أصدر مثقفون وكتاب وإعلاميون عرب بيانا تضامنيا مع مع سكان غزة والمقاومة الفلسطينية التي تتصدى لعدوان الاحتلال الوحشي المتواصل لليوم الحادي عشر على التوالي.

وشدد البيان على "حق الشعب الفلسطيني المشروع في في مقاومة محتلهم، فهو الحق الذي كفلته لهم كل شريعة وأقره كل قانون واطمأن به كل عُرف"، كما أنه طالب "الحكومات والمنظمات العربية بالقيام بدورهم التاريخي في دعم أشقائِهم الفلسطينيين ضد هذا العدوان السافر".



وحذر البيان من مساعي الاحتلال للوصول إلى "مبتغاه النهائي المتمثل داخليا بالتطهير العرقي الممنهج للشعب الفلسطيني، وخارجيا عبر تمرير مشاريع التطبيع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينيّة وتجريد العرب من كرامتهم".

ومنذ 7 تشرين الأول /أكتوبر الجاري، يواصل الاحتلال الإسرائيلي دك قطاع غزة بمختلف أنواع الذخائر والأسلحة المحرمة دوليا، في محاولة إلى إبادة كافة أشكال الحياة في القطاع وتهجير سكانه قسريا عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية بالإضافة إلى قوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية.

وأسفر العدوان عن ارتقاء 2800 شهيدا وجرح الآلاف في حصيلة تواصل الارتفاع جراء استمرار القصف والغارات الجوية الإسرائيلية.

وتسبب العدوان أيضا بدمار غير مسبوق في المباني والبنية التحتية، كما أنه أدى إلى نزوح أكثر من مليون فلسطيني من منازلهم داخل القطاع، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وتاليا نص بيان مثقفين من العالم العربي في إدانة عدوان الاحتلال:

في هذه اللحظة الفارقة التي يشنّ فيها الكيان الصهيوني حرب إبادة على أهلنا في قطاع غزة متذرّعاً بدعاوى الإرهاب التي أصبحت لا تنطلي على أحد، نقف - نحن مثقفي العالم العربي الموقّعين على هذا البيان- لنعلن دعمنا غير المحدود لأهل غزة في مقاومتهم المشروعة وإدانتنا غير المحدودة للكيان الصهيوني في عدوانه الوحشيّ والبربريّ على أرواح الأبرياء.

الكيان الصهيوني الذي يكره البراءة فيقتل الأطفال، ويكره الحقيقة فيقتل الصحافيين، ويكره الطبيعة فيُجرّف أشجار الزيتون، يُتوّج بتصعيده هذا مسيرة طويلة من الانتهاكات؛ هذه الانتهاكات التي لم تقتصر على رفض كل القرارات الأمميّة، وتوسيع السرطان الاستيطانيّ، والتضييق على فلسطينيي الضفة والداخل واعتقالهم، والعدوان على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتأجيج العنف في نفوس المستوطنين وتسليحهم، وحصار قطاع غزة وتجويع أهله، بل وتجاوز ذلك كله ليصل إلى مبتغاه النهائيّ المتمثل داخلياً بالتطهير العرقيّ المُمَنهج للشعب الفلسطينيّ حتى تتحقق الكذبة السافرة التي قام عليها المشروع الصهيوني فتصير فلسطين "أرضاً بلا شعب لشعبٍ بلا أرض"، وخارجيّاً عبر تمرير مشاريع التطبيع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينيّة وتجريد العرب من كرامتهم. 

جامعاً ما تفرّق في البشريّة من فظاعات، وعلى مدار خمسة وسبعين عاماً، لم يترك الكيان الصهيوني المحتل قيمةً أخلاقيّة إلّا وانتهكها، ولا مبدأً حضاريّا إلّا وخرقه ولا قداسةً إنسانيّة إلّا وداس عليها بأحذية جنوده الملطّخة بدماء الأبرياء. على أنه هذه المرة قرّر أن يذهب أبعد في طغيانه مستغلاً تواطؤ العالم وانحيازه، وأراد أن تكون مجزرته الوحشيّة ضدّ أهل غزة منقولةً على الهواء مباشرةً دون أدنى خجل أو مراعاة لما تبقّى من ضمير العالم. وإذا كان التاريخ البشريّ قد اعتاد على أن يمنح صوتاً للجلاد وصوتاً للضحيّة، فالكيان الصهيوني -الذي لم يعرف منذ قيامه غير السطو على حقوق الآخرين- سارع للسطو على الصوتين معاً ليكون في الوقت ذاته مُطلِقَ الرصاصة في الواقع ومتلقيها في الأكذوبة.

إننا ونحن نوقّع هذا البيان، نتوجّه به إلى أهلنا في غزة خاصةً وفي فلسطين بشكل عام محيّين صمودهم الأسطوريّ وكفاحَهم دفاعاً عن حقّهم التاريخيّ في أرضهم ووقفتَهم الحضاريّة الشجاعة ضدّ طلائع الاستعمار والفاشيّة والعنصريّة. ونحن في موقفنا هذا لا نعلن جديداً حين نحفظ لهم حقهم الطبيعيّ في مقاومة مُحتلِّهم، فهو الحق الذي كفلته لهم كلّ شريعة وأقرّه كل قانون واطمأنَّ به كل عُرف.

كما نتوجّه إلى الأمة العربيّة جمعاء، حكوماتٍ، ومنظماتٍ، وشعوباً، وأفراداً، لنناشدهم القيام بدورهم التاريخي في دعم أشقائِهم الفلسطينيّين ضدّ هذا العدوان السّافر، ومساعدتهم بكلّ الطرق المعنويّة والماديّة الممكنة. مذكرين بضرورة ألّا ينصرف الهَمُّ وأَلّا تَبردَ الهِمّة حتى تنكشف غمامة الموت الثقيلة عن أهلنا في غزة.

ثمَّ نتوجّه إلى أحرار الإنسانيّة في العالم أجمع، ولاسيّما أولئك الذين ذاقوا مرارة الاستعمار والعنصريّة وقسوة سياسات الإبادة والاحتلال في كل مكان. إننا في هذه اللحظة بحاجة ماسّة لأن نتوحّدَ في وجه هذا الظلم البيّن وأن نقفَ سدًّا منيعاً بين دبّابة المستعمر وبين ضحيتها. وإذا كان الظالمون تنادَوا على أن يكونوا أمّة واحدة فلا أقلَّ من أن يلتئمَ ضحاياهم أيضاً أمّةً واحدة في مواجهتهم.

ونخصّ بالتحية مناصري القضيّة حول العالم، وفي طليعتهم القلّة من أصحاب الضمير في الغرب الذين استطاعوا بأصواتهم الحرّة الشجاعة أن يعرقلوا ولو قليلا آلة الكذب والتّزييف الغربيّة التي صدمتنا ونحن نراها تحرق في أيام قليلة ما راكمه الغرب خلال قرون طويلة من مبادئ وقيم في سبيل دعم الدعاية الصهيونيّة. في الأيام القليلة الماضية، رأينا أعداداً من سياسيي الغرب ومثقفيه وإعلامييه وهم يتدافعون إلى عارهم الأبديّ ورأينا كيف أن خريف الطبيعة يبدو مجرّدَ ظلٍّ باهت للخريف الحقيقيّ، خريف دعاوى الديمقراطيّة والحريّة وحقوق الإنسان التي داستها أقدام هؤلاء المهرولين في اتجاه دفع الكيان الصهيوني لاقتراف مجازره القادمة على أكمل وجه.

إنّنا في هذه البقعة من العالم، أكثر من يتوق إلى السلام. ولكننا بقدر ما نتوق إليه نعرف حقّ المعرفة أن لا سلام بلا حريّة ولا سلام بلا عدالة ولا سلام بلا حقيقة. ولقد أثبتت الأيام أنَّ هذا الكيان الصهيوني لا يعادي شيئاً معاداته الحرية والعدالة والحقيقة .


                                                                                         

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي فلسطين حماس غزة الاحتلال الإسرائيلي طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی قطاع غزة ة التی

إقرأ أيضاً:

عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها يدخل يومه الـ100

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ 100 على التوالي، وسط استمرار عمليات هدم المنازل وشق الطرق، وإجبار المواطنين على النزوح من منازلهم.

وأفادت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال تستمر بالدفع بتعزيزات عسكرية إضافية باتجاه المخيم ومحيطه بشكل متواصل، بالإضافة إلى تسيير فرق مشاة في عدة أحياء من المدينة.

كما تشهد غالبية قرى محافظة جنين تحركات عسكرية يومية وتواجدا يوميا لدوريات الاحتلال وآلياته.

كما تواصل قوات الاحتلال عمليات التدمير والتجريف داخل المخيم، مع استمرار منع الدخول أو الوصول إليه، وازدادت المخاوف مع تركيب قوات الاحتلال بوابات حديدية عند مداخل المخيم قبل أيام.

وتشير التقديرات الرسمية إلى أن جميع منازل ومنشآت المخيم تعرضت لضرر إما كامل أو جزئي جراء العدوان المتواصل وعمليات التدمير والتجريف المتواصلة، والهادفة إلى تغيير البنية الهيكلية ومعالم المخيم.

بالإضافة إلى ذلك فإن 800 وحدة سكنية في المدينة تعرضت لضرر جزئي، بالإضافة إلى 15 مبنى تم هدمها في المدينة منذ بداية العدوان، حيث تركزت أغلبية الأضرار في المباني والمساكن على الحي الشرقي وحي الهدف، وفقا لمعطيات بلدية جنين.

وما زالت عائلات المخيم بالإضافة إلى مئات العائلات من المدينة ومحيط المخيم مجبرة على النزوح القسري حتى الآن، حيث تشير التقديرات الرسمية لدى بلدية جنين أن عدد النازحين من المخيم والمدينة زاد عن 22 ألف نازح.

وما زال الوضع الاقتصادي في مدينة جنين التي تعتاش أساسا من التجارة يزداد تدهورا، حيث تسجل خسارات تجارية ضخمة نتيجة العدوان المتواصل والذي أدى إلى إغلاقات تجارية كثيرة، وتوقف حركة التسوق المتوجهة إلى المدينة من خارجها، بالإضافة إلى عمليات التجريف وتدمير البنية التحتية في الشوارع وتعرض عدد كبير من المحلات التجارية لأضرار خلال ذلك، فيما تتعرض بعض المناطق من المدينة لشلل اقتصادي كامل خاصة في الأحياء الغربية.

ومنذ بداية العدوان المتواصل على جنين ومخيمها، استشهد 39 مواطنا، بالإضافة إلى إصابة العشرات، وتصاعد عمليات الاعتقالات للمواطنين من مختلف مناطق محافظة جنين.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مؤسسة ياسر عرفات تعلن تخصيص جائزتها للإنجاز لدعم صمود شعبنا محكمة الاحتلال تقرر تشريح جثمان الشهيد الأسير مصعب عديلي مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي الأكثر قراءة إسرائيل: لا قرار حتى الآن بشأن السماح بإدخال المساعدات إلى غزة صحة غزة: مرضى الكلى يواجهون خطر الموت   ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إسرائيل للسماح بمرور المساعدات إلى غزة الرئيس عباس يُطالب "حماس" بتسليم الأسلحة للسلطة وإطلاق سراح الأسرى عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها يدخل يومه الـ100
  • البرش”: العدو الصهيوني يتعمد إبادة النسل الفلسطيني
  • الدكتور البرش للجزيرة: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني بالتجويع والمجازر
  • “البرش”: العدو الصهيوني يتعمد إبادة النسل الفلسطيني
  • عاجل | حماس: استمرار حكومة الاحتلال في استخدام التجويع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة يمثل استخفافا بالمجتمع الدولي
  • العفو الدولية: الكيان الإسرائيلي يرتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في قطاع غزة
  • موجة غلاء جديدة تضرب الكيان الصهيوني: شركات غذاء ومشروبات ترفع الأسعار
  • 65 % من شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة من النساء والأطفال
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 52,314 شهيدا و117,792 مصابا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 52,243 شهيدا، و117,639 مصابا