معتز أصيب ببتر فى الذراع فغير طريقة قيادة الموتوسيكل للاعتماد على نفسه| شاهد
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
الإصابة التى لحقت بذراعه اليمنى، وحولت ما تبقى منها إلى مجرد ديكور مكمل للجسم، لم تتمكن من زرع اليأس والإحباط فى نفس الشاب معتز صادق، ابن قرية البحرى قمولا بمركز نقادة جنوب قنا، بل زادته إصراراً على التحدى والتعامل مع آلات زراعية يصعب على الكثير من الأصحاء قيادتها والتعامل معها بسهولة.
قصة الشاب معتز، بدأت منذ 7 سنوات عندما كان فى طريقه إلى القاهرة، لتقديم أوراقه إلى وظيفة حكومية، لكن شاء القدر أن يقع حادث انقلاب للأتوبيس الذى يستقله، ما أدى إلى إصابته فى الذراع اليمنى، ولم تفلح 26 عملية جراحية على فترات، فى إعادة الحركة إلى الذراع مرة أخرى.
الشاب المصاب الذى اعتاد الاعتماد على نفسه منذ الصغر، لم يستوعب أن يعتمد على الآخرين فى تلبية الاحتياجات العادية التى كان يؤديها بنفسه، فقرر أن يستثمر وقت الإصابة وفترة العمليات الجراحية، فى البحث عن أفكار وبدائل غير تقليدية للتعامل مع الواقع الجديد، دون أن يحتاج إلى تواجد أحد معه لمساعدته فى الأمور الحياتية اليومية.
أفكار كثيرة وغير تقليدية استطاع من خلالها أن يعتمد على نفسه، أبرزها تحويل نظام قيادة الدراجة النارية" الموتوسيكل" من اليد اليمنى إلى القدم، للضغط على دواسة البنزين، التى بدونها لا يمكن لأى وسيلة نقل أن تتحرك، وبعد فترة من الاستعانة بأصحاب الخبرات الميكانيكية والأصدقاء تمكن من تحويل دواسة البنزين من اليد إلى القدم.
تحديات الشاب معتز، لم تقتصر على قيادة الدراجة النارية فقط، رغم فقدان الحركة بالذراع اليمنى، لكنه أبهر الجميع بقيادة الجرار الزراعى، وآلة الحرث الزراعية" العزاقة"، ليثبت للجميع أنه قادر على ممارسة حياته بشكل طبيعى، دون مساعدة من أحد، وأن الإعاقة لن تنال من عزيمته وقدرته على مواصلة حياته بشكل طبيعى.
ذراعى اليمنى مجرد ديكور بالجسمقال معتز محمد عبد الرحيم، الشهير بـ معتز صادق، دبلوم صنايع: “كنت متوجهاً إلى القاهرة لأداء امتحان فى وظيفة بالشهر العقارى، منذ 7 سنوات، لكن شاء الله تعالى أن أصاب فى حادث انقلاب أتوبيس، ما حال دون حصولى على الوظيفة، وتسبب الحادث فى إصابتى بتلف للذراع اليمنى وبتر أجزاء منه، ومن وقت وقوع الحادث و أنا أجرى عمليات جراحية فى الذراع، وصلت إلى 26 عملية حتى الآن، لكنها لم تفلح فى إعادة الحركة للذراع مرة أخرى، وأصبحت الذراع اليمنى مجرد ديكور”.
وأضاف: “بعد الحادث تحول تفكيرى من البحث عن وظيفة حكومية إلى البحث عن آليات وطرق غير تقليدية للاعتماد على نفسى، وعدم انتظار المساعدة من الآخرين، سواء ما يتعلق بالوظيفة أو حتى فى حياتى اليومية، حتى لا تتوقف حياتى وتصبح حركتى وتنقلاتى من المنزل لأى مكان مرهونة بوجود أشخاص آخرين، رغم تواجد أهلى و أسرتى ودعمهم الدائم لى فى كل خطواتى”.
حولت دواسة البنزين للقدموتابع صادق: "أول خطوة هامة للتحدى كانت بتحويل قيادة الدراجة النارية "الموتوسيكل" من الاعتماد على ضغط البنزين باليد، إلى عمل دواسة للبنزين، تعتمد على القدم، لعدم قدرتى على تحريك الذراع اليمنى، والذى يعتمد عليه الجميع فى الضغط على البنزين وتوجيه الدراجة النارية، وبعد فترة من المحاولات والتردد على الميكانيكية والاستعانة بالأصدقاء، تم تنفيذ المهمة بنجاح، وحالياً أقود الموتوسيكل بمفردى دون الاستعانة بالآخرين".
وأوضح صادق: "كان هناك تخوف من أسرتى على حياتى، من قيادة الدراجة النارية، لكن بعد فترة من قيادتها بمفردى، أصبح الوضع عاديا، وتعايشت مع الأمر حتى أتمكن من الاعتماد بشكل أكبر على نفسى، وتلبية الاحتياجات اليومية، دون حاجة لتعطيل أحد لمرافقتى فى كل تنقلاتى، كما بدأت قيادة الجرار الزراعى وآلة الحرث الصغيرة" العزاقة" بمفردى لحرث أرضنا الزراعية".
أطالب الشباب بعد اليأسويأمل معتز أن يكون هناك اهتمام من الدولة بالشباب من ذوى الهمم، وأن يتم تطبيق فكرة "دواسة البنزين بالقدم"، لمن يعانى من نفس إصابته، لتمكينه من قيادة الدراجة النارية، دون اعتماد على الآخرين، مطالباً الشباب بعدم اليأس والاستسلام لفكرة الوظيفة الحكومية، والبحث عن أفكار غير تقليدية لتلبية الاحتياجات المعيشية.
https://fb.watch/nGkRfvgoHz/?mibextid=9R9pXO
معتز صادق
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا الذراع الأيمن وظيفة حكومية التحدي الموتوسيكل الدراجة النارية حادث انقلاب اتوبيس
إقرأ أيضاً:
وفاة "الرجل ذو الذراع الذهبية" بعد إنقاذ حياة 2.4 مليون طفل
توفي أكثر المتبرعين بالدم في العالم، جيمس هاريسون، والذي ساعد في إنقاذ أكثر من مليوني طفل من خلال التبرع ببلازما الدم النادرة أكثر من 1100 مرة على مدار ستة عقود، عن عمر يناهز 88 عاماً.
وكان لدى جيمس هاريسون، المعروف باسم "الرجل ذو الذراع الذهبية"، جسم مضاد ثمين ونادر في دمه يُعرف باسم Anti-D، والذي يستخدم لصنع الأدوية المقدمة للأمهات الحوامل اللاتي يتعرض دمهن لخطر مهاجمة أطفالهن، الذين لم يولدوا بعد، وفق صحيفة "ميترو".
وقالت جمعية الصليب الأحمر الأسترالي Lifeblood، إن تبرعاته ساعدت في إنقاذ حياة أكثر من 2.4 مليون طفل أسترالي، وربما أكثر من ذلك في جميع أنحاء العالم.
و أصبح هاريسون متبرعاً بالدم في عام 1954 بعد تلقي نقل دم أنقذ حياته، وظل يتبرع كل أسبوعين دون أن يفوت موعدا أبداً حتى بلغ 81 عاماً في عام 2018.
وكان هاريسون واحد من أقل من 200 شخص في بلده الأصلي قادرين على إنتاج ما يكفي من Anti-D للتبرع بشكل صحيح، وأصبحت أجسامه المضادة حاسمة في تطوير علاج لمرض RhD، والذي يحدث عندما يحدد الجهاز المناعي للأم دم طفلها كمادة غريبة، وينتج أجساما مضادة تهاجمه في الرحم، مما قد يؤدي إلى تلف شديد في المخ أو فشل القلب أو الوفاة.
وقبل استخدام Anti-D في منتصف الستينيات، توفي حوالي طفل واحد من كل طفلين تم تشخيص إصابتهم بـ RhD، ونظراً لأنه لا يمكن تصنيع الأجسام المضادة صناعياً حتى الآن، فإن المتبرعين مثل هاريسون هم حالياً الطريقة الوحيدة لإبقاء الحالة تحت السيطرة.
ونظراً لأن عمله كان التزاما أخلاقياً، فقد تم الاعتراف بهاريسون كبطل محلي ووطني في وطنه.
في عام 1999، حصل على وسام أستراليا، ومن عام 2005 إلى عام 2022 تم الاعتراف به كحامل الرقم القياسي العالمي لأكبر عدد من بلازما الدم المتبرع بها.
وفي رثاء والدها، قالت ابنته تريسي ميلوشيب: "كان إنسانياً في قلبه، وكان يحب الابتسامات والضحك للغاية".