عربي21:
2025-02-02@07:06:02 GMT

إسرائيل وسقوط المفهوم مرة أخرى

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 سيذكر التاريخ أن حدثاً مفاجئاً، لم يتصوره أحد من قبل، قد غيّر العديد من المفاهيم والمعادلات، وسيغير الكثير من الأحداث اللاحقة. حينها تم تداول مقولة خرجت من واشنطن، أن هناك من حذَّر إسرائيل من عمل عسكري تُعد له حركة «حماس» تحديداً. لم يثبت مثل هذا التحذير، لكن دلالته تظل باقية، إذ ثمة خطأ كبير في الأداء العسكري والاستخباراتي، بالرغم من الإمكانات الضخمة في وسائل جمع المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل، سواء من مصادر بشرية أو إلكترونية حديثة لا تتوفر لخصومها في غزة أو في الضفة المحتلة.

بعد يومين خرج أحد مسؤولي الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قائلاً، كانت هناك تلميحات بأن شيئاً ما قد يحدث، ولكننا لم «نفهم» ما هو المقصود.
لم «نفهم» هي بيت القصيد، وليست المعلومات وهي غزيرة جداً، وبعضها واضح تماماً وضوح الشمس. المسألة إذن ترتبط أساساً «بالمفهوم»، أي الاستيعاب والإدراك، وفي القضايا ذات الأهمية يصبح الخيال والابتكار والخروج من المفاهيم المُعلبة، بمثابة المعيار الأهم في استقراء ما تقوله هذه المعلومات. من المهم ملاحظة أن «الفهم» البشري مرتبط أساساً بالتكوين العقلي والفكري وعمليات التغذية المفهومية والنظرية والقيمية معاً.
إذا عدنا إلى الوراء قليلاً، قبل خمسين عاماً حين اندفع الجنود المصريون والسوريون في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) 1973 لمواجهة قوات الاحتلال الإسرائيلي بصورة مفاجئة لم يتخيلها المحللون في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية معاً، ثار السؤال الرئيسي لماذا حدث ما حدث؟ وحين شُكلت لجنة خاصة لتحديد السبب في الهزيمة التي لحقت بالجيش الإسرائيلي، المعروفة بلجنة أجرانات، نسبة إلى رئيسها القاضي شيمون أجرانات (رئيس المحكمة العليا في إسرائيل آنذاك)، ومُنحت صلاحية استجواب الشهود والحصول على كل الوثائق ذات الصلة، وبعد الاستماع إلى شهادات 90 من القيادات العسكرية والاستخباراتية، والاطلاع على كم هائل من الوثائق، حددت اللجنة مهمتها في «لماذا فشل جيش الدفاع الإسرائيلي في الحرب من الناحية الاستراتيجية، كما فشل في توقع الهجوم العربي؟ وهل كان الخطأ في المعلومات أم في إدراك تلك المعلومات؟».
أصدرت اللجنة ثلاثة تقارير، صدرت تباعاً، منها الموجز، ومنها الموسع، والنهائي الصادر في يناير (كانون الثاني) 1975، الذي سُمح بنشر أجزاء منه بعد عشرين عاماً. وقد حدد النهائي أربعة أسباب رئيسية لما وصفه التقرير «بالفشل العسكري الاستراتيجي في حرب 1973»، أولها فشل أجهزة المخابرات العسكرية في التحليل السياسي لما توفر لديها من معلومات؛ فالمشكلة لم تكن نقص المعلومات، وإنما تحليل هذه المعلومات. وثانيها التصاق المخابرات الحربية الإسرائيلية بما عرف باسم «المفهوم»، الذي ترسخ بعد حرب 1967، الذي يقضي بأن الدول العربية لا يمكنها الدخول في مواجهة عسكرية من دون شرطين؛ إن سوريا لن تهاجم من دون مصر، والأخيرة لن تهاجم من دون تفوق جوي. والثالث عجز القوات الإسرائيلية في سيناء عن منع القوات المصرية من عبور قناة السويس، أو التصدي لهم، ورابعاً التأخر في تعبئة قوات الاحتياط، الأمر الذي أدى إلى زيادة الخسائر الإسرائيلية في الأيام الأولى للقتال، وأخّر القيام بالهجوم المضاد.
تضمن التقرير النهائي شرحاً مستفيضاً لمعنى «المفهوم»، الذي ارتكنت إليه أجهزة الاستخبارات في تحليل الكم الهائل من المعلومات التي وردت إليها، وشملت شرحاً تفصيلياً لما يجري على الجبهتين المصرية والسورية، من حيث كثافة القوات وأعداد المدافع ومرابض الطائرات، وعمليات استقدام القوات من أماكن بعيدة إلى الجبهتين، ومع ذلك انتهت كل التقديرات إلى أن فرصة مصر وسوريا للقيام بهجوم شبه معدومة، نظراً لعدم امتلاكهما الإرادة والتسليح الكافي، ولكونهما بلدين يعيشان الهزيمة منذ 1967، وتتردد قياداتهما في مواجهة إسرائيل خوفاً من هزيمة أخرى.
هذا «المفهوم»، أي الإدراك المسبق الذي تعزز مع الشعور بالعنجهية والقوة المفرطة مقابل ضعف الطرف الآخر وعدم امتلاكه أدوات تغيير واقعه، كان السبب الرئيسي في فشل تقدير مغزى ودلالة المعلومات كافة، التي توفرت وكانت تشي بأمر مختلف تماماً.
يمكن أن نشير أيضاً إلى خطة الخداع الاستراتيجي الناجحة التي باتت معروفة، وطبقتها مصر وسوريا للتعمية على المحللين في الاستخبارات العسكرية وغيرها، وتشتيت أفكارهم وتعزيز «الفهم المغلوط» والمسبق لديهم، وبما أثر على قدراتهم الذهنية في التوصل إلى حقيقة ما يجري على الأرض بالفعل، ومن ثم حدثت المفاجأة الكبرى غير المتخيلة من قبل.
أكاد أزعم أن لجنة أخرى، أياً كانت نتائج القصف والتدمير والقتل الذي ما زال يُمارس بعنجهية شديدة ضد أبرياء عزل في طول القطاع وعرضه، منتهكاً كل قوانين الحرب، سوف يتم تشكيلها لبحث «المفاجأة» الاستراتيجية الكبرى التي حققتها الفصائل الفلسطينية، وسوف تقضي بإقصاء العديد من القادة السياسيين والعسكريين باعتبارهم ناقصي الكفاءة والأهلية لإدارة شؤون أمن البلاد، تماماً كما حدث مع غولدا مائير وقادة عسكريين كثر تم استبعادهم من مناصبهم بتوصية من لجنة أجرانات. وسوف تعيد اللجنة المحتملة التذكير بأن قصور الفهم هو الأساس في الفشل، وليس المعلومات الموسعة التي توفرت لدى الأجهزة الإسرائيلية. قصور الفهم المعني في الحالة الجديدة بعد خمسة عقود من الحالة السابقة، يتعلق أساساً بالارتكان إلى قناعة مزيفة بأن الشعب الفلسطيني ليس لديه أي قدرة أو إمكانية لتحدي العنجهية العسكرية والسياسية الإسرائيلية، التي ترسخت في عقول ونفوس النخبة والمجتمع على نحو مَرضي، وباتت هي المعيار الوحيد الذي يُنظر من خلاله للأحداث والتحركات المُحملة بمعانٍ واضحة للمقاومة والتحدي رغم فارق الإمكانات.
أكاد أزعم أيضاً أن اللجنة المنتظرة إذا ما تسلحت بالموضوعية وقراءة معمقة للتاريخ الإنساني، لا سيما ما يتعلق بالمقاومة الأبدية لكل ما هو احتلالي يُعنى باغتصاب أراضي الغير وحاضرهم ومستقبلهم، وانتصار تلك المقاومة المحتوم، سوف تخلص إلى حقيقة تغيب دوماً عن النخب الحاكمة لقوى الاحتلال، قوامها أن المقاومة ليست فقط فعلاً مفاجئاً أو غير مفاجئ لبضع عشرات أو مئات من مسلحين، وإنما هي إيمان وقناعة راسخة لدى جموع أصحاب الأرض الأصليين، واستعدادهم المفرط لتقديم التضحيات من أجل الحرية والكرامة الإنسانية، وأنه لا شيء سيحول دون انتصارهم في النهاية، وبالمقابل دحر الاحتلال والاستيطان بلا رجعة.
(الشرق الأوسط)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال المفاجأة الاحتلال مفاجأة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

خطأ الفهم للفلسفة القديمة وأثر هذا في التشظي

مفاهيم مشوهة المعنى

على الرغم من حرص الأولين إلا أن التقنيات المتاحة لهم ليست كافية، وإن قابليتهم للإصغاء والتصويب لم تك كافية أيضا لذا نرى الانقسامات على أمور جزئية لا تأثير لها أحيانا على واقع الحال، وإنما هي خلافات فلسفية انتقلت إلى الفقه واختلط الفقه الحضاري مع الأمور المدنية كالسياسة، والتي يفترض أنها تراكم للجهد البشري ينقى بالقيم وليس فيه حلال وحرام وإنما صواب وخطأ، أو القول بأنه صالح للحالة أم لا.

طرح الفلاسفة نظريات مستسقاة من الفلسفة اليونانية كالرازي قبل تخليه عنها، حيث طرح نظرية الفيض وهي نظرية لا تتفق والإسلام بل متخلفة جدا. والفلسفة اليونانية في طرحها لتفسير الكون والحياة كانت قاصرة، فهي من طرح تسطيح الأرض وأن القلب الذي في الجوف هو المحرك للجسم، فاختلط التداخل هذا عند العلماء سواء في الرد على الفلاسفة أو في التفاسير لأن المصطلحات دخلت إلى الكلام، والتفكير لهذا نجد معاني قرآنية ليست مستعملة في التفاسير وإنما مصطلحات فلسفية، فالفقهاء في الرد تبنوا المصطلح الذي يردون عليه ودخل عند المقلدين خصوصا أن عبارات ظهرت تمنعهم من فتح كتب الفلسفة أصلا (من تمنطق تزندق) ومن هذه الكلمات التي تشوه معناها القرآني: الروح، النفس، القلب، الفؤاد، العقل.. فالروح في القرآن هي أمر الله بالخلق، أما في الفلسفة اليونانية فهي شيء خارج الجسم يرتبط بالإنسان ويفكر وهو ما نجده في بعض التفاسير وآثار العلماء، فالنفس هي الإنسان في القرآن وهي لها أدواتها في التفكير والعقل فعل وليس اسم، ولم يأت كاسم في القرآن وإنما كان اسما في الفلسفة اليونانية.

هذه المعاني تحتاج إلى تصويب، فهي أوقعت الفكر الإسلامي في مشكلة كبيرة جدا، منها إيقاف التفكير نفسه، والتعامل مع المنطق والفلسفة نتيجة التيه الذي وقع به الأولون فالتجأوا إلى التكفير والرفض وتركوا أثرا يحمل لغة ما رفضوه فضاع من بعدهم أكثر
القلب موطن التفكير في القرآن ليس المضخة التي في الجوف وإنما في الناصية حيث مقدمة الإنسان ومقدمة الشيء صدره، وإن كان موطن الإحساس والتفكير بما هو معروف في التفاسير فهو تأثر بالفلسفة اليونانية، فالقلب مصطلح على مضخة ليس لها توصيف في الإسلام غير هذا والقلب المفكر هو في الناصية كما ذكرنا.

هذه المعاني تحتاج إلى تصويب، فهي أوقعت الفكر الإسلامي في مشكلة كبيرة جدا، منها إيقاف التفكير نفسه، والتعامل مع المنطق والفلسفة نتيجة التيه الذي وقع به الأولون فالتجأوا إلى التكفير والرفض وتركوا أثرا يحمل لغة ما رفضوه فضاع من بعدهم أكثر؛ وعلينا إضافة مفاصل أخرى كالتمييز بين الحضارة (تختص بالفكر والإنتاج الفكري) وبين المدنية (تراكم الجهد البشري).

لقد فقد الناس الذين يلتهمون الغاية من الخلق وفهم الآيات وإدخال تصورات تقرب إلى الخرافات؛ رفضها البعض وقبلتها منظومات التفكير البسيطة والجاهلة، بل الجهل بات يفرض نفسه والطقوس الدخيلة أضحت الدين وليس من صلبه فقط، وعندما حوكم المنطق والفلسفة اتهمت الفلسفة وليس القصور الذهني، بينما الفلسفة هي الحكمة. والله جل وعلا قال: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرا كَثِيرا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ". واللب هو أعمق نقاط الفهم والتفكير، لكنهم قرنوها بالفلسفة المستوردة الوثنية والأسطورية والتي حاول البعض دمج التوحيد معها أو مجادلتها بلغتها وقواعدها وهذا كان الخطأ، فنحن لا نستغني عن الحكمة في استقراء واقعنا ومن ثم استنباط العلاج بدل التقوقع واستنباط قوالب لا تحتوي الواقع وإنما تشوهه.

أسلوب الهروب بالإنكار أوجد فرقا مثل القائلين إن القرآن كاملا فعليه لا يحتاج إلى الحديث، هذا الفهم الناقص يقابله تقديس لرواة أو جامعي الحديث بحيث لا يقبلون المراجعة. وربما هذا التعصب أوجد ذاك الانحراف في الفهم، فالجهاز المعرفي لا يرتكز على المصدر وهو صناعة بشرية، فهو سيحتاج إلى المصدر وأداة التفكير والتحقق وإلى المنظومة العقلية ككل والفهم الذي هو أهم ما في الفكر وموازنته، ثم نرى المخرجات على الواقع ونعايرها مع مهمة الإنسان الأساس، وهي اختبار لمنظومته العقلية وصلاحيتها في الإبداع وهو معنى "علّم آدم الأسماء كلها" والله أعلم.. ثم نرى هل كان هذا مناسبا للمجتمع أم يتطلب مزيدا من الدراسة والفهم للمجتمع وللفكر فيخرج من مثاني القرآن الأجوبة بهذا المنهج.

المسألة أن العلماء في كل عصر يريدون أن يجيبوا على كل الأسئلة وعلم عصرهم ليس كافيا للإجابة على كل الأسئلة فيخرجون بأمور يختلف عليها، أو ينكرون فعل الزمن فيتمسكون بما أنتج السابقون، وهو في الحقيقة أما صواب حل مشاكل عصرهم لا مشاكل عصرنا وتطور المدنية
تشكل الفرق لسوء الفهم بالوهم

الحقيقة أن التعامل مع الفلسفة القديمة كنتاج فكري لم يوضع له منهج واضح لهذا اختلف الباحثون في أسئلة أصلا محلولة في القرآن، ولكنهم اتبعوا منهج ما تبنونه فلم ينتبهوا للحل.. القضاء والقدر أو هل الإنسان مخير أم مسير، لو نظر إليها بمنهج فلسفي صحيح أي بالحكمة القرآنية لما ظهرت الفِرق كالمعتزلة والأشعرية والمرتدية وغيرها، وهي ببساطة على سبيل المثال أن الإنسان في ماهيته التفكير فهو مخير ولأن أساس وجوده على الأرض هو لاختبار منظومته العقلية، فمن العدل أن يكون كامل الأهلية. وهكذا الأسئلة الأخرى التي ناقشناها في مقالات سابقة وفي كتاب "فلسفة منظومة الأخلاق في الإسلام".

المسألة أن العلماء في كل عصر يريدون أن يجيبوا على كل الأسئلة وعلم عصرهم ليس كافيا للإجابة على كل الأسئلة فيخرجون بأمور يختلف عليها، أو ينكرون فعل الزمن فيتمسكون بما أنتج السابقون، وهو في الحقيقة أما صواب حل مشاكل عصرهم لا مشاكل عصرنا وتطور المدنية، أو أنه تيه سرعان ما يكفر كل جديد أنه بدعة وضلالة، أو يستوردون خلافات الماضي لعجزهم عن التفكير في المستقبل لافتقادهم لمنهج التفكير للمستقبل والجهل المركب الذي يتمكن فيفرض عليك نفسه ويعتبر أمل الأمة جهلة بل أعدائها.

إن تخلف الأمم ليس لقلة مفكريها بل لجرأة الجهل وضعف المثقف في الدفاع عن نفسه أمام الجهل وتهوره، فالفهم قائد ومتى ضعف الفهم انحدرت الناس إلى الضلال.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعترف: المعلومات عن اغتيال قائد كتيبة الشاطئ غير صحيحة
  • قلق من جيش مصر.. سفير إسرائيل يثير تفاعلا بحديث عن القوة العسكرية المصرية وتناميها
  • خطأ الفهم للفلسفة القديمة وأثر هذا في التشظي
  • واشنطن.. العثور على الصندوق الأسود للمروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة قرب مطار ريجان
  • ترامب: المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت تحلق على ارتفاع عالٍ جدا
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • بالأرقام والتفاصيل.. الكشف عن كافة العمليات العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني إسناداً لغزة
  • من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
  • «الظّل» الذي طاردته إسرائيل لعقود.. من هو «محمد الضيف»؟
  • تفاصيل مثيرة في حادث تحطم الطائرة الأمريكية بعد اصطدامها بالمروحية العسكرية