ساقطون على أبواب غزة
"فرنسا تغمض عينيها عن جريمة حرب، ويوماً ما ستشعر بالعار لأنها قطعت النور عن غزة".
صار كل شيء يحيل على فلسطين، حتى مجرد كلمة على "فيسبوك"، باتت جرماً يستوجب الملاحقة. إلى هذا الحد أربكتهم المقاومة.
عرّت غزة أولئك الذين اعتلوا منابرنا يشرّعون لقتل أطفالنا وينظّرون، من دون أن يرف لهم جفن لـ"الحق الإسرائيلي" في إبادة شعبنا.
"هذا المساء، لن تكون هناك كلمة واحدة لرئيس الجمهورية (ماكرون) بشأن مليونَي فلسطيني محتجزين في غزة، محرومين من الماء والكهرباء والطعام".
الساقطون على أبواب غزة بلا عدد، وستكشف الأيام المقبلة "سقطات" كثيرة أخرى، فكلما اشتد الخناق وزمجر الأميركان أكثر، كلما اختفت القطط في مخابئها.
* * *
دوّن النائب الفرنسي دافيد غيرو، على صفحته في "فيسبوك" قائلاً: "هذا المساء، لن تكون هناك كلمة واحدة لرئيس الجمهورية (إيمانويل ماكرون) بشأن مليونَي فلسطيني محتجزين في غزة، محرومين من الماء والكهرباء والطعام".
وأضاف أن "فرنسا تغمض عينيها عن جريمة حرب، ويوماً ما ستشعر بالعار لأنها قطعت النور عن غزة".
يتجند الفرنسيون والألمان والأميركيون، وغيرهم كثير، وحتى أوكرانيا لدعم إسرائيل بكل ما استطاعوا من أنواع الدعم، حتى بالكذب والبهتان.
ويطلع علينا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، متأثراً بفظاعة الصور التي عرضها عليها الإسرائيليون، على أساس أنه حساس جداً مثلاً، ويرفض العنف. أما غزة فلا يرى صورها.
ما فضحته غزة وأشلاء أطفالها، أزال كل دهشة، ونزع كل ضباب حتى ترى أعيننا جيداً فظاعة المشهد على حقيقته. قرون طويلة من الكذب وادعاء الإنسانية والرحمة والديمقراطية فُضحت على أبواب غزة، وتساقط أمامها كثيرون.
عرّت غزة أولئك الذين اعتلوا منابرنا يشرّعون لقتل أطفالنا وينظّرون، من دون أن يرف لهم جفن لـ"الحق الإسرائيلي" في إبادة شعبنا.
في يومين سقطت أقنعة الإنسانية الكاذبة، تحرروا من كل وازع، إنساني أو ديني أو أخلاقي، أو حتى مصلحي، ووصل الأمر بهم إلى حد منع أعلام ترفرف أصبحت تقض مضاجعهم.
صار كل شيء يحيل على فلسطين، حتى مجرد كلمة على "فيسبوك"، باتت جرماً يستوجب الملاحقة. إلى هذا الحد أربكتهم المقاومة.
ولكن الأمر لا يتعلق بالغربيين فقط طبعاً، فكم من خناجر عربية خرجت من مخابئها، وكم من ألسنة طويلة خرست وأصوات كُتمت أنفاسها. أما عن ذاك البيان العربي التعيس الذي صدر عن جامعة الدول العربية فلا داعي للتعليق عليه أصلاً.
وحتى عندما خرجت أحزاب عربية تندد في حفلة دعم فلسطين المعتادة أمام الكاميرا، فقد كانت حريصة على ألا تختلط في ما بينها، مثلما حدث في تونس مثلاً، فلكل حزب مظاهرته ولكل منظمة داعموها، لا يوحدهم شيء، حتى المأساة التي ألمت بهم.
لقد كان الساقطون على أبواب غزة بلا عدد، وستكشف الأيام المقبلة "سقطات" كثيرة أخرى، فكلما اشتد الخناق وزمجر الأميركان أكثر، كلما اختفت القطط في مخابئها.
إلا أولئك الذين كانوا دائماً وراء المقاومة، فلن يذلّوا ولن يتراجعوا، نراهم كما عهدناهم بلا تردد في نصرة الحق الفلسطيني في كل لحظة، سينصفهم التاريخ وسيظهر حقهم طاول الزمان أو قصُر.
والأكيد أن المقاومين هناك لن يعوّلوا على من خبروهم طيلة عقود، تجار قضية وصانعي كراسي، وإلا لما نجحوا في شيء.
*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين غزة إسرائيل ماكرون طوفان الأقصى أطفال غزة العدوان الإسرائيلي على غزة على أبواب غزة
إقرأ أيضاً:
الأولمبية.. للاحتراف كلمة
بقلم : جعفر العلوجي ..
أصبحت الإدارة الرياضية إحدى العناصر المهمة التي يتأسس عليها الوصول الى المستويات العليا من الإنجاز ويوازي احترافها أهم الإدارات الاستراتيجية للتخطيط للمستقبل، فالإدارة الرياضية الناجحة هي التي تحدد المسارات الواضحة للوصول الى أفضل المنجزات، ويحتاج العمل فيها إلى أسلوب يعطي مفهوماً كاملاً عن المسؤولية وكيفية تكوين فريق عمل بأهداف طويلة المدى، وهو ما لمسناه تحديداً في إدارة الدكتور عقيل مفتن مع جميع الملفات الرياضية والتركة التي كان لا بد له من التعامل معها وتغييرها بالتدريج بإيمان مطلق وعلى حد قوله:
“إن المرحلة المقبلة يجب أن يكون العمل فيها منصباً على تعزيز مبدأ المصارحة والمكاشفة لأنها الوسيلة الأجدى لتحليل الواقع والوصول الى الهدف في تقدم وتطور الرياضة العراقية”.
وقد استثمر مفتن وكما هو عهدنا به، أن يكون حديثه بمنتهى الشفافية والوضوح اللتين دأب على الحديث بهما منذ اليوم الأول لتسنمه المنصب، التشخيص الدقيق لجميع مكامن الخلل في رياضة الإنجاز لدى الاتحادات الرياضية والأندية ومن ثم العمل على تصحيح المسار، التصحيح الذي يبدأ من الذات أولا وبالتغيير ثانياً وتجنب العودة الى الوراء.
الحقيقة لا يساورنا أدنى شك بأنها الآلية الجديدة التي أخذت طريقها ولمسها الجميع في حديث رئيس اللجنة الأولمبية بالاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية وما تمخض عنه من إشارات مهمة لخصت واقع الرياضة العراقية وما تحتاجه من متطلبات تخص الاتحادات والأندية الرياضية بوضوح مطلق وفق خريطة طريق يكون التقدم فيها وتحقيق نتائج إيجابية في اعتمادها تحديداً، لأنها أتت من دراسة عميقة استوعبت جميع الملفات ووضعت من قبل خبراء في الشأن الرياضي مع مراعاة التخطيط المرحلي وتقييم مراحل العمل بشكل مستمر حتى يتم إسقاط السلبيات وتعزيز الإيجابيات لتحقيق نقلة نوعية في المسيرة الرياضية، ليكون دخولنا الى المرحلة المقبلة مصاحباً ومتوازياً مع فكر إدارات الاتحادات والأندية المتغير وفق ما نريد جميعاً وننشد هو البحث عن جيل قادر جديد بطموح كبير نحو إعادة صورة ناصعة تعكس ثقة الجميع في المستقبل، بإحداث نهضة رياضية شاملة على مستوى الألعاب كافة وليس كرة القدم فحسبن والعمل مع الاتحادات والأندية ودعمها لوضع خطط طموحة ترتقي بالألعاب من خلال رعاية الموهوبين والواعدين ووضع منهاج وهدف فاعل لإقامة المعسكرات الداخلية والخارجية وزجهم في البطولات المهمة حتى يتسنى لنا اعتلاء منصات التتويج .
لقد حدد مفتن آلية السير ومن يريد أن ينضم إليها ولا يبتعد عائداً الى الخلف، لأنه سيكون وحيداً منعزلاً ومرفوضاً قطعاً من الجميع، ولنا ثقة تامة في أن استيعاب الحديث وفهمه كفيل بالتغيير المنشود.