في 10 أيام.. طوفان الأقصى يكبد اقتصاد إسرائيل خسائر تفوق جائحة كورونا
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
تكبد اقتصاد إسرائيل خسائر ضخمة؛ جراء عملية "طوفان الأقصى" للمقاومة الفلسطينية وتكاليف عدوان جيش الاحتلال على قطاع غزة، بحيث فاقت هذه الخسائر ما سببته جائحة كورونا، وفقا لمحليين.
وبلغت نسبة هبوط بورصة تل أبيب، منذ بدء "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، نحو 10% من قيمتها السوقية، فيما تراجع سعر الشيكل إلى أدنى مستوى له في نحو ثماني سنوات، ليصل إلى 3.
ولم تفلح جهود بنك إسرائيل المركزي في الحفاظ على سعر صرف مستقر؛ تحت وطأة الضغوط السياسية والأمنية التي تواجهها إسرائيل بسبب الحرب مع غزة، وتصاعد التوتر على الحدود الشمالية مع لبنان.
وفي 9 من الشهر الجاري، أعلن بنك إسرائيل عن برنامج للحفاظ على الشيكل من التهاوي والتقلبات، عبر بيع 30 مليار دولار من العملات الأجنبية في الأسواق المحلية، وهو ما يعادل 15% من إجمالي احتياطيه النقدي البالغ 200 مليار دولار، وفقا لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية أمس الاثنين.
وذكرت الصحيفة أن أن حدة التراجع في سوق الأسهم تعكس أن المتداولين يعتقدون أن هناك تداعيات للحرب على المدى الطويل، وأن الحرب لن تقتصر على المقاومة الفلسطينية وحدها، وإنما من المحتمل أن تكون هناك جبهة ثانية ضد جماعة "حزب الله" اللبنانية.
وفي السنوات الأخيرة، لم تتأثر سوق الأوراق المالية داخل إسرائيل بالعمليات العسكرية ضد غزة، لا سيما أن المستثمرين كانوا يدركون أن هذه العمليات قصيرة ولن تؤثر على الاقتصاد، ولكن الأمر مختلف هذه المرة، خاصة مع الخسائر البشرية الضخمة بين الإسرائيليين، والتي تجاوزت 1400 قتيل.
اقرأ أيضاً
أجواء غائمة.. صراع الشرق الأوسط يهدد اقتصاد العالم بصدمة جديدة
كلف باهظة
ووفقا لـ"معاريف"، فإن رد فعل سوق الأوراق المالية حاليا مشابه لما حدث في حرب لبنان الثانية عام 2006، التي استمرت 24 يوما واستدعى خلالها الجيش مئات الآلاف من جنود الاحتياط؛ ما عطل الكثير من الأعمال.
وتابعت أنه إذا استمرت الحرب ضد غزة مدة شهرين فقط، فإن سوق المال ستتراجع بشكل أكبر، أما إذ ذهبت إسرائيل إلى حرب على عدة جبهات، فقد تهوي السوق إلى القاع ويتجاوز سعر الدولار 4 شيكلات حتى مع التدخل المتوقع للبنك المركزي.
وإضافة إلى البرنامج، الذي تبلغ قيمته 30 مليار دولار، الذي أعلن عنه البنك المركزي الأسبوع الماضي، سيوفر البنك السيولة للسوق عبر آليات المبادلة حسب الضرورة، بما يصل إلى 15 مليار دولار، وفق بيان صدر عنه.
وبينما تعكف لجنة المالية في الكنيست على طرح برنامج لمساعدة المتضررين من الحرب بالتعاون مع وزارة المالية، فإن الكلف هذه المرة ستكون باهظة بالنظر إلى حجم الأضرار التي لحقت بالاقتصاد خلال 10 أيام فقط، والتي تتجاوز ما خلفته جائحة فيروس كورنا على مدار شهور طويلة.
اقرأ أيضاً
جيش وحكومة واستخبارات.. "طوفان الأقصى" يجرف أُسس إسرائيل
ضربة مزدوجة
وهذه المرة، ستُمنح التعويضات ليس فقط للمستوطنات المحيطة الواقعة في نطاق يصل إلى 7 كيلومترات من الحدود، ولكن أيضا للمدن المحيطة بها، وبالتالي، ستحصل مستوطنة "أوفاكيم" الواقعة في صحراء النقب، غرب بئر السبع، ومدينتا عسقلان على بعد 65 كيلومتر غرب القدس المحتلة وأسدود على ساحل البحر المتوسط، على تعويضات خاصة.
وسيتم منح تعويض، بحسب الصحيفة، عن خسارة الدخل والأضرار التي لحقت بالممتلكات يقدر بنحو 1000 شيكل للفرد و5000 شيكل للأسرة.
وأفادت الصحيفة بأن التعويضات المتوقعة لن تكون كافية؛ فالضرر الرئيسي الذي يلحق بالاقتصاد يأتي من مئات الآلاف من الشركات في المنطقة الوسطى، وهنا تكون الضربة مزدوجة؛ إذ انخفضت دورة الأعمال بين 70% إلى 80%، وهي نسبة تتخطى بكثير فترة كورونا التي تراجعت خلالها الأعمال بنحو 40%.
كما تُضطر تلك الشركات في هذه المرحلة إلى البحث عن عمال، وليس من الواضح إلى متى ستستمر الحرب، وبحسب الوضع الراهن، فقد تستمر عدة أشهر.
وقدر بنك هبوعليم الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، كلفة الخسائر الأولية التي تكبدها الاقتصاد منذ بدء هجمات "طوفان الأقصى" والحرب الإسرائيلية على غزة بنحو 27 مليار شيكل (6.8 مليارات دولار) في نحو أربعة أيام فقط، بحسب صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" مساء الثلاثاء الماضي.
وهذه التقديرات لا تشمل كلف خسارة الشيكل وقطاع الطيران وتوقف الأعمال التجارية والمصانع وفقدان الشركات العالمية الثقة بالعمل داخل إسرائيل وهروب الاستثمارات، وهي كلف من الصعب حسابها بعد عملية "طوفان الأقصى"، التي هزت إسرائيل داخليا وطرحت علامة استفهام كبيرة حول مستقبلها.
ويأخذ البنك في الاعتبار الاستدعاء الكبير وواسع النطاق لنحو 360 ألف جندي احتياطي، والذين يجب عليهم ترك وظائفهم والتوجه إلى ساحة المعركة، وهي أكبر تعبئة منذ حرب عام 1973، عندما استدعت إسرائيل نحو 400 ألف جندي احتياط.
وخلال أكثر من ثلاثة عقود، لم تتسبب أي حرب على الإطلاق خاضتها إسرائيل في خُمس الأضرار التي تسببها الحرب الحالية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية مؤخرا.
وأطلقت حركة "حماس" وفصائل مقاومة فلسطينية أخرى من غزة عملية "طوفان الأقصى"؛ ردا على "اعتدءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته".
ولليوم الحادي عشر تكثف الطائرات الإسرائيلية قصفها على غزة، مستهدفة المباني السكنية والمرافق فضلا عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى، بالتزامن مع رفع وتيرة المداهمات لمدن ومخيمات الضفة الغربية؛ ما أسفر عن مقتل 2808 فلسطينيين وإصابة 10950، وفقا لبيانات رسمية.
ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
اقرأ أيضاً
كيف تعمق عملية طوفان الأقصى أزمات اقتصاد إسرائيل وتقودها نحو المجهول؟
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل اقتاد خسائر طوفان الأقصى حرب غزة طوفان الأقصى ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
عرض مهيب لطلاب الجامعات والمعاهد من خريجي دورات “طوفان الأقصى” في الحديدة
يمانيون/ الحديدة شهدت مدينة الحديدة، اليوم، عرضا مهيبا لثلاثة آلاف طالب من الجامعات والمعاهد الحكومية والأهلية، من خريجي دورات “طوفان الأقصى”، والتي تأتي في إطار الحملة التعبوية المناصرة لفلسطين، وتعزيز الجهوزية للدفاع عن اليمن.
وعكس العرض الذي نظمته التعبئة العامة بالمحافظة، تحت شعار ” وان عدتم عدنا” الروح الجهادية والايمانية للطلاب المتخرجين من دورات التعبئة المفتوحة، ومدى استفادتهم من هذه الدورات وتأكيد استعداداهم على الجهاد وجاهزية التصدي لأي تصعيد، والاستعداد لخوض معركة الجهاد ضد الأعداء.
وخلال العرض، أكد محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، أن هذه الدورات تعد خطوة استراتيجية في رفع مستوى الوعي الوطني والجهادي لدى الشباب، لافتا إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب مزيدا من الإعداد والتعبئة لمواجهة أي تهديدات تستهدف اليمن ومقدسات الأمة الإسلامية.
وأشار إلى أن هذه الدورات ليست مجرد برامج تدريبية، بل هي محطات لصناعة الرجال الذين يحملون هم الوطن والأمة، ويقفون بثبات في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضدهم.
ولفت عطيفي إلى أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة المركزية، واليمن كان وسيظل في طليعة المناصرين لها، مؤكدا أن هذه الدورات تأتي استجابة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي شدد على أهمية الإعداد والاستعداد لمختلف التحديات، سواء على مستوى مواجهة العدوان على اليمن أو مناصرة قضايا الأمة الكبرى، وفي مقدمتها فلسطين.
من جانبه، أوضح وكيل أول المحافظة أحمد البشري، أن العرض الشعبي يعكس مدى تفاعل الشباب من طلاب الجامعات والمعاهد مع الحملة التعبوية، واستجابتهم لنداء الواجب الوطني والإيماني الذي يؤكد على ضرورة تعزيز الجهوزية في مواجهة التحديات.
وأكد أن الشباب يجسدون روح العزة والكرامة، ويمثلون جيلا واعيا مستعدا للدفاع عن اليمن والتصدي لكل أشكال العدوان، وهو ما يؤكد نجاح الدورات التعبوية في تحقيق أهدافها المنشودة لتشكيل جيش شعبي من مختلف الأطياف.
وأشار البشري، إلى أن الجامعات والمعاهد التعليمية كان لها دور كبير في إنجاح هذه الدورات، من خلال التفاعل المسؤول مع توجهات التعبئة، وتوفير البيئة المناسبة للشباب لاكتساب المعارف التي تعزز من وعيهم الوطني والقتالي والعسكري.
ولفت إلى أن دورات التعبئة العامة المفتوحة، لا تقتصر على التثقيف المعرفي فقط، بل تسهم في إعداد قوة بشرية قادرة على الانخراط في الميدان عند الحاجة، بما يسهم في تعزيز قدرات اليمن الدفاعية لمواجهة أي أخطار محتملة.
بدوره أشاد رئيس جامعة الحديدة الدكتور محمد الأهدل- قائد العرض الطلابي، بتفاعل الطلاب مع هذه الدورات، وإدراكهم لأهميتها في هذه المرحلة الحساسة والتي تترجم اهتمام وتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بضرورة رفع مستوى الوعي الشعبي، والاستعداد لمواجهة كل أشكال العدوان.
بدوره، أكد رئيس الملتقى الاكاديمي بجامعة الحديدة، الدكتور ماجد الإدريسي، أن تخريج هذه الدفعة يأتي في سياق الاهتمام بتأهيل الشباب معرفيا وثقافيا وقتاليا، وفق نهج يعزز وعيهم بهويتهم الوطنية والدينية، ويجعلهم قادرين على أداء دورهم في الدفاع عن اليمن ونصرة القضايا العادلة للأمة.
وأشار إلى أن الطلاب أبدوا تفاعلا كبيرا مع البرنامج التدريبي، واستعدوا ليكونوا في طليعة من يذودون عن الوطن والمقدسات، مشيدا بالجهود التي بذلتها الجامعات والمعاهد في سبيل إنجاح هذه الدورات.
وعقب العرض، الذي حضره عدد من القيادات ورؤساء الجامعات والمعاهد، وجمع غفير من الشخصيات الأكاديمية والاجتماعية، تم تكريم جامعة الحديدة، وجامعة العلوم، والجامعة الوطنية، وقطاع التعليم الفني والتدريب المهني، وكلية الشفاء، وجامعة اليمن والخليج، والجامعة اليمنية، تقديرا لجهودها في إنجاح الدورات والمساهمة في تأهيل الطلاب.