عربي21:
2025-04-24@22:11:06 GMT

زلزال طوفان الأقصى ومآسي الرئيس الأمريكي بايدن

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

بتاريخ 7 أكتوبر 2023 وقع زلزال ربما وصلت شدته تسع درجات على مقياس ريختر سمي بـ«طوفان الأقصى» حيث اجتاح المقاومون الفلسطينيون المستعمرات التي أقامتها حركة الاستيطان الأوروبي في جنوب فلسطين وسموها «غلاف غزة». كانت عملية الاجتياح على درجة عالية من الانضباط والجسارة والتمويه، التي ضللت العدو لدرجة أن البيت الأبيض ـ على بعده الجغرافي ـ أصيب بالمفاجأة، وسمى بنيامين نتنياهو ذلك اليوم بـ«اليوم الأسود».


من اللافت للنظر أن الولايات المتحدة تبعث فجأة بحاملتي طائرات إلى المنطقة، يرافق ذلك تهديدات من الرئيس الأمريكي، وكأنه يبعث رسائل تحذير ضد أي تحرك لأي طرف ثالث (وربما يقصد إيران) بقصد التدخل ضد إسرائيل. ويبدو أن وزير الحرب الإسرائيلي، اعتبر ذلك ضوءاً أخضر أمريكياً لآلة الحرب الإسرائيلية، حيث أمر بقطع الماء والكهرباء والغذاء عن كامل سكان قطاع غزة، واعتبارهم «وحوشا بشرية». وما يدلل على ذلك السلوك العدواني أن وزير الحرب، أطلق العنان لكل آلات الدمار العسكرية، وبدأ في تطبيق «مبدأ الضاحية» الذي يعتنقه جيش المستوطنين، وهو المبدأ الذي ينطوي على الدمار الشامل، من دون تمييز بين عسكري ومدني، لإحداث حالة هلع بين المدنيين.
إن مأساة الرئيس بايدن الأولى، أنه لم يقرأ أو يسمع ما قاله وزير الحرب الإسرائيلي، ما يعني بداية ارتكاب جريمة «الإبادة الجماعية» ولم يسمع الرئيس أو يقرأ ما قاله الوزير عن الفلسطينيين، من أنهم «حيوانات بشرية» ما يهيئ الأرض لتبرير الإبادة الجماعية. ولم يكن الرئيس الأمريكي وحيداً في إظهار هذا الشعور البليد، بل انضمت إليه كل أطراف النادي الاستعماري، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، التي أصدرت بياناً مشتركاً، اعلنت فيه أنها «ستدعم جهد إسرائيل للدفاع عن نفسها» في مواجهة المقاومة الفلسطينية، التي تمارس حقاً مشروعاً في المقاومة ضد الاحتلال والاستعمار. لم تذكر أطراف النادي الاستعماري كلمة واحدة عن حصار قطاع غزة، براً وبحراً وجواً، الذي ما زال مستمراً لسبعة عشر عاماً، وحولت القطاع إلى أكبر معتقل في العالم، ولم يلحظ أيٍ منهم أن بعض التقارير الدولية قد حذرت من أن قطاع غزة سوف لن يكون صالحاً للحياة في عام 2020.
ومع ذلك، فإن أخطر ما ورد في خطاب الرئيس بايدن ـ وهذه مأساته الثانية – هو شعوره بأن ما وقع في غلاف غزة على يد المقاومة الوطنية هو أنها «مأساة ليست بعيدة عنّا» مشيراً إلى وجود أحد عشر أمريكيا (ثم أصبحوا اثنين وعشرين) ما بين قتيل وجريح وأسير، مضيفاً أن «سلامة المواطنين الأمريكيين، سواء في الداخل أو الخارج ـ هي أولويتي القصوى كرئيس». يبدو من ظاهر كلام الرئيس أنه لا يميّز بين المواطنين الأمريكيين فهم جميعاً متساوون، وذلك لكي يؤمن لهم السلامة والأمان، ولكنه قبل أسبوع تقريباً تبين خلاف ذلك، حين اتضح أن إدارته تميز بين أمريكيين كاملي الدسم، وأمريكيين منزوعي الدسم، حيث ميزت إدارته بين الأمريكيين من اصول فلسطينية، والأمريكيين كاملي الدسم. فالقسم الأول لا يمنح حق الدخول إلى فلسطين ووافقت إدارته على قيام إسرائيل بالتمييز بين المواطنين الأمريكيين من أصول فلسطينية والأمريكيين الآخرين.
فأين هي مسؤوليته التي يتحدث عنها كرئيس؟ أما مأساة الرئيس الثالثة فهي حزنه وألمه على الأمريكيين الذين قتلوا، أو وقعوا في أسر المقاومة الفلسطينية. فكيف يستسيغ الرئيس الأمريكي الادعاء ـ وبصوتٍ عال- بحماية المواطنين الأمريكيين، إذا وقعوا في أسر المقاومة، ولا يأتي على ذكرهم إذا قام هؤلاء الأمريكيون بقصف وقتل وتدمير وتعذيب الفلسطينيين في غزة، أو في أي جزء من الأراضي المحتلة، إذا كانوا هم في حركة المستوطنين، أو في سلك الجيش الإسرائيلي وطيرانه؟
لقد اعترف الرئيس بأن هؤلاء القتلى أو الأسرى يعتبرون «إسرائيل وطنهم الثاني» وفي الواقع، فإن الرئيس يحتاج إلى تصويب أقواله، إذ أنهم يعتبرون «إسرائيل وطنهم الأول» وهو وطنهم الذي «وعدهم الله به» ولم يعدهم الله بأمريكا وطنهم الأول. إن فلسطين هي «أرض الميعاد» كما يزعمون، وليست ميامي أو نيويورك.
لقد مضى حين من الدهر كانت وزارة الخارجية الأمريكية توزع فيه على المواطنين الأمريكيين ذوي الديانة اليهودية، الذين يرغبون في زيارة إسرائيل، كراساً تحذرهم فيه من أن قانون الجنسية الإسرائيلية «يفرض» الجنسية على أي يهودي بمجرد دخوله المطار، أو الميناء الإسرائيلي، من دون علمه أو إخطاره بذلك، لأنه ـ حسب القانون ـ أن اليهودي الذي يدخل إسرائيل هو «عائد» والعائد إلى بيته لا يحتاج إلى إذن أو طلب، أو كما قالت عنه محكمة العدل العليا الإسرائيلية، إنه كمن يحمل مفتاح منزله في جيبه، حيث يفتح باب بيته ويدخل. إن مأساة الرئيس بايدن أنه يداري عدم علمه، أو يتظاهر بعدم العلم، بأن قانون الجنسيه الإسرائيلية يمنع ازدواج الجنسية منعاً باتاً إلاّ لليهودي. وعلى سبيل المثال، وهو مثال نظري، لو هاجر شخص ألماني مسيحي إلى إسرائيل، وبعد إقامته في إسرائيل عدداً من السنوات، وتقدم بطلب الحصول على الجنسية الإسرائيلية، ولو افترضنا أنه استوفى كل الشروط لاكتساب الجنسية، فإن عليه أن يتنازل عن جنسيته الأصلية. ولو افترضنا أن هذا الألماني كان يهوديا لا يشترط القانون منه التنازل عن جنسيته الأصلية، وقد جاءت صياغة المادة (14) من القانون صياغة ملتوية، لكي تخفي العنصرية الوارده فيها، ذلك أنها تنص على «في ما عدا حالة التجنس، فإن اكتساب الجنسية الإسرائيلية ليس مشروطاً بالتنازل عن الجنسية السابقة». التجنّس هو طريق لإكتساب الجنسية الإسرائيلية من قبل أي شخص غير يهودي، لأن اليهودي يكتسب الجنسية الإسرائيلية بالعودة وليس بالتجنّس، أي أن ازدواج الجنسية طبقاً للقانون الإسرائيلي مسموح به لليهودي فقط. ومن هنا يجب الانتباه إلى ما قاله الرئيس بايدن، وما يقوله مسؤولون غربيون آخرون، إنهم يعيشون مأساة فقدان أو أسر مواطنين لهم في غزة، وبالأحرى هم مزدوجو الجنسية باعتبار أنهم يهود. وهنا المقاومة الفلسطينية تتعامل معهم كإسرائيليين باعتبار أن انخراطهم في القتال إلى جانب القوات الإسرائيلية يعني أن خيارهم كان الجنسية الإسرائيلية. وإذا كان مستوطناً، تعتبر المقاومة أنه ينطبق عليه المعيار ذاته معتبرة أن المستوطن شخص مسلح وهو عضو في الجيش، ويشترك في جلسات التوجيه التي يلقيها الضباط على جنودهم. ولا يستطيع مزدوج الجنسية، أن يختار بين الجنسيتين كمن ينتقي فاكهة أو خضارا، ذلك أن عليه دفع الضريبة، فلمن يدفعها للخزانة الأمريكية أم الإسرائيلية؟ أين سكنه الاعتيادي في نيويورك أو في مستوطنة جبل أبو غنيم؟ أين يسجل أبناءه في المدرسة وأين مركز حياته؟ وأين يدفع فواتير الكهرباء أو الماء؟ والمقاومة الفلسطينية تحدد جنسيته على ضوء المعايير أعلاه، إنه ليس خياراً للمقاتل الأمريكي (أو الأوروبي) لكي يحدد جنسيته متى شاء وكيفما شاء. إن انخراطه في صفوف الجيش الإسرائيلي يؤكد انه «عدو» وإن كان متطوعاً فهو في عداد المرتزقه الذي لا يحميهم أي قانون.
(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة بايدن الاحتلال غزة الاحتلال بايدن طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المواطنین الأمریکیین المقاومة الفلسطینیة الجنسیة الإسرائیلیة الرئیس الأمریکی الرئیس بایدن

إقرأ أيضاً:

الرئيس الفلسطيني: أولوياتنا وقف حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن من أولويات القيادة الفلسطينية وقف حرب الإبادة الإسرائيلية التي يتعرض لها قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال بشكل تام من أراضي القطاع، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ومنع الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل وجميع المناطق الفلسطينية، فضلا عن رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، ومقاومة ومنع محاولات التهجير، وحماية القضية الفلسطينية وتنفيذ الحل السياسي القائم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، واعتراف العالم بهذه الدولة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي.
وحذر الرئيس الفلسطيني في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الـ32 للمجلس المركزي الفلسطيني، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، من أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تصفية القضية الوطنية الفلسطينية كقضية سياسية لشعب يكافح من أجل حريته واستقلاله الوطني، وفرض إملاءاته وسياساته الاستعمارية على الشعب الفلسطيني بقوة العدوان الغاشمة.
وقال عباس:"نلتقي اليوم تحت راية فلسطين الواحدة، راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، نلتقي في لحظة تاريخية حساسة وفارقة، نُواجه فيها مخاطر جمّة، هي أقرب ما تكون إلى نكبة جديدة تُهدد وجودنا، وتُنذر بتصفية قضيتنا الوطنية كلها، تنفيذًا لمخططات من صنعوا نكبة شعبنا الأولى منذ وعد بلفور عام 1917، إلى اقتلاع أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من وطنه التاريخي خلال نكبة 1948، وصولًا إلى نكبة عام 1967، وبعد ذلك نكبة "الانقلاب" الآثم في عام 2007، الذي استخدمه عدونا لتمزيق نسيجنا الوطني، ولمنع قيام دولتنا المستقلة".
وأضاف:في قطاع غزة، يتعرض شعبنا اليوم لحرب إبادة جماعية خسرنا فيها حتى الآن أكثر من مئتي ألف مواطن بين شهيد وجريح.. ورغم فداحة هذا العدد من الضحايا، فإنه لا يمكن ولا يصح أن يُنظر إليهم وكأنهم مجرد أرقام.... وأبدًا لا يمكن أن يكونوا مجرد "خسائر تكتيكية" كما يدعي من صنعوا نكبة "الانقلاب" خدمة للاحتلال ولأعداء شعبنا كافة، ثم اختلقوا الذرائع لكي يكمل الاحتلال مؤامرته الشيطانية بتدمير قطاع غزة وتهجير أهله".
وأوضح أن 2165 عائلة أُبيدت عن بكرة أبيها ولم يعد لها وجود، وأن 6664 عائلة أُبيدت جزئيًا وفقدت معظم أفرادها.
وأردف:200 ألف شهيد وجريح، منهم أكثر من 3500 مسن، وأكثر من 12500 امرأة، وأكثر من 18000 طفل، فضلا عن أكثر من 11000 مفقود منهم حوالي 4700 طفل، وما يقارب 40000 طفل فقدوا والديهم أو أحدهما وأصبحوا أيتامًا، هذا كله فضلًا عن تدمير أكثر من ثلثي المساكن والمنشآت والمرافق العامة والخاصة في قطاع غزة "المنكوب"، من المساجد والكنائس والمدارس والجامعات ورياض الأطفال والمستشفيات والمؤسسات والبنية التحتية، إلى جانب المحاولات الإسرائيلية المحمومة لتصفية الوجود الفلسطيني في القطاع الحبيب عبر التهجير القسري والتطهير العرقي.  
وحول الوضع في الضفة الغربية، قال الرئيس الفلسطيني في كلمته:يتواصل العدوان الإسرائيلي الهمجي على شعبنا وأرضنا؛ على المخيمات والقرى والمدن، على الحجر والشجر والبشر، فنخسر مزيدًا من الشهداء والجرحى والأسرى، حيث ناهز عدد الشهداء في الضفة الغربية من السابع من أكتوبر حوالي 1000 شهيد، منهم 188 طفلًا، وتتعرض مناطقنا للتدمير اليومي، ففي مخيم جنين دمرت قوات الاحتلال وأحرقت أكثر من 600 مبنى كليًا أو جزئيًا، وهناك أكثر من 21 ألف مواطن أجبرهم جيش الاحتلال على النزوح من المخيم إلى مناطق مختلفة من المحافظة..وفي مخيمات طولكرم، دمر الاحتلال 2573 منزلًا، تدميرًا كُليًا أو جُزئيًا، وأُجبر نحو 24 ألف مواطن على النزوح.
وأضاف:تقطع قوات الاحتلال أوصال الضفة الغربية، وتفصل بعضها عن بعض، وتمنع حرية التنقل للأفراد والبضائع بإقامة الحواجز العسكرية التي بلغت نحو 900 حاجزٍ، وكذلك من خلال جدار الفصل العنصري، ويستشري سرطان الاستيطان وإرهاب المستوطنين يوميًا في كل مناطق القدس والضفة الغربية.
وأكد أن الهدف من كل هذا "الإرهاب المنظم" هو هدف الاحتلال نفسه من العدوان على قطاع غزة؛ تصفية القضية الوطنية الفلسطينية كقضية سياسية لشعب يكافح من أجل حريته واستقلاله الوطني، وفرض إملاءات الاحتلال وسياساته الاستعمارية على شعبنا بقوة العدوان الغاشمة.
وقال: لا يختلف الحال في القدس؛ عاصمتنا الأبدية المقدسة، عن باقي الوطن الفلسطيني، حيث تحاول دولة الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع على شعبنا، عبر الحصار المحكم على المدينة، وتدمير بيوت الفلسطينيين ومنشآتهم، ومنع وصول المصلين إلى الأماكن المقدسة، ومحاربة الوجود الفلسطيني والهوية الفلسطينية بكل وسائل العدوان والإرهاب، بما في ذلك محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني في الأماكن المقدسة؛ الإسلامية والمسيحية، وبالذات في المسجد الأقصى المبارك، الذي هو جزء لا يتجزأ من عقيدتنا الدينية، وهويتنا الوطنية، ووجودنا الممتد لآلاف السنين في أرض وطننا التاريخي فلسطين، والذي يتعرض لأبشع مؤامرة من جانب الاحتلال، حيث يتداولون التحريض على تدميره وبناء معبد يهودي مكانه.
وأضاف: إن دولة الاحتلال، بهذا العدوان الهمجي، تنتهك القانون الدولي والشرعية الدولية، وتتصرف وكأنها فوق القانون، وتتنكر للاتفاقات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية، وتطلق العنان للتطرف والإرهاب اللذين أصبحا السمة الغالبة في سياساتها تجاه شعبنا، وتُحاصر شعبنا ماليًا بِسرِقة أموال المقاصة الفلسطينية التي زادت حتى الآن على ملياري دولار تحتجزها دولة الاحتلال، ومُصادرة أراضي المواطنين وممتلكاتهم، والإعلان المُتكرر عن رفض قيام دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، والعمل على تحقيق ذلك من خلال فصل قطاع غزة عن باقي أرض الدولة الفلسطينية التي أقرتها الأمم المتحدة، سواء كان ذلك عبر دعم وتمويل ذلك الفصل سياسيًا وماليًا، أو عبر العدوان العسكري وحرب الإبادة وجرائم الحرب التي ترتكبها في قطاع غزة، فضلًا عن مُخططات التهجير التي تحاول تنفيذها.
وأشار إلى أن تحركه وتحرك الحكومة الفلسطينية في شتى الميادين وعلى مختلف المستويات، عربيًا وإسلاميًا ودوليًا، ينصبّ على تحقيق أولويات وطنية أربع،تمثل ضرورات اللحظة الراهنة.  
وأوضح أن الأولوية الأولى: وقف حرب الإبادة الإسرائيلية التي يتعرض لها قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال بشكل تام من أراضي القطاع، وكذلك وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مدننا وقرانا ومخيماتنا في الضفة الغربية، ومنع الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل وجميع المناطق الفلسطينية.
وأضاف:الأولوية الثانية: رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وبما يضمن تدفق الاحتياجات الضرورية اللازمة للمواطنين من الطعام والشراب والدواء والوقود والكهرباء ومتطلبات الإيواء العاجل، وفتح الطرق، والعمل على إعادة الخدمات المختلفة، تمهيدًا لإزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار.
وأردف: الأولوية الثالثة: مقاومة ومنع محاولات تهجير أهلنا من القطاع، وتنسيق الموقف في ذلك مع المجموعة العربية الإسلامية والمجتمع الدولي، وبالذات جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، اللتين نُحييّ في هذا المقام موقفهما الصارم والحاسم والمشرف في رفض مؤامرة التهجير، ودعم وحماية وجود الشعب الفلسطيني داخل أرضه ووطنه، فكل التحية لمصر ولأخي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكل التحية للأردن ولأخي جلالة الملك عبد الله الثاني.
وتابع: الأولوية الرابعة: حماية القضية الفلسطينية كقضية شعب يسعى إلى تحرير أرض دولته المحتلة وممارسة حقوقه الوطنية في إطار الشرعية الدولية، وتنفيذ الحل السياسي القائم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، واعتراف العالم بهذه الدولة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي.
وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته:إن رؤيتنا لتحقيق السلام العادل والشامل، وضمان الأمن والاستقرار في فلسطين والمنطقة، التي قدمناها بالفعل لجميع الدول والجهات ذات الصلة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية والصين والاتحاد الأوروبي، فضلًا عن المجموعة العربية والإسلامية، تستند إلى وجوب خلق المناخ والظروف الملائمة، عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وفق قرارات الشرعية الدولية، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عاصمتنا الأبدية،
وبما يشمل تحمل السلطة الوطنية الفلسطينية لمسؤولياتها كافة في قطاع غزة، كما في الضفة الغربية والقدس سواء بسواء، وبما يتضمن جميع المسؤوليات الأمنية والسياسية، على أساس وحدة القانون ووحدة المؤسسات ووحدة السلاح الشرعي ووحدة القرار السياسي.
ودعا حركة حماس إلى ضرورة أن تُنهي سيطرتها على قطاع غزة، وأن تسلم القطاع بكل شؤونه، وأن تسلم الأسلحة كذلك إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، وتتحول إلى حزب سياسي يعمل وفق قوانين الدولة الفلسطينية، ويلتزم بالشرعية الدولية وبالشرعية الوطنية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية.
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية تعمل بالفعل مع الأشقاء في مصر، وكذلك مع الأمم المتحدة، من أجل عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، تشارك فيه الدول الشقيقة والصديقة، جنبًا إلى جنب مع المنظمات الدولية المختلفة. 
وشدد على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني داخليًا على أسس وطنية جامعة تشمل الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا ووحيدًا لشعبنا، والالتزام ببرنامجها السياسي والنضالي والتزاماتها الدولية، الالتزام بالشرعية الدولية وقراراتها، الالتزام بمبدأ النظام السياسي الفلسطيني الواحد، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد، والقرار الوطني السيادي الواحد، والمقاومة الشعبية السلمية.
وأشار إلى أنه وجه أعضاء اللجنة التنفيذية بالشروع في حوار وطني شامل مع كل القوى والفصائل دون استثناء، من أجل حماية وحدتنا الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، على أرضية الالتزام بميثاق المنظمة وبرنامجها السياسي والتزاماتها كافة.
وقال الرئيس الفلسطيني:إنه منذ بدايات انطلاق ثورتنا المباركة، حرصنا على بناء علاقات متينة مع أشقائنا في الدول العربية والإسلامية، أساسها الاحترام المتبادل والثقة، وسياجها عدم تدخل أي طرف في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، ولا نزال متمسكين بهذه المبادئ، حريصين عليها أشد الحرص، مع إيماننا الأكيد وثقتنا العالية بأن أشقاءنا العرب والمسلمين هم العمق الإستراتيجي لنا ولقضيتنا وكفاحنا الوطني، وهم الظهير والنصير الحقيقي للشعب الفلسطيني.
وأُشار إلى أن السياسة الإسرائيلية ضد "الأونروا"، إنما ترمي إلى محاولة شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين، كجزء من مخططها لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل، ما يجعل الوقوف مع الأونروا ودعمها جزءًا من حماية القضية الفلسطينية، وحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين الذين يزيد عددهم اليوم على ثمانية ملايين، في مخيمات اللجوء داخل فلسطين وفي الشتات.
وطالب عباس المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل دولة الاحتلال على وقف حربها ضد قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، وسحب جيشها من هذه المناطق، ووقف مصادرة أراضي الدولة الفلسطينية، وتفكيك المستوطنات، تمهيدًا للإنهاء الكامل والتام للاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين، ووجوب اتخاذ الإجراءات العملية لتنفيذ ذلك، ودعم المبادرة التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبناء تحالف دولي لتنفيذ حل الدولتين.
ودعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي واليابان وجنوب إفريقيا والبرازيل، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية في مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية والمبادرة العربية للسلام لعام 2002، والاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل، من أجل التوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم وإنهاء الصراع ووقف حالة العداء القائمة منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917.
كما دعا إلى إيجاد بيئة سياسية تؤدي إلى التعايش السلمي المشترك لشعوبنا في منطقة الشرق الأوسط تقوم على أسس احترام سيادة الدول وحسن الجوار وعدم الاعتداء من أي طرف والدخول في معاهدات إقليمية تقوم على أساس العمل المشترك بأشكاله كافة.
وطالب الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، والتي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، بالاعتراف بدولة فلسطين أسوة بمئة وتسع وأربعين دولة اعترفت بدولة فلسطين حتى الآن.
وأكد ضرورة تحقيق مبدأ الأرض مقابل السلام القائم على مبدأ حل الدولتين، دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967 تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من دولة فلسطين.

مقالات مشابهة

  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية جحانة بصنعاء
  • مسير شعبي في الشعر بإب لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في جحانة بصنعاء
  • بينهم سيدتان.. إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا فلسطينيا من غزة
  • لجنة نصرة الأقصى تدعو للخروج المليوني في مسيرات “ثابتون مع غزة .. على رغم أنف الأمريكي وجرائمه”
  • مسير في السودة بعمران دعماً لفلسطين وتأكيد الجهوزية لمواجهة العدوان
  • الرئيس الفلسطيني: أولوياتنا وقف حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • خريجو طوفان الأقصى بعزلة بني موهب في عمران ينظمون مسيراً راجلاً
  • مسيرات راجلة لخريجي دورات ” طوفان الأقصى ” في عدد من مديريات عمران
  • طوفان الأقصى كسر وهم القوة وسردية الاحتلال.. قراءة في كتاب