بقلم: أياد السماوي ..

لا شّك أنّ توظيف الإعلام في الحروب يتمّثل في جزء كبير منه في (الدعاية) التي تستطيع أن تحشّد الرأي العام حول قضية ما بعينها من خلال المبالغة والتضليل والكذب في أسلوب عرض القضية ، وذلك لكسب التأييد والدعم ، ومن الأنماط الشائعة التي يستخدمها الأعداء في تضليل الرأي العام وتوجيهه بشكل يخدم العدو ، هو نقل تصريحات مجتزئة وإظهارها للرأي العام بطريقة مختلفة تماما عن جوهر الحديث الأصلي ، وهذا ما عمدت إليه وكالة رويتر الأمريكية للأنباء يوم أمس عندما اجتزئت حديثا منسوبا للبعثة الإيرانية في الأمم المتحدة بأنّ ( قواتنا لن تشتبك مع إسرائيل شريطة ألا تغامر بمهاجمتنا ومصالحنا ومواطنينا ) .

. ومن الطبيعي جدا أن تقوم بعض القنوات الفضائية بنقل جزء من هذا الحديث المجتزأ ، وخصوصا تلك القنوات التي تمارس هذا الدور الإعلامي المضاد ، مثل سكاي نيوز والجزيرة وغيرها ، والهدف من نقل هذا الحديث المجتزأ والمشوّه واضح تماما ولا يحتاج إلى عناء لمعرفة مقاصده ، فهو بالتأكيد لإعطاء صورة مشوّهة عن موقف الجمهورية الإسلامية الداعم الأول للقضية الفلسطينية ولنضال الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه المغتصبة واستعادة حقوقه المسلوبة ، وإظهارها بمظهر الدولة التي لا تعنيها سوى مصالحها ودفع الجميع للاحتراق من أجل ضمان هذه المصالح .. لكن أن تنبري قناة عراقية ( قناة الرابعة ) وتتبّنى نقل هذا الخبر المدسوس والمعروفة مقاصده وإخراجه للرأي العام العراقي بهذه الطريقة التي لا تخلو من الخبث المقصود ، فهذا أمر مؤسف حقا لقناة عراقية مثل قناة الرابعة ، خصوصا أنّها أخرجت الخبر بطريقة العاجل ، وكأنّها تريد أن تقول للرأي العام العراقي ، هذه هي إيران وهذه هي مواقفها ، فإياكم أيّها العراقيون الانزلاق وراء مخططات إيران التي لا تهمها سوى مصالحها .. مع العلم أنّ العالم بأسره يعلم علم اليقين أنّ كلّ هذا السلاح والمال الذي بيد المقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا هو من إيران ولا غير إيران ، بما في ذلك قناة الرابعة ومديرها السيد غزوان جاسم .. فيا ترى هل انخرطت قناة الرابعة مع الإعلام الأمريكي المضاد ؟؟؟
في ١٦ / ١٠ / ٢٠٢٣

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات قناة الرابعة

إقرأ أيضاً:

تعدد مسارات المرحلة الرابعة من التصعيد

المرحلة الرابعة كان لها الوقع الأكبر على صعيد تنفيذ العمليات النوعية ضد السفن التي اخترقت قرار حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة الذي فرضه اليمن عليها في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط لتضييق الخناق على العدو الصهيوني الذي ارتكب وما يزال أفظع الجرائم في غزة.

وما أدلى به متحدث القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، من تصريحات عن المرحلة الرابعة من التصعيد ضد العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً وبريطانياً وتأكيده بقوله "ستكون هناك عمليات كبيرة في قادم الأيام"، إلا مصداقاً لما يجري في الواقع من استهداف لكل ما له علاقة أو ارتباط بكيان العدو من سفن وبارجات ومدمرات في أي مكان تطاله القوات اليمنية.

وبالنظر لمجريات العمليات العسكرية اليمنية، فإن القوات المسلحة عندما دخلت معركة مباشرة مع العدو الصهيوني، تدرجت عملياتها بصورة منتظمة ودقيقة بدءاً بتنفيذ المرحلة الأولى التي أعلن اليمن رسمياً مشاركته في المعركة إلى جانب المقاومة الفلسطينية بغزة في 31 أكتوبر 2023، وأطلق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مروراً بالمرحلة الثانية التي استهدفت السفن الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي، وانتقلت للمرحلة الثالثة بالهجوم على سفن العدو في المحيط الهندي وطريق رأس الرجاء الصالح في الثلث الأخير من مارس 2024م.

جاءت المرحلة الرابعة من التصعيد التي تعددت مساراتها ونكلت بسفن العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني، وكانت أشد إيلاماً ووجعاً للأمريكي على وجه الخصوص، الذي فشل في حماية سفنه ومدمراته وبوارجه، سيما مع استهداف القوات المسلحة لكل سفينة تحاول العبور للموانئ الفلسطينية المحتلة، أو متوجهة إليها عبر البحرين المتوسط أو الأحمر، أو أي وجهة كانت، وفرض حظر على أي سفن تابعة لشركات مرتبطة أو لها علاقة بالإمداد والدخول لموانئ فلسطين من أي جنسية ولأي جهة تسير.

وما يؤكد فاعلية هذه المرحلة، اعتراف صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن القوات اليمنية تمتلك ترسانةَ أسلحة تتطور بشكل لافت، مستشهدة بغرق سفينة وإشعال النار في أُخرى في يونيو المنصرم، فضلاً عن إجبار حاملة الطائرات الأمريكية "إيزنهاور" على مغادرة البحر الأحمر بفعل ما تلقته من ضربات نوعية.

 وعلى ضوء ما يجري في فلسطين من مجازر وحرب إبادة من قبل كيان العدو الصهيوني، أعلن اليمن بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، خوض معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" التي غيرّت المعادلة على الأرض، وفرضت حصاراً اقتصادياً مؤثراً على الكيان الصهيوني، سيما مع تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد التي باتت آثارها شاهدة وواقعية في التنكيل شبه اليومي بسفن الأعداء وشن الهجمات المتوالية عليها.

 ولم يقتصر الأمر على إطلاق الصواريخ الباليستية والمسيرات فحسب، لكن المرحلة الرابعة من التصعيد حملت مفاجآت لم تكن في حسبان العدو الأمريكي، البريطاني، الصهيوني ولم يكن يتوقعها، حيث توّسعت العمليات ودخلت أسلحة نوعية كانت في طور الإعداد والتجهيز لمعركة "إسناد غزة" بدءاً من صاروخ "فلسطين" الباليستي مروراً بزورق "طوفان 1" ومن ثم صاروخ "حاطم2" الباليستي الفرط صوتي، وصولاً إلى زورق "طوفان المدمّر" الذي تم الكشف عنه مؤخراً ويتميز بقدرة تدميرية عالية وتكنولوجيا متقدمة.

 معركة اليمن وقواته المسلحة نصرة لفلسطين، تُدار بحنكة القيادة، وبات على العدو الأمريكي أن يُدرك عواقب تماديه ودعمه للكيان الصهيوني بالنظر إلى الخيارات اليمنية التي ما تزال مفتوحة والمفاجآت التي وعد بها السيد القائد وأبرزها تنفيذ المرحلتين الخامسة والسادسة من التصعيد واللتين ستدخلان المعركة مستقبلاً في حال بقي الوضع في غزة والأراضي المحتلة على ما هو عليه.

سبأ

 

 

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: الحديث بشأن تقاعد بايدن «غير صحيح»
  • أستاذ بـ«إعلام بنها» يدعو الحكومة الجديدة إلى تطبيق مبدأ الشفافية
  • تأثير التكنولوجيا ودورها في المجتمع الحديث
  • الصلاة الإبراهيمية .....التطرف المضاد!
  • حجم التبادل التجاري بين ايران وتركيا بلغ 2.3 مليار دولار خلال 5 اشهر
  • عماد الدين حسين: بيان مجلس أمناء الحوار الوطني موجه للرأي العام والحكومة وليس توصيات
  • الإعلام الإسرائيلي يرسم "سيناريو إيرانيا" قرب مصر
  • اختراق علمي جديد: لقاحات واعدة قد تقضي على الحصبة نهائيًا
  • لوبي الكونغرس الأمريكي: تحالفات كردية ومعارضة عراقية ضد بغداد
  • تعدد مسارات المرحلة الرابعة من التصعيد