سبب أساسي يجعل الأميركي يخشى تدخل حزب الله في الحرب
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
كتب محمد علوش في" الديار": منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، وضعت الولايات المتحدة الأميركية هدفاً أساسياً لها هو منع حزب الله من التورط في المواجهة الحالية، من خلال مجموعة من الضغوط التي تمارسها على الجهات الرسمية اللبنانية، بالتزامن مع التحذيرات والتهديدات التي يطلقها مجموعة من المسؤولين الرسميين الأميركيين.
وفي حين لم تتلقّ واشنطن أي جواب حاسم على ما تطرحه من جانب الحزب، الذي يعتبر أنه غير مضطر الى ذلك بطبيعة الحال، كان من الواضح من خلال العمليات التي نفذها على مدى الأسبوع المنصرم، أنه يرفض البقاء على الحياد، ولو لم يخرج ما يقوم به من تحركات عن إطار القواعد التي تمنع الذهاب إلى المواجهة الشاملة.
في هذا السياق، يبدو أن الهدف الأميركي مما تقوم به الإدارة هو تفادي الذهاب إلى مواجهة شاملة على مستوى المنطقة، بالتزامن مع منح العدو الاسرائيلي الغطاء من أجل القيام بعملية عسكرية ضد حماس، تسمح لها بـ "إستعادة هيبتها"، فواشنطن لا ترى مصلحة لها في هكذا مواجهة سيكون لها تداعيات كبيرة على عدة مستويات، تبدأ من احتمال تحول جنودها في المنطقة إلى أهداف عسكرية، ولا تنتهي عند عدم قدرة "تل أبيب" على خوض مواجهة على أكثر من جبهة، بل تشمل أيضاً مشاريع التطبيع في العلاقات العربية – "الإسرائيلية" التي ترعاها، والتي تنتظر الإدارة الأميركية انتهاء الحرب الحالية من أجل استعادة مسارها بعد حصول تغييرات في الهرمية الاسرائيلية.
وتعتبر واشنطن أن الطرف الأكثر قدرة على إحداث فرق في المعادلة العسكرية هو حزب الله، على اعتبار أن التصعيد في الجبهة الجنوبية هو الأكثر ترجيحاً، على عكس ما هو الحال على باقي الجبهات، لا سيما أن الحزب يستطيع الاستمرار في حالة الإشغال الحالية طويلاً، تحت عنوان الحق في تحرير الأراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة.
وبحسب المصادر فإن أمام الأميركيين خيارين لا ثالث لهما:
- الأول: توجيه الأوامر "للأسرائيليين "لتخفيف حدة المعركة تمهيداً لوقفها.
- الثاني: السماح باشتعال المنطقة والدخول بالحرب بشكل مباشر، وهذا الأمر في حال حصل سنكون أمام مشهد عسكري لم تشهد له المنطقة مثيلاً، ولن يكون حزب الله وحده من يدخل الحرب، إذ عندئذ ربما نكون أمام حرب عالمية مصغرة.
وتكشف المصادر أن المسؤولين الأميركيين، بدءاً من وزارة الخارجية وكل أذرعها يعملون لمنع التصعيد، والسفيرة الأميركية في بيروت تصول وتجول وتلتقي كل من قد يؤثر على حزب الله لمنع التدخل، لكن ما على السفيرة الأميركية وإدارتها معرفته هو ما قاله الرئيس نبيه بري في اليوم الأول: "تحدثوا مع الاسرائيليين".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
خطط لأجرأ عملية ضد الجيش الأميركي في العراق.. من هو علي دقدوق؟
أسفر هجوم جوي إسرائيلي حصل مؤخرا في سوريا عن مقتل علي موسى دقدوق القيادي البارز في جماعة حزب الله اللبنانية والعقل المدبر لواحدة من أكثر الهجمات جرأة وتعقيدا ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، وفقا لمسؤول دفاعي أميركي رفيع تحدث لشبكة "إن بي سي" الإخبارية.
وقال المسؤول الأميركي إن تفاصيل الهجوم الجوي الإسرائيلي لا تزال غير متوفرة، وليس من الواضح متى وقع الهجوم، وأين في سوريا، أو ما إذا كان قد استهدف دقدوق بشكل محدد.
ولم يرد المتحدث باسم البنتاغون على الفور على طلب الشبكة الأميركية للتعليق. أما السفارة الإسرائيلية في واشنطن فقد أحالت الأسئلة إلى الجيش، الذي لم يرد على الفور، بحسب الشبكة.
لكن مصدرا أمنيا لبنانيا والمرصد السوري لحقوق الإنسان كانا قد تحدثا لوكالة فرانس برس في الـ11 من الشهر الجاري وأكدا أن دقدوق "مسؤول ملف الجولان" في حزب الله أصيب جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة السيدة زينب جنوب دمشق في الـ10 من نوفمبر.
واستهدفت الغارة مبنى "تقطنه عائلات لبنانية وعناصر من حزب الله" المدعوم من إيران، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم قيادي آخر من الحزب، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "مسؤول ملف الجولان في حزب الله علي دقدوق أصيب جراء الغارة الإسرائيلية"، مشيرا الى أن القيادي الآخر "المهم" الذي قتل في الغارة هو "لبناني الجنسية وينشط في سوريا"، من دون أن يحدد هويته.
وأكد مصدر أمني لبناني لفرانس برس أن دقدوق "أصيب لكنه لم يقتل".
من هو دقدوق؟وفقا لمعهد دراسات الحرب فقد انضم دقدوق إلى حزب الله اللبناني في عام 1983، وبعد فترة وجيزة جرى تعيينه لقيادة وحدة العمليات الخاصة للحزب في لبنان.
سرعان ما ارتقى دقدوق في الرتب وقام بتنسيق العمليات في قطاعات كبيرة من لبنان وكان مسؤولا أيضا عن تنسيق الأمن الشخصي لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي قتل في غارة جوية إسرائيلية هذا العام.
في يوليو من عام 2007 أعلن الجيش الأميركي القبض على دقدوق في جنوب العراق. وأكدت الولايات المتحدة أنه عنصر في حزب الله اللبناني جاء إلى العراق لتدريب متمردين بمساعدة فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني.
اتهمت الولايات المتحدة دقدوق، الملقب بحميد محمد جبور اللامي، بالضلوع في هجوم حصل في يناير 2007 في مدينة كربلاء بجنوب بغداد وقتل فيه مسلحون جنديا أميركيا وخطفوا أربعة آخرين قبل أن يقتلوهم لاحقا.
وقالت الولايات المتحدة إن "قيادة حزب الله اللبناني أرسلت دقدوق في عام 2005 إلى إيران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين".
قبيل انسحابها من العراق في 2011، أعلنت واشنطن تسليم دقدوق للسلطات العراقية، بعد حصولها على ضمانات من الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في حينها بأنه "سيلاحق على جرائمه".
وكان دقدوق آخر معتقل تسلمه الولايات المتحدة لبغداد قبل أن تنسحب من هذا البلد.
أثارت خطوة تسليم للسلطات العراقية غضبا بين عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي في واشنطن مؤكدين أنه "يرسل مؤشرا سلبيا إلى حلفائنا وأعدائنا في المنطقة".
وأكد هؤلاء ومن ضمنهم زعيم الأقلية الجمهورية السابق ميتش ماك كونيل والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية جون ماكين "أنها لفضيحة أن يتم تسليم دقدوق الإرهابي إلى الحكومة العراقية عوضا عن إحالته الى محكمة عسكرية أميركية لمحاسبته على جرائمه".
وأضافوا أننا "نشعر بالقلق الشديد لفكرة أن دقدوق لن يحاسب يوما على ضلوعه في مقتل مواطنين أميركيين، وأنه سيصار إلى الإفراج عنه من جانب العراقيين لأسباب سياسية وسيستأنف بعدها القتال ضد الولايات المتحدة وأصدقائنا".
وأوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم كشف اسمه لفرانس برس في حينه أن "الحكومة العراقية رفضت أي حديث عن ترحيله إلى غوانتانامو".
وبالفعل قررت المحكمة الجنائية المركزية العراقية في 2012 إطلاق سراح دقدوق "لعدم توفر أي دليل لإدانته" ليعود لبيروت بعدها.
في 2019 أعلن الجيش الإسرائيلي أنه كشف وحدة أقامها حزب الله مؤخرا عبر خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان السورية يرأسها دقدوق.
وقالت إسرائيل إن الوحدة الجديدة التي وصفتها بـ"الخطة السرية" لحزب الله، تم إنشاؤها "لمحاولة إعادة انشاء وتموضع وحدة سرية لتكون قادرة على العمل ضد إسرائيل" وفق ما نشر المتحدث العسكري باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على تويتر.