خديجة اللواتية .. نموذج للدبلوماسية الناجحة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
لم تعج ذاكرة سعادة السفيرة المتقاعدة خديجة بنت حسن اللواتية بمشاهد كثيرة عن مطرح التي ولدت فيها في عام 1952، فهي لم تعش فيها سوى سنة واحدة من طفولتها، فقد سافرت إلى «بلاد الرافدين» مع عائلتها لظروف الحياة الصعبة آنذاك في مطرح ولكن لا تزال بالنسبة لها المكان الأول الذي صقل شخصيتها، وجعلها أكثر وعيا وثقافة ومعرفة.
فمطرح تلك المدينة المليئة بالتاريخ والقلاع والحصون والممرات الضيقة وسوقها الشعبي الممزوج بروائح الأجداد، كما كانت تكتظ بالتجار القادمين من الهند والصين والبحرين وبلاد فارس الذين أثروا إيجابا على سكانها من نواح مختلفة.
ولذلك فقد ارتوت سعادة خديجة اللواتية العلم من بلاد الرافدين «العراق»، إذ أكملت دراستها الأولى والجامعية فيها، فبعد حصولها على ليسانس الأدب الإنجليزي من كلية الآداب بجامعة بغداد عادت إلى سلطنة عمان، فكانت تواقة إلى رؤية مطرح الجميلة وما صاحبها من تطورات وتغيرات كبيرة في عهد النهضة المباركة التي قادها السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه.
ولتزداد علما ومعرفة أكثر سافرت سعادتها إلى المملكة المتحدة لإكمال دراستها العليا، وحصلت على دبلوم إدارة الأعمال وتنمية المجتمعات المحلية من كلية هدرزفيلد.
المرحلة العمليةربما لم تكن تخطط اللواتية الانضمام إلى السلك الدبلوماسي ولكن الأقدار شاءت أن تكون في وزارة الخارجية، فبعد الانتهاء من دراستها الجامعية التحقت بوزارة التنمية -آنذاك- في عام 1974، وبعدها تم نقل إدارة وزارة التنمية إلى وزارة الخارجية، حيث فضلت اللواتية العمل في المجال الدبلوماسي، لتبدأ مرحلة جديدة ومختلفة في حياتها المهنية.
وتدرجت سعادتها في العمل الدبلوماسي، من سكرتير ثانٍ، وسكرتير أول، ثم مستشارة، ووزير مفوض، حتى حظيت بثقة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- لتصبح أول سفيرة لسلطنة عمان في 15 سبتمبر عام 1999.
وخلال عملها كسفيرة في هولندا حركت سعادتها المياه الراكدة بين البلدين خاصة في القطاع الاقتصادي، فهي ترى أن الدبلوماسية فن في إدارة العلاقات الإنسانية تستخدمها الدول لتعزيز وجودها الدولي وتقوية علاقتها في كافة النواحي.
فقد استطاعت بحكمتها الدبلوماسية من توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، كان أهمها بين ميناء صحار وروتردام في عام 2003 للتعاون المشترك بينهم، وإنشاء الكلية العالمية للنقل والشحن البحري في صحار، إلى جانب قيام العديد من الفعاليات التي أدت إلى تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية، وتدفق المزيد من السياح الهولنديين إلى سلطنة عمان.
كما نجحت اللواتية بذكائها من إقناع الحكومة الهولندية من إقامة قرية مصغرة في أحد المتاحف هناك للترويج عن الثقافة والتاريخ العمانيين، إضافة إلى إقامة معرض التراث العماني لمدة ستة أشهر في متحف نيوكرك بأمستردام، وهو من أهم المتاحف في هولندا، كما لها دور بارز في تنظيم أسبوع عماني ضمن فعاليات روتردام عاصمة الثقافة في أوروبا، والمساهمة في تأليف كتاب للأطفال في أوروبا عن سلطنة عمان بهدف نشر التاريخ والثقافة العمانية والتعريف بالمقومات السياحية، إضافة إلى مساهمتها في إعداد فيلم عن «صحراء على البحر» وهو عبارة عن رحلة سياحية تعليمية لتلاميذ المدارس الهولندية والأوروبية.
العلاقات الدبلوماسيةومن الناحية الأكاديمية، نجحت في إقامة كرسيين للدراسات العليا في اثنتين من أكبر الجامعات الهولندية باسم السلطان الراحل قابوس بن سعيد، إضافة إلى تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة في عام 2001 بين جامعة السلطان قابوس والمؤسسة الهولندية للتعاون الدولي في مجال التعليم، وعلى أساسها تم إرسال طلبة عمانيين للدراسة في الجامعات الهولندية.
أما على الجانب السياسي، فقد تمكنت اللواتية من ترتيب زيارات لعدد من كبار المسؤولين الهولنديين إلى سلطنة عمان، كان أبرزهم رئيس وزراء هولندا ووزير الخارجية، إضافة إلى العديد من الوفود التجارية المتبادلة.
ونظرا لجهودها الفعالة في إدارة العلاقات الدبلوماسية على مستويات رفيعة، تم تعيينها عميدة السلك الدبلوماسي الأجنبي والعربي في هولندا لمدة 6 سنوات، إذ مكنها هذا المنصب من تعميق العلاقات مع كبار المسؤولين الدبلوماسيين من خلال حضورها أغلب الفعاليات والاجتماعات التي تقيمها الملكة.
وتقول سعادتها: إن الدبلوماسي يستطيع تطوير العلاقات بين البلدين ووصولها إلى مستويات أعمق من خلال اقتناص الفرص، والحزم في بعض الأمور، وعدم التهاون، وإيجاد شبكة من العلاقات الصحفية والفكرية والثقافية، وتقريب وجهات النظر وشرحها عند الاختلاف، والتوفيق بين المصالح الوطنية ومتطلبات النظام الدولي الذي يهدف إلى الاستقرار وتفادي الحروب والتسامح واحترام التعددية الفكرية.
فترة التقاعد
وعادت سعادتها من هولندا بعد مرحلة مليئة بالعطاء والعمل الدبلوماسي المتواصل على مدار 10 سنوات، والذي أثمر عنه تعاون مشترك بين سلطنة عمان وهولندا على كافة المستويات، إلى ديوان عام الوزارة، لتشغل منصب مدير دائرة مكتب الوزير، ثم مدير دائرة التعاون الثقافي حتى تقاعدها من العمل من الخدمة المدنية.
وتقضي سعادة خديجة الآن فترة التقاعد مع أسرتها وأحفادها، إذ لم يمنعها المجال الدبلوماسي من تكوين أسرة ناجحة يسودها المحبة والود، بل العكس تماما فقد وصل أولادها الأربعة (ولدان وفتاتان) إلى مراحل دراسية عالية، وهي فخورة بهم وبإنجازاتهم وبإقبالهم على الحياة.
وفي نهاية حديثها، قالت اللواتية: إن المرأة العمانية حظيت باهتمام بالغ من باني النهضة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- واستطاعت تمثيل المرأة العمانية في كافة المحافل الدولية والإقليمية، مؤكدة على مضي صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- على النهج نفسه، إذ أشار في مواضع كثيرة إلى أهمية المرأة العمانية ودورها في خدمة المجتمع والوطن، ولذلك عليها استغلال الفرص المتاحة وإثبات دورها في كافة القطاعات والتخصصات متأملة رؤية أعداد جيدة من النساء في مجلس الشورى في الدورة المقبلة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سلطنة عمان إضافة إلى فی عام
إقرأ أيضاً:
الشرطة الهولندية تخضع للتحقيق بعد اتهامها باستخدام العنف ضد المتظاهرين في أمستردام
أعلنت السلطات الهولندية، اليوم الخميس، أنها تحقق في تقارير عن استخدام الشرطة للعنف ضد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في أمستردام، بعد أن فضت الشرطة مسيرة مساء الأربعاء بالقوة.
اعلانوقالت عمدة المدينة، فيمكه هالسيما: إن الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تظهر استخدام الشرطة للعنف ضد المتظاهرين ”تبدو خطيرة". وفي أحد مقاطع الفيديو تظهر الشرطة وهي تعمل على تفريق المتظاهرين باستخدام الهراوات في ميدان بالمدينة.
وذكرت شرطة أمستردام عبر منصة "إكس" أنها على علم بهذه اللقطات وأن الصور التي تظهر الشرطة وهي تتصرف بالقوة ”دائمًا ما تكون مزعجة للناظرين“، مضيفةً أنه سيتم ”تقييم الصور والحكم عليها".
وقالت عمدة أمستردام فيمكي هالسيما في رسالة إلى مجلس مدينة أمستردام تم تعميمها على وسائل الإعلام المحلية: ”يتم التحقيق في الحادثين بأولوية عالية من قبل الشرطة والنيابة العامة". وأعلنت أن التحقيق سينظر فيما إذا كان العنف قد استُخدم "وفقًا للتعليمات الرسمية".
أنصار مؤيدون للفلسطينيين يحتجون في أمستردام، هولندا على الرغم من الحظر، الأربعاء، 13 نوفمبر 2024.Bram Janssen/ APتوترات مرتفعةتم حظر الاحتجاجات في أمستردام منذ يوم الجمعة الماضي، بعد عدة أيام من أعمال العنف بين المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين ومشجعي كرة القدم الإسرائيليين، والتي بلغت ذروتها في ليلة من الاشتباكات التي أثارت ردود فعل من قادة دوليين.
ومنذ ذلك الحين، شهدت المدينة العديد من المناوشات، بما في ذلك أعمال الشغب وحادثة إضرام النار في ترام. ويوم الأربعاء، تم احتجاز 281 شخصًا ونقلهم بالحافلة إلى ضواحي المدينة بعد أن احتشدوا في وسط أمستردام. واعتبرت هالسيما أن حظر التظاهر لم يعد ”قابلًا للاستمرار من الناحية القانونية“.
وسيُسمح بالتظاهر في أمستردام اعتبارًا من بعد ظهر يوم الخميس، على الرغم من أن المدينة بأكملها ستُعتبر خطرًا أمنيًا، وستُمنح قوات إنفاذ القانون سلطات موسعة لإيقاف الأشخاص وتفتيشهم.
Relatedتوترات مستمرة في أمستردام.. الشرطة تتدخل بعد اشتباكات وإشعال النيران في أحد قطارات الترامأحداث أمستردام: مقاطع تُظهر لحظة وقوع الاشتباكات بين مشجعين إسرائيليين ومناصرين للقضية الفلسطينيةاشتباكات أمستردام.. الأحداث بدأت قبل المباراة بوقت طويل والسبب: مشجعو مكابيوقد تمحورت أعمال العنف التي شهدتها العاصمة الهولندية الأسبوع الماضي حول مباراة كرة القدم بين فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي ضد نادي أياكس أمستردام. وقالت شرطة أمستردام إن مشجعي فريق مكابي هاجموا سيارة أجرة وأحرقوا علم فلسطين في الفترة التي سبقت المباراة ثم طاردتهم مجموعات عبر الدراجات.
وتلقى خمسة أشخاص العلاج من الإصابات في المستشفى، وأثار الحادث إدانة دولية من قادة في جميع أنحاء أوروبا الذين وصفوه بأنه ”معادٍ للسامية". واحتجزت الشرطة أربعة أشخاص من أصل 62 شخصًا وقالت إنها لا تزال تبحث عن المشتبه بهم.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية توترات مستمرة في أمستردام.. الشرطة تتدخل بعد اشتباكات وإشعال النيران في أحد قطارات الترام باريس: تخوف وقلق من تكرار أحداث أمستردام مع اقتراب موعد مباراة فرنسا-إسرائيل اشتباكات أمستردام.. الأحداث بدأت قبل المباراة بوقت طويل والسبب: مشجعو مكابي شرطةإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطينكرة القدمأمستردام/سكيبولاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قصف إسرائيلي يستهدف مدرسة تؤوي نازحين شمال غزة واشتباكات من مسافة صفر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي يعرض الآن Next روسيا تحقق تقدماً في دونيتسك: السيطرة على ريفنوبيل والخسائر الأوكرانية تتصاعد يعرض الآن Next غروسي من طهران: المواقع النووية يجب أن تكون محمية والرئيس الإيراني يؤكد "لن نسعى لامتلاك سلاح نووي" يعرض الآن Next "لم يكونوا عائلات كما كان يُعتقد".. تحليل الحمض النووي يعيد رسم صورة ضحايا بومبي يعرض الآن Next وصف عناصر حماس بـ"الحيوانات الشرسة".. ماذا نعرف عن ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي الجديد؟ اعلانالاكثر قراءة روسيا تحذّر من اجتياح إسرائيلي لسوريا وتقول إن قواتها حاضرة مقابل مرتفعات الجولان "كان لا بد من كشف الحقيقة"... أمريكي متهم بتسريب خطط إسرائيلية لضرب إيران لا مجال لكسب مزيد من الوقت.. النيابة العامة الإسرائيلية ترفض تأجيل شهادة نتنياهو بقضايا الفساد مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز بين السماء والأرض: ألمانيان يحطمان الرقم القياسي في التزلج على الحبل المتحرك بارتفاع 2500 متر اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29دونالد ترامبإسرائيلإيطالياروسياالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024محكمةقطاع غزةفيضانات - سيولضحاياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024