الخليج الجديد:
2024-10-05@05:54:01 GMT

ماذا لو قطع العرب صادرات النفط والغاز؟

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

ماذا لو قطع العرب صادرات النفط والغاز؟

ماذا لو قطع العرب صادرات النفط والغاز؟

ماذا لو بدأت دول العرب المنتجة للطاقة فورا حتى بالتلويح بوقف صادرات النفط والغاز كما تفعل كلّ دول العالم حينما تواجه مخاطر خارجية؟

لو صدقت الحكومات العربية في وضع حد للحرب الإسرائيلية الهمجية والإجرامية على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية لأوقفت على الفور صادرات النفط والغاز!

إنتاج العرب من النفط يبلغ نحو 30% من إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والبالغ نحو 100 مليون برميل.

لدى العرب تأثير قوي في أسواق الطاقة حول العالم عبر "أوبك" و"أوبك +" ولهم أكثر من 57% من احتياطي النفط العالمي وأكثر من 26.5% من احتياطي الغاز العالمي.

العرب لاعب قوي بسوق الغاز المسال العالمي، وزادت أهمية ذلك عقب اندلاع حرب أوكرانيا والعقوبات الغربية الشرسة ضد النفط والغاز الروسي وعرقلة وصوله لأسواق العالم.

* * *

لو كانت الحكومات العربية صادقة حقاً في وضع حد للحرب الإسرائيلية الهمجية والإجرامية على قطاع غزة وغيرها من الأراضي الفلسطينية لأوقفت على الفور صادرات النفط والغاز الطبيعي، والنتائج مضمونة أو على الأقل شبه مضمونة، ولتم أيضا وعلى الفور فتح معبر رفح الحدودي لاستقبال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء.

فالعالم لا يعرف سوى لغة المصالح وقبلها لغة القوة، والعرب لديهم من الإمكانات والثروات والفرص، ما يجعلهم أصحاب مصالح وقوة ضغط لا يستهان بها في أسواق الطاقة والمعابر الدولية ومنها هرمز وباب المندب وقناة السويس.

وفق الأرقام، فإنّ إنتاج العرب من النفط يبلغ نحو 30% من إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والبالغ نحو 100 مليون برميل.

ولدى العرب تأثير قوي في المؤسسات الدولية المنظمة لأسواق الطاقة حول العالم مثل "أوبك" أو تحالف "أوبك +"، كما يمتلك العرب أكثر من 57% من الاحتياطي العالمي للنفط الخام، وأكثر من 26.5% من الاحتياطي العالمي للغاز الطبيعي.

ويعد العرب لاعباً قوياً في سوق الغاز المسال العالمي، وزادت تلك الأهمية عقب اندلاع حرب أوكرانيا والحرب الغربية الشرسة ضد النفط والغاز الروسي ومحاولة عرقلة وصوله لأسواق العالم بهدف تجفيف إيرادات روسيا لتمويل الحرب.

نحن هنا لن نخترع العجلة عندما نقطع صادرات النفط والغاز عن الدول الداعمة للاحتلال، فقد فعلها العرب في حرب أكتوبر 1973 حينما قطعت دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية، وغيرها من الدول العربية النفط عن أسواق العالم.

وهو ما أدى إلى حدوث قفزات في أسعار الخام الأسود خلال أشهر ليرتفع سعر البرميل إلى 12 دولاراً مقابل 3 دولارات قبلها، وهو ما حقق نتائج مبهرة، ومثل ضغطا شديدا على الغرب الداعم للاحتلال الإسرائيلي.

ماذا لو أوقفت كل من مصر وقطر والجزائر صادرات الغاز الطبيعي عن تلك الدول الداعمة بقوة للمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين وفي المقدمة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها من دول العالم؟

ماذا لو أوقفت السعودية التي تحتل الترتيب الثاني في قائمة كبار منتجي النفط عالمياً صادرات النفط كما فعلت في العام 1973، ماذا لو انضمت إليها العراق والكويت والجزائر وليبيا وسلطنة عمان ومصر وغيرها من الدول المنتجة للنفط؟

لن أتحدث هنا عن الإمارات والبحرين فموقفهما معروف من الحرب الدائرة في غزة، وبالتالي لا يجب التعويل على موقف الدولتين.

ماذا لو بدأت الدول العربية المنتجة للطاقة على الفور حتى بسياسة التلويح بوقف صادراتها من النفط والغاز كما تفعل كلّ دول العالم حينما تواجه مخاطر خارجية؟

هنا ستقفز أسعار النفط والغاز بشكل جنوني حتى بمجرد التلويح من قبل الحكومات العربية، لا القطع الفعلي والفوري للصادرات النفطية، باعتبار أنّ العوامل النفسية لها دور كبير في تحديد اتجاهات الأسعار في أسواق الطاقة والمعادن والعملات وغيرها.

في حال حدوث قفزة في أسعار النفط، هنا تلجأ حكومات العالم لزيادة أسعار المشتقات البترولية من بنزين وسولار وغاز طبيعي، وهذا سيترتب عليه عودة موجه التضخم وقفزات الأسعار، وحدوث إرباك شديد للبنوك المركزية في معالجة التضخم الجامح، يصاحب ذلك الارتباك اندلاع غضب شعبي وتظاهرات وقلاقل اجتماعية داخل دول العالم المعتمدة على النفط والغاز.

هذه التظاهرات قد تعيد تشكيل الخريطة السياسية داخل تلك الدول وتؤثر في نتائج الانتخابات، وهو الأمر المتوقع حدوثه للانتخابات المقبلة في الولايات المتحدة.

ولا ننسى أنّ دونالد ترامب خسر الانتخابات الأميركية الماضية على خلفية أسباب معظمها اقتصادي، منها غلاء المعيشة وزيادة التضخم وارتفاع أسعار الوقود والكساد ومعدلات البطالة وغيرها.

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين العرب النفط الغاز أوبك أوبك أسواق النفط صادرات النفط والغاز العدوان الإسرائيلي على غزة طوفان الأقصى أسواق الطاقة دول العالم على الفور وغیرها من ماذا لو

إقرأ أيضاً:

أوبك تكذّب ما أوردته وول ستريت بشأن خفض السعودية أسعار النفط

نفت منظمة البلدان المصدرة للبترول" أوبك"٬ صحة ما أورده تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس الأربعاء، واصفة إياه بأنه "غير دقيق ومضلل تماما".

وذكر التقرير، أن وزير الطاقة السعودي عبدالعزيز بن سلمان٬ حذّر من احتمال انخفاض أسعار النفط إلى 50 دولارًا للبرميل إذا لم يلتزم أعضاء تحالف أوبك بلس بالقيود الإنتاجية المتفق عليها، وهو ما نفته المنظمة.

With reference to the Wall Street Journal (WSJ) article, dated 2 October 2024, titled "Saudi Oil Min Said Prices May Fall to $50/B if Others Cheat, Sources Say," the OPEC Secretariat categorically refutes the claims made within the story as wholly inaccurate and misleading.

The… — OPEC (@OPECSecretariat) October 2, 2024
وأوضحت أوبك، في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن "التقرير غير دقيق ومضلل"، وأنه "لم تكن هناك أي مكالمة جماعية بهذا الشأن".

ووفقاً للتقرير، زعمت الصحيفة أن الوزير السعودي استهدف في حديثه عن الإنتاج الزائد دولتي العراق وكازاخستان بشكل خاص. ومع ذلك، أكدت أوبك أن هذا الادعاء زائف ولم يحدث كما ورد في المقال.

The Saudi oil minister has said that prices could drop to as low as $50 per barrel as he called out OPEC+ members for overproducing https://t.co/VW6bJY75JE https://t.co/VW6bJY75JE — The Wall Street Journal (@WSJ) October 2, 2024
وأكدت منظمة أوبك، عدم حدوث أي مكالمة جماعية الأسبوع الماضي، كما لم يُعقد أي مؤتمر صوتي أو فيديو منذ اجتماع أوبك+ في 5 أيلول/سبتمبر الماضي.

وتجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف أوبك بلس، الذي يضم دول أوبك وحلفاءها بقيادة روسيا، لمراجعة أوضاع السوق، دون توقعات بتغييرات في السياسة النفطية.

ورغم تصاعد التوترات الجيوسياسية، فإن أسعار النفط تظل أقل من 75 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى لها منذ تسعة أشهر، نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي. وأدى هذا الانخفاض في الأسعار إلى تأجيل زيادة الإنتاج المقررة لشهرين إضافيين بعد اجتماع افتراضي عُقد الشهر الماضي، ليتم تمديدها حتى كانون الأول/ديسمبر القادم.

كانت مجموعة "أوبك بلس" قد اتفقت في حزيران/يونيو الماضي على البدء بتخفيف التخفيضات الطوعية للإنتاج في تشرين الأول/أكتوبر الجاري. ومع ذلك، أظهرت المملكة العربية السعودية سابقًا قدرتها على زيادة الإنتاج إذا لاحظت أن منتجين آخرين يستفيدون من جهودها للحفاظ على استقرار أسعار النفط.


في آذار/مارس 2020، شنت السعودية "حرب أسعار" مع روسيا، حيث قامت بزيادة إنتاج النفط إلى مستويات قياسية خلال جائحة كورونا. وهذه الخطوة أسهمت في تراجع أسعار النفط بنسبة 65% خلال الربع الأول من العام، حيث وصلت بعض الأسعار في الولايات المتحدة إلى مستويات سلبية لأول مرة في التاريخ.

وفي خطوة مماثلة عام 1986، اتخذت السعودية قرارًا آخر بزيادة الإنتاج لمعاقبة المنتجين الآخرين، مما أدى إلى انهيار أسعار النفط إلى أقل من 10 دولارات للبرميل.

مقالات مشابهة

  • هل تتأثر صادرات النفط الخليجي إلى آسيا بالتوترات الجيوسياسية؟
  • كيف ستؤثر توصيات أوبك بلس على أسعار النفط؟
  • أوبك تكذّب ما أوردته وول ستريت بشأن خفض السعودية أسعار النفط
  • ايران.. النمو الاقتصادي يبلغ 4.6% في الفصل الأول من العام
  • أوبك تفند هبوط سعر برميل النفط إلى 50 دولاراً: مضلل تماماً
  • "آرا للبترول" تستعرض تجاربها في "المؤتمر الدولي لجيولوجيي البترول"
  • حكومة اقليم كوردستان تكشف عن اجتماع ثلاثي مرتقب لاستئناف صادرات النفط
  • وزير الطاقة الإماراتي: أوبك+ يقوم بعمل “نبيل” يحمي العالم من الفوضى
  • ارتفاع أسعار النفط العالمي عقب هجوم إيران على إسرائيل
  • خبراء: نقل الهيدروجين في أنابيب النفط والغاز يحمل 4 مخاطر كارثية