لا ماء لتحضير الحليب .. اسرائيل تحاصر الرضّع في غزة
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
سرايا - «لا وقود.. لا كهرباء.. لا مياه»، لاءات ثلاث اجتمعت على سكان غزة، وامتد لهيبها إلى المستشفيات والمؤسسات الصحية، جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع، إلا أن شظايا نيرانها لم يسلم منها الرضّع والخُدّج، وكبار السن.
وضع لم تكن الطفلتان الرضيعتان واللتان جاءتا مبكرتين إلى هذا العالم، تدركان أن ساعاتهما الأولى، ستكون شاهدة على «مأساة»، يصعب معها، تحضير وجبة الحليب الصناعي، التي تحتاج إلى مياه، باتت عملة نادرة في قطاع غزة المحاصر.
ولادة مبكرة
تلك المأساة أشارت إليها صحيفةه «نيويورك تايمز»، في تقرير لها، كاشفة عن حالة نهى وفاتنة، اللتين ولدتهما أمهما، نهلة أبو العوف، (26 عاما) قبل الأوان في مستشفى ناصر بخان يونس، بعد أيام من فرار الأم مع مئات الآلاف الآخرين من شمال قطاع غزة استجابة للإنذار الإسرائيلي.
وكان جيش الاحتلال دعا يوم الجمعة سكان شمال غزة إلى الانتقال نحو جنوب القطاع، لكنه عاد وصف قافلة من النساء والاطفال متهجة الى هناك.
أبو العوف، فرّت إلى جنوب القطاع، قبل أيام من وضع الفتاتين، اللتين أسمتهما نهى وفاتنة، إلا أن حال الرضيعتين لم يكن مختلفًا عن الوضع العام في القطاع المحاصر، الذي يعاني ندرة المياه.
في مستشفى ناصر بخان يونس، تلك المدينة التي ترزح تحت ضغط الوافدين الجدد، بعد أن فر نصف مليون شخص في قطاع غزة من منازلهم تحسباً لاجتياح بري إسرائيلي، كانت المنشأة الطبية تعاني -هي الأخرى- من ندرة المياه، للدرجة التي يصعب معها تحضير الحليب الصناعي للرضّع.
وقبل أقل من أسبوع، كانت والدة الرضيعتين، نهلة أبو العوف، 26 عاما، ترتاد مستشفى الشفاء في مدينة غزة شمال القطاع، لمتابعة حملها الذي دخل شهره السابع، إلا أنها في ذلك الوقت انخفض ضغط دمها وأصبحت نبضات قلبي الجنينين غير منتظمة، بالتزامن مع شن إسرائيل غارات جوية مكثفة على المدينة رداً على هجوم حرك حماس.
تلك الغارات، سرعان ما أدت إلى غمر مجمع الشفاء بالمياه، وهو أكبر مجمع طبي في قطاع غزة. وكان العديد ممن دخلوا المستشفى مصابين بجروح ومغطاة بالغبار والدم، فيما كان آخرون بحاجة ماسة إلى مكان أكثر أمانًا للإقامة فيه؛ وكان هناك آخرون قد ماتوا بالفعل، وكان لا بد من وضع جثثهم على الرصيف خارج المشرحة المكتظة.
وتقول شقيقة أبو العوف إن «المشاهد المروعة كانت تدور في حلقة مفرغة». وفي اليوم التالي، أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جماعي للمنطقة الشمالية.
تلك الأوضاع دفعت نهلة أبو العوف إلى الخروج من المستشفى لإفساح المجال لحالات أكثر إلحاحاً، إلا أنها بعد بضعة أيام مكثتها في المنزل، انضمت هي وزوجها إلى مئات الآلاف الذين فروا من الشمال.
تقول الصحيفة: إن الأدوية والإمدادات تنفد هناك، مشيرة إلى أن والدي الرضيعتين يجوبان المدينة بحثًا عن المياه المعبأة، على أمل تزويدهما بالحليب الصناعي الذي تحتاجان إليها.
كارثة حقيقية
وكان المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري حذر من تحول نقص المياه والكهرباء والوقود بقطاع غزة المحاصر إلى «كارثة حقيقية» خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
وحول نقص الإمدادات الأساسية، قال المنظري، إن الأمر قد يحتمل «الأربع والعشرين ساعة المقبلة بعد ذلك ستكون كارثة حقيقية.. لا وقود وبالتالي لا كهرباء ولا مياه لعموم سكان غزة وبالأخص للمستشفيات والمؤسسات الصحية».
ورأى المنظري أنه إذا لم يتم السماح بدخول المساعدات الانسانية إلى المناطق المحتاجة فإن الأطباء والعاملين في هذه المستشفيات «لن يكون بيدهم إلا أمر إصدار شهادات الوفاة».
وأعلنت إسرائيل الأحد الحرب على قطاع غزة غداة اختراق مقاتلي حركة حماس أجزاء من السياج الحدودي الشائك وتنفيذهم هجمات على مقرات عسكرية وبلدات مجاورة خلفت أكثر من 1400 قتيل، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وأدى القصف المتواصل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إلى تسوية أحياء بالأرض ومقتل ما لا يقل عن 2750 شخصا في قطاع غزة، وإصابة 10 آلاف آخرين، غالبيتهم من المدنيين، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في القطاع.
وتفرض إسرائيل حصارا كاملا على غزة مع قطع الإمدادات الأساسية من وقود وماء وكهرباء عن القطاع الذي يسكنه 2,4 مليون شخص، بحسب وكالة «فرانس برس».
واضاف المنظري: «الوضع الإنساني بشكل عام في غزة كارثي بكل ما تعنيه الكلمة»، مشيرا إلى اكتظاظ المستشفيات وأنه نتيجة لذلك «هناك جثث لا توجد أماكن للتعامل معها بالطريقة المناسبة».
وأشار إلى نفاد المياه النظيفة في مستشفيات القطاع، كما أن هناك مخاوف من نقص الوقود وبالتالي الكهرباء.
ودفع الاكتظاظ الشديد في المستشفيات العاملة، بحسب المنظري، الأطباء إلى أن يكون «لا خيارات لديهم.. فقط الأولويات.. بحيث يتركون الحالات الباقية، ما يعني موتا بطيئا»، وشدد على وجوب السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة خلال 24 ساعة، قبل أن يصبح الوضع خارج نطاق السيطرة.
وتصطف عشرات الشاحنات التي تنقل مساعدات إلى القطاع المحاصر أمام معبر رفح الحدودي المغلق موقتا في شمال سيناء شمال شرق مصر، في انتظار سماح امريكا واسرائيل لها بدخول قطاع غزة.
إقرأ أيضاً : وحدة تابعة لمشاة البحرية الأمريكية تتجه إلى سواحل إسرائيلإقرأ أيضاً : خالد مشعل: لدينا أسرى من رتب عسكرية عاليةإقرأ أيضاً : الجيش الإسرائيلي يعلن قصف أهداف لـ"حزب الله" في لبنان
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: غزة مستشفى غزة الاحتلال غزة الوضع القطاع مستشفى المدينة غزة مستشفى الشفاء مدينة غزة المدينة الشفاء اليوم المدينة الصحة أحمد غزة غزة غزة الصحة غزة القطاع غزة غزة الوضع القطاع امريكا العالم مصر الشمالية الوضع المدينة لبنان مدينة امريكا الصحة اليوم مستشفى غزة الاحتلال أحمد الشفاء القطاع فی قطاع غزة إلا أن
إقرأ أيضاً:
شهداء وجرحى في غارات استهدف عدة مناطق في القطاع.. 10 في مقهى إنترنت (شاهد)
استُشهد 10 فلسطينيين بينهم وأصيب آخرون، بغارة إسرائيلية استهدفت مقهى إنترنت قرب خيام النازحين بمنطقة مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي باستشهاد 10 فلسطينيين وإصابة عدد آخر جراء قصف طائرة إسرائيلية استراحة أمام البوابة الجنوبية لمنتجع أصداء في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
ونقلت وسائل إعلام عن شهود عيان قولهم إن القصف الإسرائيلي استهدف استراحة على الشارع العام شمال شارع رقم 5 بمنطقة مواصي خان يونس التي يتواجد بها نازحون، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
شاب يفجع باستشهاد شقيقه في قصف الاحتلال لمقهى بمنطقة المواصي شمال غرب خانيونس pic.twitter.com/aAh5VTVWOC — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 11, 2024
شهيد طفل وصل لمستشفى الكويت التخصصي جراء استهداف طائرات الاحتلال لمجموعة من المواطنين بجوار أصداء بمنطقة المواصي غرب خانيونس pic.twitter.com/imHqcS73Jt — وائل أبو عمر ???????? (@WaelAboOmer) November 11, 2024
وأضاف الشهود إن الاستراحة المستهدفة هي “استراحة هابي تايم” حيث يرتادها نازحون للاستفادة من “خدمة شبكة الإنترنت التي توفرها”.
كما سقط تسعة جرحى وعدد من المفقودين جراء الغارة الإسرائيلية على منزل بالمخيم الجديد شمال غرب مخيم النصيرات، واستهدف قصف آخر أحد المنازل بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 403 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، وارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أعداد كبيرة من الفلسطينيين.
وشنت طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف الاثنين، على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى.
واستشهد مواطنان فلسطينيان وأصيب آخرون، فجر الاثنين، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأسفر قصف في وقت آخر عن استشهاد أربعة مواطنين، بينهم طفل، وإصابة آخرين في مخيم النصيرات وحي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وفجر الاثنين أيضا، أصيب 24 مواطنا وفقد آخرون، في عدة غارات إسرائيلية جوية على مخيم النصيرات للاجئين، وسط قطاع غزة.
وقال مستشفى العودة، إن طواقمه الطبية نقلت 24 مصابا، وما زال هناك عدد من المفقودين تحت الأنقاض، جراء القصف الإسرائيلي غرب مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأفادت مصادر محلية، بأن عددا من الغارات استهدفت خلال دقائق محيط أحد الأبراج السكنية غرب النصيرات، في حين ألقت طائرة مسيرة صواريخ خلال محاولة إجلاء الإصابات من مكان القصف، ما أدى إلى زيادة عدد المصابين.
ولليوم الـ 38 على التوالي يرزح شمال غزة ومخيم جباليا وبيت لاهيا على وجه الخصوص تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة.
وتواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، منذ السابع من أيار/ مايو الماضي، وعدة محاور من غزة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة، وعمليات نسف لمنازل المواطنين في مخيم جباليا.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يرتكب جيش الاحتلال بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.