موقع 24:
2025-04-07@14:20:57 GMT

العرب ونهج السلام

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

العرب ونهج السلام

الاتفاقيات الإبراهيمية أكدت أن الحل الوحيد للتحديات في الشرق الأوسط هو التعاون وليس الحرب

من ينكرون أن العرب ليسوا بشعوب سلام فعليهم أن يعيدوا التفكيرَ والبحث مرة أخرى كي يروا أننا أُمة مسالمة لا تحمل رايات الحروب، بل تنشر السلام والتعايش. ولهم في دولة الإمارات العربية المتحدة النموذج والبرهان، إذ تقوم سياستها الخارجية على نشر السلام بين شعوب العالم، وتؤكد ذلك من خلال سياستها الداخلية التي تسمح لجميع شعوب العالم بالعيش على أرضها بجوار المواطنين الإماراتيين في أمن وأمان وتعايش قل نظيره.

وفي هذا الإطار ترتكز مبادرة السلام العربية التي أطلقها المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، رحمه الله، أثناء انعقاد القمة العربية في بيروت عام 2002. ومما لا شك فيه أن المبادرة أقوى برهان على جنوح العرب للسلام في الشرق الأوسط بين الدول العربية بشكل عام وفلسطين بشكل خاص وبين إسرائيل وذلك لوضع حد لعقود من الحروب والكراهية.
ومَن يمعن النظر في بنود تلك المبادرة يوقن أنه لو تم تطبيقها لكانت الأوضاعُ في المنطقة بأسرها قد تغيرت خلال العقدين الماضيين. فقد طلب مجلس جامعة الدول العربية، من خلال المبادرة، من إسرائيل إعادة النظر في سياساتها وأن تجنح للسلم وتقوم بتطبيق قرارات الشرعية الدولية بما في ذلك الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو 1967، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان، والتوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يُتَّفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194. كما نصت المبادرة على قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى و«الوضع الخاص» في البلدان العربية المضيفة.
ومن أجل ضمان تطبيق العدالة في تلك المطالب، فقد نصت مبادرة السلام العربية على أنه في حال قبول الطرف الإسرائيلي بالمبادرة فإن الدول العربية ستعتبر النزاع العربي الإسرائيلي منتهياً، وتدخل في اتفاقيات سلام بينها وبين إسرائيل، مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة، وسيتم إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار السلام الشامل. وقد دعت المبادرةُ حكومةَ إسرائيل والإسرائيليين جميعاً إلى قبول المبادرة حمايةً لفرص السلام وحقناً للدماء، بما يمكّن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنباً إلى جنب، ويوفر للأجيال القادمة مستقبلاً آمناً يسوده الرخاء والاستقرار.
وفي إطار مبادرة السلام العربية جاءت أيضاً الاتفاقيات الإبراهيمية التي أطلقتها دولةُ الإمارات العربية المتحدة في عام 2020 بينها ومملكة البحرين من جانب وبين إسرائيل من جانب آخر قبل أن تنضم إليها المملكة المغربية ثم السودان. وجاءت الاتفاقيات لتؤكد أن الحل الوحيد للتحديات المطروحة في الشرق الأوسط هو التعاون وليس الحرب، وذلك في دعوة عامة إلى تحقيق السلام الدائم والاستقرار والازدهار. كما دعت الاتفاقيات إلى وقف خطط الضم الإسرائيلية لأراضي الضفة الغربية. والواضح من كافة تلك الجهود العربية أن العرب انتهجوا السلام طريقاً للتعايش ولنبذ الخلافات، وهو النهج الذي نحتاجه جميعاً في الوقت الحالي، إنهاءً للعنف وحقناً للدماء.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

هل ستختلف الدول العربية حول عيد الأضحى مثل حالة عيد الفطر؟

شهد العالم العربي هذا العام اختلافا في موعد عيد الفطر المبارك، حيث أعلنت دول مثل السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين والسودان ولبنان وفلسطين أن غرة شهر شوال، وبالتبعية أول أيام عيد الفطر، يوم الأحد 30 مارس/آذار.

على الجانب الآخر، أتمت كل من مصر والأردن والعراق وسوريا وسلطنة عُمان والجزائر والمغرب وتونس وليبيا شهر رمضان 30 يوما، وبالتبعية بدأت عيد الفطر يوم الاثنين 31 مارس/آذار.

تسبب ذلك في جدل اشتد في بعض من دول العالم العربي، وفي أثناء ذلك تناثرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أسئلة حول موعد عيد الأضحى، خاصة وأنه يتعلق بشعيرة الحج، فهل حقا ستختلف دول العالم العربي حول موعد عيد الأضحى مثلما فعلت مع عيد الفطر؟

مسار القمر يظهر في تغير أطواره ومواقعه في سماء الليل حيث تتجدد ملامحه يوما بعد يوم (شترستوك) قمر واحد.. مطالع مختلفة

لفهم الأمر بوضوح، دعنا نتعرف إلى دورة القمر، وهو ذلك المسار الذي يتخذه القمر حول الشمس كل حوالي 28 يومًا، ويفعل ذلك بشكل متكرر منذ ملايين السنوات.

على الأرض، يمكن لنا مراقبة هذا المسار، حيث يظهر في تغير أطوار القمر ومواقعه في سماء الليل، حيث تتجدد ملامحه يوما بعد يوم، من هلال إلى بدر، ثم يذبل عائدًا إلى محاقه.

ويمكن أن تخرج في أي من الشهور القادمة لتلاحظه، لكن لو قررت خلال الأيام التالية لهذا اليوم أن تحسب الفترة التي يقضيها القمر في السماء بعد غروب الشمس، ستلاحظ أنها تزيد يومًا بعد يوم بمقدار حوالي 50 دقيقة.

إعلان

يحدث ذلك بسبب أن القمر يدور حول الأرض، فيبدو لنا وكأنه يتحرك في السماء مبتعدًا عن الشمس يومًا بعد يوم.

لكن ماذا لو قررنا، نظريًا لغرض الفهم، أن نعيد الزمن للوراء يومًا بعد آخر؟ هنا سيقترب القمر من الشمس حتى يقف إلى جوارها في السماء.

تسمى تلك بلحظة الاقتران، وتكون هي أول الشهر القمري، لا يمكن لنا أن نرى القمر خلالها بالطبع، لكن الفقهاء والفلكيين يستخدمونها للتنبؤ ببداية الشهر الهجري.

فإذا كانت لحظة الاقتران قد حدثت بوقت كاف قبل خروج المختصين من الهيئات الشرعية لرصد الهلال ليلة الرؤية يوم 29 من الشهر الهجري، فإن ذلك يرجح بشكل كبير أن يتمكنوا من رصد الهلال ويعلن اليوم التالي أول أيام الشهر الهجري.

الدول التي لم تتم رمضان ستتم شوال حتما (رويترز) البحث عن ذي القعدة

الآن دعنا نقسم الدول بالأعلى إلى فريقين لتسهيل الفهم، وليكن الفريق الأول هو من بدأ عيده الأحد، والثاني هو من بدأ عيده يوم الاثنين.

في نهاية شهر شوال، ستكون لحظة الاقتران في تمام الساعة 22:31 بتوقيت مكة المكرمة يوم 27 أبريل/نيسان، وهذا هو يوم الرؤية بالنسبة للفريق الأول، وكما تلاحظ فإن ذلك يعني أن الاقتران سيحدث أصلا بعد الغروب، مما يعني أنهم لن يرونه بشكل مؤكد، الأمر الذي يعني بالتبعية أن دول الفريق الأول ستعلن اليوم التالي متمما لشهر شوال، وتكون بداية ذي القعدة يوم 29 أبريل/نيسان.

على الجانب الآخر، فإن دول الفريق الثاني ستخرج للبحث عن الهلال يوم 28 أبريل/نيسان (لأنها تأخرت يوما عن الفريق الأول)، وهنا سيكون قد مر على ولادة الهلال عند الغروب أكثر من 20 ساعة، وهي فترة كافية جدا ليبتعد الهلال عن الشمس ويرى بسهولة، بعينين مجردتين.

بالتالي فإن هذه الدول لن تتم شوال، وستعلن اليوم التالي غرة شهر ذي القعدة، وهو الموافق 29 أبريل/نيسان.

اتفاق محتمل جدا

وبذلك تتفق الدول العربية، بشكل شبه مؤكد على موعد غرة ذي القعدة، لكن الأمر لم ينته بعد، فلا تزال هناك حاجة لرصد هلال شهر ذي الحجة، الذي يحدد بالتبعية موعد عيد الأضحى.

إعلان

في هذه الحالة، يبدو أن التوفيق سيكون حليفا للدول العربية، حيث إن لحظة الاقتران فجر يوم 27 مايو/أيار، في تمام الساعة 6:02 صباحا بتوقيت مكة المكرمة، ويترك ذلك فترة كافية للكثير من الدول العربية أن ترى الهلال، ليس بالعين المجردة هذه المرة، لكن على الأقل عبر التلسكوب، وبالتالي يعلن اليوم التالي غرة ذي الحجة.

ويرجح ذلك أن تتفق الدول العربية هذا العام على غرة ذي الحجة، التي ستكون يوم 28 مايو/أيار المقبل، وبالتبعية يبدأ عيد الأضحى يوم 6 يونيو/حزيران القادم.

مقالات مشابهة

  • تأثر الدول العربية غداة إقرار ترامب التعريفات الجمركية
  • عبد الرزاق مقري: إنهاء المقاومة سيؤدي لتغوّل اليمين الصهيوني على العرب
  • هيئة الرأي العربية في كركوك ترحب بعودة البارتي: استوعبوا الدرس - عاجل
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تستهزئ بالدور الأوروبي.. وماكرون طالب نتيناهو باحترام الاتفاقيات مع لبنان
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تستهتر بالدور الأوروبي والفرنسي.. وماكرون حذر نتنياهو باحترام الاتفاقيات مع لبنان
  • هل ستختلف الدول العربية حول عيد الأضحى مثل حالة عيد الفطر؟
  • السلام.. ثقافة وطن ونهج مجتمعي أصيل
  • «باحث أمريكي»: الإعلام الإسرائيلي يهدف إلى شق الصف العربي بترويج قبول دول استقبال الفلسطينيين
  • الأمين العام لجامعة الدول العربية: إسرائيل تعمد إلى خرق الاتفاقات الموقعة واستباحة الدول