التحقت بوزارة التنمية -آنذاك- في عام 1974، وبعدها تم نقل إدارة وزارة التنمية إلى وزارة الخارجية، حيث فضلت اللواتية العمل في المجال الدبلوماسي، لتبدأ مرحلة جديدة ومختلفة في حياتها المهنية.

وتدرجت سعادتها في العمل الدبلوماسي، من سكرتير ثانٍ، وسكرتير أول، ثم مستشارة، ووزير مفوض، حتى حظيت بثقة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- لتصبح أول سفيرة لسلطنة عمان في 15 سبتمبر عام 1999.

وخلال عملها كسفيرة في هولندا حركت سعادتها المياه الراكدة بين البلدين خاصة في القطاع الاقتصادي، فهي ترى أن الدبلوماسية فن في إدارة العلاقات الإنسانية تستخدمها الدول لتعزيز وجودها الدولي وتقوية علاقتها في كافة النواحي.

فقد استطاعت بحكمتها الدبلوماسية من توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، كان أهمها بين ميناء صحار وروتردام في عام 2003 للتعاون المشترك بينهم، وإنشاء الكلية العالمية للنقل والشحن البحري في صحار، إلى جانب قيام العديد من الفعاليات التي أدت إلى تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية، وتدفق المزيد من السياح الهولنديين إلى سلطنة عمان.

كما نجحت اللواتية بذكائها من إقناع الحكومة الهولندية من إقامة قرية مصغرة في أحد المتاحف هناك للترويج عن الثقافة والتاريخ العمانيين، إضافة إلى إقامة معرض التراث العماني لمدة ستة أشهر في متحف نيوكرك بأمستردام، وهو من أهم المتاحف في هولندا، كما لها دور بارز في تنظيم أسبوع عماني ضمن فعاليات روتردام عاصمة الثقافة في أوروبا، والمساهمة في تأليف كتاب للأطفال في أوروبا عن سلطنة عمان بهدف نشر التاريخ والثقافة العمانية والتعريف بالمقومات السياحية، إضافة إلى مساهمتها في إعداد فيلم عن «صحراء على البحر» وهو عبارة عن رحلة سياحية تعليمية لتلاميذ المدارس الهولندية والأوروبية.

العلاقات الدبلوماسيةومن الناحية الأكاديمية، نجحت في إقامة كرسيين للدراسات العليا في اثنتين من أكبر الجامعات الهولندية باسم السلطان الراحل قابوس بن سعيد، إضافة إلى تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة في عام 2001 بين جامعة السلطان قابوس والمؤسسة الهولندية للتعاون الدولي في مجال التعليم، وعلى أساسها تم إرسال طلبة عمانيين للدراسة في الجامعات الهولندية.

أما على الجانب السياسي، فقد تمكنت اللواتية من ترتيب زيارات لعدد من كبار المسؤولين الهولنديين إلى سلطنة عمان، كان أبرزهم رئيس وزراء هولندا ووزير الخارجية، إضافة إلى العديد من الوفود التجارية المتبادلة.

ونظرا لجهودها الفعالة في إدارة العلاقات الدبلوماسية على مستويات رفيعة، تم تعيينها عميدة السلك الدبلوماسي الأجنبي والعربي في هولندا لمدة 6 سنوات، إذ مكنها هذا المنصب من تعميق العلاقات مع كبار المسؤولين الدبلوماسيين من خلال حضورها أغلب الفعاليات والاجتماعات التي تقيمها الملكة.

وتقول سعادتها: إن الدبلوماسي يستطيع تطوير العلاقات بين البلدين ووصولها إلى مستويات أعمق من خلال اقتناص الفرص، والحزم في بعض الأمور، وعدم التهاون، وإيجاد شبكة من العلاقات الصحفية والفكرية والثقافية، وتقريب وجهات النظر وشرحها عند الاختلاف، والتوفيق بين المصالح الوطنية ومتطلبات النظام الدولي الذي يهدف إلى الاستقرار وتفادي الحروب والتسامح واحترام التعددية الفكرية.

فترة التقاعد

وعادت سعادتها من هولندا بعد مرحلة مليئة بالعطاء والعمل الدبلوماسي المتواصل على مدار 10 سنوات، والذي أثمر عنه تعاون مشترك بين سلطنة عمان وهولندا على كافة المستويات، إلى ديوان عام الوزارة، لتشغل منصب مدير دائرة مكتب الوزير، ثم مدير دائرة التعاون الثقافي حتى تقاعدها من العمل من الخدمة المدنية.

وتقضي سعادة خديجة الآن فترة التقاعد مع أسرتها وأحفادها، إذ لم يمنعها المجال الدبلوماسي من تكوين أسرة ناجحة يسودها المحبة والود، بل العكس تماما فقد وصل أولادها الأربعة (ولدان وفتاتان) إلى مراحل دراسية عالية، وهي فخورة بهم وبإنجازاتهم وبإقبالهم على الحياة.

وفي نهاية حديثها، قالت اللواتية: إن المرأة العمانية حظيت باهتمام بالغ من باني النهضة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- واستطاعت تمثيل المرأة العمانية في كافة المحافل الدولية والإقليمية، مؤكدة على مضي صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- على النهج نفسه، إذ أشار في مواضع كثيرة إلى أهمية المرأة العمانية ودورها في خدمة المجتمع والوطن، ولذلك عليها استغلال الفرص المتاحة وإثبات دورها في كافة القطاعات والتخصصات متأملة رؤية أعداد جيدة من النساء في مجلس الشورى في الدورة المقبلة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سلطنة عمان إضافة إلى فی عام

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي يكشف سبب فتح سويسرا قضية اغتيال الدبلوماسي المصري علاء الدين نظمي

قال الدكتور توفيق حميد، الباحث السياسي، إن المدعى العام السويسري قرر فتح قضية اغتيال الدبلوماسي المصري علاء الدين نظمي في جنيف، بعد 25 عاما من وقوعها، قبل سقوطها بالتقادم لوجود احتمالين، أولهم اكتشاف التكنولوجيا التي تتيح كشف الجرائم، أو أن هناك تحركات قوية داخل أنظمة المخابرات في الدول الغربية لإدراكهم خطورة منظمة الإخوان، حيث بدأت هذه الأنظمة ترى أنهم مثل السرطان المستشري والمنتشر في جميع أنحاء العالم، وأن الجماعة منظمة خطيرة، ولها قدرات مالية قوية خاصة مع وجود سويسرا في هذا الأمر.

"الأسوأ في تاريخ مصر خارجيًا".. باحث يكشف تفاصيل بشأن فترة اغتيال علاء الدين نظمي "القاهرة الإخبارية" تفك ألغاز حادث اغتيال الدبلوماسي علاء الدين نظمي في جنيف.. شاهد التفاصيل

وأضاف "حميد" في اتصال هاتفي مع الإعلامي كمال ماضي، ببرنامج "ملف اليوم" المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية" مساء اليوم الأربعاء، أنه أثناء فتح التحقيقات والبحث عن الإخوان وتنظيماتهم وأموالهم وعلاقتهم بالتنظيمات المتطرفة الأخرى، وتشعبها السرطاني في العالم، وقدرتها المالية والتمويلية لجهات مريبة جاءت قضية علاء الدين نظمي في الصورة.

مرحلة تاريخية

وأوضح أنه في مرحلة تاريخية كانت سويسرا تستضيف المتطرفين على أراضيها، من منظور الليبرالية المفرطة، وحماية أي شخص صاحب فكر حتى لو كان مدمر ومؤذي ويدعو إلى تدمير بلده وقتل الآخرين، تحت مظلة حرية الرأي، ولكن بعدما رأوا ما يمكن أن يقدم عليه هؤلاء المتطرفين بتجربة عملية من خلال الاغتيالات وحوادث قتل وكوارث، بدأ كثير من العقلاء يدرسون هذا الأمر ليضعوا له حدود وليس في سويسرا فقط بل أنه اتجاه عام في أوروبا ككل.

وتابع " باتوا يشعرون بأن هناك جيش من أصحاب الفكر المتطرف يخترقهم ويؤثر عليهم، وفي لحظة ما قد تنتهي دولهم تمامًا أمام هذا العدد الرهيب الذي يؤثر في ديمقراطيتهم وحريتهم، وهناك اختلاف كبير بين سويسرا في حقبة التسعينيات التي كانوا فيها سذج ولا يدركون خطورة هذه الجماعات وكانوا يعاتبوننا حتى للوقوف ضدهم، وبين اليوم بعد أن عرفوا مدى خطورة تلك الجماعات وبدأوا يدركون، حتى لو كان الأمر متأخرًا فأن تأتي متأخرًا خيرًا من ألّا تأتي".

مقالات مشابهة

  • صلاح التيجاني: والد خديجة يستغلها لتصفية حسابات بعد فشله في رد زوجته
  • باحث سياسي يكشف سبب فتح سويسرا قضية اغتيال الدبلوماسي المصري علاء الدين نظمي
  • الشيخ صلاح التيجاني: صدري ليس غائرًا ضد «خديجة» لأنها ضحية والدها
  • رحلة الأمان إلى ربوع عُمان (2)
  • الجمهورية: العلاقات «المصرية - السعودية» نموذج متميز للعلاقات «العربية - العربية»
  • مجلس الشورى.. حضور فاعل وقوي للدبلوماسية البرلمانية
  • متى أعرف أن القصة ناجحة؟
  • أشرف الفار: مؤتمر التمور يعزز العلاقات المصرية العمانية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: الفرص تتضاءل أمام الحل الدبلوماسي مع حزب الله
  • وزير الاستثمار السعودي: العلاقات المصرية السعودية نموذج يحتذى به في التعاون العربي الوثيق